مكتب الإرشاد وتطوره في مرحلة الثمانينات

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
مكتب الإرشاد وتطوره في مرحلة الثمانينات

مركز الدراسات التاريخية

ويكيبيديا الإخوان المسلمين

بقلم: عبده مصطفى دسوقي

مقدمة

جاءت أحداث سبتمبر 1981م صادمه لكل القوى السياسية، حيث قرر الرئيس السادات القيام بها ضد ما تصوره أعداءه وخصومه المناوئين لتحركاته السياسية. وقد شملت الاعتقالات قائمة من أبرز الشخصيات السياسية والثقافية والقانونية المعروفة من التيارات الفكرية والحزبية المختلفة كافة، الناصري، والوفدي، والماركسي، والإسلامي، والمسيحي، والمستقل، ومن ليس محدد الاتجاه، إلى جانب غير المعروفين، إعلامياً، من الطلبة والأساتذة والصحافيين ومن لا يمكن تصنيفهم على أي مستوى. كانت هجمة بدت للجميع غير منطقية، وغير متوقعة، وغير مدروسة.

وقد شملت حركة الاعتقالات أكثر من ألف وخمسمائة شخصية سياسية ودينية إسلامية ومسيحية كان على رأسهم الأستاذ عمر التلمساني المرشد العام والبابا شنودة وغيرهم من القيادات الدينية والسياسية والإعلامية.

ثم سرعان ما تم اغتيال أنور السادات على يد عدد من ضباط الجيش، وحدثت اعتقالات جديدة، وتعرض البعض للتعذيب الشديد مات على اثر ذلك الأستاذ كمال السنانيري عضو مكتب الإرشاد.

مرحلة جديدة وبداية عهد

ظل التضييق على العمل الإسلامي قائما منذ اعتقالات سبتمبر 1981م وحتى الأشهر الأولى من عام 1984م.

فبعد خروج الإخوان من المعتقل عام 1982م حمل الدكتور أحمد الملط على عاتقه إعادة بناء الجماعة داخليا مرة أخرى ساعده في ذلك الدكتور ممدوح الديري والذي كان مسئول شرق الدلتا والدكتور إبراهيم الزعفراني والذي كان مسئول على غرب الدلتا والدكتور أنور شحاتة في وسط الدلتا والدكتور محمد حبيب في قطاع الصعيد والسيد عبد الستار المليجي في القاهرة وجابر رزق وإبراهيم شرف، ولم يأت عام 1987م حتى تبلور التنظيم وظهر بشكله المستقر. (1)

ويضيف:

أذهب إلى القول بأن جماعة الإخوان المسلمين لم تستقر فكرًا وتنظيمًا على الصورة التي نراها عليها الآن إلا عام 1989 على الأرجح وهو العام الذي أجريت فيه أول انتخابات لاختيار مسئولي الجماعة بعدما كانوا يتولون مناصبهم في كل القطاعات تقريبا بالتعيين، وأن الحسم على المستوى الفكري والتنظيمي بما يرسم الصورة التي عليها الآن مر بعدة محطات وأحداث تاريخية مهمة.
ومما يجب التوقف عنده كثيرا عند حديثنا عن استقرار رؤية الجماعة ووضوح منهجها الفكري موضوع علماء الجماعة وشيوخها، فعلى خلاف ما يتصوره البعض لم تعرف الجماعة في هذه الفترة ما يمكن أن نسميه بجناح أو تيار المشايخ والعلماء، وإنما كان لدى الجماعة علماء وشيوخ أجلاء ظلوا طوال فترة إعادة بناء الجماعة جزءا من نسيج حركتها وبنيانها الفكري والتنظيمي، ولم نشهد في حركتنا ونقاشاتنا الطويلة التي قضيناها في إعادة البناء خلافات ذات وزن تؤشر إلى أن هناك انفصالا بين الشيوخ والعلماء وبين الحركيين أو إخوان العمل العام. اللهم إلا مواقف قليلة بل ونادرة جدا أشهرها ما حدث مع الشيخ عبد الستار فتح الله سعيد. (2)

ويقول الدكتور محمد حبيب:

التقينا فى القاهرة بعض الإخوان ممن وقَع عليهم الاختيار كي يكونوا ممثلين عن القطاعات المختلفة، هم الإخوة عبد المنعم أبو الفتوح، وممدوح الديرى رحمه الله وإبراهيم الزعفراني، والسيد عبد الستار وآخرون.
تم إنشاء مكتب تنفيذي فى مصر على غرار ما هو موجود فى بقية الأقطار، على اعتبار أن لكل قطر مكتبا تنفيذيا له خصوصيته وسياقه وظروفه التى يمارس الدعوة فى إطارها.. ومصر رغم أنها صاحبة الريادة والقيادة ومنشأ الدعوة، لها خصوصيتها أيضا، فلها دستورها وقوانينها ومشكلاتها وتحدياتها، وهكذا، وبالتالي يجب أن تنحصر اهتمامات المكتب التنفيذي فى عمل الإخوان داخل القطر المصري فقط، وذلك يعين على الإنجاز والإتقان.
وقد كان يرأس المكتب التنفيذي الدكتور أحمد الملط رحمه الله وكان ضمن أعضائه الإخوة الأساتذة: ]]جابر رزق]]، وممدوح الديرى رحمهما الله وعبد المنعم أبو الفتوح، ومحمد حبيب، وآخرون، وأُسندت إلىّ مسؤولية الإخوان فى الصعيد. (3)

ويضيف:

سار المكتب التنفيذي (مكتب مصر) جنبا إلى جنب مع مكتب الإرشاد، غير أن كثيرين من الإخوان كانوا يلجئون إلى الأستاذ عمر المرشد العام لحل المشكلات واستطلاع الرأي فى كثير من الأمور، وهو ما كان يُعاتب فيه الدكتور أحمد الملط الأستاذ عمر، إذ كان الدكتور أحمد الملط هو المسئول فعليا عن ذلك، صحيح أن الإخوان فى مصر جزء من التجمع الإخواني على المستوى العالمي، بل هم جزء رئيسي منه، وبالتالي لا غضاضة فى أن يكونوا موضع اهتمام المرشد العام، وكان الأستاذ عمر يقول: «ماذا أفعل يا دكتور أحمد؟ هم يأتونني، ويُلحُّون، حاولت ردهم مرات، لكنهم كانوا يصرون».
وإذا كان هذا يكشف طبيعة مكانة ومنزلة المرشد فى قلوب الإخوان، وأن من حقهم أن يتواصلوا مع مرشدهم وأن يبثوه كوامن أشجانهم، وأن من حقه كذلك أن يستمع إليهم، لكن فى الوقت ذاته يجب أن لا يغفلوا أن هناك مسئولا مباشرا عنهم. (4)

لكن فيما يبدو أن هذه العناصر لم تكون تمثل مكتب إرشاد الإخوان في هذه الفترة لكنها كحركة شبابية تمتلك سرعة التنفيذ استعان بها مكتب الإرشاد تحت إشراف الدكتور أحمد الملط في بناء الجماعة بعد مرحلة الاعتقالات.

ظل وضع الهيكل الداخلي للجماعة بلا تنظيم أو لائحة أو انتخابات حتى عاد المستشار مأمون الهضيبي من السعودية وانضم لمكتب الإرشاد بطلب من التلمساني فطالب بإجراء انتخابات قاعدية مما حدا بالجماعة إلي تنظيم لائحة داخلية جديدة للقطر المصري وجرت أول انتخابات عامة بهذه اللائحة في عام 1990 وتم تشكيل مجلس شوري جديد وقام بانتخاب مكتب إرشاد بقيادة الأستاذ محمد حامد أبو النصر.

بعض أنشطة المكتب

انتخابات مجلس الشعب

خرج الإخوان عام 1982م من محنة السجون لكن ظل التضييق رفيقهم، فلم يفسح الرئيس الجديد (مبارك) المجال لاحتواء الإخوان في العمل السياسي العام بل وقف لهم بالمرصاد محاولا تحجيم قدرتهم وانتشارهم، مما دفع الإخوان للبحث عن طريقة لممارسة العمل السياسي النيابي، ومن ثم التقوا مع حزب الوفد في نقطة مشتركة وهي أن الإخوان في حاجة لحزب الوفد لممارسة العمل النيابي عن طريقه، وكان الوفد في حاجة للإخوان لشعبيتهم في الشارع وثقلهم داخل الحياة السياسية، خاصة بعد صدر قانون يجعل الانتخابات عام 1984 بالقوائم الحزبية النسبية المشروطة قوائم حزبية.

يقول الدكتور إبراهيم الزعفراني في مدونته:

كان لتوجه أ. عمر التلمساني المرشد العام للإخوان المسلمون في ذلك الوقت الأثر الكبير في التحول بالإخوان المسلمين للعمل العام والمشاركة في مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية والاندماج في المجتمع وإعادة صورة الإخوان الناصعة إلى الأذهان بعد أن شوهت خلال حكم الرئيس عبد الناصر .
وكان واضحا أن أ.عمر التلمساني يتجه بالجماعة لخوض انتخابات مجلس الشعب من خلال تأييده واتصاله الدائم بكل من أ. حسن الجمل والأستاذ. عادل عيد (رحمة الله عليهما) عضوا مجلس الشعب في انتخابات عام 1979 والاهتمام الذي أولاه لهذه التجربة.

يقول الدكتور عصام العريان:

شارك الإخوان بقائمة مرشحين (حوالي 17 مرشحًا) عام 1984م مع حزب الوفد، باتفاق بين المرحومين الأستاذ عمر التلمساني وفؤاد باشا سراج الدين.
ولقد عشت لحظات الاتفاق ولمست بنفسي الجهد الكبير الذي بذله التلمساني لإقناع مكتب الإرشاد ومجلس الشورى وعموم الإخوان بذلك القرار، وكنت أصغر أعضاء الوفد الإخواني الذي ذهب إلى لقاء الباشا في قصره بجاردن سيتي، برئاسة المرحوم الحاج حسني عبد الباقي المليجي، وعضوية المرحومين حسن الجمل ومحمد المطراوي ومحمد المسماري. (5)

تم التفاوض الأول على أن يكون للإخوان في رأس القوائم (الأول والثاني) عدد 22 مرشح ثم تناقص العدد إلى ثمانية فقط من الإخوان وقد فازوا جميعا … ولم يفلح أي حزب سوى الوفد مع الإخوان في اجتياز حاجز الــ 8% وفاز الوفد بما يقرب من ثلاثين مقعدا.

الإخوان والنقابات

شارك الإخوان في العمل النقابي أيضا حيث وجدوا فيه فرصة كبيرة للعمل السياسي من خلال منبر نقابي، كما وجدوا فيه فرصة كبيرة لتقديم الخدمات والوصول لجموع المهنين في النقابات المختلفة.

يقول د. عبد المنعم أبو الفتوح:

"من الطبيعي أن أصحاب الرأي يرغبون أن يكون لهم دور، بعد التخرج بحث هؤلاء الطلبة عن مكان للاستمرار في نشاطهم فيه، وتوجه معظمهم إلي النقابات المهنية نظراً للقيود الموضوعة علي النشاط الحزبي".
وكان أعضاء الحركة الإسلامية علي وعي أفضل باحتياجات الخريجين وهمومهم نظراً لتقاربهم في السن والطبقة الاجتماعية وخبرة أولئك القادة بواقع خريجي الجامعة التي تفوق خبرة رؤساء الاتحادات الطلابية السابقين.

ويضيف:

إن التلمساني ومجموعة السبعينيات (من قادة الحركة الطلابية) كانوا أهم أصحاب فكرة دخول النقابات وبعدها مجلس الشعب، ويضيف كان كل تفكير جيلنا من شباب الجماعة منصبا علي كيفية تعامل الدولة معنا بعد أحداث 1981 التي نتج عنها مقتل السادات، وإلي أي مدي ستسمح لنا بالتحرك السياسي؛
فلم تكن الأمور واضحة تماما فيما يتعلق بعلاقتنا بالدولة، ولكننا فكرنا مباشرة (بعد الخروج من السجون عام 1982) في البحث عن متنفس للعمل والتحرك وبدأنا في عقد اجتماعات أطلقنا عليا "اجتماعات الخريجين" بدأنا اللقاءات الأولي في كلية طب قصر العيني حيث جمعنا فيها خريجي كليات الطب أولا، ثم حضر معنا رموز من أعضاء الجماعات الإسلامية التي تبنت خط الإخوان من خريجي كل الجامعات المصرية، وكانت المفاجأة أن الدولة لم تعترض طريقنا.
ويوضح أن المقصود من هذه اللقاءات كان التباحث حول أطر للعمل بعيدا عن الحقل الطلابي الذي لم يعد يسعنا، خاصة وقد تركنا الجامعة، وبدأت هذه اللقاءات "ودية" وعاطفية ثم سرعان مابزغت من خلالها فكرة العمل النقابي ودخول انتخابات مجالس إدارات النقابات المهنية.
ويؤكد أن القرار النهائي الخاص بترشيح الإخوان في انتخابات النقابات المهنية جري اتخاذه في أواسط عام 1983، وكانت أول نقابة خضنا فيها الانتخابات هي نقابة الأطباء. (6)
شارك الإخوان في انتخابات نقابة الأطباء عام 1984م، وحصل الإخوان على سبعة مقاعد من ضمن 25 مقعد يشكلون مجلس النقابة عام 1984.
بعدها توسع نفوذهم في نقابة الأطباء خلال السنوات الست التالية بصورة مذهلة حيث وصل عدد الإخوان في مجلس النقابة عام 1990 إلى 20 مقعد.كما شارك الإخوان في نقابة المهندسين منذ عام 1985م.
عمل الإخوان على تفعيل الدور السياسي للنقابات للتعويض عن غيابهم عن مجلس الشعب وربما عدم فاعلية مجلس الشعب كمؤسسة سياسية واستخدموا جميع الوسائل والموارد المتوفرة في النقابات لخلق حالة من الوعي السياسي بدلا من اللامبالاة السياسية التي كانت مستشرية بين أوساط طبقات المهنيين في بداية الثمانينيات؛
واستخدم الإخوان النقابات في عقد لقاءات ومؤتمرات جماهيرية لمناقشة الإصلاح السياسي خاصة بعد قرارهم بمقاطعة انتخابات مجلس الشعب وكان يدعي إلى هذه الملتقيات ممثلون عن الأحزاب السياسية وعن قيادة تنظيم الجماعة واستخدم الإخوان أيضا الفضاء الجامعي كما فعلوا في النقابات كمنابر سياسية لانتقاد مواقف النظام. (7)

تقول د. أمانى قنديل:

" اطلعت على العديد من الدعاوي القضائية التي رفعها الإخوان المسلمون ضد ممارسات فاسدة متنوعة كانت تحدث في النقابات.
وتؤكد بأن الإسلاميين نجحوا في النقابات في وقف سوء استخدام الموارد وتمكنوا لأول مرة من تحقيق فوائض كبيرة في ميزانيات النقابات التي سيطروا عليها. (8)

مكتب إرشاد عام 1985م

ظل الإخوان يعملون فترة ما بعد السجن بطريقة التعاون الجماعي على العمل وتوزيع المسئوليات على بعضهم البعض دون انتخابات، لكن في عام 1985م جرت انتخابات مكتب إرشاد جديدة لتقود الفترة المقبلة؛

وكان يتكون من:

  1. عمر التلمساني مرشدا عاما
  2. محمد حامد أبو النصر
  3. أحمد الملط
  4. محمد المأمون الهضيبي
  5. أحمد حسنين
  6. صلاح شادي
  7. محمد حسني المليجي
  8. حسن جودة
  9. مصطفي مشهور
  10. إبراهيم شرف
  11. سالم نجم
  12. عبدالمنعم أبو الفتوح
  13. محمد حبيب

غير أن هذا العام شهد وفاة الأستاذ عمر التلمساني المرشد العام وذلك في 22 مايو 1986م مما اضطر مكتب الإرشاد لاختيار اكبر الأعضاء سنا ليكون مرشدا عاما فكان الأستاذ محمد حامد أبو النصر؛

وان كان واجه ذلك بعض العراقيل لعدم معرفة عدد من الإخوان بالخارج للأستاذ أبو النصر وكان اختيارهم ورغبتهم في الأستاذ مصطفي مشهور، لكن بعد سفر الأستاذ مصطفي مشهور والدكتور محمد حبيب استطاعا أن يعرفا الجميع بالأستاذ أبو النصر وجهوده ورحلته مع الأستاذ البنا ويقنعوهم بشخصيته مما حدا بالجميع بالموافقة على اختيار أبو النصر مرشدا عاما للإخوان.

مرحلة أبو النصر

تم اختيار الأستاذ أبو النصر مرشدا عاما للإخوان المسلمين ولم يحدث تغيير في مكتب الإرشاد، لكن كانت الفترة الأولى فترة مليئة بالأحداث على أرض الواقع وكان للإخوان موقف من كل هذه التطورات والأحداث.

كان حامد أبو النصر يحمل روح الانفتاح والإدراك السياسي الذي كان يتمتع به أ. عمر التلمساني وكان من المؤيدين لدخول الإخوان المعترك السياسي وخوض انتخابات مجلس الشعب لأول مرة بتحالف مع الوفد (الخصم اللدود للإخوان قبل الثورة) عام 1984.

لقد أحس الوفد في هذه المرة أنه أقوي منه عام 1984 وانه ليس في حاجة للتحالف مع الإخوان، فعمر الحزب الجديد تعدي الثلاث سنوات علي إنشائه، وان الانتصار الذي حققه في عام 1984 رفع من أسهمه عند النخبة الذين سارعوا للانضمام إليه كما أن الوفد لم يريد أن يظل معتمد علي شعبية الإخوان فتذوب شخصيته وشعبيته؛

ومن اجل أن يتخلص الوفد من الضغوط الداخلية والخارجية التي تتهمه بأنه السبب في السماح للإخوان بدخول العمل السياسي واثبات وجودهم وشعبيتهم حيث أن نظام الانتخابات بالقوائم الحزبية المطلقة عام 1984 قصد منها أساسا غلق الباب في وجه الإخوان المسلمون حني لا يتمكنوا من الترشيح حيث أن القانون وقتها وضع ليسمح للأحزاب وحدها بالترشح ولم يكن للمستقلين أي حق في ذلك .

لهذه الأسباب وغيرها قرر حزب الوفد أن ينفرد في انتخابات عام 1987 بقوائم حزبه واعتذر للإخوان المسلمين عن مشاركتهم له كما حدث عام 1984م.

يقول إبراهيم الزعفراني:

اجتمع مكتب الإرشاد وبحث عرضا من حزب العمل الاشتراكي وحزب الأحرار الديمقراطي بإقامة تحالف ثلاثي مع الإخوان المسلمين ، وخوض انتخابات عام 1987 بقوائم موحدة . وتمت الموافقة وسمي هذا التحالف (التحالف الإسلامي) وتم عمل برنامج انتخابي مشترك يحوي المحاور الرئيسية المتفق عليها بين المتحالفين .
ورشح كل جانب من التحالف من يمثله في لجنة الاتفاق علي أسماء المرشحين في كل دائرة فمثل الإخوان أ. مأمون الهضيبي ود. عبد المنعم أبو الفتوح، ومثل حزب العمل أ. إبراهيم بركات ومثل حزب الأحرار رئيسه أ. مصطفي كامل مراد
وبعث الإخوان إلي مسئولي المحافظات لتحديد مرشحيهم في كل دائرة وإرسال من سيقوم بالتعريف بالدوائر وأهميتها وطبيعتها وطبيعة المنافسين فيها ،و قوة مرشحي الإخوان في كل دائرة ، واختارني الإخوان بالإسكندرية مندوبا عنها وفي يوم مناقشة محافظتنا .لاحظت مدي تعنت ممثل حزب الأحرار في المفاوضات رغم قلة وضعف مرشحيهم .
كما لاحظت الملكات التي يتمتع بها ممثل حزب العمل أ. إبراهيم بركات فهو ذو ذاكرة قوية وإلمام دقيق بتفاصيل معظم دوائر مصر وطبيعتها وقوة المرشحين فيها…واشهد انه أثناء مناقشة قوائم الإسكندرية والمرشح الفردي كان متعاونا وصريحا حيث لم يطلب إلا مكانا واحدا فقط لحزب العمل في رأس القوائم (الأسماء الثلاثة) الأول في كل قائمة؛
وصرح بان الإخوان في الإسكندرية هم الأقوى ويجب أن يحصلوا على العدد الأكبر من رؤوس القوائم ولم ينازع العمل ولا الأحرار في المقعد الفردي لأنهم متأكدون من عدم النجاح فيه . فأملهم هو في رؤوس القوائم الكفيلة بحملهم إلى النجاح.

يقول فؤاد هدية:

"كنا متيقنين أن الحكومة ستزور الانتخابات ليفوز مرشحوها بنسبة من المقاعد لا تقل عن 75% لذلك قامت فكرة تكتل أحزاب وفصائل المعارضة في قائمة واحدة باسم الوفد، ولما لم تنجح الفكرة قام التحالف الثلاثي بيننا والإخوان والأحرار.
لا شك أن هذا التحالف نجح في مواجهة ألاعيب الحزب الحاكم وتدخلا الحكومة أثناء الانتخابات وحصل بالفعل على عدد من المقاعد يمكنه من الدفاع عن الحريات وحماية الديمقراطية باعتبار أن ذلك هو الهدف الأساسي الذي قام التحالف من أجله.
أننا سعداء بتحالفنا مع الإخوان والأحرار، ونعتبر هذه التجربة الرائدة أعظم ما تحقق على المسرح السياسي في مصر منذ عودة الحياة الديمقراطية في 1976م. (9)

فاز الإخوان من خلال "التحالف الإسلامي" مع حزبي العمل والأحرار بنسبة 17.4% من أصوات الناخبين ليحصلوا على مليون و163 ألفا و525 صوتًا من أصل أصوات سبعة ملايين ناخب، وفاز للإخوان 37 نائبًا (حوالي 8.5% من مقاعد البرلمان) وذلك لأول مرة في مصر من أصل 454 نائبًا برلمانيًا (444 بالانتخاب وعشرة بالتعيين).

وتقدم ترتيب الجماعة بذلك لتحتل الترتيب الثاني بعد الحزب الحاكم (69% من الأصوات) من حيث عدد الأصوات والمقاعد التي فازت بها، وبـ 37 مقعدًا، احتل الإخوان المرتبة الأولى في صفوف المعارضة.

وثيقة «الميثاق الشعبي للإصلاح الديمقراطي»

صدرت في عام 1990 بتوقيع كل من فؤاد سراج الدين وخالد محيي الدين، ومصطفى كامل مراد، وإبراهيم شكري عن أحزاب الوفد والتجمع والعمل والأحرار، ومأمون الهضيبي، وإبراهيم البدراوي عن الشيوعيين، إلي جانب مجموعة من السياسيين والمثقفين كان من بينهم د. فرج فودة، وتركزت علي ثلاثة مطالب:

  1. إلغاء حالة الطوارئ
  2. ضمان سلامة الانتخابات العامة
  3. إطلاق حرية تأسيس الأحزاب وإصدار الصحف.

لقد استطاع الإخوان خوض غمار النقابات ونوادي أعضاء هيئة التدريس، حتى أصبحت لهم قوة وحضور فعال في كل المجالات بما فيها المحليات.

المراجع

  1. عبد المنعم أبو الفتوح شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية بمصر، حسام تمام، دار الشروق، ط1، 2010م ص 128.
  2. المرجع السابق
  3. محمد حبيب: ذكريات، دار الشروق، ط1 2012م، ص 170
  4. المرجع السابق: ص 180
  5. عصام العريان: مقال بعنوان الحياة الحزبية.. الأحزاب الجديدة، موقع إخوان أون لاين 11/ 4/ 2011م
  6. مذكرات أبو الفتوح
  7. السعيد رمضان العبادي: الإخوان والنقابات فى عهد مبارك، موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمين
  8. عبد الرحيم علي: مقال بعنوان (الثمانينيات ولعبة أخونة المجتمع، الأهرام المسائى، يناير 2011م
  9. فؤاد هدية: التجربة الحزبية ... شهادة للتاريخ، عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية، ط1، 1999م

إقرأ أيضا