13 سؤالاً إلى اللاعبين في 13 نيسان

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
13 سؤالاً إلى اللاعبين في 13 نيسان


بقلم: الأستاذ عبد القادر الأسمر

13 سؤالاً إلى اللاعبين في 13 نيسان

هي من المرات النادرة التي تخفّ فيها أزمة ازدحام السيارات في الشوارع، ويكاد ينعدم وجود المارة، بعد ان هرع معظم اللبنانيين مساء الثلاثاء الماضي في 13 نيسان الى منازلهم أو الى المقاهي للمرابطة امام أجهزة التلفاز، وبعضهم قد ألغى مواعيده أو أجلّ تسوقَه، أو ركن سيارته ليتابع من أقرب محل أطرف مباراة لكرة القدم في لبنان.

الجميع تابعوا بفضول، وقد علت شفاههم الابتسامات الخبيثة، أجواء هذه المباراة، مع بعض التعليقات الساخرة التي تخللتها انتقادات لاذعة، وجملة من تساؤلات استقيناها من مشاهدين لم يكتموا حسرتهم وغيظهم نعيد ايرادها في ما يأتي:

1- لماذا تحاولون أيها السادة اللاعبون إقناع مواطنيكم بأنكم صرتم فريقاً واحداً؟ وما الذي دعاكم الى ان تتذكروا في 13 نيسان أنكم على قلب رجل واحد؟ وهل يمكنكم أن تمحوا من ذاكرة الناس هذا اليوم بلعبة كرة القدم؟
2- كيف تعتقدون انكم اقنعتم الناس بأن خلافاتكم على مختلف المستويات قد انتهت خلال نصف ساعة من الجري وراء الكرة؟ ومن يصدق انكم عدتم «صافي يا لبن» بعد انتهاء المباراة؟ وهل بتمثيلية غير مشوقة كهذه تعتقدون أنكم أنهيتم تداعيات 35 سنة من الخصام والاحتراب؟
3- هل يظن احدكم ان الشعب قد برّأكم أو بالأحرى رفع عنكم مسؤولية ما جرى ويجري وسيجري في هذا الوطن من أزمات ومآسٍ تهدونها إليه عند كل منعطف أو اشكال سياسي؟
4- لماذا يجوز لكم ان تلتقوا وتمرحوا وتتصافحوا وتتعانقوا وتتآزروا، فيما يحرم على قواعدكم أن تلقي التحية على مناصري الفريق الآخر، سواء أكانوا جيراناً أم زملاء في الوظيفة أم طلاباً في جامعة واحدة؟ بل على العكس، إنكم تثيرون فيهم مكامن العداوة في الانتخابات الطلابية والنقابية وفي الجمعيات المختلفة؟ فلماذا ما هو محلل لكم محرم عليهم؟ ألستم مسؤولين عن شحنهم وتأليب بعضهم على بعض؟ ولماذا لم تسمحوا لهم بأن يكونوا - مثلكم - فريقاً واحداً من اجل لبنان؟
5- هل صحيح، كما يشاع، ان مباراتكم ولعبكم وتقاذفكم هذه الكرة صورة مصغرة عن اتفاقكم الضمني على ان تلعبوا بالناس وبمصائرهم وأحلامهم وأمنهم واستقرارهم؟
6- لماذا لم يتمهل أحد الزعماء السياسيين، ولو حتى انتهاء هذه المباراة ليفجّر أزمة جديدة على مستوى الانتخابات البلدية وما قيل عن فضيحة في احدى المؤسسات، ما خفف من الاصداء المرتقبة لهذه المباراة، وكأنه يقول لكم انتهت اللعبة عودوا الى قواعدكم وخنادقكم؟
7- هل سيستمر طويلاً هذا المشهد المصطنع على طاولة الحوار مثلاً أو في جلسات مجلس الوزراء أو تحت قبة البرلمان؟ فاذا كان الجواب بالنفي، وهو كذلك بالتأكيد، فلقد باءت مباراتكم بالفشل وقصّرت عن بلوغ أهدافها.
8- لماذا منعتم حضور جمهور المشاهدين الى مدرجات الملعب؟ هل خشيتم على أنفسكم من زجاجات المرطبات أم من سماع عبارات تتهربون منها، وانتم الأعلم بصوابها وصدقيتها؟
9- هل كان حكام المباراة على ثقة بأنهم يستطيعون ان يرفعوا البطاقة الحمراء لطرد احد منكم؟ وهل لديه الجرأة على معاقبة أحدكم دون أن يلقى خارج الملعب ما يستحقه جزاءً ووفاقاً على تطاوله هذا؟
10- نقرُّ بأنكم نجحتم في تصدر نشرات الأخبار والصفحات الأولى، وتناقلت المباراة الوسائل الاعلامية العالمية، فهل هذا ما كنتم تبغون من هذا الحدث؟ نعلم بالتأكيد ان هذه المبادرة التي يفلح فيها اللبنانيون وحدهم لن تكون مثالاً يحتذى، وقد رأينا ما جرى بين فريقي مصر والجزائر منذ أشهر بسبب كرة قدم.
11- هل هذه هي مباراتكم «الودية» الأولى والأخيرة، أم أنكم استمرأتم هذا الابتكار وستعيدون المحاولة في ذكرى 7 أيار، وحرب تموز؟
12- هل دار في خلدكم ما سينتظركم في 17 حزيران المقبل؟ اسألوا الاتحاد العمالي العام الذي يُعدّ لكم ملفاً اقتصادياً واجتماعياً ومعيشياً حافلاً.
13- أنشدتم في بدء المباراة النشيد الوطني اللبناني فلم نصدق قولتكم «كلنا للوطن» لأنكم، بصريح العبارة، ترددون في سركم «كلنا عالوطن» وعلى الشعب وعلى البلاد، المهم أن تبقوا أنتم وحدكم الحاكمين بأمركم ارثاً عائلياً وحزبياً وعشائرياً ومذهبياً وطائفياً، وكأنكم تقولون صراحة للمشاهدين: هذا نحن، وهذه هي حقيقتنا أن لم تعلموا بعد، والسؤال هنا: الى متى مستمر لعبكم بنا؟

هذه أبرز التساؤلات التي كان يتطارحها معظم الذين تابعوا مباراة «كلنا فريق واحد» خلال نصف ساعة مسلية لم تقنع احداً من اللبنانيين بأنها ستمحو ذكرى انطلاقة احداث لبنان في يوم 13 نيسان 1975، على الرغم من محاولات رفع شعار: «تنذكر وما تنعاد»، ثم شعار: «تنذكر حتى ما تنعاد»، والتجربة خير برهان مع الانتخابات البلدية والاختيارية التي يلوح بعضهم بأنها «تنذكر وتنعاد».

المصدر