خطاب السيد خطاب
مركز الدراسات التاريخية
بقلم/ أشرف عيد العنتبلي
محتويات
أولا : المقدمة
خطاب السيد خطاب ، من الرعيل الأول وأحد أعلام الإخوان المسلمين فى الإسكندرية ، حقيقة لم يكن الإخوان كلهم أغنياء، ولم يكونوا كلهم فقراء، أو متعلمين حصدوا أعلى الشهادات أو أميين أو متوسطى التعليم ، بل كانوا خليطا بين هذا وذاك.. وهكذا،إنها دعوة الإسلام التى جمعت أبابكر وبلالا وصهيبا وسلمان ...وغيرهم .
وقد التحق بركب دعوة الإخوان حرفيين امتهنوا مهنا مختلفة ، ومن تلك الشخصيات التى امتهنت التجارة شخصية الأخ المجاهد خطاب السيد خطاب الذى يدور حديثنا عنه فى هذه السطور .
ثانيا : نشأته
ولد خطاب السيد خطاب سنة 1917 بالإسكندرية ، وانضم فى صدر شبابه عضوا فى حزب مصر الفتاة عام 1935، وكان يقيم فى منزل رقم 17 شارع الأدرياتيك بالإبراهيمية بالإسكندرية ، وكان يعمل تاجرا للموبيليا (أثاث مستعمل ) فى الإسكندرية ، ثم ترك مصر الفتاة وانضم إلى الإخوان في شعبة الحجازي برأس التين بالإسكندرية عام 1947وعمره 30سنة ، وقبض عليه عام 1949 متهما في إخفاء الأخ يوسف على يوسف أحد أعضاء التنظيم الخاص على إثر قرار حل الجماعة عام 1948 .
وقد عمل في المؤتمر الإسلامي بالقدس الشريف الذي كان يشرف عليه الدكتور سعيد رمضان والأستاذ كامل الشريف .
ثالثا : الجهاد فى فلسطين والقناة
له جهاد مشرف في حرب فلسطين 1948،واشترك في حرب العصابات مع الإخوان ضد القوات البريطانية في القتال ، وقام بعملية نسف أكبر مخزن للأسلحة والذخيرة في منطقة ( أبو سلطان ) في حرب القنال عام 1951 .
وقام بإلقاء قنابل على معسكرات الإنجليز في ميدان التحرير بالقاهرة .. وتم اتهامه في القضية مع سبعة متهمين آخرين ، وتم الحكم عليه بالمؤبد فى القضية الثامنة التى عرفت بقضية خطاب السيد خطاب .
ومن الطريف أن خطاب ظل طوال فترة السجن يجمع نوى الزيتون بعد أكله ويقوم بصنفرتها على بلاط الحوائط في السجن ثم يقوم بخرمها بإبرة كانت معه .. ويصبح سبحة ( 33 حبة ) ويعطى كل أخ سبحة هدية .. أما من يطمع في سبحة زيادة من الإخوان ، فكان يرده ردا جميلا ولا يعطيه شيئا زيادة حرصا منه على مساواة الإخوان بعضهم ببعض.
رابعا : القبض عليه فى قضية الأوكار
عقب قرار حل الإخوان فى 8 من ديسمبر 1948 ثم قتل النقراشي فى 28 1948 اشتدت الحملات الأمني لاعتقال الإخوان والزج بهم فى السجون والمعتقلات .
وعمد الإخوان إلى استئجار منزل للاختفاء فيه ،وقد هجروا بيوتهم حتى لا يقعوا فى أيدى البوليس،وسقطت بعض تلك البيوت وأطلق عليها خصوم الإخوان اسم (الأوكار), وشاع الاسم حتى استعمله الإخوان أنفسهم, وقدعثر في بعض تلك البيوت على أسلحة, وقد استشهد الأخ أحمد خليل شرف الدين عندما هاجمت الشرطة أحد تلك المنازل بحى روض الفرج.
وفر يوسف علي يوسف من البوليس الذى كان يطلبه ثم قبض عليه بمدينة الإسكندرية، فكانت قضية اشتهرت باسم "قضية يوسف علي يوسف" التى اتهم فيها إبراهيم عمار وحسن أبو العينين ومحمد نبيل دكروري وعبد الحليم محمد حسين ومحمود محمد يونس ومحمد علي خليفة وسعيد سلام وخطاب السيد خطاب وحسن الحندويل.
خامسا : الاعتقال فى 1965
وفى أعقاب تمثلية المنشية فى 26 أكتوبر 1954 بدأ التفكير فى إحياء جماعة الإخوان المسلمين عام 1955 ، وقد استطاع خطاب السيد خطاب أن يقنع ثلاثة من أعضاء جماعة الإخوان بالاشتراك معه فى العمل على إحياء نشاط الجماعة رغم المخاطر المحيطة بهم ، وهم : المهندس محمد فؤاد إبراهيم ، والمأذون الشرعى مصطفى محمود ساهل، وأحمد حسن أبو العلا.. ورفض خطاب السيد خطاب أى عمل من شأنه الانتقام لإعدام الإخوان واعتقالهم سواء ضد عبد الناصر أو غيره ..
وبعد عشر سنوات وخلال عمليات الإطاحة بالإخوان المسلمين عام 1965 تم القبض على خطاب السيد خطاب وزملائه الثلاثة وقدموا للمحاكمة بتهمة التفكير فى اغتيال عبد الناصر وقيامهم بنشاط سري وصل إلى علم المباحث العامة فرع إسكندرية.. وأنه قد عثر مع أحدهم على أوراق فيها كلمات رمزية تخفي شفرة معينة وعدلوا عن التنفيذ ولم يسعوا إليه بعد ذلك ، وأنه قد عثر مع أحدهم على كمية من المتفجرات.... إلى غير ذلك من التلفيقات التى كان يقوم بها هذا النظام المستبد ضد خصومه السياسيين..
وصدر أمر الإحالة إلى محكمة أمن الدولة العليا في الجناية رقم 12/ 1965 أمن دولة عليا ، وحكم عليه أمام الدائرة الثانية أمن الدولة العليا بالأشغال الشاقة يوم الأربعاء7 سبتمبر سنة 1966، وعمره فى ذلك الوقت 49 سنة ، وبعد الحكم عليه تم ترحليه إلى سجن ليمان طره ..
ولم تمدنا مراجع الإخوان ـ رغم كثرتها ـ بمعلومات عن المرحلة الأخيرة فى حياته ، ولا عجب فالمؤلف يسوق الحديث عن الشخصيات حسب الدور الذى قامت به ، والذى هو بصدد الحديث عنها حتى إذا ما انتهى دورها عرّج على أحداث أخرى .
سادسا : المراجع
- 1- د. أحمد الشرباصي : مذكرات الشرباصى ، نسخة الكترونية على موقع إخوان ويكي .
- 2-عباس السيسي :حكايات عن الإخوان ، نسخة الكترونية على موقع إخوان ويكي .
- 3- سامى جوهر : الموتى يتكلمون ، المكتب المصرى الحديث ، القاهرة .
للمزيد عن العلاقة بين الإخوان وعبد الناصر
