فلسطين تحت الحكم الفارسي

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث


فلسطين تحت الحكم الفارسي
خريطة فلسطين تحت الحكم الفارسي
كانت الأرض الفلسطينية في العصور القديمة تقع ضمن بلاد "الشام" الكبرى، وكانت هذه الأرض المباركة قد دخلت تحت السيطرة اليهودية عندما قام "طالوت" وجنوده بدخول أرض "الشام" بعد انتصارهم على جيوش العمالقة، وكان "داود" ـ عليه السلام ـ ضمن جيش "طالوت"، وعندما استطاع "داود" ـ عليه السلام ـ القضاء على "جالوت" وقتله، أشركه "طالوت" في ملكه وزوّجه من ابنته، وما لبث أن تنازل له عن ملكه كله، وأصبحت بلاد "الشام" مملكة خاضعة لداود ـ عليه السلام ـ وابنه "سليمان" من بعده، فاتخذ من "بيت المقدس" عاصمة لمملكته، ويعتبر عصر "داود" و"سليمان" ـ عليهما السلام ـ العصر الذهبي لبيت المقدس؛ فقد قامت على أرضه دولة إسلامية، مكّن الله لها تمكينًا لم يتكرر في حياة البشرية إلا على عهد النبي "محمد" صلى الله عليه وسلم، ودولة الإسلام الأولى من بعده.
وبعد أن تولى "سليمان" ـ عليه السلام ـ المُلك قام ببناء "بيت المقدس" وتجديد وإكمال "المسجد الأقصى"، وقام بتجديد وعمل إضافات له.

السيطرة الفارسية على فلسطين:

وظلت "فلسطين" تحت سيطرة اليهود من ولاية "داود" ـ عليه السلام ـ عليها منذ نحو سنة (1000 ق. م) إلى أن اجتاحتها الجيوش الفارسية سنة (586 ق. م) واستطاعوا فرض سيطرتهم على "فلسطين" و"بلاد الشام" بأكملها، ودمرت مملكة "بيت المقدس"، وخرب الحصون، وحرقت التوراة، وأخذت الأموال، وقتلت كثيرًا من اليهود المقاتلة، وسبت الذرية ونقلتهم إلى بلاد "بابل"، وهو ما يعرف في التاريخ بالسبي البابلي.
وظلت بلاد بيت المقدس خرابًا، فلما مرت سبعون سنة قام ملك من ملوك بلاد فارس بتجهيز ألف عامل وقيل ثلاثة آلاف، وما يصلح من أدوات العمل، فسار الجمع إلى "بيت المقدس"، ورد الله الحياة إلى البلاد مرة أخرى.
وقيل إن هذا الملك هو" قورش" الذي قام سنة (538 ق. م) بالسماح للأسرى اليهود في بابل أن يرجع من أراد منهم أن يرجع إلى "أورشليم"، وأمر ببناء الهيكل.


وقيل إن الذي بنى "بيت المقدس" ثانية بعد خرابها على يد "بخت نصر" هو "بشاسب" الذي كان قد بلغه عن بلاد "الشام" بأنها خراب، وأن السباع قد كثرت في بلاد "فلسطين"، فلم يبق فيها من الإنس أحد، فنادى في أرض "بابل" على "بنى إسرائيل"، من شاء منهم أن يرجع إلىالشام" فليرجع، وملّك عليهم رجلاً من آل "داود" ـ عليه السلام ـ وأمره أن يعمر "بيت المقدس"، ويبنى مسجدها، فرجع "بنو إسرائيل" إلى "بيت المقدس" وعمروها.
وفى العهد الفارسي شهدت "سوريا" و"فلسطين" فترة من السلام والازدهار بفضل العديد من الإصلاحات التي قام بها ملوك "فارس" وخاصة ملكهم "داريوس"، الذي قام بدمج كل من "سوريا" و"فلسطين" و"قبرص" في ولاية واحدة، وجعلها الخامسة بين الولايات الفارسية التي تتكون منها المملكة الفارسية في ذلك الوقت، وأطلق عليها اسم "عبرنهرا " ـ أي ما وراء النهرـ وهي البلاد الواقعة غربي "نهر الفرات"، وجعل من مدينة "دمشق" عاصمة لها، ثم قام بتقسيمها إلى ألوية أو مرزبانات، ومنح هذه المناطق قسطًا كبيرًا من الحكم الذاتي المحلي مع إخضاعها لمراقبة مركزية، حيث كان يحرص هذا الملك على تعيين حكام من أهل البلاد، ولكنه كان يرفق معهم بعض المستشارين، ويكثر من إرسال المفتشين من الجنس الفارسي للتأكد من السيطرة الفارسية على هذه المناطق، مع التأكد من تطبيق القوانين وانتشار الأمن في هذه المناطق، كما قام هذا الملك بإنشاء العديد من الشبكات الممتازة من الطرق لتسهيل الحركة التجارية، ووضع القوانين الحقوقية والأنظمة النقدية اللازمة لضمان سير الحياة في تلك النواحي.
وقد قسم الفرس بلاد "الشام" و"فلسطين" على النحو التالي: "حماة"، "أرواد"،"طرابلس" ،"جبيل"، "ماسياس"، "صيدا"، "صور" ،"دمشق" ،"حوران" ،"قرنايم" ،"الجليل" ،"جلعاد"، "السامرة"، "دور"، "عمون"، "مآب"، "يهودا" ،"إيدوميا" ،"أسدود"، "النقب".

نهاية الحكم الفارسي:

وظلت بلاد "الشام" و"فلسطين" تحت الحكم الفارسي،وبلغ من اهتمام"الفرس "ببلاد "الشام" و"فلسطين" وإدارتها جيدًا أنه لم تقم ضدهم أي ثورات خلال حكمهم الطويل في القرنين السادس والخامس قبل الميلاد، حتى اجتاحتها جيوش "الإسكندر الأكبر المقدوني" في عهد "دار بن بهمن بن إسفنديار بن بشتاس" بعد أن دام ملكه أربع عشرة سنة،وتفرق مُلك "الروم" بعد أن كان مجتمعًا.

موضوعات ذات صلة