من التراث

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
من التراث


رسالة الأزهر في اليابان دعوة إلى إيفاد بعثة إسلامية على جناح السرعة

بقلم مسلم

مقدمة

في معرض جمعنا للوثائق عن تاريخ الإسلام في اليابان والعلاقات اليابانية الإسلامية قدم لنا فضيلة الشيخ عصام تليمة مستشار فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي ، قدم لنا هذه الوثيقة التي كتبت قبل ثمانين سنة ، وهي موقعة بقلم (مسلم) والتي تدعو علماء الأزهر الشريف للذهاب إلى اليابان ودعوة الشعب الياباني للإسلام .

وعند قراءة هذه المقالة خرجت بإنطباع أن الذي كتبها هو من يعرف جيداً اليابان والدعوة الإسلامية فيها ، بل من يكون قد عاش في اليابان فترة قليلة أو كثيرة .

وقد إستعرضت الأسماء الثلاثة التالية التي يكون أحدها هو الذي كتب المقالة ، فقد يكون عبد الرشيد إبراهيم الداعية التتاري من روسيا هو الذي كتبها حيث أنه ألقى محاضرة في الشبان المسلمين في القاهرة بنفس الفترة عن السيد جمال الدين الأفغاني..

أو أن يكون الكاتب هو علي أحمد الجرجاوي المصري الذي زار اليابان عام 1906 م وكتب (الرحلة اليابانية)،أو يكون هو السيد أحمد فضلي الداعية المصري الذي ذهب إلى اليابان عام 1908م وأقام فيها وتزوج يابانية وكان له نشاط في الدعوة الإسلامية في اليابان ثم عاد إلى مصر .وإني أرجح أن يكون أحمد فضلي هو الكاتب لأن المقالة تتسم بالحماس والدقة والمعرفة بأحوال اليابان .

د. صالح مهدي السامرائي Salihsamarrai3232@gmail.com 11/2/2013 م

الوقت من ذهب وهو أيضاً كالسيف واليابان اليوم على عظمتها الحربية والإجتماعية والفكرية..أمة وثنية سودها إيمانها بدين الأجداد في المشرق والمغرب .. وهي اليوم غير الأمس .

والوثنية التي رافقتها في رقدتها الطويلة ثم في نهضتها المجيدة لم تعد لها بعد أن ارتقى وتحرر الفكر الياباني تلك السيطرة القديمة .. ولم يعد الإمبراطور الياباني إلهاً سليل الآلهة .

ولم يعد ياباني اليوم دون شك وهو يحني هامته أمام صنم بوذا أو غير بوذا شديد الإعتقاد في ألوهية وقدرة هذا الحجر الأصم الذي نحته بيده .. الذي خلقه ولم يخلقه .. الذي لا يملك نفعاً ولا ضراً . كما كان يعتقد جده ياباني الأمس العميق الإيمان .

لست أقول أن اليابان التي ركلت عصبة الأمم بقدميها وأزعجت أوربا بعظمتها وجبروتها .. غير مؤمنة! إنها شديدة الإيمان (ولم تفز أمة من غير إيمان) . غير أن هذا الإيمان بعقائد الأجداد وفيها مبادئ وأفكار سامية .

سيصدعه العقل الحر عاجلاً أو آجلاً وسيحطمه . فما كانت عبادة الأصنام إلا للإنسان في طفولته الأولى ! ومتى تحطم هذا الإيمان القوي فستتحطم الإمبراطورية اليابانية العتيدة وتصبح أثراً بعد عين لإنهيار (إيمانها) الذي فل الحديد ودك الروامي الشامخات .

ومن الجهة الأوروبية والأمريكية يتبارى المبشرون المسيحيون بهمة ونشاط عظيمين فهم يملأون السهول والجبال باليابان أملاً في تنصير اليابانيين الأقوياء وهيهات .. لقد ظفروا بعدد من الفتيات والفتيان بأساليبهم المعروفة لدينا في مصر .

ومع ذلك مازالت اليابان عميقة الإيمان ببوذيتها عن بكرة أبيها . حقيقة أن المسيحية قائمة على المحبة فأين هي هذه المحبة والمساواة بين شعوب أوروبا وأمريكة والشعوب الشرقية الملونة (المنحطة) من سوداء وسمراء وصفراء !المسيحية منها والمسلمة ؟! وأين الصفح والتسامح والمحبة التي نادى بها رسول الله عيسى بن مريم عليه السلام .

وشعوب أوربا وأمريكا تتأهب لخوض غمار المجزرة القادمة ؟ لئن كانت المسيحية ومبادؤها صالحة لأن تجعل المحبة أمراً واقعاً دون التعرض لعقائد التثليث وغيره ، فلن تكون هذه الصلاحية إلا في فردوس وبين ملائكة دون الأرض والبشر فطبائع البشر لن تتغير وهي لن تلتئم معها بحال من الأحوال ! ان لم تصدقوا فاسألوا هتلر وموسوليني وألمانيا النازية واسألوا عن العطلة والفسق والفساد في أوروبا المسيحية المضطربة المنزعجة .

حسبنا أن الجزائر كانت بلاداً عربية صميمة يرفرف علم الله فوقها وتخفق قلوب أهلها بالعطف والخير والرحمة وتضرب الأمثال بعفة فتياتها حتى غزتها فرنسة المسيحية الصميمة !!

فقلب عفتها عاراً وملأتها بصنوف الفسق والفجور وكم يبكي المرء حزناً حين يرى الجزائريات سليلات العفة والشمم والاباء . يعملن في المواخير والمراقص الفرنسية (المسيحية) وغيرها .

عقيدتي في المسيحية أنها في عقائدها الأولى كما نزل بها عيسى بن مريم دون تحريف .. دين أنزل لخمد شوكة الرومان وأمم الأرض المتجبرة إذ ذاك ووضع أنوفها المتعجرفة في الرغام ، تمهيداً لدين الفطرة البشرية ورسالة سيد البشر وخاتم الأنبياء محمد بن عبدالله النبي الأمي صلوات الله عليه .

فالمسيحية التي حطمت المجد الروماني هي التي قد تحطم المجد الياباني ، وهي التي قد ترمي باليابان في بحر من الجهل والقرون المظلمة والتعصب الأعمى كما رمت برومة من قبل .. وهي التي قد تردى اليابان الوثنية العظيمة في الهوة التي ألقت فيها رومة الوثنية من قبل ، مع الفارق بين الدين الروماني المنحط والدين الياباني الذي تسمو بعض مبادئه حتى تتفق والإسلام ..

والذي لا ينقصه إلا تحطيم الأصنام وتهذيب العقائد اليابانية تهذيباً كبيراً يتحقق بعدها حلم مصطفى كامل عن (اليابان الإسلامية) وما ذلك ببعيد بل ان المرء لينطلق في سماء المستقبل أبعد من ذلك ، وما ذلك على الله بعزيز .

إن اليابان اليوم في جهادها وعظمتها في حاجة إلى دين سماوي غير عبادة الأصنام وهي تقلب وجهها فترى أوربة المسيحية وعلى رأسها رومة (لا تدير الخد الأيمن لمن يضربها على الأيسر) وتنتصر وتتسلح وتعود لمبادئ الإسلام فعلاً في إرجاع المرأة إلى المنزل وتقدير العفاف (المانية) وفي كل شيء عملي وان كانت مسيحية اسماً .

فهل فكر مبشر مسلم في النزوح إلى اليابان التي لم يكن بها إلى بضع سنوات شيء معروف عن الإسلام؟ فهل فكرت مشيخة الأزهر ورجال الأزهر والحكومات الإسلامية في إرسال بعثات إسلامية وخاصة إلى اليابان ؟

كلا وألف كلا فشيوخنا وقادتنا وساستنا قد شغلوا بالنزاع الحزبي والهتاف بيحيا فلان ويسقط فلان ، لئن ظل المسلمون يغطون في نومهم وظل المبشرون الأوربيون في جهادهم الهائل فقد لا قدر الله تتنصر اليابان ويقضى قضاء مبرماً وفناءً أبدياً على ذلك المجد العريض الذي يفخر به الشرق ويعد عدته الوحيدة أمام أوربا الطاغية .

لتكن أولى رسائل الأزهر بعثة إسلامية إلى (اليابان) والشرق الذي لا يفقه شيئاً عن حقيقة الإسلام .

فلنتأمل الآن قليلاً اليابان العظيمة نجدها ما زالت دولة شرقية مؤمنة روحية قبل أن تكون مادية . هذا الجنرال الياباني والعامل الياباني كلاهما يخلع نعليه عند دخول الهيكل بل البيت الذي يسكنه .

قال تعالى (فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى) وكلاهما يجلس على الأرض على الطريقة العربية البسيطة ويطيع الزعماء كما قال تعالى (وأطيعوا الله ورسوله وأولى الأمر منكم)، ثم هما من أمة عميقة الإيمان ببوذيتها التي ورثتها عن الأجداد ثم أخيراً اليابان ..

تلك الأمة المؤمنة الباسلة يهتف زعماؤها بهتاف القرآن الكريم (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) فيلبي اليابانيون النداء حربياً وإقتصادياً وفكرياً وثم هم القوم (الذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون) ، كأنهم الذين عناهم القرآن بتلك الآية الشريفة

ولست أملك إلا أن أروي لكم هذه البرقية التي نشرتها الصحف منذ شهور:

اجتازت طيارات يابانية الحدود الروسية وتوغلت فيها فعزمت الروسية على إرسال مذكرة بالإحتجاج الشديد . ثم هذه البرقية وقد نشرت بعدها بأيام لا أذكر عددها جيداً .
اجتازت طيارات روسية حدود الاملاك اليابانية فأطلقت الطيارات اليابانية عليها النار. فالروسيون قد قنعوا بـ (نحتج بشدة) أما اليابانيون فقد هتفت قلوبهم بالآية الشريفة (الذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون) وإن لم تهتف بها ألسنتهم فقد هتف بها لسان حالهم ! فقصفت مدافعهم وأز رصاصهم والسيف أصدق أنباء من الكتب .

اليابان اليوم في حاجة شديدة إلى الإسلام وحده وإذا كان إيمانها بأصنام الآباء والأجداد هو الذي سودها في الخافتين . فأي معجزات ستتمها يا الله على يدها حين تؤمن بك وحدك وبوحدانيتك وعظمتك ؟ وجبروتك وملكوتك ؟ وأزليتك وصمدانيتك ؟

لقد إنتشل الإسلام العرب من وهدة الجاهلية والهمجية فإذا هؤلاء (الأجلاف الجاهليون) أصبحوا في ما يقارب من نصف قرن سادة إمبراطورية مترامية الأطراف تتضاءل أمام عظمتها إمبراطوريات العالم .

وتمتد وينطلق منها إنطلاق السهام صناديد من العرب يهزون العالم ويبدلون ما شاءوا في خريطته بسيوفهم في أيديهم وقرآن الله الكريم في قلوبهم . حتى أعلوا كلمة الله وأضاءوا نور الله على القارات الثلاث (ويأبى الله إلا أن يتم نوره) .

فإذا كان الإسلام قد جعل من هؤلاء الأعراب (الجاهليين) غزاة يفتحون العالم القديم المعروف يومئذ في نصف قرن .وينشرون ألوية السلم والرحمة والعلم والعمران فوق ربوعه فأي عظمة وأي مجد هذا الذي سوف تصل إليه اليابان الحديثة المفكرة الراقية المجيدة بمبادئ الإسلام الرائعة وقرآنه الخالد ؟ وأي فتح هذا الذي سيفتح الله به على اليابان الإسلامية وأي عزة وفخار وعلم ومنعة وشدة وبأس ؟

سيجد اليابانيون في الإسلام ديناً يكثر نسلهم بمبادئه التي منها تعدد الزوجات وسيجدون ديناً يأمرهم بالجهاد والسعي ويحتم عليهم أن يكونوا أقوياء ويحبب إليهم الإستشهاد ويأبى عليهم الضيم وينظف أجسامهم وينظم زكاتهم ويبارك جهادهم ويسكن زلازل بلادهم إلى الأبد (ولايعتبر كل امرئٍ ذلك مجرد خيال فإعتقادي ثابت بأن الزلازل والبراكين والمجاعات والحروب ضربات يضرب الله بها البشر ، ولي عودة إلى ذلك).

ستجد اليابان في الإسلام منقذها وهي على شفا جرف هار وستجد فيه مجدد مجدها وعظمتها وغزوها على صورة ما عهدها التاريخ وستملك ناصية البر والبحر .

هلموا يا أشبال الجامعة الأزهرية وخذوا بيد اليابان إلى النور الجديد .هلموا وأورثوا دين الله لهذه الدولة الفتية فقد شاخ الشرق وكاد يموت بما يناخ عليه كل يوم من مدنية أوربية زائفة فاسدة .

حرام أن تكون لكل حكومات الغرب هيئات تبشيرية ولا يكون لنا أي هيئة وحرام أن يستأثر المبشرون المسيحيون باليابان دون أن يكون إلى جانبهم مبشر مسلم أو كتب إسلامية .

هيا يا قوم فاليابانيون ينتظرون الإسلام هيا أيها الأغنياء فاليابانيون متعطشون إلى دين سماوي . دين غير وثني يروي نفوسهم الظمأى للإيمان . على أن لا يحطم أمجادهم وإمبراطوريتهم ولا دين يحقق لهم ذلك غير الإسلام هيا أيها المبشرون المسلمون فالمبشرون المسيحيون يملأون اليابان ويعملون معاولهم في تقويضها كما قوضوا مجد الصين من قبل وعليكم إنقاذها .

هيا أيها الأغنياء وبناة المساجد في مصر فها هي اليابان ليس بها مسجد واحد يغري القوم ببساطته وبساطة الإسلام وسماحة الإسلام ، وهم قوم بساطة وسماحة وقوة وليفهمهم قليلاً عن الإسلام .

هيا لنفتح التبرعات أو ليقم أغنياؤنا بهذا الأمر الخطير:

(إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر) من منكم أيها المحسنون سيتقدم الصفوف ويبني مسجد طوكيو . ومسجد يوكوهاما . ومسجد ناجازاكي . هيا بعض المال وقليلاً من الجرأة والله يبارك أعمالكم .

أما أنتم يا أسود الجامعة الأزهرية لا يشغلكم شاغل عن الجهاد في سبيل الله . اشتغلوا وقادين وفحامين في البواخر وسافروا حتى إذا وصلتم عروس المحيط الهادي وفخر الشرق حتى إذا وصلتم اليابان اشتغلوا باعة وحمالين وصناعاً ليس لديكم عذر .

أما نحن فسامحكم الله على ما فرطتم في حقنا . كثيرون منا يريدون بيع أرواحهم لله والسفر لليابان ولكننا والخزي يقتلنا لا نعرف شيئاً عن الإسلام إلا أننا مسلمون .

توكلوا على الله وأقرأوا قول الله تعالى (قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم واخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين)

وليفهم كل منكم أنه خُلِقَ ليكون رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وليكن منكم أولئك الأبطال الذين سيحطمون الأصنام في هياكل اليابان وهو يتلون (قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً) والذين على أيديهم سيبزغ فجر الإسلام على الجزر اليابانية فينقذون إيمان تلك الأمة الباسلة من يد الحدثان . ويضعون صخرة الأساس لعظمة اليابان الإسلامية المؤمنة التي ستبدأ جهادها المجيد وإمبراطوريتها العظيمة في ظل الإسلام وكتاب الله ..

اليابان الإسلامية المؤمنة العميقة الإيمان التي تجدد شباب الإسلام والإمبراطورية العربية فإذا العدل والإسلام في نصابيهما وإذا الظلم أثر بعد عين .

للمزيد عن الإخوان والعالم

الإخوان حول العالم

الإخوان في السودان | الإخوان في ليبيا | الإخوان في الجزائر | الإخوان في تونس | الإخوان في المغرب | الإخوان في موريتانيا | الإخوان في قطر| الإخوان في فلسطين | الإخوان في الأردن | الإخوان في سوريا | الإخوان في لبنان | الإخوان في اليمن | الإخوان في العراق | الإخوان في البحرين| الإخوان في السعودية | الإخوان في الكويت | الإخوان في الإمارات | الإخوان في إيران | الإخوان في تركيا | الإخوان في إندونيسيا | الجماعة الإسلامية في باكستان | الإخوان في البوسنة والهرسك | جماعة الإخوان المسلمين وعلاقتها بأفغانستان| الإخوان في الصومال | الإخوان في جيبوتي | الإخوان في نيجيريا | الإخوان في السنغال الإخوان في بريطانيا | الإخوان في فرنسا | الإخوان في ألمانيا | الإخوان في أسبانيا | الإخوان في الولايات المتحدة الأمريكية | الإخوان في باقي دول العالم

كتب متعلقة

ملفات متعلقة

أبحاث متعلقة

تابع أبحاث متعلقة

مقالات متعلقة

أحداث في صور

.