يكن يحذر من الالتفاف حول النصر البطولي ونزع سلاح المقاومة
بقلم:محمد هاني
أكد الداعية الإسلامي الكبير فتحي يكن أن لبنان على أعتاب مرحلة جديدة تؤسس لبناء دولة مقاومة شامخة الوحدة الوطنية، راسخة المؤسسات الرسمية، أصيلة المواطنة والثقافة والحضارة، مشيدًا بالبطولة التي سطرتها المقاومة اللبنانية في مواجهة العدو الصهيوني المدعوم بكل ما لدى الولايات المتحدة من أسلحة دمار شامل، مشيرًا إلى أغوار المؤامرة التي أسقطها الصمود والتلاحم التاريخيان بين الشعب اللبناني ومقاومته العتيدة وحكومته.
وقال يكن- في بيان له تلقى (إخوان أون لاين) نسخة منه بعد استقباله لمجموعة من النواب والوزراء السابقين بالحكومة اللبنانية وأسامة حمدان ممثل حركة حماس في لبنان وغيرهم-: لا بد من التحذير من أي موقف من شأنه الالتفاف على الإنجاز البطولي الذي أحرزته المقاومة ضد العدو الصهيوني، بما من شأنه قلب المعادلة، وتحويل النصر إلى هزيمة!!
وأكد أنه لا يمكن الكلام عن نزع سلاح المقاومة قبل الاتفاق على الإستراتيجية الدفاعية، وانتشار الجيش اللبناني، والتأكد من خلو الجنوب من أي وجود صهيوني، وبالتالي اختبار النوايا الصهيونية المفطورة على الغدر والشر- إضافةً إلى جلاء هوية القوات الدولية التي ستحل في الجنوب اللبناني، ومعرفة حقيقة دورها- من شأنه أن يقذف بلبنان في مهبِّ الريح، ويجعله أمام مصير ومستقبل مجهول، على حد قوله.
واستنكر الداعية الإسلامي "الكلام غير المسئول والمعيب الذي بدأ يطلقه نفر من المصطادين بالماء العكر، الذين أزعجهم انتصار المقاومة، والذي من شأنه أن يفتح باب الفتنة على مصراعيه ويقدم للصهاينة خدمة وإنجازًا لم تتمكن من تحقيقه على مدى ثلاثة وثلاثين يومًا".
وحذر يكن اللبنانيين- دولة وحكومة ومواطنين- من أن يخيبوا آمال شعوب بأسرها، عبرت عن اعتزازها بلبنان واللبنانيين والمقاومة في مسيرات مليونية، وباتت تعيش حلم الانعتاق من جور وظلم النظام الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة.
وأكد أنه بعد شهر من المعارك الطاحنة التي سجلت فيها المقاومة الإسلامية بطولاتٍ أسطوريةً ضد العدو الصهيوني، كما سجلت فيها الدولة العبرية مخازي همجية وإجرامية غير مسبوقة من المجازر ضد المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ وفي ضوء القرار (1701) الذي صدر عن مجلس الأمن بالإجماع- على انحيازه الواضح للكيان الصهيوني- يمكن الجزم بأن رهان البعض على الولايات المتحدة قد سقط في مستنقع إجرامها السافر على لبنان واللبنانيين الذي فاق إجرام ربيبتها (إسرائيل).
وقال: إن مواقف الولايات المتحدة وانحيازها وتحريضها ودعمها للعدو الصهيوني بأحدث تقنيات الإبادة والتدمير المحرمة عالميًّا ينبغي أن ينتظم اللبنانيون جميعًا في جبهة العداء لها، كما "لإسرائيل"، وأن يخرج اللبنانيون من حالة انعدام الوزن التي أصابتهم بعد اغتيال الرئيس الحريري ليبدأوا حوارًا جديدًا يحددون من خلاله وفي ظلاله عدوهم وصديقهم.
وأضاف يكن: لن أكون مبالغًا إذا قلت إن مسار الأحداث العسكرية ومآلاتها ونتائجها جعل الباب مفتوحًا أمام متغيرات جذرية على النظام الدولي الذي تتزعمه الولايات المتحدة، كما على النظام العربي العاجز، وبالتالي على الحياة السياسية في لبنان.
وبقي أن يعي اللبنانيون هذه الحقيقة، وأن يبادروا بإعادة النظر في واقعهم الداخلي المخزي، وصياغة مستقبلهم الانتمائي والوطني وتحالفاتهم السياسية ومؤسساتهم الرسمية وفق ذلك؛ منعًا لأية خروقات وفتن داخلية مفترضة.
- المصدر :يكن يحذر من الالتفاف حول النصر البطولي ونزع سلاح المقاومة موقع إخوان أون لاين