52% تحدد مصير "الأوروبي" وتصدم العرب
(24/06/2016)
كتب: أحمدي البنهاوي
محتويات
مقدمة
بالأرقام .. صوّت البريطانيون على استفتاء مصيري أعلنوا خلاله الخروج من الاتحاد الأوروبي بنسبة 2% أعلى من النصف، فالناخبون اختاروا تقرير مصيرهم بالاستقلال، رغم رغبة الاقتصاديين في البقاء ضمن منظومة من الشركات متعددة الجنسيات وتسهيلات الاتصال واستبطاء التحول، وهم يعلمون أن هذا لا يعني خروج بريطانيا الفوري، إنما سيترتب عليه بدء عملية تفاوض طويلة مع الاتحاد لتنفيذ الانفصال.
ومن المتوقع أن يستغرق خروج بريطانيا بشكل كامل من الاتحاد الأوروبي، من عامين إلى 10 أعوام، وتستمر بريطانيا خلال تلك الفترة في تطبيق أنظمة الاتحاد الأوروبي. وفتح ذلك القرار البريطاني الباب للتساؤل عن تلك النسبة الضئيلة التي يفوز بها طرف على طرف في استفتاءات وانتخابات الغرب ، فيما ينبغي أن تكون الفروق هائلة بين الطرفين في بلاد العرب .
الولاية الثانية
في 7 نوفمبر 2012، فاز الرئيس الأمريكي باراك أوباما بولاية رئاسية ثانية منتصرا على ميت رومني، بعد أن أكد المحللون تراجع شعبية أوباما، وأصبح ثاني ديموقراطي يفوز بولاية ثانية منذ الحرب العالمية الثانية بعد بيل كلينتون، وكانت للأرقام دلالة لدى الشعب الأمريكي، فأوباما يحكم القوة الأولى في العالم بـ52%.
الرضا بالتقشف
وفى فرنسا رضي الشعب بالاشتراكي وسياساته التقشفية ، حيث فاز هولاند بنسبة 51.7 %، في حين لم يحتج أنصار نسبة 48 %، أو مؤيدي المرشح اليميني (الليبرالي) ساركوزي، ولم يعتصموا أو يطالبوا بانتخابات مبكرة. وقالت الصحف العربية التي تحارب الثورات، إن "الربيع العربي وصل فرنسا"!.
سخرية اليسار
ورغم أن اليساريين العرب هللوا لفوز الاشتراكي الفرنسي هولاند في مايو 2012، إلا أنهم سخروا من نفس النسبة التي حققها رجب طيب أروغان في انتخابات الرئاسة التركية، في أغسطس 2014، بنسبة 51.8٪ ، وكتب "مجدي محسن" على "تويتر": "النسبة دي مش بتفكركوا بحد تاني إخواني" وكتب اليساري "وائل خليل" تعليقا: "النسبة دي مش غريبة علي..شفتها فين..شفتها فين". في إشارة منهما لنسبة الرئيس محمد مرسي رغم أن "رفيقهما" الفرنسي حققها من قبل مرسي.
وقالت صحيفة "تركيا بوست" إن نسبة مؤيدي "أردوغان" ارتفعت بعد ١٠٠ يوم من توليه الرئاسة، إلى 70.5٪ .
الدب الروسي
ورغم الكتلة والحجم والوزن النسبي لروسيا وسوابقها في الحكم البلشفي الفردي، إلا أن قادة روسيا فطنوا إلى لغة الأرقام، فبدؤوا في توظيفها، فالرئيس فلاديمير بوتين يحكم روسيا الآن ب53%، رغم أنه فاز وفق الصحافة الروسية بشخصية العام في روسيا للمرة الـ15 على التوالي!.
جبهة الخراب
قادة جبهة الإنقاذ، خرجوا من جحورهم يطاردون الرئيس المدني المنتخب الأول لمصر الدكتور محمد مرسي، ويعايرونه بفوزه بـ 52%، الانتخابات كانت أول انتخابات رئاسية نزيهة شهدت إقبالاً شعبيا ومنافسة حقيقية، بين 13 منافسا كان الرئيس مرسي آخرهم دخولا لحلبة الصراع. تم توظيف الرقم ضد الرئيس، وكان مبررا للانقضاض عليه وعلى أنصاره، بدعوى أنه لم ينتخبه كل المصريين . وابتعدت ، إلى حين، أحلام المصريين في الوصول إلى رئيس جمهورية يأتي بطريقة ديمقراطية ، حتى ولو كان الفارق بينه ومن يليه 1% أو أقل .
المصدر
- تقرير: 52% تحدد مصير "الأوروبي" وتصدم العرب موقع بوابة الحرية والعدالة