و... قابلونا الحلقة الجاية
3 نوفمبر 2010
بقلم: حسن المستكاوي
● كنت طفلا صغيرا، وكان شعر رأسى لونه أصفر، وكانت عيناى خضراوين، عندما بدأ اتحاد كرة القدم طرح قضية توزيع حقوق البث التليفزيونى للمناقشة والدراسة، وكيفية توزيع تلك الحقوق على الأندية.. أشياء كثيرة بدأت ونحن أطفال صغار، وكل الأشياء صغرت وكبرنا نحن.. حدث ذلك مع مشروع تطوير التعليم، ومشروع عودة الرياضة إلى المدارس، ومشروع التأمين الصحى، ومشروع تصنيع القمامة، ومشروع تخفيف زحام المرور، ومشروع شرق التفريعة.. ومشروع البتلو، و.... ومشروع البث الفضائى.
● نعتذر عن تسجيل بقية المشاريع لضيق المساحة.. وأعود للبث التليفزيونى وحقوقه وكيفية توزيع العائد على الأندية، فالزمالك يرفض الاستناد إلى عدد البطولات التى حصل عليها كل فريق لأن ذلك فى مصلحة الأهلى، والأندية ترفض الاستناد على عنصر الشعبية والجماهيرية، لأن ذلك فى مصلحة الأهلى والزمالك.. والناديان الكبيران ومعهما كل الأندية سوف يرفضون الاستناد إلى بطل الموسم للفوز بنصيب أكبر من الفرق التى لم تحصل على البطولة فى نفس الموسم. وكما ترون كل المعايير غير ملائمة!
● بعد ندوة طويلة شارك فيها الجميع واستمعوا إلى رؤساء روابط الأندية المحترفة فى إنجلترا، وإلى خبراء من إسبانيا وإيطاليا، أذكر أننا اقترحنا، أن نأخذ كتاب الدورى الإنجليزى ونترجمه ونطبقه، وأن نستخلص منه ما يناسبنا، باعتبار أن الكرة المصرية «حالة خاصة».. شأن كل شىء فى مصر.. واقترحنا أن يوزع العائد، بناء على الشعبية أولا ثم الترتيب فى البطولة الحالية، ثم الرصيد من بطولات الدورى التى حققها كل ناد.. ووضعنا الشعبية أولا لأنها تمثل القاعدة العريضة التى تجلب المعلن لمباريات الفريق، ثم الترتيب فى البطولة الحالية، لأنه من حق البطل أن يفوز بنصيب الأسد من العائد، والفرصة هنا متاحة ومتساوية أمام الجميع، (برجاء عدم الاعتراض بالتحكيم والإعلام، والدخول فى تفاصيل ومسائل فرعية يفترض ألا تكون مطروحة). وكان الرصيد من بطولات الدورى فى المركز الثالث كمعيار، لأنه ماض، وانتهى.. ويبقى أن ترتب النسب وفقا لتلك المعايير وأولوياتها.
● نحن نتحدث عن الظروف والأحوال الطبيعية.. لكن أين هى تلك الظروف؟!
أزمتنا هى روح التربص والترصد والتصيد وانعدام روح الفريق وغياب العمل من أجل المصلحة العامة، و«البلادة»، وغياب الضمير، وحب النفس، والأنامالية (من الأنا.. ومن وأنا مالى) ومن النادر أن تجد من يشتغل بجد، ويلعب بجد، ويدرب بجد، ويدير بجد.. أزمتنا هى الأفكار البليدة البعيدة عن الزمن وتوقف القدرة على الابتكار، والرجوع للكتب المدرسية لطرح الحلول.. والشعور الكاذب بالشطارة، والاعتقاد الخاطئ بأن كل منا يستحق المركز الأول.. وكل ناد يستحق القدر الأكبر من تورتة عائد حقوق البث التليفزيونى.
يا ترى من وراء تعطيل الاتفاق.. هل هو سمير زاهر رئيس الاتحاد.. أم حسن حمدى رئيس الأهلى.. أم المستشار جلال إبراهيم رئيس الزمالك؟
و... و«ابقوا قابلونا الحلقة الجاية».
المصدر
- مقال : و... قابلونا الحلقة الجاية ، الشروق