وقفات مع أحداث جامعة الأزهر

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
وقفات مع أحداث جامعة الأزهر


وليد شلبي

وهنا لنا عدة وقفات مع عموم الإخوان للتذكرة والتواصي وحسب ، فمنذ بداية الأزمة وموقف الإخوان واضح وجلي وأعلنوا رفضهم التام لما حدث واعتذر الطلاب واعتذر العديد من رموز الإخوان وقياداتهم . ولنا هنا وقفة مفصلية ، فإنه ليحق لكم معشر الإخوان أن تفخروا بقيادتكم لعدم مكابرتها واعترافها بخطأ حدث من بعض المنتسبين إليها واعتذار أكثر من شخصية قيادية عما حدث مفخرة كبيرة لنا ، وهذا هو الفرق الكبير بين الإخوان وغيرهم.

وهذا الفرق بين من يعمل لله وحده ومن يعمل لغرض دنيوي زائل. وهذه هي تربية الإخوان التي وضحت في عدم المكابرة والتبرير واختلاق الأعذار ولكن اعترفوا بخطأ من قام بهذا الفعل في وقته وقبل أي أحد أخر.وهذا مفهوم تربوي أرساه الإخوان في نفوسهم قبل أن يطبقوه على واقعهم.

ويا ليت من يتشدقون الآن على القيم والمثل العليا ينبتون ببنت شفه عما ارتُكب من جرائم في حق الوطن ولم يعتذر عنها أحد. ونوجه لهم سؤال بسيط : هل ما فعله الطلاب يستحق كل هذه الحملة خصوصا إذا ما قارناه بما يفعله أباطرة البلطجة والفساد في كل مكان بداية من المصالح الحكومية و حتى الشوارع؟ .

وأين من سرقوا أموال الشعب وهربوها ومن قتلوا مئات الأبرياء ومن تسببوا في نشر الأمراض بالمجتمع ومن زوروا إرادة الأمة وشوهوا وجهها أمام العالم كله.في مختلف المجالات.؟ .. وأين الفاعلين الحقيقيين لحادثة بني مزار ؟ ... وأين اللصوص الحقيقيين لإرادة الشعب ومقدراته ؟

وأعتقد أنه ليس بخافيا على أحد الآن السبب الحقيقي وراء هذه الأزمة وتكبيرها وإعطاءها أكبر من حجمها وأعتقد أنه ينبغي التركيز على الأسباب والدوافع الحقيقية للأزمة وليكن لدى من يقود هذه الحملة الشعواء من الجراءة والشجاعة الكافية ليعلن عن الأسباب الحقيقة وراء الحملة ولا يتستر خلف ستر واهية لا تقنع أي عاقل.

ولنا وقفة أيضا مع من يزايد على مصلحة الوطن وأن هذه التدريبات تهدد الأمن القومي للبلاد ونذكره بما فعله الإخوان للأمن القومي عند احتلال مصر ، وأين كان هو حين كانت أرض مصر الطيبة تروى بدماء الإخوان في القناة وفي شتى أنحاء البلاد. إن ما قدمه الإخوان لمصر ليس مجال مزايدة رخيصة من بعض المنتفعين ولكن التاريخ يكتبها بأحرف من نور وجزاؤهم عند ربهم بإذنه تعالى.

ولعل ما ينبغي التركيز عليه في هذه الأثناء هو ما يلاقيه الإخوان من تعب ونصب في السيطرة على الشباب وترويضهم وتقليل حماسهم واندفاعهم، ويربونهم على مناهجهم الوسطية المعتدلة ، ولو أن قوة غير الإخوان لديها هذا العدد الكبير من الطلاب في مختلف الجامعات لما استطاعت السيطرة عليه وتوجيهه ، أفحين يصدر عنهم فعل اعتذروا عنه نذبحهم ونهدد مستقبلهم ونهددهم بالويل والثبور وعظائم الأمور.

لندرك أيها الإخوان أنها محنة وستمر كغيرها من المحن، ولكن سيبقى أداؤكم شاهدا عليكم وعلى هذا العصر. فلتثبتوا في وجه الهجمة الإعلامية المستهدفة لكم ولتسألوا أنفسكم والتاريخ أين من قادوا الحملات الإعلامية الشعواء السابقة من عشرات السنين ، أين هم وأين أنتم ، وليس خافيا على أحد اعتذار بعض كبار الإعلاميين عما قالوا واقترفوا في حق الإخوان .

فاصبروا وصابروا و ليرى الله منكم خيرا بعملكم وفهمكم وبعدم إحداثكم ما يحمل الجماعة أعباء فوق أعبائها. وليستشعر كل منا مسؤوليته الفردية ومقدار ما يمكن أن يسببه فرد بتصرف غير محسوب للجماعة كلها. ولنتحلى بضبط النفس والثقة التامة في تأييد الله لنا إذا أخلصنا نياتنا وتوجهاتنا له سبحانه.

ولنعمل على استخلاص العبر والدروس من الأزمة، ثم دراسة الأسباب والنتائج بعد ذلك. ولابد لنا من وقفه مع شهادات المنصفين من الكتاب والمثقفين من هذه الأزمة وبيانهم لمدى التجني والظلم الذي وقع ويقع على الإخوان ، ووصل الأمر إلى حد منع كتابات بعض كبار الكتاب من النشر ولم نجد من يدين هذا التصرف ويدافع عن حرية التعبير والإبداع معتبرين أن الإبداع لا يكون إلا في الثوابت الدينية والمقدسات الإسلامية من شخصيات ونصوص.

لنستثمر أيها الإخوان الأزمة ونجعلها نقطة انطلاق نحو مزيد من الانفتاح على المجتمع ولنعطيه القدوة من أنفسنا ولنريه الصورة الحقيقة للإخوان ومنهجهم ولندحض التهم والافتراءات بالعمل الجاد والحثيث ولنعطي من أنفسنا القدوة الصالحة للإخوان فهما وعلما وعملا. فاصبروا وصابروا والله معكم ولن يتركم أعمالكم.

المصدر