و تبقى شامخة

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
و تبقى شامخة


( الثلاثاء, 22 مارس 2016)

ماجدة شحاتة

بقلم : ماجدة شحاتة

أكاد أستشرف مرحلة أخرى من الابتلاء الداخلي للصف ؛ ليحدث نوع من الانفلات الكبير ، يلفظ على أثره كل من لم يكن يوما منتميا للدعوة إلا من حيث ركوبها حيث ظن أن وراء الأكمة نفع كثير، أو أن يكون وجوده عبئا ثقيلا ، ولعله يكون أهلا لخير كبير في غير مكانه الذي ظل فيه القائد الأمير .

فلكل مرحلة رجالها ، وسياساتها وأدواتها ، وفي كل خير .

اغتيل الإمام البنا ومن حوله كوكبة من الكبار نفسا وعقلا وفكرا ، واشرأبت الأعناق لمن يخلفه في شرف المقام ، وعظيم المكان ، وكادت أن تعقد خلافته بكل ثقة لزيد أو عبيد معروفة سيرتهم ومسيرتهم علوا وشموخا .

وجاءت الفتنة عابرة كسحابة صيف لاتلبث أن تنقشع ، اشتد الخلاف وبلغ الاختلاف مداه ، وعلا الضجيج ، وارتفع صدر المخلصين من الهم بنشيج ، كانت فتنة تعليم وتدريب وتصحيح وتصويب من خلال المواقف والمحكات ؛ ليمضي الركب الكريم على نقاء من علل النفسيات وحظوظ النفس .

وتصدر الهضيبي القاضي الذي جاء من خلف أستار الغيب ، فيحمل الأمانة وقد انقطع الطريق على كل من ظنها تؤخذ غلابا .

انتظمت الصفوف بعد اضطراب ، وعادت النفوس بعد شرود واغتراب ، وتآلف العقد الفريد من لؤلؤ أغلى مما يزين الجيد ، من رجال كانوا أشد صلابة في المحن من الحديد .

وكانت دروسا استوعبت سريعا ، واستقرئت جميعا ، فانعكست أدبا وألقا ورقيا يليق بتصرف الكبار في المحن .

النعي على مامضى دندنة يتقنها العجزة ، والاستعداد للقادم من بين ظلام الحاضر هو ديدن البناة حقا مهما بلغ حجم التأنيب والتثريب والغمز واللمز .

فكونوا أسرع للإفاقة بعد أزمة ، وأحزم للفصل مما فيه تشتيت ، ولا تخذلوا من أحسن بكم الظن على أي حال ، وبلغت ثقته تحدي كل طعن بمقال أو فعال ، وأصلحوا ذات بينكم فإنما المؤمنون إخوة ، ومن يفارق أو يغادر فلعل الله يغني كلا من فضله وسعته ، فلتكن مفارقة بمعروف وإحسان فتلك شيمة الأصيل النبيل ، وليست مفارقة الوضيع الذليل بجحود ونكران .

سيواصل الركب سيره ، يستريح البعض أو يستقيل ، ويبقى لكل ذي مروءة الموقف الجليل ..

والله غالب على أمره ..

المصدر