يوم النحر والفداء

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
يوم النحر والفداء


بقلم : خميس النقيب

الحج غني لا فقر معه ،و ميعاد لا مرية فيه ،و جهاد لا شوكة فيه ، عود كريم إلي أصلنا الضارب في أعماق الزمن ،منذ أبينا ابرأهم عليه السلام ، انه يذكرنا بيوم الجمع الأكبر، يوم يقول الله عز وجل فيه " إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ "(هود :103) يوم تتساقط فيه الرتب ،و تتلاشي عنده المناصب ، ويتهاوي في ساحاته الجاه والسلطان ،يوم يذكر الناس إن غفلوا ، وينبهم إن حادوا عن الطريق المستقيم ، يوم يحشر الناس حفاة عراة ، حاسري الرؤوس ،يحدوهم رجاء واحد ، وأمل واحد ، وهدفا واحدا ، هو الفوز برضوان الله عز وجل ، نعم..! الناس،يلهون والساعة نحوهم مسرعة ، و ينسون والقدر معهم جاد ، ويغفلون وكل ذرة من أعمالهم محسوبة " يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ "(المجادلة:6)... تأتيهم هذه الشعيرة لتذكرهم بالقدوم علي الله تعالي .

نداء التوحيد :نداء قديم جديد ...!! قديم لان أول من صدح به هو إبراهيم عليه السلام " وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ "(الحج:27) ،تتردد أصداءه عبر الليل والنهار ، وعبر الزمان والمكان ، وتتردد خواطره عبر الأجيال جيلا بعد جيل ، وتتردد مشاعره عبر القرون قرنا بعد قرن...!! و نداء جديد لان النبي محمد صلي الله عليه وسلم هو الذي قاد قوافله ، ووضع مناسكه ، واجلي منافعه ، ووضح جوائزه وكان آخر عهد له بالمسلمين ، يلقي علي مسامعهم آخر وصاياه ، يدعوهم إلي توحيد الله في الأرض ، يدعوهم إلي تحرير النفس من الأوهام والضلال ، ورفع لها من التدني والسقوط ، وإلزام لها بالحق تعترف به وتقوم عليه ، التوحيد انتشال الإنسان من الخضوع لمخلوق أو الذلة لمملوك ،او الخنوع لمرزوق إنما الذلة والخضوع والخنوع لا تكن إلا لله ، هكذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ، كانت له قبة في مني ( صفة ) فإذا وصل إليها كبر ، فكبر الناس ،فكبرت مني تعظيما لله ، فكبرت الدنيا ، فإذا أنت أمام امة تعترف بان الإخبات والتوكل لا يكونا إلا علي الله ، وان الاستمداد والاستلهام لا يكونا إلا من الله ، وان اليقين الاستعانة لا يكونا إلا بالله ، وان الثقة لا تكن إلا في الله تعالي .

الكل هناك بين تهليل وتكبير ، بين تمجيد وتحميد ، بين دعاء وثناء ،بين شكر وتسبيح انتظارا لرضوان الله ، وحبا لطاعة الله ، وإتباعا لسنة رسول الله ، يهتفون للخالق لا للمخلوق ، يهتفون لله الذي بيده الأمر كله ، والرزق كله ، وهو علي كل شيء قدير .

أيام العمل الصالح أحب إلي الله فيها من أي يوم آخر...عن بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء... قال الشيخ الألباني : صحيح ...! أوقات اقسم الله تعالي بها في القران ، ولا يقسم الله إلا بعظيم " وَالْفَجْرِ *وَلَيَالٍ عَشْرٍ"(الفجر:1-2)

محطات للمؤمن يتزود من خلالها للقاء الله تبارك وتعالي، ويتبع ولا يبتدع ، يستمع لقول النبي عليه الصلاة والسلام..عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر قالا : أتينا العرباض بن سارية وهو ممن نزل فيه ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه فسلمنا وقلنا أتيناك زائرين وعائدين ومقتبسين فقال العرباض صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا فقال : أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ... في سنن أبي داود وصححه الألباني

الحج إخلاص وشكر : عن أنس بن مالك رضي الله عنه حج رسول الله على رحل رث وعليه قطيفة لا تساوي أربعة دراهم فقال اللهم اجعله حجا لا رياء فيه ولا سمعة...! صحيح عن يزيد بن هارون عن إبراهيم التيمي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يطوف بالكعبة فسمع رجل من خلفه يدعو الله فيقول ( اللهم اجعلني من القليل ..اللهم اجعلني من القليل ) فقال عمر : ألا تجد غير هذا الدعاء ؟! ، قال الرجل ، لعمر سمعت الله يقول ".. وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ "(سبأ: 13) فانا أدعو الله أن يجعلني من هؤلاء القليل فقال عمر وكلكم اعلم من عمر ..جمال وتواضع ..!! قال عمر للنبي صلي الله عليه وسلم ألا نتخذ من مقام إبراهيم مصلي ؟! ...فنزلت الآية " وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ "(لبقرة: 125)وقد وافق القران في نزوله في أكثر من موضع رأي الفاروق عمر ..!!وما ازداد بذلك إلا تواضعا لربه ، وانكسارا لخالقه ، وإتباعا لحبيبه صلي الله عليه وسلم ..! وهو الذي قال حين قبل الحجر (عمر لما رأى الحجر قال : لا تضر ولا تنفع ولولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبَّلك ما قبَّلتُك ) أبو هريرة رواه البخاري (1597) ومسلم (1270).

يوم النحر :يوم نحر فيه رسول الله عنه وعن الفقراء ، وبين فيه حرمة الأعراض والدماء في الإسلام ، ووضح فيه قيمة المؤمن الحقيقية عند الله ، في شريعته ، وفي ميزانه ..! عن عبد الله بن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحر يوم الأضحى بالمدينة قال وقد كان إذا لم ينحر يذبح بالمصلى قال الشيخ الألباني : صحيحوعنه قال نحر النبي صلى الله عليه وسلم عن نسائه بقرة في حجته . رواه مسلم

وقال جابر رضي الله عنه : خطبنا صلى الله عليه وسلم يوم النحر فقال : أي يوم أعظم حرمة ؟ فقالوا : يومنا هذا قال : فأي شهر أعظم حرمة ؟ قالوا : شهرنا قال : أي بلد أعظم حرمة ؟ قالوا : بلدنا هذا قال : فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا هل بلغت ؟ قالوا : نعم . قال : اللهم اشهد صحيح.... بل أفضل الجهاد ، والحفاظ علي الحق أعلن من هناك ..!! كيف ؟ عن أبي إمامة قال : عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجل عند الجمرة الأولي فقال يا رسول الله أي الجهاد أفضل فسكت عنه فلما رأى الجمرة الثانية سأله فسكت عنه فلما رمى جمرة العقبة وضع رجله في الغرز ليركب قال أين السائل قال أنا يا رسول الله قال كلمة حق عند ذي سلطان جائر

قال الشيخ الألباني : حسن صحيح .. أين نحن من هذا ؟! الدماء مسكوبة ، والأعراض مسلوبة ، والأموال منهوبة ، إلا ما رحم ربي ..!! هل من عودة ؟! هل من تصحيح ؟!، هل من تضحية وفداء من اجل نصرة الإسلام ، وعودة الحقوق........ ؟!

وهو يوم التضحية والفداء ، يوم الفرح والصفاء ، يوم المكافأة من رب السماء ، للنبيين الكريمين إبراهيم وإسماعيل صاحبي الفضل والعطاء ، أراد الأعداء بإبراهيم سوء لكن الله لطمهم وأبعدهم وجعلهم من الأسفلين ، كما يجعل كل أعداء الدين إلي يوم الدين "فَأَرَادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ "( الصافات :98) أما إبراهيم عليه السلام فله شأن أخر وطريق آخر ، وهدف آخر " وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ " ( الصافات : 99) ..! رجاء مشروع ، يريد فقط الصالحين لإصلاح الأرض، وبناء التوحيد " رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ"(الصافات : 100) و دعاء المخلصين مسموع ومجاب في التو واللحظة" فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ " ( الصافات :101) طريق الأنبياء هكذا ، والتابعين من الموحدين هكذا ..!! انظر إلي أخيه موسي عليه السلام في دعاءه" "وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي* هَارُونَ أَخِي " ( طه:28-29) لماذا ؟! " اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي *وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي * كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً *وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً* إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيراً"( طه : 30-35) جاءت الإجابة في التو أيضا واللحظة " قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى " ( طه :36) السماء تتعاون مع المصلحين ، مع الموحدين ، مع المخلصين ، العاملين للدين ، تمهد طريقهم ، وتزلل عقباتهم ، تجبر كسرهم ، وتحقق رغباتهم ، وتنصر أهدافهم ...!! إبراهيم عليه السلام يمتحن ليمنح ، ويختبر ليعلو ، ويبتلي ليسموا " فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ "( الصافات : 102) بدأ يمشي وهنا أعظم مرحلة الحب من الوالد لولده ..!! لكن الله أراد إخلاص قلبه وتمحيص فؤاده ، واصطفاء نفسه ، واجتباء وجهته ..!!" فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ " الصافات :102) رؤية فيها ذبح الابن طاعة لله ، ويبلغ الابن من الوالد ذاته ..!! " يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى " ليعي دعاة اليوم وعلماء التربية هذا الأسلوب الرائع، من الحب التبادل ، والأدب المتبادل، في أحلك الظروف، واشد المحن ، وأصعب المواقف ...!! فيرد الغلام بنفس المستوي من الشجاعة والإخلاص ، من التضحية والفداء من الأدب الرفيع ، والذوق العالي ، وتقديم المشيئة لان الموقف موقف فتنة ، ولا ينتصر عليها المرء، ولا يخرج منها المبتلي إلا بإذن الله..! وعون الله..! و فضل الله..! " قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ "( الصافات :102) وجاءت لحظة الحسم ...!! فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ " ( الصافات :103) فكان الاستسلام من النبيين لأمر الله ، وكان الحب من الكريمين لطاعة الله بنفس المستوي، وذات الأداء " اسلما :" وهنا تدخلت السماء ، الله شهد الموقف ، وصدق عليه ..فنادي..! وجازي.!! " وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ *قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ "( الصافات : 105) .. امتحان ما أشده ..! اختبار ما أصعبه..! ابتلاء ما أعظمه ..!! "إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ " الصافات :106) لكن إبراهيم عليه السلام اجتازه بامتياز مع مراتب الشرف، بتوفيق الله له مع منازل الإخلاص ، وبعون الله له مع مقامات اليقين ..!! فكان الفداء من السماء في يوم الفداء " وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ"(الصافات :107) ..!! ليعلو ذكر آل إبراهيم في العالمين " وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ* سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ " ( الصافات :108-109) وهذا المنح لا يقتصر علي آل إبراهيم فقط وهذا الاصطفاء " إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ " (آل عمران:33) لا يقتصر علي هؤلاء فقط و وإنما لكل المحسنين والمخلصين العاملين لله الي يوم الدين من الناس أجمعين " كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ" ( الصافات : 110) " اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ " (الحج:75) ....!! ثم خاتم الإيمان لإبراهيم في شهادة تقدير من رب العالمين " إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ " ( الصافات : 111) ..!! هذا التقدير وهذا الاصطفاء في الدنيا والآخرة له ولمن لا يسفه نفسه بالرغبة في طريق آخر ...!! "وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ "(البقرة:130) ليت الأمة تتعلم الفداء ، فالإسلام تكاثر عليه الأعداء، تكالبت عليه الأكلة من الأمم ، حرق كتابه ، واستهزئ بنبيه ، تعطلت الحدود وازداد الصدود ، سلبت المقدسات وانتهكت الأعراض ، سفكت الدماء واضطهد العلماء...!! أصبح الإسلام غريبا في وطنه..!1 ، وأمسي الدين طريدا بين أهله ..!! من له ؟ من يفديه ؟! من يضحي من اجله.. ؟! الا من إبراهيم جديد في الأمة يترك رضيعه وزوجه في الصحراء وينطلق.. وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ " ( الصافات : 99) ..مهاجر الي ربه " ..إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ "(العنكبوت:26) .." وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً "(النساء:100) ..! ألا من هاجر جديدة تفدي الإسلام وتعلم المسلمين

حقيقة التوكل وروعة اليقين في الله رب العالمين ، ( إذن لن يضيعنا ) ..!! وكذلك جمال السعي إلي يوم الدين ..!! ألا من إسماعيل جديد يقدم روحه ونفسه وحياته طاعة لربه ، وتنفيذا لا مره ، وطلبا لرضاه " يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ "( الصافات :102) ..!! الإسلام أحوج ما يكون الآن إلي مضحين ومفدين ، من أوقاتهم ومن أموالهم ومن أبنائهم ، ومن كل ما أعطاه الله لهم ، حتى يسمو الفرد وتعلو الأمة ،، حتى ينتصر الدين وتعلو راية الحق المبين ، فمن يطع ومن يعصي ؟! من يسمو ومن يهرب ؟! من يفدي ومن يرغب""وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ "(البقرة:130) العاملون للدين يضاعف الله أجرهم ، ويسهل الله طريقهم ، ويرفع شانهم ، و يعلي الله ذكرهم " وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً "( مريم:41) .. "وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً " (مريم:54) فتذكرهم الأجيال جيلا بعد جيل إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها ...!! هذه الخواطر يجب أن تسيطر علي المسلمين في موسم لحج ، في يوم النحر ،بل في كل موسم ،بل في كل يوم بل في كل وقت ، ليعطوا من أنفسهم الفداء ، وليرضوا رب السماء ، ويلتقوا في الآخرة صاحب الشريعة السمحاء ، وصحبه الأجلاء ، عن عبد الله بن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحر يوم الأضحى بالمدينة قال وقد كان إذا لم ينحر يذبح بالمصلى قال الشيخ الألباني : صحيح وعنه قال نحر النبي صلى الله عليه وسلم عن نسائه بقرة في حجته . رواه مسلم

اللهم اجمعنا بحبيبك يوم القيامة ، اللهم اسقنا من حوضه شربة ماء لا نظمأ بعدها أبدا ،اللهم ارزقنا حجا مبرورا وذنبا مغفورا وسعيا مشكورا ، اللهم نجنا من عذاب القبور ، ونجنا من هول النشور ، واجعل لنا في الآخرة من أهل السعادة والسرور ،اللهم سدد خطانا إليك ، شرفنا بالعمل لدينك ، ووفقنا للجهاد في سبيلك ،وغير حالنا لمرضاتك ، امنحنا التقوى وأهدنا السبيل وارزقنا الإلهام والرشاد ، اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل ،ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ،وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي أهله وصحبه وسلم ،والحمد لله رب العالمين

المصدر