3 أسباب وراء تجاهل إعلام الانقلاب كارثة مقتل 200 حاج مصري

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
3 أسباب وراء تجاهل إعلام الانقلاب كارثة مقتل 200 حاج مصري


كارثة مقتل 200 حاج مصري.jpg

(01/10/2015)

مقدمة

أعلنت بعثة الحج الرسمية ارتفاع عدد الضحايا من الحجاج المصريين إلى 122 إضافة إلى أكثر من 80 مفقودا، هم في الحقيقة في عداد الموتى، ولكن لم يتم التعرف بعد على هوياتهم.

ورغم ذلك فإن التغطية الإعلامية للكارثة لا ترقى إلى ضخامة الحدث، وتعمدت أذرع الانقلاب الإعلامية سواء في الصحف أو الفضائيات تجاهل الحدث، واكتفت بالإشارة الخجولة إليه، وخلت تقريبا مانشيتات الصحف وعناوينها الرئيسة من التناول الإعلامي للحدث، والدعوة إلى محاسبة الحكومة على تقصيرها وفشلها ما أسفر عن هذه الأعداد الضخمة من الضحايا بين الحجاج المصريين.

كذلك في برامج "التوك شو" التى تجاهلت الكارثة عمدا وكأن هؤلاء الضحايا ليسوا مصريين ولا يستحقون الاهتمام بهم وبآلامهم. وبمقارنة بسيطة بين التناول الإعلامي والاهتمام الحكومي بكارثة مقتل 20 مشجعا أمام استاد الدفاع الجوي تدرك على الفور أن هناك تعمدا ملحوظا أو أوامر من الرقيب العسكري بمنع التغطية الواسعة للحدث. وفي تفسيرنا لهذا الاهتمام الضعيف، سواء من جانب الحكومة أو من جانب الإعلام، فإن هناك 3 أسباب وراء هذه التجاهل المقصود.

زيارة السيسي للأمم المتحدة

أول هذه الأسباب هو تزامن الحدث مع زيارة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي إلى نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو الحدث الذي كانت له الأولوية لدى صحف وفضائيات الانقلاب حتى ولو على حساب دماء الضحايا من الحجاج المصريين، فالمؤكد أن التغطية الإعلامية الواسعة لكارثة الحجاج كانت ستؤثر سلبا على فسحة السيسي إلى نيويورك وتجعلها هامشية، وهو ما ليس له الأولوية لدى السيسي ولا الحكومة ولا الأذرع الإعلامية؛ لأن ولاءها ببساطة ليس للشعب ولكن للحكم العسكري الذي يتفضل عليها من فتاته.

الخوف من التأثير السلبي على داعمي السيسي

ثاني هذه الأسباب وراء ضعف الاهتمام الحكومي والإعلامي لكارثة الحجاج هو الخوف من التداعيات السلبية للحادث على داعمي الانقلاب والحكم العسكري، فالجميع يدرك أن شعبية السيسي هزيلة للغاية، وجاء بمسرحية هزلية كشفت عن ضعف شعبيته فيما أسموها "الانتخابات الرئاسية"؛ حيث أجبرتهم المقاطعة الشعبية لها على مد الانتخابات إلى يوم ثالث، وكانت صور اللجان الخاوية أكثر تعبيرا عن ضعف شعبية الانقلاب من كل أبواقه الإعلامية التى تحاول رسم صورة مغايرة للواقع.

وبعد فشل "المشروعات الكبرى" للسيسي وآخرها "التفريعة الجديدة للقناة" وتحميل ميزانية الدولة أعباء دفع خدمة الديون "60 مليار جنيه" فالوضع لا يحتمل الحديث عن فشل جديد.. فكانت الأولوية لبروباجندا فسحته إلى نيويورك، مع تعمد تهميش التغطية الإعلامية لكارثة الحجاج.

عدم القدرة على انتقاد السعودية

ثالث الأسباب وراء ضعف الاهتمام الحكومي والإعلامي لكارثة الحجيج هو عدم قدرة سلطات الانقلاب على توجيه الاتهامات للسلطات السعودية وهي الداعم الأكبر للانقلاب، وأفضالها عليه لا حصر، وكروش الإعلاميين بل بعض المسئولين منفوخة بـ "الرز السعودي"، والمثل الشعبي يقول "أطعم الفم تستحي العين".. لذلك لا يجرؤ قائد الانقلاب ولا حكومته ولا إعلامه على توجيه اللوم إلى المملكة أو اتهامها بالتسبب في الحادث.

عيسى ينتقد موقف الحكومة الإعلام

الوحيد الذي دعا إلى ذلك.. وامتطى ملابس الفرسان -على الرغم من أنه أحد داعمي النظام العسكري، وأبرز من تاجروا بثورة يناير ثم طعنوها بخنجر مسموم- هو إبراهيم عيسى، حيث كتب اليوم الخميس مقالا بصحيفة "المقال" التي يرأس تحريرها تحت عنوان "حكومتنا البكماء التي باعت حجاجنا في السعودية"، يندد فيه بموقف الحكومة والإعلام.

يقول عيسى:

"ماجت مصر فزعا كلها عقب سقوط عشرين شابا ضحية تدافع أمام استاد الدفاع الجوي، ولم يكن هناك بيت واحد في هذا البلد لم ينتفض بالأسى، والألم، والغضب". وتساءل: "لماذا يا ترى.. مصر باردة جدا مع كل هؤلاء الضحايا من الحجاج المصريين في حادث التدافع في منى بالسعودية؟".

وأضاف:

"الحكم والحكومة والإعلام، بوسائطه كلها، لم يسكتوا لحظة إزاء حادث الاستاد، بينما خرسوا تقريبا مع حادث الحجيج".

وتابع:

"بدا كأن دم شبابنا من مشجعي الكرة أغلى وأهم من دم حجاجنا العواجيز والكهول". ثم تساءل: "أم أن الفرق هنا يكمن في السعودية؟".

ثم ينقد عيسى التجاهل الإعلامي:

"ليس الأمر أمر حكومة فقط، بل إعلامنا المصري باع الحجيج، الميت والمفقود، بمنتهى البساطة، فلا هم من هموم برامجنا، ولا بواكي لهم، ولا مقدمات نارية عنهم، ولا مناظرات حولهم، ولا انتقادات لصمت الحكومة، ولا استجوابات للمسؤولين السعوديين".

وكان تدافع بشرى بين الحجاج قد وقع يوم 24 سبتمبر عام 2015، أسفر عن استشهاد 769 شخصًا على الأقل وإصابة 934 آخرين خلال موسم الحج السنوي في مكة المكرمة. وهو أعنف حادث يحدث في الحج منذ التدافع الأخير عام 1990 الذى أدى إلى مقتل 1426 شخصا.

وهذا الحادث هو المأساة الثانية التى تقع في مكة المكرمة في أقل من أسبوعين؛ حيث إته في وقت سابق، في 11 سبتمبر، انهارت رافعة، مما أسفر عن مقتل 111 شخصا وإصابة 394. وأسفر الحادث عن مقتل 122 حاجا مصريا إضافة إلى فقدان أكثر من 80 آخرين وسط تجاهل حكومي وإعلامي يصل إلى حد الجريمة.

المصدر