3 دلالات خطيرة على خطاب «المخابرات» حول تورط السيسي في قتل ريجيني
كتبه:حازم الأشموني
مقدمة
الخطاب الذي تلقته السفارة الإيطالية بالعاصمة السويسرية "برن" مؤخرًا، من شخص مجهول على علاقة برئيس جهاز المخابرات العامة التابعة لحكومة العسكر، يفيد بأن الأجهزة الأمنية للانقلاب كانت قد ألقت القبض على الباحث الإيطالي جوليو ريجيني قبل مقتله، أثار جدلا واسعا في الأوساط الإيطالية.
الصحف الإيطالية تلقَّفت الخطاب ونشرته على نطاق واسع؛ باعتباره دليلا جديدا يضاف إلى الأدلة السابقة على تورط حكومة العسكر في مقتل الباحث الإيطالي الذي تم العثور على جثته في فبراير 2016م، وعليها آثار تعذيب وحشي.
"نائب خاص الانقلاب" ينفي
وتلقت النيابة العامة التابعة لحكومة الانقلاب، الخطاب من نظيرتها الإيطالية في يوم 22 يناير الجاري، حسبما أكد بيان من مكتب النائب العام، أمس الأربعاء 24 يناير2018م.
وأوضح البيان- الذي نفى صحة الخطاب ووصفه بالمزور- أن النيابة تلقت
- "خطابا أرسله مجهول إلى السفارة الإيطالية في برن، يُنسب لرئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، إلى رئيس جهاز المخابرات الحربية والاستطلاع في مصر، بتاريخ 30 يناير 2016، وفيه ما يفيد بإلقاء أجهزة الأمن المصرية القبض على الطالب الإيطالي جوليو ريجيني قبل وفاته".
"3" دلالات خطيرة
هذا الحادث- بلا شك- مثير للغاية ويأتي في ظل ظروف استثنائية تمر بها مصر، ويعكس عدة دلالات شديدة الخطورة، ربما تنبئ عن مستقبل مصر خلال الفترة القادمة، حال استمر جنرال الانقلاب عبد الفتاح السيسي على سدة الحكم بالحديد والنار.
أولا: من الطبيعي جدا أن ينفي بيان النائب الخاص للانقلاب صحة الخطاب، حتى لو كان صحيحا (100%)، فلا يتوقع أحد أن تقر النيابة العامة للانقلاب بصحة دليل يؤكد تورط نظام عسكر 30 يونيو في مقتل الباحث الإيطالي، وهي الأزمة التي أدت إلى سحب السفير الإيطالي وتوتر العلاقات بين البلدين لأكثر من سنة كاملة.
ثانيا: هل يعكس إرسال هذا الخطاب من مدير المخابرات العامة إلى قائد المخابرات الحربية حالة من صراع الأجهزة، خصوصا بعد الإقالة المهينة لرئيس جهاز المخابرات العامة اللواء خالد فوزي، وتعيين السيسي لمدير مكتبه اللواء عباس كامل رئيسًا للجهاز، ما يعني عدم ثقته في كل القيادات الموجودة بالجهاز؟.
يضاف إلى ذلك تراجع أهمية ودور جهاز المخابرات العامة على حساب بسط نفوذ المخابرات الحربية التي تحظى بثقة كاملة وكبيرة من جانب جنرال الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وهو ما يثير حالة من الغضب المكتوم والاستياء الواسع بين قيادات المخابرات العامة. وهو ما يمكن أن يرجح قيام بعض هذه القيادات بإرسال الخطاب من أجل توريط نظام السيسي .
ثالثا: يبدو أن اعتقال الفريق عنان والإطاحة بخالد فوزي واستفراد جنرال الانقلاب بالسلطة بشكل مطلق، والإطاحة بكل منافسيه، وانحياز الأمانة العامة للقوات المسلحة له على حساب الفريق عنان، سوف يؤدي إلى مزيد من الانقسام والحروب الخفية بين مؤسسات وأجهزة الدولة.
فمصادر مطلعة داخل المؤسسة العسكرية تؤكد أن الغالبية الساحقة من عناصر المؤسسة العسكرية الوسطى والدنيا شديدة الغضب من أداء رئيس الانقلاب، كما أن قيادات عليا بالمؤسسة العسكرية غاضبون للغاية من تشويه المؤسسة بصورة غير مسبوقة، وتحميلها فشل إدارة جنرال الانقلاب الدموي. وهو ما يرجح بحسب الكاتب الصحفي سليمان الحكيم، بأن السيسي بعد الإطاحة بعنان أمام سيناريوهين: إما السادات (الاغتيال) وإما مبارك (ثورة)".
المصدر
- تقرير: 3 دلالات خطيرة على خطاب «المخابرات» حول تورط السيسي في قتل ريجيني بوابة الحرية والعدالة