10 ملفات ساخنة تجاهلها السيسي في "برلمان الدم"
كتبه: محمد فتحي
(13/02/2016)
محتويات
مقدمة
في موكب انقلابي ضخم، شمل 20سيارة من أحدث سيارات المرسيدس و26 موتوسيكلا إضافة إلى الحشود الضخمة من ضباط وعناصر الحرس الجمهوري ولواء الشرطة وعناصر الأمن المركزي، مع تشديدات أمنية غير مسبوقة، وغلق للطرق والشوارع، ألقى قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي خطابه اليوم أمام نواب برلمان الدم الذين تم اختيارهم من جانب الأجهزة الأمنية على الفرازة.
وخلال إلقاء خطابه قاطعه عدد من النواب، بنداءات ربما يرون أنها سقطت من خطابه، فناداه أكثر من ثلاثة نواب مستفسرين عن أزمة سد النهضة، بينما ردد آخرون خلال الكلمة، كلمات تذكره بمشاكل محافظات الصعيد، واستفسر آخرون عن خطواته العملية بشأن أزمة البطالة.في خطابه اليوم لم يخرج السيسي كعادته عن النص المكتوب والتزم به حرفيا، بعد إلحاح من جانب بعض مستشاريه بذلك؛ لأنه دائما ما يفضح نفسه بتصريحات وكلمات بلا معنى ولا هدف فتتلقفها وسائل الإعلام ونشطاء الفيس بوك وتويتر ويقيمون عليه حفلة من التهكم والسخرية تثير حزن وغضب مؤيديه الذين يتناقصون يوما بعد يوم.
وفي هذا التقرير نرصد "10" ملفات ساخنة تجاهلها السيسي في خطابه اليوم تشغل بال الجماهير وتمس الأمن القومي وحياة المواطين بصورة كبيرة.
سد النهضة
تجاهل السيسي "10" ملفات ساخنة تشغل بال المواطنين بشدة ويحتاجون إلى الوقوف على تفاصيلها ودقائقها وآخر تطوراتها أهمها على الإطلاق الفشل المتواصل في مفاوضات سد النهضة وعدم وضوح الرؤية لدي السيسي وعدم امتلاكه خطة للتعامل مع هذا الملف الشائك.
أكثر من 10 جولات من المفاوضات العبثية دون الوصول إلى نتيجة، صفر كبير هو حصيلة مفاوضات السيسي مع أثيوبيا في ملف سد النهضة ولا يجد الشعب من السيسي في هذا الملف سوى تصريحاته رنانة وخطب عنترية لا تسمن ولا تغني من جوع، فارغة من مضمونها في الوقت الذي تواصل فيها أثيوبيا بناء السد وتؤكد على لسان وزيرها للمياه أمس الجمعة أنه ماضية في بناء السد ولن تتوقف ولو لحظة واحدة وأن الافتتاح سيكون خلال عام 2017م.
أزمة الدولار والمشكلة الاقتصادية
كما تجاهل السيسي في خطابه المشكلة الاقتصادية التى تتدهور كل يوم ولم يفسر أسباب القرارات الحكومية الأخيرة التي أربكت ولا تزال الوضع الاقتصادي في البلاد وخلقت حالة من الفوضى والصراع بين الحكومة من جهة والمستثمرين والتجار من جهة أخرى، كما لم يكشف السيسي عن خطته في التعامل مع هذا الملف الشائك وكيفية توفير العملة الصعبة التي أسفرت عن إعلان شركات عالمية غلق فروعها بالقاهرة لعدم توافر الدولار وآخرها "جنرال موتورز الأمريكية.
الحريات والإخفاء القسري
وثالث الملفات التى تجاهلها السيسي هو ملف الحريات والإخفاء القسري حيث تؤكد تقارير حقوقية محلية وعالمية على انتشار ظاهرة الإخفاء القسري بحق المئات من المعارضين وانتشار التعذيب في السجون وأماكن الاحتجاز بأقسام الشرطة والتصفية الجسدية للمعارضين والتى تحولت في عهد الجنرال المنقلب إلى منهجية خارج إطار أي دستور أو قانون.
مقتل ريجيني
كما تجاهل السيسي تماما حادثة مقتل الباحث الإيطالي جيوليو ريجنيي والتي تتهم فيها وسائل الإعلام الدولية والإيطالية الأجهزة الأمنية بالتورط في مقتله خصوصا بعد تعذيبه بطريقة وحشية بحسب تقارير الطب الشرعي في كل من إيطاليا ومصر.كما أعلنت الشرطة الإيطالية اليوم السبت عن حصولها على معومات وأدلة جديدة تؤكد تورط ضباط مصريين في توقيف ومقتل ريجنيي
وكشفت صحيفتا نيويورك تايمز وإندبندت البريطانية عن شهود عيان أدلوا بتصريحات مثيرة حول احتجاز ضابطين لريجيني مساء يوم 25 يناير بالقرب من محطة البحوث كما ذكر تقرير نيويورك تايمز أن الصحيفة تحاورت مع ثلاث قيادات أمنية اعترفت بأن ريجيني كان محتجزا بتهمة الاشتباه بأنه جاسوس خصوصا وأنه كان شديد الاهتمام بالحركات العمالية الغاضبة من نظام السيسي.
العدالة الاجتماعية
كما تجاهل السيسي ملف العدالة الاجتماعية خصوصا وأن نظامه شرع في التصالح مع رموز الفساد في عهد مبارك وحاز كل مجرمي عهد مبارك على البراءة بأحكام نهائية من الشامخ ولا تزال الفجوة الطبقية بين الأغنياء والفقراء تتعاظم كل يوم ولا حد لوقفها ولا يقدم السيسي رؤية واضحة للتعامل مع هذا الملف الذي كان أحد شعارات الثورة التي انقلب عليها السيسي في 3 يوليو 2013م. كما تلاشى الحديث تماما عن الحد الأقصى والأدني للأجور بعد أن تم تفريغها من محتواها بخروج معظم المؤسسات من دائرة القانون وعدم التزامه بالأقصى للأجور.
الخدمة المدنية
وتعمد قائد الانقلاب كذلك الحديث عن أزمة قانون الخدمة المدنية خصوصا بعد رفض مجلس النواب له والحديث المتواتر حول تعديلات شكلية وعرضه مجددا والتصميم على تمريره من البرلمان وما قيل في الصحف الموالية للسيسي عن عزمه تقليص عدد الموظفين الحكوميين وتسريح الملايين منهم، تنفيذا لقرارات البنك الدولي للموافقة على القرض الذي طلبه السيسي.
حقيقة الوضع في سيناء
وأهمل السيسي كذلك الحديث عن الوضع في سيناء والحرب الأهلية الدائرة هناك ورغم أنه أعلن القضاء على ما أسماه بالإرهاب إلا أنه أثناء خطابه قتل ضباط ومجند في شمال سيناء مع يؤكد اعتماده على الكذب والتدليس لا الحقائق والوقائع، فالأخبار تتواتر أن ضباط وجنود الشرطة باتوا رافضين لتنفيذ الأوامر الصادرة لهم بالتحركات في العريش ومدن وقرى شمال سيناء بعد تزايد العمليات المسلحة مؤخرا
ومقتل العشرات من الضباط والجنود في عمليات تفجير للمدرعات بزرع عبوات ناسفة على الطرق التي تستخدمها القوات في تحركاتها وهو ما دفع وزير الدفاع صبحي صدقي ووزير الداخلية مجدي عبدالغفار إلى زيارة الجنود في شمال سيناء أمس الجمعة ومحاولة رفع روحهم المعنوية التى باتت في الحضيض.
أزمة الأطباء
رغم أن نقابة الأطباء عقدت أمس الجمعة جمعية عمومية حاشدة شارك فيها أكثرمن 12 ألف طبيب احتجاجا على الممارسات الإجرامية من جانب ضباط وأمناء الشرطة بحق الأطباء وزيادة معدلات الاعتداء على المستشفيات والأطباء أثناء عملهم وآخرها حادثة أطباء مستشفى المطرية إلا أن السيسي تجاهل كل ذلك وكأن ما جرى حدث في بلاد الواق واق ولم يشر حتى إلى ضرورة التزام عناصر الشرطة بالدستور والقانون واحترام حقوق الإنسان، ما يؤكد أن جرائم الشرطة تتم بضوء أخضر من قائد الانقلاب وبرضا تام منه اعتمادا على تثبيت حكمه بالحديد والنار.
المشاركة في الحرب البرية بسوريا
وتجاهل السيسي كذلك الحديث عن الموقف من الأزمة السورية خصوصا بعد إعلان السعودية حشدها 150 جندي للدخول في حرب برية ضد داعش في سوريا والمؤكد أن مصر حليف للمملكة والكل يتذكر جيدا عبارته الشهيرة "مسافة السكة" فبات على المحك وهناك آلاف الجنود المصريين هناك في المملكة حاليا يقال إنهم يشاركون في مناورة "رعد الشمال" فهل سيظلون هناك للمشاركة في هذه الحرب وأن المناورة ما هي إلا ستار لسفرهم أم ما هي الحقيقة في ذلك؟؟
تجاهل السيسي كل هذا كما تجاهل الوضع في ليبيا والدور المصري المشبوه من خلال دعم قائد الانقلاب هناك خليفة حفتر وبوادر تحركات غربية لتوجيه ضربات عسكرية على مواقع ليبية بزعم الحرب على داعش .. فلماذا تجاهل السيسي هذا الملفات الشائكة والحساسة؟ وكذلك الموقف من إيران وإسرائيل والوضع المتأزم في الشرق الأوسط.
أين برنامج السيسي؟
وتجاهل السيسي كذلك الحديث عن برنامجه ورؤيته لخروج مصر من كبوتها ولم يقدم سوى عبارات رنانة وتصريحات مدوية لا تسمن ولا تغني من جوع وثناء ومدح في الشعب وحضارته والجيش وبسالته .. ولكن أين برنامجه؟ ما خططه للخروج من الوضع المزري ؟ لا شيء من ذلك على الإطلاق ذكره السيسي في خطابه.
لم يقدم جديدًا
فيما علق الدكتور مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، على خطاب السيسي، قائلًا إنه "لم يقدم جديدًا". وأشار في تصريحات صحفية اليوم السبت إلى أن "الخطاب لم يتناول المشكلة الاقتصادية في مصر، فهناك عجز في ميزانية الدولة وعجز في ميزان المدفوعات، حيث أدى سوء إدارة البنك المركزي والحكومة في أزمة عجز ميزان المدفوعات إلى احتجاج الغرف التجارية"، على حد قوله.
ولفت "السيد" إلى أن "الحكومة لم تنجح حتى الآن في مواجهة الإرهاب"، وذكر أن السيسي تجاهل في خطابه الحديث عن تعامل الشرطة مع المواطنين وليس فقط نقابة الأطباء وإنما المواطنين ككل، كما تجاهل الحديث عن أزمة سد النهضة، مطالبًا بطرح المشروعات التي يقترحها للنقاش العام. بينما على الصعيد الخارجي، ذكر أن "السيسي تجاهل الحديث عن المشاكل المتفجرة في منطقة الشرق الأوسط، خاصة مع إعلان السعودية استعدادها إرسال قوات برية إلى سوريا، فضلاً عن أبعاد العلاقات مع إيران والموقف مع إسرائيل".
المصدر
- تقرير: 10 ملفات ساخنة تجاهلها السيسي في "برلمان الدم" موقع بوابة الحرية والعدالة