وهم لا يشعرون.. بقلم د. الصديق الحميدي

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
وهم لا يشعرون.. بقلم د. الصديق الحميدي


بتاريخ : الاثنين 04 نوفمبر 2013

من الطبيعي أن يعلم كل إنسان أيا كانت عقيدته أن له إلها مطلعا عليه ويعلم كل مايفعل فلا يعقل أن يكون خلقه من لاشيء حيث كان عدما ولو يكن شيئا مذكروا ثم يتركه سدى بدون رقابة.

ولكن الإنسان الجاحد لله الذي يستعلي بقدرته على خلق الله يظن في كثير من الأحيان - ظنا تسوله له نفسه وإن كان يقينه الباطن الذي لا يريده يظهر عكس ذلك – أن الله يغفل عنه ولو لحظات .

والحقيقة التي يقابل بها الله الجميع أنه مطلع وأن وعده نافذ ومتحقق وأن مكره شديد وأليم بأعدائه وهم لا يشعرون.

وردت هذه الجملة عشر مرات في القرآن الكريم في سورة يوسف 107 والشعراء 202 والعنكبوت 53 والزخرف 66 وكلها تتحدث عن فجأة العذاب الذي سيراه كل ظالم بعيد عن الله يوم القيامة وهم لايشعرون ، وفي سورة الأعراف 95 تتحدث عن فجأة انتقام الله من الأمم السابقة وهم لايشعرون ، وفي سورة يوسف 15 تتحدث عن تذكير يوسف عليه السلام لأخوته بأمرهم لما يذهبوا إليه وهو عزيز مصر وهم لا يشعرون .

وفي سورة النمل 18 تتحدث عن اعتذار النملة عن أمكانية تحطيم سليمان عليه السلام وجنده للنمل وهم لا يشعرون ، وفي سورة القصص 9 تتحدث عن أخذ فرعون لموسى عليه السلام ليربيه وهو الذي كان يريد قتله وهم لا يشعرون ، وفي نفس السورة 11 ونفس القصة تتحدث عن رؤية أخت موسى له لتعيده لأمه وهم لا يشعرون ، والأخيرة وهي ما نريد أن نقف معها في سورة النمل 50 في معرض الكلام عن قصة سيدنا صالح.

خلاصة القصة : أن صالح عليه السلام دعا قومه للنجاة فأبوا إلا الهلاك ، واجتمعوا بعائلاتهم جميعا وبكبرائهم يخططون للقضاء على تلك الفئة المؤمنة صاحبة الحق لا لشيء إلا لأنهم سوف يجعلون لكل إنسان حق في حريته وحق في عقيدته وحق في ملكيته ، وعقدوا الأيمان على القضاء على صالح عليه السلام وأهله بالليل حيث لا يراهم أحد وحيث يقدرون على طمث الأدلة وإن شئت فقل فرمها ونحن معنا الأجهزة الأمنية جميعا ومعنا القضاء الذي سيحكم لنا لعدم وجود أدلة .

وفي الصباح بعدما تنتهي العملية تقوم الأجهزة الإعلامية بدورها بتبرئة ساحتنا فنقول لأولياء الدم ما شهدنا مهلك أهله ، وسوف يصدقوننا لأننا خططنا تخطيطا محكما وطمثنا كل أدلة أدانتنا ، وأخبر الله عنهم أنهم " مكروا مكرا " مكرا شديدا محكما ، والله لن يترك عباده المؤمنين دون أن يمكر لهم هو فقال : " ومكرنا مكرا " ولكن الفارق الذي لابد أن نعيه جميعا أن مكرهم واضح لله وأن مكر الله هم لايشعرون به ، فكانت النتيجة " فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أجمعين " بنفس مكرهم.

فهل بعد هذا نظن أن " الله غافلا عما يعمل الظالمون " ؟

هل نظن أن مكر هؤلاء بأهل الحق ينفع والله قال: " ومكر أولئك هو يبور " ، وقال " ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله " ؟

هل نظن أن مكر الله يتأخر عن موعده المحدد والله قال " قل الله أسرع مكرا : ؟

هل نظن ان مكر الله أقل من مكرهم " والله خير الماكرين " ، " ولله المكر جميعا " ؟

هل نظن أن الله لا ينجي عباده من مكر أعدائهم والله قال : " فوقاه الله سيئات ما مكروا " ؟

صدق الله العظيم : " ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون ".

المصدر