وفد بشار بالقاهرة.. السيسي يواصل استفزاز السعودية بـ4 إجراءات

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
وفد بشار بالقاهرة.. السيسي يواصل استفزاز السعودية بـ4 إجراءات


السيسي يواصل استفزاز السعودية.jpg

(17/10/2016)

كتب: محمد فتحي

مقدمة

يمضي قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي في طريقه نحو استفزاز المملكة العربية السعودية وتوتير العلاقات معها، غير مكترث بردود فعلها، على الرغم من المساعدات الهائلة التي قدمتها الرياض لسلطات الحكم العسكري منذ انقلاب 3 يوليو 2013م.

ويمكن رصد 4 إجراءات قام بها نظام السيسي، ولم تراعِ فيها القاهرة استفزاز هذه الإجراءات للمملكة العربية السعودية؛ لأنها تتناقص مع مصالح الرياض في حربها ضد التمدد الشيعي الإيراني في المنطقة، والذي استطاع أن يبسط نفوذه على عاصمتين عربيتين كبرتين هما بغداد ودمشق، وتسعى لبسط نفوذها المتصاعد في بيروت، والسيطرة على العاصمة العربية الرابعة في الجنوب صنعاء اليمن.

وبذلك تتمكن طهران من محاصرة السعودية شمالا وجنوبا، وهو ما تدرك الرياض خطورته بصورة كبير وتعمل على وقفه على أمل أن تجد مساندات قوية من جوانب العواصم العربية الكبرى، وعلى رأسها القاهرة، التي تخذل الرياض حتى يومنا هذا في هذا الصراع الإقليمي المتصاعد.

وفد سوري في القاهرة سرًّا

وكان آخر هذه المواقف الاستفزازية، مساء أمس الأحد، حيث استقبلت قيادات كبرى بالمخابرات الحربية وفدا سوريا رفيع المستوى، مواليا لبشار الأسد، زار القاهرة سرا لعدة ساعات على متن طائرة خاصة قادمة من دمشق؛ لبحث تطورات المشهد على الساحة السورية والوضع الإقليمي. وبحسب وكالة الأناضول، فإن الوفد الموالي لبشار ضم 6 مسؤولين كبار بالنظام السوري، وكان في استقباله عناصر من المخابرات الحربية.

وبحسب مصادر خاصة بالأناضول لم تذكرها، فإنه تم مرافقة الوفد السوري للقاء مسؤول كبير، لم تذكر اسمه، لبحث "آخر التطورات بسوريا وجهود الحل السياسي، ورفع الأعباء عن السوريين ومواجهة التنظيمات الإرهابية"، وفق تعبيره. ولم تعلن السلطات المصرية عن الزيارة، وكذلك لم يعلن النظام السوري عنها!. وأمس السبت، انتهت في مدينة لوزان السويسرية الجلسة الرسمية لاجتماع لوزان حول الأزمة في سوريا، من دون تحقيق نتائج، بحسب مراسل "الأناضول".

وشارك في الاجتماع، الذي استغرق نحو 5 ساعات، وزراء الخارجية: التركي مولود جاويش أوغلو، والأمريكي جون كيري، والروسي سيرغي لافروف، والسعودي عادل الجبير، والقطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، والعراقي إبراهيم الجعفري، والإيراني جواد ظريف، والمصري سامح شكري، والأردني ناصر جودة، ومبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا. وناقش المشاركون سبل وقف إطلاق النار في سوريا عمومًا، ومدينة حلب (شمالا) خصوصا، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى البلاد.

أزمة التصويت للمشروع الروسي في سوريا

ومن الإجراءات التي قامت بها القاهرة مؤخرا وساهمت في استفزاز الإدارة السعودية تصويت مصر، العضو العربي الوحيد (عضو غير دائم) في مجلس الأمن حاليا، لصالح المشروع الفرنسي والروسي، في الوقت ذاته يوم 9 من أكتوبر الجاري؛ الأمر الذي أغضب القيادة السعودية، خاصة مع ظهور المندوب المصري في الأمم المتحدة في مشاهد ودية مع مندوب نظام بشار الأسد بشار الجعفري.

وكان مندوب السعودية في مجلس الأمن عبد الله المعلمي قد صرح، في مقابلة تلفزيونية، بعد عملية التصويت في مجلس الأمن قائلا: "كان من المؤلم أن يكون الموقف السنغالي والماليزي أقرب إلى التوافق العربي من موقف المندوب العربي (المصري)".

وفي 15 يونيو 2013، أعلن الرئيس المصري آنذاك محمد مرسي، قطع العلاقات مع نظام الأسد، وإغلاق السفارة السورية في مصر، وسحب القائم بالأعمال المصري في دمشق، غير أن القاهرة استقبلت مؤخراً أكثر من مسؤول سوري، فيما بدا تقاربا ملحوظا بين الجانبين.

تدريبات عسكرية مشتركة مع روسيا

أما الإجراء الثالث فهو قيام سلطات الانقلاب بتدريبات عسكرية مشتركة مع الجانب الروسي لأول مرة منذ عقود طويلة، الأمر الذي عده مراقبون انحيازا واضحا للمعسكر الروسي الإيراني على حساب المواقف العربية.

وبحسب المتحدث العسكري الموالي لسلطات الانقلاب، أمس الأحد، فإن هذه التدريبات انطلقت يوم السبت الماضي 15 أكتوبر بالمدينة العسكرية بمدينة الحمام في شمال غرب مصر. وتقع المدينة في نطاق المنطقة الشمالية العسكرية، وتمتد حتى يوم 26 من أكتوبر الجاري. وتنفذ هذه التدريبات عناصر من وحدات المظلات المصرية وقوات الإنزال الجوي الروسية في منطقة صحراوية شمال غربي القاهرة تحت شعار "حماة الصداقة 2016".

ويشارك في هذه التدريبات "أكثر من 700 مقاتل و20 معدة متوسطة وثقيلة من البلدين يتم إسقاطها خلال 60 طلعة جوية، باستخدام 30 طائرة مصرية وروسية من مختلف الطرازات".

أسلحة متطورة للحوثيين

أما الإجراء الرابع الذي قامت به سلطات الانقلاب مؤخرا ويتناقض مع السياسة السعودية ومصالحها في المنطقة، فهو توريد أسلحة متطورة للحوثيين في اليمن. فبحسب تقرير نشرته صحيفة العربي الجديد، يوم 15 من أكتوبر 2016، فإن الأسلحة المتطورة التي حصل عليها الحوثيون وقوات المخلوع علي عبدالله صالح مؤخرا، إنما حصلوا عليها عبر القاهرة.

وبحسب الصحيفة فإنه دائما ما توجه أصابع الاتهام إلى إيران باعتبارها مصدر هذه الأسلحة، ولكن الصحيفة نقلت عن مصدر عسكري يمني رفيع يعمل بشكل مباشر مع الحوثيين في المنطقة الساحلية، عن امتلاك الحوثيين زوارق حربية متطورة وصلت إليهم من مصر قبل أشهر.

وقال المصدر، الذي تحدثت معه "العربي الجديد" مرتين للتدقيق في ما لديه من معلومات، إن قائد معسكر الضحي في مديرية اللحية الساحلية، يحيى حسين أبو حلفة، وتاجر السلاح المقرب من صالح، زيد عمر الخُرج، تسلما 12 زورقا من ضباط في البحرية المصرية خلال الشهرين الماضيين، لافتا إلى أن عملية استلام الزوارق تمت في جزيرة قبالة منطقة اللحية التابعة لمحافظة الحديدة.

وأكد المصدر نفسه أن البحرية المصرية سهّلت دخول السلاح للحوثيين وحلفائهم، كما أوضح المصدر في حديثه إلى "العربي الجديد"، أن القاهرة فتحت للحوثيين في الآونة قنوات تواصل مع الاستخبارات المصرية.

المصدر