وأخيرا نجح الحاج محمد أوباما

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث

...وأخيرا نجح الحاج محمد أوباما .

كان حُلما فخاطراً فاحتمالاً ثم أضحى حقيقةً لاخيالاً

كما كان السد العالى حُلما يداعب خيال المصريين ، ثم بعد حين تحقق هذا الحُلم وأقيم السد العالي ، وأصبح واقعاُ أمام الناظرين ، فان باراك أوباما قد نجح في انتخابات الرئاسة الامريكية ، بعد طول انتظار وترقب من الكثيرين من العرب والمسليمين ، فمنهم من كان يصلى ويدعو من أجل نجاحه على منافسه الجمهورى ، وكانت الأمنية الكبرى لهم أن يفوز أوباما فى هذه الإنتخابات ، وكأنه فارس أحلام العرب والمسليمين ومحقق آمالهم ، وذلك بسب غلظة و شدة الرئيس الأمريكي بوش طوال الثامنى سنوات الماضية،ظنا منهم أن السياسة الأمريكية مرتبطة بشخص الرئيس.

لايخفى على أحد من المتابعين للسياسة الأمريكية أن الرئيس الامريكى ليس هو المسئول الأوحد عن صناعة القرار الأمريكى ، وانما يقوم العمل عندهم على أساس مؤ سسى وجماعى ، من خلا ل مجموعة من المستشارين والمتخصصين فى المجالات المختلفة ، فهم يتنا قشون و يتحاورون وكثيرا ما يختلفون و فى النها ية يصلون الى قرارٍ موحد يلتزم الجميع به ولايتنصل أحدهم منه فيما بعد ولو ثبت فشله .

اما الأ مور عندنا - نحن العرب والمسليمين - فا لحاكم هو الآامر الناهى الو حيد فى البلاد ، وهو الذى يصدر القرارات والتى قد تكلف شعبه الكثير من الأواح والأموال والممتلكات ، فمن الحكام العرب والمسلمين فى الآونة الأخيرة من يقوم بتعديل الدستور والقوانين التى توسع من سلطاتة وتطيل مدة حكمه ، بل وقد تمهد لتوريث الحكم لخلفه ، ومنهم من اتخذ قرارا بزيارة مدينة ا لقدس المحتلة والحديث أمام الكينيست الإسرائيلى لمجرد أن هذه الفكرة قد خطرت على باله ، دون أن يبحثها بعمق ودون أن يشاور أحدا فيها ، ومنهم من أعلن انسحاب بلاده من جامعة الدول العر بية وقرر اللجوء الى الدول الأفريقية لتكوين ماسُمى بالولايات المتحدة الإفريقية ، ومن الز عماء العر ب من أعلن الحر ب على دولة مجاو رة ظلت ثمانى سنوات أتت على الاخضر واليا بس ، ثم قام بعدها باحتلال دولة مجاورة أخرى وضمها لتكون احدى محا فظات بلاده .

قد يغيب عن البعض منا أن على من يرشح نفسه لإنتخابات الرئاسة الامريكيه - بغض النظر عن انتمائه للحزب الجمهورى أو الديمقراطى- أن يعلن تأييده المطلق لإسرائيل وانه مسؤل عن دعمها بلا حدود ، وعن حماية أمنها ، وكذلك عليه ان يقوم بزيارة حائط المبكى " المزعوم " ملتزما بالطقوس والملابس اليهوديه ، إن المرشحيْن للرئاسه الامريكيه هما وجهان لعملة واحدة ، والعملة هنا هى المصالح الامريكية و فقط ، والخلاف بين المرشحين أن الاول طريقته فى ذبح المسلمين هى الذبح السريع ، أما الآخر فالذبح البطىء هى طريقته المفضله، ولذلك فقد تمنى العلامة الدكتور يوسف القرضاوى نجاح المرشح ماكين ، لأنه عدو ظاهر للعرب والمسلمين على العكس من الرئيس المنتخب صاحب الكلام المعسول .

فالنسبة للعراق فقد أجهزوا عليه وتم تقسيمه ، والحرب الأهلية على أرضه مازالت مستمرة ، وكذلك فقد أقروا الإتفاقية الأمنية الأخيرة التى تتيح لأمريكا القيام بشن الحرب على أى دولة من داخل الأراضى العراقية ، وهذه هى سياستهم هناك ولن تتغير ، وأما أفغانستان فقد وهنت عظام قوات التحالف ومنها القوات الأمريكية ،ومازالت أمريكا تفكر بجدية فى كيفية الخروج من المأزق الأفغانى فى أقرب وقت ممكن ، بعد هزائمها المتلاحقة أمام طالبان ،وهذا ما سوف يفكر فيه الرئيس المنتخب دون أن يغير فى هذا الأمر شيئا ، وكذلك فى معظم القضايا الخارجية .

ومما يؤكد أن السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط لن تتغير قيد أُنملة ، فقد أعلن الرئيس المنتخب أثناء حملته الإنتخابية أن مصر والسعودية تقولان ما لاتفعلان ، فمصر تزعم أنها دولة ديمقراطية وهى لاتطبق الديمقراطية ، أما السعودية -من وجهة نظره - فهى دولة تزعم تطبيق الإسلام وهى بعيدة كل البعد عنه،وهكذا فى كافة القضايا والمواقف تدور السياسة الأمريكية وتتحرك وفق المصالح الأمريكية الإستراتيجية بلا عواطف أوخواطر ، ودون التقيد بمبادىء حزبية ، فأمريكا فوق الأحزاب .

لن تكون للعرب ولا للمسلمين كرامة أوعزة الا بالإعتماد على الله ثم بالإعتماد على أنفسهم ، وذلك بإعلان وحدتهم الشاملة – دون خوف أو تردد – فى المجالات السياسية والعسكرية والإقتصادية والإعلامية وغيرها من المجالات الأخرى ، فلم ينفعنا من قبل لا الرئيس كلينتون ولاغيره من الرؤساء الديمقراطيين ، وكذلك لم ينفعنا لا بوش ولا غيره من الرؤساء الجمهوريين ، فمشاكلنا وعى رأسها القضية الفلسطينية مازالت " محلك سر " ، والحقيقة التى يجب أن نعيَها أن الرئيس الأمريكى المنتخب لن يهتم بنا ولن ينفعنا ولن يعطف علينا ، حتى ولو أسميناه " الحاج محمد أوباما " .


المصدر : نافذة مصر