تركيا الاسلامية" هي تركيا "الإخوان المسلمين"
تركيا " الأخوان المسلمين ".
اي تركيا التي تكره اسرائيل وتحب " حماس" والتي تكره مصر لأنها تحارب او تكافح انتشار " الاخوان المسلمين " والتي تحب غزة لأن "دولة الاخوان المسلمين " قامت فيها.
13.01.2010 09:20
سركيس نعوم (النهار)
عن تركيا تحدّث باحث تركي "علماني" نشط يشارك بفاعلية في مركز ابحاث اميركي فاعل ولا يزال على تواصل مستمر مع بلاده فبدأ بالعلاقة السعودية – التركية، قال: "هذه العلاقة ممتازة.
امضى رجب طيب اردوغان رئيس حكومة تركيا قرابة 12 سنة من حياته في المملكة العربية السعودية .
وهو وحزبه والنظام السعودي يؤمنون بالقيم نفسها.
لكن السعودية لا تتكلم عن هذا الأمر لاعتبارات كثيرة منها ضعفها وخوفها من ايران وحاجتها الدائمة الى الحماية الاميركية".
ماذا عن تركيا وانضمامها الى الاتحاد الاوروبي وخصوصاً في عهد الحكومة الاسلامية فيها؟
سألت.
اجاب: "الحزب الاسلامي الحاكم في تركيا ، اي حزب العدالة والتنمية (A.K.P) لم يكن يوماً جدياً في الانضمام الى الاتحاد الاوروبي.
كان يسعى وراء آلية الانضمام وليس وراء النتيجة.
لذلك لم يحقق الكثير من الاصلاحات المطلوبة من بلاده لقبولها عضواً في الاتحاد المذكور.
فضلاً عن ان سلبية موقف فرنسا نيكولا ساركوزي بل رفضها انضمام تركيا الى هذا الاتحاد مضافاً اليها الموقف السلبي لالمانيا انغلا ميركل اعطيا اردوغان وحزبه الحجج التي يريدان لعدم القيام بالمطلوب منهم في مقابل العضوية الاوروبية.
زوجة رئيس الجمهورية التركي عبدالله غول ربحت المعركة اوروبياً في ما يتعلق بالنقاب او الحجاب اذ لم يعد متهماً بأنه يعارض القيم العلمانية والاوروبية اذا وضعته النساء والفتيات في الجامعات".
اصحاب العقل التآمري او المؤامراتي في المنطقة يعتقدون ان اميركا تقف وراء تركيا الاسلامية.
وان اسلامها هذا "المعتدل" يشكّل نموذجاً للعالم الاسلامي مختلفاً عن نموذج الاسلام السنّي الاصولي المتطرف المكفر والعنيف الذي يمثله تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان" والى درجة ما "الوهابية" وخصوصاً من حيث اعتماده الديموقراطية نظاماً.
ما رأيك في ذلك؟
سألت.
اجاب: "في الحقيقة اميركا لم تساهم في نشأة حزب العدالة والتنمية الاسلامي الحاكم في تركيا ولم تقدم له الدعم الذي يحتاج اليه ولم تساهم في نجاحه اذا كان حقق بعض النجاحات.
اوصله الشعب التركي الى مجلس النواب ثم الى مجلس الوزراء بطريقة ديموقراطية اي بالانتخاب.
هناك اميركيون يعتقدون ان اسلام هذا الحزب قد يكون مفيداً لأن الاسلام والعلمانية لا يمشيان مع بعضهما احياناً.
ويعتقدون ايضاً ان مصالح بلادهم تقتضي تفاهماً او استمراراً للتفاهم القائم بين انقرة وواشنطن سواء قبل "عهد" الاسلاميين او اثنائه او حتى بعده.
الا ان هناك اميركيين آخرين يرفضون هذا الاعتقاد ويعتبرون حزب العدالة والتنمية خطراً جداً.
لكنهم يتفهمون تعامل دولتهم معه لانها في حاجة اليه، كونه حاكماً، وخصوصاً اذا اضطرت الى اتخاذ خطوات سريعة مثل سحب مقاتليها من افغانستان او العراق او اي امر آخر.
ذلك ان تركيا يمكن ان تعرقل هذه الخطوات او تمنعها مثلما حصل اثناء حرب اجتياح العراق عام 2003 عندما رفض الحزب المذكور نفسه بزعامة اردوغان نفسه رئيس الحكومة الحالي استعمال اميركا اراضي تركيا لنقل قواتها الى العراق.
وكانت حجته ان البرلمان اي مجلس النواب التركي صوّت على ذلك بالرفض وان حكومته تلتزم الديموقراطية ونتائجها.
اما الرسميون الاميركيون فيقولون لمن يثيرون معهم المخاوف من اسلامية الحكومة التركية اعطونا بديلاً ممكناً من الحزب الاسلامي الحاكم.
ويضيفون نحن نتحدث معه ولا نوافقه على امور ومواقف كثيرة.
يجب ان يخرج البديل من قلب تركيا اي من الشعب التركي".
كيف تصف تركيا حزب العدالة والتنمية ؟
سألت.
اجاب: " تركيا هذا الحزب الـ(A.K.P) هي تركيا " الأخوان المسلمين ".
اي تركيا التي تكره اسرائيل وتحب " حماس " والتي تكره مصر لأنها تحارب او تكافح انتشار "الاخوان المسلمين " والتي تحب غزة لأن "دولة الاخوان المسلمين " قامت فيها.
اسلاميو تركيا " اخوان مسلمون ".
من اسباب تقويمي هذا للحزب المذكور الكثيرة وقوفه مع " حماس " ضد اسرائيل وكرهه ل محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة "فتح" ومن يشبههما لأنهم علمانيون (Seculars).
ومن الأسباب ايضاً الدور التثقيفي للاسلاميين الاتراك الذي قام به الداعية اللبناني ومؤسس "الجماعة الاسلامية" في لبنان ( اخوان ) الراحل فتحي يكن ، علماً انه كان يزور تركيا في انتظام".
كيف تفسر العلاقات الجيدة بل الممتازة بين سوريا "العلمانية" و تركيا الاسلامية، منذ سنوات على الاقل؟ سألت.
اجاب: "تقيم تركيا هذا النوع من العلاقات الجيدة مع سوريا رغم انها لا تحب "النظام العلوي" الحاكم فيها بسبب ضربه للسنّة السوريين او قمعه لهم في مطلع ثمانينات القرن الماضي.
الا أنه يحقق مصالحها الآن او يساعدها في تحقيق مصالحها وفي المحافظة عليها وحمايتها.
انه يمشي على اي حال في الخط السياسي نفسه الذي تسير عليه تركيا الاسلامية منذ "قيامها".
اكرر لا يحب اسلاميو تركيا علويي تركيا وعلويي سوريا.
لكن المصالح الثنائية التركية – السورية لعبت دورها. فسوريا تشعر بالانفتاح والحماية والأمان بسبب علاقتها مع تركيا .
و تركيا صار عندها "مستعمرة" اقتصادية مجازاً طبعاً وذلك نظراً الى الاستثمارات التركية الهائلة فيها".
علّقت: على هذه الحال واذا كنت سأتبع نهجك في التقويم استطيع ان اقول، ان سوريا صارت ايضاً مجازاً "مستعمرة" لايران نظراً الى الاستثمارات الضخمة للاخيرة في مرافقها الاقتصادية والمدنية والعسكرية.
لم يعلِّق على ذلك بل سأل: "هل هناك نفوذ ل حزب العدالة والتنمية في لبنان ؟".
اجبت: قد يكون سنّة لبنان بدأوا يتطلعون، او بعضهم على الأقل الى تركيا الدولة السنّية الاسلامية الكبيرة والقوية بعدما منوا بـ"احباطات" كثيرة في لبنان .
بماذا علّق على ذلك الباحث التركي "العلماني" النشِط المشارك بفاعلية في مركز ابحاث اميركي فاعل؟
المصدر
- مقال:تركيا الاسلامية" هي تركيا "الإخوان المسلمين"أخبار العالم