والرشاوى في الانتخابات أنواع
كان الناس يظنون أن خطورة مخرجات العملية الانتخابية كامنة في الصوت الواحد المجزوء, فجاءت الحكومة لتكحل العين فأعمتها, وأضافت لذلك الدوائر الوهمية, وما أدراك ما هي ؟
وأما التدخل في الانتخابات فقد حلفت الحكومة بالطلاق البائن بينونة كبرى, كما حلفت حكومات سابقة أنه لن يكون, مع أن اليمين ليست على نية الحالف, ولعلّ الإيمان أسهل طرق الفرج والنجاة, وكلما بالغت بالإيمان زاد الشك والريبة .
الجديد المتطور اليوم هو الرشاوى القذرة, وبيع الأصوات وشراؤها, والبيوع هذه المرة تجري بشكل أوضح, وهي أنواع, وربما جدّ من البيوع الفاسدة شرعاً وخُلقاً والرائج فعلاً, والمتداول في السوق القاتمة اليوم, مالا تحصيه كتب الفقه القديمة والحديثة, ولا غرابة فنحن سوق الاختراعات في الحياة السياسية ؛ إنها الرشوة الأقذر, والرق الأسوأ, وموت الضمائر, فهنا لا يتم تأجير القلم واللسان فقط, إنما تأجير الإرادة والعزم, والقلب, والقرار المغطى بالمبلغ المغموس, بالذل والإهانة, بحيث تظهر في المجتمع فئة البائعين لإراداتهم والمؤجرين لقراراتهم, وفكرهم وعقلهم, وفئة المستثمرين لفقر الناس وحاجتهم وجهلهم .
ما المانع في عرفهم من بيع كل شيء وتأجير كل شيء, وتنتظر الحكومة حتى تصبح هذه الحالة فوق مستوى الظاهرة, لتنحط القيم إلى أدنى درجاتها, ودركاتها إلى متى هذا التهديد وهذا الوعيد والسجن لسبع سنين والعقوبات المشددة للراشي والمرتشي والرائش بينهما (أبشر بطول سلامة يا مربعِ ) .
متى تصدق الحكومة في متابعة الراشين والمرتشين ؟ لعل هذا السؤال سخيف بسيط فهل ترجو من الشوك عنباً ! وتنظر إليه في كل يوم علّه يزهر ثم يثمر ؟ اذن سيطول بك الانتظار .
الحكومة قالت : لا تجربونا في معاقبة مرتكبي جريمة بيع الأصوات, لا بل جربناكم, والبيع قائمٌ في مختلف المحافظات, يراه المواطن العاديُ الذي لا يملك حساً أمنياً وليس عنده جهاز أمنيٌ, مشهود له بالقدرة على المراقبة والمتابعة ومعرفة دقائق الأشياء, وخصوصية الناس .
الرشوة اليوم أيها السادة أنواع منها :
1- النقدية مالاً, بعملة صحيحة خالية من التزوير تؤخذ مقدماً, تدفع حالاً بتسعيرة قابلة للتفاوض والزيادة, حسب العرض والطلب .
تحت باب المساعدات الإنسانية
2- ومنها توظيف الأشخاص مقابل الصوت, وهذه أكثر تعقيداً وخطراً يستثمرها, وينجح فيها من له بقية سلطة رسمية أو معارف في السلطة يساعدونه في إعطاء حق الغير, لمن لا يستحق ويسمونه مساعدة للشعور بالحالات الإنسانية.
3- ومنها الوعد بوظائف شاغرة, وعلى مستويات عالية في الحكومة, مقابل العمل الجاد الكبير مع المرشح ليستحق ( هذه الهدية ) على حساب الوطن, والمؤهل هو سمسار أصوات أو مسوق الفاشلين.
4- ومنها السعي للإعفاء من العقوبة القضائية المستحقة ؛ حيث يخرج الناخب بجهود المرشح الواصل من مشكلته المعقدة كما تخرج الشعرة من العجين, في وقت كان يُظن أنه سيُنسى في السجن وعلى حساب أمن المواطن وقوته وصحته وتعليمه .
أوَ تظنون أني شاعرٌ, أو كاتب خواطر, و توقعات و افتراضات, لا أظنكم تقعون في ( بعض الظن الإثم ) لأن الشواهد أمامكم في كل مكان, والسوق مشرعة, وعندكم من التفصيلات ما هو أوسع وأشمل وأوضح ،
5- ومنها الهدايا العينية والطرود الغذائية, التي لا تخلو من بطاقة تعريفية بالمرشح المحسن لرد الجميل بالتي هي أحسن من الأصوات وهذه صدقات السر للعائلات المستورة
6- ومنها أن تدفع أموال لبعض الأشخاص من غير المؤهلين ليرشحوا أنفسهم, من اجل تفويت الفرصة على بعض المؤهلين ولتقوية موقف الراشي في فرص النجاح .
يؤلمك أنّ مشروعاً يتبلور الآن في الموسم الانتخابي العجيب ؛ لتدمير القيم التي من أولها عفة النفس, والشهامة, والعمل التطوعي, وشهادة الحق, وتقديم الأكفأ, والأصلح, وبمباركة رسمية غير مباشرة وغير معلنة .
يداري بعض المرتشين سوأته وجريمته الأخلاقية, بأنه لا فائدة من النواب, وسينسون من ينتخبهم, وسيجاوزونهم لمصالحهم الشخصية, فاليوم هو يحتاج إلينا, ولا مانع من أن نأخذ أثمان أصواتنا ونحن بحاجة ماسّة, وهؤلاء معهم أموال لا يعلمها إلا الله, يلعبون بها ونحن أولى بها من غيرنا .
يماري البعض في أن هذه الهدايا النقدية والعينية والمعنوية ليست رشوة .
إن هذه الخدمات المشروطة, كان يقول أحدهم للمرشح إن وظفت لي بنتي أو ولدي أو ... فنحن معك . أو إن أمنت لي بعثة لولدي أو أولادي, فنحن معك, ولك أصواتنا لكنّها خدمات متقومة بمال أو جاه يجلب المال .
يقول لك أحدهم متألماً إن لم توسط, لن تنال حقك المشروع, ونقول إن وسّطت ستأخذ حق غيرك , وفي كلا الحالتين أنت مقهور, مظلوم, أو مؤاخذٌ ظالم, وإنها لمصيبة كبرى عندما تصل الأمور إلى هذا الحد .
الرشوة في الشرع :
أ- هي إعطاء مالٍ لذي جاه أو سلطان لأخذ حق الغير دون وجه حق .
ب- أو ما يمده المحتاج, من مصانعة ومالٍ ونحوه لنيل حاجة متعذرة .
فالراشي هنا يدفع مالاً, أو يعطي منفعة عاجلة ،غير مستحق لها وان كان مستحقا لها فلا يجوز له أن يأخذ ثمنا لمساعدته وقد جاء في الحديث الشريف من شفع لأخيه بشفاعة فأهدى له هدية فقد أتى بابا عظيما من أبواب الربا.
وإذا فشا هذا المرض الخطير في مجتمع / وقد فشــــا / أهلكه, وإن كان يمرر في أعلى مستويات السلطة ( السلطة التشريعية )، فالخطورة أكثر وأعظم, فما الذي يمنع الراشي أن يسترد ما رشى من مال بطرقٍ أخرى, من جهات لها منفعة دون وجه حق, كما فعله مع الناخبين ؟
إن الأمر وصل حدّ الظاهرة, وليست الرشوة في هذا الموسم, حوادث معزولة أو قليلة, ولقد تطورت ونمت, وتضاعفت بين الدورة السابقة إلى هذه الدورة, والشمس لا تغطى بغربال والخوف أن تتحول الظاهرة إلى تقليد متبع مستساغ, وتصبح هي الأصل, وعندها تتحطم المجتمعات والدول .
ولا مانع عندها من الرشوة في الدواء, فالدواء الفاسد يجاز بالرشوة ( المباحة), المسكوت عنها رسمياً, ويفسد الغذاء, فتدخل الأغذية الفاسدة في الرشوة أيضاً, وكذلك التعليم فبالرشوة ترتفع معدلات الطلبة, ويحصلون على القبول في التخصصات الدقيقة والرئيسة, بسبب ( الرشوة المباحة ) !!! وهم في حالة من الجهالة المركبة ،و التواضع في التحصيل العلمي .
ويفسد الطب والمشافي, ويمكن نهب أموال الدولة, والأمة وهكذا ... .
إن شراء الأصوات خسة وانحطاط, وتدمير للأخلاق, وبيعٌ للضمائر, وفقدان للشهامة, ومخالفة صريحة لله تعالى قبل ذلك ( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ) .
ولقد لعن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الحديث الصحيح " الراشي والمرتشي والرائش, وهو الوسيط بينهما " .
إن بيع الأصوات يقدم من يستحق التأخير, ليؤخر من يستحق التقديم, عندما يمتلك الصوت الذي يمتلك الدولار والدينار, والجاه والمنصب, تتحول المجتمعات إلى سادة وعبيد وتجمعات بلا ضمير, تعيش على الحرام, والسحت, وتمحق البركة, ويوسد الأمر إلى غير أهله.
وأخصُّ بالتذكير بعض رواد المساجد والعباد والحجاج, ولعلّ بعضهم يقع في خطيئاتٍ وكبائرَ وهو لا يعلم, فقد فقدت الأمة بوصلة التوجيه, وغيّب العلماء المختصون, الصادقون, وساد الرويبضات الذين يمدون أيديهم للمال والمنفعة, مهما كان نوعها .
يا أيها العقلاء, إن مضت هذه الانتخابات على ما فيها من بلايا لعينة بهذا التقليد الجديد ( الرشوة بأنواعها ) سيكفر بقية من لديهم بقية مواطنة بالانتخابات الوطنية كلها, وسيستسلم أصحاب الكفاءة والقدرة, وهم يستبيحون شراء الذمم, ولا يملكون اللازم في المزاد المنتظر, وعندها ستجلس الأحجار والخشب على المقاعد النيابية كما قال شوقي والذي يدفع الثمن عندها هو الوطن كله بمن فيه .
فيمكن عندها بيع الوطن ومن فيه, إن تحققت مصلحة لأحد الطامحين هؤلاء, الذين لا يرون الدنيا والأشياء, إلا من منظار مصالحهم الخاصة فقط, والحياة عندهم شراء وبيع, حتى لو كان للوطن أو الضمير أو الدين نفسه .
إنها خسارة مركبة فما عادت الشكوى مقتصرة على قانون الصوت المجزوء, والدوائر الوهمية والتدخل الرسمي في إرادة الناخبين (التزوير) لتصل إلى استباحة: بيع الأصوات, والضمائر, والإرادات ؛ ليسري أثرها بسرعة سريان النار في الهشيم, إن بقي الجبل على الغارب هكذا, ويظهر أن الحكومة معنية فقط بحضور الناس للانتخابات, وبأي وسيلة .. حتى لو اقتضى التغاضي عن تطبيق قانونها الذي شرعته هي بذاتها .
المصدر
- مقال:والرشاوى في الانتخابات أنواعجماعة الإخوان المسلمين-الأردن
Locally Advanced Breast Cancer..., http://www.facebook.com/notes/healthy-diet-products/smart-barleans-organic-oils-extra-virgin-coconut-oil-16-ounce-jar-price/210931995653191?ref=nf Barlean's Organic Oils Extra Virgin Coconut Oil, 16-Ounce Jar, 859618, http://www.facebook.com/notes/healthy-diet-products/today-chia-seeds-3-pound-chemical-free-coupon/210929392320118?ref=nf Chia Seeds 3 Pound (Chemical Free), ukaoxn,