هيكل الوثائق الدولية عن تحركات القاهرة
ضيف الحلقة: محمد حسنين هيكل
تاريخ الحلقة: 9/3/2006
محتويات
مقدمة
محمد حسنين هيكل كاتب ومحلل سياسي: مساء الخير، أشعر بعمق هذه الليلة أنني يجب أن أطلب الصفح والسماح لأن حديثي عن ليلة 23 يوليو طال بأكثر مما قدرت الحقيقة، لكني من مدرسة تعتقد إنه ما هو مهم ينبغي أن نقف أمامه بالتفصيل وما هو غير مهم لا يستحق أن نقف أمامه أصلا.
وبالتالي في حديث الأسبوع الماضي أنا تحدثت عن صورة ما كان يجري في قيادة الجيش وحاولت أن أشرح بقدر ما استطعت أو أعطي صورة تكاد تكون وافية على أقل تقدير لما جرى في ذلك الوقت، لكني لم أتطرق إلى الناحية الأخرى كما كنت أفعل في كل مرة وهي كيف بدا هذا الحدث من خارجه في العالم الخارجي؛
أكاد أقول إنه في الساعة ما بين خمسة إلا ربع إلى خمسة تبينت جميع الأطراف أو أطراف كثيرة قوي في العالم أن هناك شيئا حدث في القاهرة بأكثر مما كان متوقعا.
كان متوقعا أو كان باستمرار مطروح في الوعي السياسي العام للقوى المهتمة بالشأن المصري وبالشأن في الشرق الأوسط عموما أن هناك شيئا سوف يحدث، لكن لم يكن أحد لديه تصور لكيف سيجيء هذا الشيء.
وأظن إن الصور الشائعة كانت نوع من العصيان، نوع من التمرد، نوع من شيء يستدعي مقاومة وتجري أمامه مقاومة وتدور حواليه مشادات، معارك، صراعات لكنه أظن إنه ما حدث بالطريقة التي حدث به في القاهرة بدا مفاجئا وبدا متجاوز لكل ما كان يتصوره ويتوقعه كل المراقبين الأجانب ؛
خصوصا وأنه كان في تصور قبل الأزمة من الناحية السياسية إنه الأمور هدأت قليلا وإنه التغيير الوزاري اللي صاحب ذهاب وزارة سري باشا ومجيء وزارة الهلالي باشا هو في واقع الأمر بيمهد الأجواء لفترة هدوء على أقل تقدير تأخذ بقية الصيف إلى أكتوبر
حيث كان متوقعا إنه الحياة كلها تنشط والحوادث تتحرك وإذا جرى صدام أو جرى شيء فهو في ذلك الوقت، لكنه ما حدث وبالسرعة التي حدث بها بأعتقد إنه أربك جميع الناس هأبتدئ.. مش محتاج المرة دي أبتدئ بالجرائد لأنه الجرائد يوم 23 يوليو أنا عملتها والموقف القوات المسلحة حيث في قيادة الجيش في القوات المسلحة حيث كان الفعل الحقيقي لما جرى يجري أنا برضه شرحته في الأسبوع الماضي.
الموقف الدولي من انهيار القصر
هذه المرة بأبتدئ على طول بالجانب الدولي والأجنبي وبأعتقد إنه حتى في هذا الجانب فيه شرح كافي جدا لما جرى حتى في مصر تبدأ الوقائع بإنه الطرف المصري يكاد يكون إنه في حوالي الساعة الخامسة أو قبلها بقليل من خمسة إلا ربع لخمسة علي صبري راح شاف إيفينز مساعد الملحق الجوي في السفارة الأميركية ..
وأبلغه إنه في حاجة حاصلة في القاهرة وإن الجيش بيعمل حاجة وإنها حاجة داخلية ومحصورة وأنا تكلمت في ده ومن الناحية الثانية عبد المنعم أمين راح بعد ذلك متأخرا للسفارة البريطانية وأبلغ شيء مشابه وهنا استيقظت السفارات على إنه في شيء ما جلل حدث من أول الليل ؛
كان باين إن في تحركات وفي القاهرة أشياء تحدث لكن كان ممكن قوي إضافة هذا الشيء إلى ما كان يجري من تحركات مع تحسبات الطارئة الأشياء تجري وزي ما حصل في حكاية اللواء العاشر إنه كان بيتحرك بطريقة روتينية في قوات بتتحرك فما حدش فيما أظن علق أهمية كبرى على ما كان يجري.. بالسفارات بأتكلم؛
على ما كان يجري في القاهرة لكنه على بال منتصف الليل بعد منتصف الليل قد بدؤوا يتنبهوا إنه في شيء أكبر بيجري ثم تحققوا من رسائل أُبلغت إليهم بإنه هناك شيء ما جرى لكن حتى هذه اللحظة أنا لا أظن إنه..
وأمامي الوثائق وعشان أقول أبقى يعني أمين مع الناس وأمين مع نفسي عايز أقول إنه في هذا اليوم أنا جايب معي مجموعة لا تزيد عن خمسين، ستين وثيقة مش هأعرضهم كلهم لكن هذه مجموعة وثائق منتقاة من بالضبط ما بين ثلاثة آلاف وأربعمائة لثلاثة آلاف وخمسمائة وثيقة أنا قرأتها عن ما حدث في هذا اليوم سواء إنجليزية أقصد السفارة الإنجليزية، الخارجية الإنجليزية ووزارة الدفاع البريطانية أو الأميركان أو الفرنساويين ؛
وفي ذلك الوقت الإسرائيليين ما كنوش لسه دخلوا ما كنوش لسه لحقوا يدخلوا في الصورة ويعرفوا إيه اللي جاري، أول شيء واضح أمامي في الوثائق أول حاجة واضحة اللي تدل على إنه شيء في حاجة حصلت برقية صادرة من السفارة البريطانية في واشنطن بتقول لوزارة الخارجية البريطانية ما يلي..
بتقول بالحرف ما يلي سري عاجل إلى آخره جهة من سير أوليفر فرانكس سفير بريطاني في واشنطن بيقول لوزارة الخارجية ما يلي.. أبلغتني وزارة الخارجية الأميركية.. أنا هنا بأتكلم النصوص هنا مهمة لأنه أنا بأعتقد إنه تقصي هذه اللحظة مسألة مهمة جدا لما بعدها وإلى زمن طويل؛
أبلغتني وزارة الخارجية الأميركية أن الملك فاروق اتصل في الساعة الخامسة صباحا بالسفير الأميركي الـ (Mister) جيفرسون كافري طالبا منه بدافع إحساسه الشديد بالخطر أن تساعده الولايات المتحدة على مغادرة الأرض المصرية بأسرع ما يمكن ؛
وقد سأل فاروق إذا كانت هناك أي قطعة بحرية أميركية قريبة من الشواطئ المصرية تستطيع أن تتحرك بسرعة إلى ناحية الميناء الخاص بقصر رأس التين لكي تأخذه وعائلته إلى خارج مصر تحت حماية أميركية، ذكر فاروق للسفير كافري (Quote) ما يلي ..
يعني أنه لا يستطيع وأسرته أن يغامروا بالذهاب إلى أي مكان لأنهم قد يقعون في الأسر وهو لا يستطيع أن يتبين مدى الاتصال بين حركة الضباط في القاهرة وبين قوات حامية الإسكندرية وقد فكر في المغادرة بواسطة اليخت الملكي المحروسة لكن القومندان جلال علوبة قائد اليخت أبلغ جلالته أنه يخشى أن تكون بطاريات السواحل موالية للانقلابيين ومن ثم تقوم بضرب اليخت الملكي بمدافعها وتعطله أو تغرقه.
ذكر فاروق لكافري أنه لم يوجه مثل هذا الطلب إلى السلطات البريطانية لأنه لا يريد أن يغادر مملكته تحت حماية المدافع البريطانية حتى لا تسوء صورته أمام شبعه فضلا عن أنه ليس واثقا من النوايا البريطانية تجاهه؛
إن وزارة الخارجية الأميركية أبلغتني أنها على اتصال بوزارة الدفاع لتحديد موقع أقرب سفينة أميركية من الشواطئ المصرية لكن ذلك الإجراء من قبيل الاحتياط إذا دعت الظروف إليه كما سيجري البحث في إمكانية ترتيب نقل الملك وعائلته بالجو إذا استحال طريق البحر.
وفي نفس الوقت أنا بأقرأ ده لأن ده مهم جدا وبأقرأه من ترجمة عربية لأني لم أحب أعتمد على مجرد تلخيصه أثناء تصفحه ولأنه فعلا مهم وفي الوقت الراهن فإن كافري نصح الملك فارق بأن يحتفظ بهدوء أعصابه لأن ذعره (Panic) الظاهر لا يخدم هدفه ولا حياته؛
والأفضل له أن يقعد ثابتا في قصره في انتظار الكيفية التي سوف يتصرف بها الانقلابيون كما أنه أخطر الملك بأن الحكومة الأميركية لن تخذله بما يعرض سلامته للخطر دون أن يتسبب ذلك في تدخل أميركي سافر في شأن يبدو حتى هذه اللحظة داخليا لأن مطالب الضباط مقصورة على إبعاد عدد من رجال الملك في الجيش؛
إن الحكومة الأميركية بتلك النصيحة بسطت حمايتها على الملك على أنه لا يظهر حتى الآن أن هناك تهديد جديا لعرشه أو لحياته والحكومة الأميركية تتقصى الأمر بثقة وإذا ظهر أنه بين الانقلابيين ضباط شيوعيين فإنها سوف تعاود حساب موقفها من الامتناع عن التدخل المباشر.
إن السفير جيفرسون كافري نصح الملك إلى جانب ذلك بفتح قناة اتصال مع ضباطه المتمردين واستطلاع نواياهم، بيكمل السفير البريطاني سير أوليفر فرانكس بيقول طلب مني بايرود مساعد وزير الخارجية الأميركية ده من باب الاحتياط أن نُخطرهم بموعد أقرب سفينة حربية بريطانية إلى ميناء قصر التين في الإسكندرية؛
المفاجئة مش وقعت بقى مرة واحدة لكن وقعت مرة واحدة واحد تبين حجم اللي حصل وتبينت ظهرت آثار السرعة اللي فيه وظهرت آثار تجاوزه لكل ما كان متوقع وأكثر من كده الأميركان كانوا سَند الملك الحقيقي في هذه اللحظة وجدوا من الرجل ذعرا لم يكونوا يتصوره هو ذعر زي ما حاولت أشرح المرة اللي فاتت تبدى حتى في الكلام التقرير اللي قدمه جلال علوبة لأنه هو قائد اليخت الملكي ؛
لأن هو كلمه الساعة عشرة وطلب منه أن يستعد وجلال علوبة وأظن أول حاجة تسربت وورت عزم الملك هو إنه ضابط التموين في اليخت الملكي نزلوا في هذه اللحظة وجمدوا وطلبوا فتح محلات بعض التجار والناس اللي بيشتروا منهم أشياء التموين اللازمة للمركب ؛
والغريب إنهم راحوا للخضرية وبياعين سمك وحكاية غريبة جدا لأنه جلال علوبة كان مفاجئ بإن الملك طالب تجهيز اليخت دون سابق إنذار، طالب تجهيز اليخت بسرعة وعلوبة بيتبع في ده إجراءات مرسومة موجودة في جدول أولها تموين المركب بالوقود، تموين المركب بالمؤن اللازمة وتحريك الآلات؛
ولما بدت مداخل المحروسة تتطلع دخان وده لوحظ حوالي الساعة 11 أو 12 ولاحظته طائرة استطلاع بريطانية كانت فوق ماشية فوق إسكندرية بتعمل دورية بدا يحدث أثر لكن ما كنش حد متصور حتى اتصال الملك بكافري إنه الصورة وصلت لهذا الحد؛
يبقى هنا أنا أمام إيه أمام واحد إنه حدث شيء مفاجئ لم يكن.. مفاجئ في سرعته ومفاجئ في تجاوزه للحوادث لأنه الحاجة الغريبة إن هو سرعة النظام كان متآكل ما كنتش حد متصور إنه الأمور وصلت لهذا الحد لكن لما وصلت إلى هذا الحد وفاجأت الجميع بمقدار ما بدت في القاهرة كما حاولت أن أشرح في الأسبوع الماضي لعبة أخرى متجاوزة في المجال السياسي بمقدار في المجال الدولي بدت تبقى في قضية أخرى ثانية غيرت كل ما كان متصورا.
في هذه اللحظة ومتابعة الوثائق ألاقي على طول كده ألاقي إنه السفير البريطاني في القاهرة السفارة البريطانية في القاهرة لأنه السفير ما كنش موجود تتلقى تعليمات من لندن بتبلغه أولا الكلام اللي قاله السفير البريطاني في واشنطن كان بعت للندن قال لها حصل كذا بين الملك وكافري وإلى آخره؛
وروى اللي أنا قلته في البرقية، فوزارة الخارجية البريطانية أرسلت إلى القاهرة السفارة في القاهرة تنبهها إنه هذا حدث وعلى الفور تلقت منها رد من القاهرة فهنا الملحق.. القائم بالأعمال البريطاني كريس ويل البرقية التانية السفير كريس ويل هو الوزير المفوض كريس ويل لأنه السفير كان موجود في إجازة، بعت للحكومة البريطانية بعدها بحوالي على حوالي الساعة 6 تقريبا بالضبط ستة إلا خمسة بيقول إيه؟
أبلغت السفير كافري موافقتنا الكاملة على النصيحة التي قدمها إلى الملك فاروق بأن يظل قاعدا في مكانه (To sit tight) باعتباري أن ذلك أفضل الخيارات له لعرشه ولسلامته الشخصية وللمحافظة على ملكه، اثنين أعلن الانقلابيون في القاهرة بيانهم الرسمي ونقوم بإجراء تحليل له الآن؛
إن قائد ويبدو إن قائد الحركة المعلن عنه هو اللواء محمد نجيب لكن السفارة البريطانية بتتصور إنها بتعرف في القاهرة أكثر من كده وسمعوا أخبار أو وصلت له أخبار شويه مائعة إنه في عن بعض الضباط الموجودين لكن هم سواء بالتفكير أو بالاستنتاج؛
واحد حطوا اسم أنور السادات، أنور السادات أنا حكيت الأسبوع اللي فات إنه حتى البيان الأول ما كنش بصوته لأنه هو جاء متأخر والبيان سُجل بصوت ضابط آخر أو أذيع بصوت ضابط آخر وبعدها فيما بعد الرئيس السادات سجله بصوته لأنه الخطة اختلفت بسبب غيابه أو بسبب تأخره في الذهاب إلى مركز القيادة؛
في الموضوع الملتبس اللي بعض إخواننا بيعلقوا عليه أهمية أنا شايف إنها تفصيلية والظروف متجاوزاها كثير أوي، الحاجة التانية بقى اللي بتعملها السفارة البريطانية إنها بترجع للدفاتر القديمة فبتروح قائلة على طول ذاكره اسم اليوزباشي مصطفى كمال صدقي، مصطفى كمال صدقي كان واحد من ضباط الحرس الحديدي؛
وكان باين إنه من الضباط المتمردين وكان في الحرس الحديدي لكن انشق بشكل آخر عن الحرس الحديدي اللي كان تابع ليوسف رشاد الدكتور يوسف رشاد وبدا إنه بيتحرك بأكثر مما هو لازم في الجيش فالسفارة فيما أظن هنا اعتمدت على تقارير سابقة عن مصطفى كمال صدقي وعن نشاطه أكتر مما اعتمدت على معلومات حقيقية؛
ويبدو إن ظهور أنور السادات في الصورة وظهور أو الحديث عن مصطفى كمال صدقي أعطى بعض الإشارات حتى الخاطئة لدرجة إنه يوسف رشاد كان موجود في القصر رغم إن مراته كانت قاطعت القصر، ناهد رشاد، كانت قاطعت القصر؛
لكن يوسف رشاد في ذلك اليوم في ذلك اليوم وقد سجل كلامه هذا قال إنه أحس إنه في شبهات قد تتوجه إليه على اعتبار إنه على اتصال بالانقلابيين، لكن الحاجة الواضحة في كل الأشياء إنه القصر انهار من أول لحظة من الساعة 10 الملك أو الساعة عشرة ونصف؛
الملك طلب من جلال علوبة إنه يحضر اليخت وبعدين بدا يبان إنه اليخت بيتحضر وبعدين بدا يبان إنه جلال علوبة ما هواش مطمئن للخروج بهذه الطريقة ورجا الملك في اتصال تليفوني إنه ينتظر وإنه كذا وإنه الأمور..يعني إعداد اليخت ليس بهذه البساطة لأنه جاءت..
الأمر جاء مفاجئة جدا فالملك هدأ بعض الشيء بينتظر إيه اللي حاصل وبعدين السفير الأميركي بينصحه إنه يجري اتصالات ببعض الانقلابيين في القاهرة وعلى بال الساعة خمسة على أي حال ما كنش الراجل قادر يتحمل شكوكه في إنه هل هي سليمة ولا مش سليمة؛
لكنه أدرك إن اللي في القاهرة أيضا متجاوز، لما حاولوا يعملوا اتصالات والكلام اللي كان جاري سواء اللي كان بيتعمل عن طريق رئاسة الوزارة أو اللي بتعمل عن طريق رئاسة الديوان أو حتى اللي عمله حيدر باشا لما دُعي وراح ثكنات مصطفى كامل في إسكندرية ؛
أو لما لقوا إسماعيل شيرين وبدا إسماعيل شيرين يتصل ثم أدركوا إن الصورة أكبر أوي مما تصوروا وإنه السرعة اللي تم بها الاستيلاء على قيادة الجيش ومن ثم الاستيلاء على.. في اللحظة اللي حد فيها يأخذ فيها قيادة الجيش في الظروف اللي موجودة حاليا وفي ظرف أحكام عرفية كمان كان موجود من وقت حريق القاهرة على طول يبقى معناها أنه تقريبا استولى على العاصمة.
الحراك الشعبي، التدخل الأجنبي، التحركات العسكرية
محمد حسنين هيكل: أضيف إلى هذا حاجة مهمة أوي البيان اللي أُذيع في الراديو قال حاجة وضح إنه في ناس مطمئنين وبيقولوا حاجة، بيان محمد نجيب وبيان محمد نجيب أنا هأرجع له تاني بيان محمد نجيب كان واضح إنها حركة عسكرية بتتكلم عن الجيش وإنها في إطار الدستور وإلى آخره يعني؛
لكن الحاجة التانية اللي حصلت واللي أنا شفتها برده إنه على بال الساعة سبعة ونصف الصبحية كان واضح وقد تم الاستيلاء على قيادة الجيش بهذه السهولة ودخلنا في مرحلة أخرى مختلفة اللي حصل وأنا شفت المشهد ده ..
إنه جمال عبد الناصر بعد اجتماع حصل حوالي الساعة ثمانية ونصف ثمانية وعشرة ما بين ثمانية وعشر لثمانية ونصف إنه جمال عبد الناصر اقترح على اللواء محمد نجيب إنه يطلع بره لأنه شوارع القاهرة اللي بدأت تسمع البيان بدأ يتجمع فيها ناس وبدؤوا يخرجوا؛
وأظن إنها كانت خطوة موفقة اقترح عليه أن يخرج دي كانت الفترة اللي بعد اختيار أو بعد وقوع الاختيار على علي ماهر يبقى رئيس وزارة واللي راح فيها أنور السادات وحسين عبد القدوس يقابلوا علي ماهر في بيته في الجيزة في مطرحه مدرسة بنات دلوقتي على شارع الجيزة
والحاجة الأخرى إنه في هذه الفترة بقى فيه جماهير طالعة وبقى فيه إحساس عند الناس إن في شيء حصل فجاء جمال عبد الناصر اقترح إنه في فترة الانتظار دي كلها محمد نجيب يخرج لأنه منتظر يرد عليه علي ماهر فمحمد نجيب يطلع في عربية مفتوحة ومعه أحمد شوقي قائد حامية القاهرة اللي كان انضم للعملية يومها بالليل ومش قبلها ..
ويطلعوا بره في القاهرة يمشوا في وسط الشوارع لكي يُطمئنوا الناس ويوروا إن الحركة سلمية وإنه الحركة بتلقى تأييد من الشعب وإنه إلى آخره وأنا فاكر إنه في هذه الفترة وبدوا فترة انتظار إن علي ماهر يقبل إن أنا أخذت عربيتي رحت جبت عربيتي من وراء القيادة في محطة البنزين
وإنه حاولت أمشي بها وراء عربية اللواء محمد نجيب ومشيت بها في لغاية ميدان العتبة تقريبا أو ما بين ميدان العتبة وميدان الأوبرا ثم تعطلت العربية لأنه أنا الزحام كان شديد ومفاجئ وحماسة الناس كانت مدهشة؛
وهذا خلق وضع سياسي مختلف تمام لكنه وأنا بأنبه هنا أو على الأقل بأبدي رأيي إنه هذا لم يكن كافيا لتحويل ما جرى إلى ثورة شعبية لأنه شروط الثورة الشعبية أنا تكلمت عليها وعلى أي حال لم تكن مستوفاة في كل ما جرى؛
لكني أمام حركة معينة من اللي ممكن يقال فيها إنها حركة (Populist) حركة فيها تأييد جماهيري وراءها تأييد جماهيري طلع مندفعا لكنه لم يكن أحد لديه الصورة إلى أين ينتهي هذا لأنه ده معلق بحاجات كثير أوي وأهم حاجة هو معلق بها هو موضوع القاعدة، ما هو موضوع كيف ستكون ردة الفعل الإنجليزية في هذا الموضوع؟
هأرجع تاني للوثاق بعد هذا الاستطراد لأنه أنا مش عايز أقف فيها كتير أوي لأنه هنا الوثائق أنا بأعتقد إنه الصورة الأهم لما جرى القاهرة وقتها أو اللي جرى في مصر وقتها تشرحها الوثائق بأكثر ما يشرحها أي حاجة تانية؛
وأنا بأستأذن معلش في هذه المرة وبقصد تثبيت حقائق معينة وبقصد رسم سياق واضح للحوادث لابد أن نكون على مجرى طريق آمن له ضفاف له مسار وله ضفاف وله اتجاه وله ما يسنده مش الكلام اللي أي حد يقعد يقوله زي ما هو عايز يعني؛
ألاقي إنه أول حاجة موجودة جاءت أول حاجة واضحة أمامي في الوثائق إنه وزارة الخارجية البريطانية على طول عملت مجموعة عمل (Task Force) تتابع ما يجري في مصر في أميركا ما حصلش كده في أميركا جاء قرار صدر قرار الوقت كانت التوقيتات؛
هنا كانت مهمة أميركا كانت على وشك تنام وإنجلترا كانت على وشك تصحى فأميركا فيها بايرود بعت للسفير كافري هنا بيفوضه وهو سفير كافري كان موضوع كافري هنا موضوع..وطول الوقت كان ده راجل جاي كان سفير في فرنسا وجاي في مصر؛
فهو سفير من الدرجة الأولى وفي المحطة اللي هو فيها لا يستطيع أحد أن يتدخل دون علمه فهو في هذه اللحظة بتفويض آخر إضافي تلقاه من بايرود من هنري بايرود وكيل وزارة الخارجية عليه أن يتابع الموقف ويعمل لجنة أو يعمل مجموعة متابعة؛
وعمل كافري فعلا مجموعة متابعة هو فيها هو بيرأسها ومعه الوزير المفوض في السفارة ماكرينتوك ومعهم أخونا بيل ليكلنت اللي هو كان بتاع أو مسؤول أو الموظف المكلف المتصل بوزارة الخارجية بالمخابرات الأميركية فبقى فيه مجموعة في القاهرة؛
هنا مجموعة فيها المخابرات مجموعة فيها الخارجية ويرئسها السفير في لندن حصل حاجة تانية لندن لأنه هي في ذلك الوقت مفتاح الموقف لأنه أي حد عايز يتصرف ويتدخل في الموقف لابد إنه بيتكلم مع الأطراف في الأطراف في هذه اللحظة تحددت.. الملك فاروق في إسكندرية والقيادة اللي موجودة اللي فيها محمد نجيب والمجهولة؛
حتى هذه اللحظة قيادة الحركة في القاهرة، لكن العنصر الفاعل والحاكم هو القوات البريطانية الموجودة وإذا أرادت أميركا تتدخل فلابد أن تتدخل عن طريق إنجلترا بالقوات الموجودة وإذا أرادت إنجلترا تتدخل فلابد أن تكون داخلة؛
لكن هنا وُضعت أعيد تأكيد الإجراءات اللازمة لشروط التدخل ما فيش حد بيروح يتدخل عسكري كده لما الموقف تحرك بسرعة وضعت وهذا واضح في الكلام اللي محطوط في القيادة لأول حاجة برقية بقى بتتقال ألغيت إجازة جنرال فيستينغ اللي هو قائد قوات القاعدة كان في قبرص كان لا يزال في قبرص؛
فجاءت به طائرة على عجل حطت به في مطار فايد الساعة سبعة وتلت وأول حاجة بعتها فيستينغ طلب في برقية بيقول من فضلكم أخطروني فورا بما إذا كانت هناك إجراءات مطلوبة مني من القوات يعني اتحطت شروط إجراءات التدخل وهي في الواقع الأمر كانت موجودة من الأول لأنه ما فيش دول تيجي تتدخل بعمليات عسكرية إلا تحت في دول أخرى يعني إلا بشروط ضرورية..
واحد أن يكون هناك غطاء أولا أن تكون هناك قوة قادرة موجودة القوة القادرة وبعدين أن يكون هناك هدف حقيقي مطلوب الدفاع عنه الشرق الأوسط قاعدة قناة السويس هي الشرق الأوسط وما يجري في مصر هو مهم جدا للدفاع عن الشرق الأوسط والحاجة الثالثة وهذه مهمة جدا أن يكون هناك غطاء أخلاقي للعمل والحاجة الرابعة أن يكون هناك دافع.. مرجعية أخلاقية أو تبدو أخلاقية سواء كانت صحيحة أو لا ؛
وبالتالي فقواعد التدخل هنا رُسمت على أساس واحد أن نتلقى طلبا من الملك إذا حب يطلب أو أن نتلقى دي كانت موجودة من قبله أو نتلقى طلبا من حكومة شرعية أي حكومة الوفد في الظروف اللي كانت موجودة فيها حكومة الوفد؛
أو أن تنشأ فوضي عارمة تؤثر على سلامة البلد وعلى سلامة القوات فيها، أربعة أن يحدث شيء للرعايا الأجانب اللي إنجلترا مسؤولة عن حمايتهم أو بتعتبر نفسها كذلك، بالشروط الأربعة الموجودة دي بقي أُخطر القائد العام فيستنج اللي طلب أوامر قالوا له انتظر تعليمات..
جهّز نفسك وانتظر تعليمات ثانية وهنا سأل هو اخفض فترة الإنذار بتاعة العملية روديو من 48 ساعة إلى ما هو أقل تدخل؟ وكان الرد عليه بلاش في هذه اللحظة انتظر لأنه المصريين هيحسوا إنه في درجة الإنذار ارتفعت وبالتالي بقي فيه احتمال للتدخل فانتظر قليلا ولا داعي أن نجعل الموقف عصبي أكثر عصبية.
بأسيب برقية القائد العام والرد عليه التحركات العسكرية هنا برده واضحة تقارير طالعة من القاهرة التحركات العسكرية المصرية يعني تقارير طالعة من القاهرة من الملحق العسكري البريطاني من مساعده لأنه هو ما كانش موجود من مساعده؛
هنا بتتكلم على اللي جري في القاهرة وإن في تحركات وفي وصف أيضا لعملية نزول اللواء محمد نجيب إلى الجيش إلى الشوارع إلي شوارع القاهرة والطريقة التي استقبل بها وبعدين يجي السفارة تيجي برقية من السفارة الإنجليزية بتقول للندن للخارجية في لندن بتقول لهم إيه؛
واحد أن ضباط الحركة الجدد ما حدث في القاهرة يسيطروا على العاصمة اثنان صدر بيان باسم محمد نجيب وشرح البيان تالتة الحركة محصورة في إصلاح الجيش وليس اكثر من نمرة أربعة لفتوا النظر لحاجة غريبة للتناقض الحاصل في إنه بعد بيان الجيش اللي قرء الساعة سبعة؛
تلاه بالضبط بيان بيقول نحن فاروق الأول ملك مصر أمرنا بتأليف وزارة نجيب الهلالي بتتشكل وزارة نجيب الهلالي فهم اعتبروا ده دليل على إنه في حالة (Confusion) حالة حيرة في القاهرة وإنه ما حدش عارف بالضبط ما فيش جهة واحدة بتحسم أشياء؛
وبعدين الحاجة التانيه الجيش الخمسة اللي بتقولها السفارة في تقريرها يبدو أن الجيش في إسكندرية لا علاقة له باللي حصل في القاهرة نمرة ثلاثة الحركة الغريبة قوي إن ملك تحت تصرفه قوات حوالي قوة بتاعة أولا نمرة واحد القوة اللي موجودة على الحدود اللي فيها سيف اليزل؛
واللي فيها فرقة كاملة بنتكلم على حوالي ما بين 18 إلى 20 آلف عسكري والحاجة الثانيه إنه موجود عنده عدة ألوية في القاهرة لكنه يبدو في حاجة ثانيه حصلت في شيء غريب حصل نمرة ثلاثة إنه مرتضى المراغي اتصل بنا تلفونيا اتصل بالسفارة البريطانية تلفونيا وقال لهم إنه راح القاهرة؛
السفير القائم بالأعمال البريطاني كريس ويل بمصر بيعبت برقية البرقيات على فكرة ليس طبيعيا إن حدث واحد يبقى فيه عليه حوالي 3500 برقية في اليوم سواء في السفارة الأميركية أو السفارة البريطانية ليس طبيعيا يعني عادة في أي حدث مهم يبقى مثلا فيه 150، 200، 300 برقية؛
وفي الأحوال العادية السفارات أي سفارة ما تبعتش تلت أربع برقيات ما فيش ما يقتضي إنه يبقى في كل هذه الحركة لكن واضح إنه يوميها كان في حركة تتناسب مع ما هو جاري في مصر ومع موقعها في المنطقة ومع الاحتمالات اللي ممكن تترتب على الأمن في المنطقة كلها في هذا الموضوع؛
البحر الأبيض والبحر الأحمر قضية أكتر قوي حتى مما كان بخيال إخوانه اللي كانوا موجودين في القيادة واللي كانوا على أي حال لو كان حد فيهم عنده وعي بالصورة الإستراتيجية الكاملة فأنا بتصور تفاصيل ما كان يجري ما اعتبارات الأمن مع اعتبارات التأميم في هذه اللحظة كانت شاغل عن أي نظر استراتيجي؛
لكن الجماعة التانيين اللي برة بيبص للصورة في كمالها في اتساعها فهنا بيجي السفير.. عايز أدي فكرة صغيرة قوى عن وإحنا بنتكلم عن القوات إنه عايز أدي فكرة اللي كان موجود في القاعدة من غير ما أخش في تفاصيل كتيرة قوي؛
لكن فيما يتعلق بالصورة في الشرق الأوسط وأنا هنا بأعتمد على الوثائق أيضا وعلى وثائق رئاسة أركان الحرب البريطانية بالدرجة الأولى القوات الموجودة في اللي على الأرض في إنجلترا موجود قوات القاعدة لكن غريبة قوي إنه قوات القاعدة في قناة السويس؛
الواحد بأتكلم عن مائة ألف عسكري وفي وسطهم محصور القيادة الشرقية قيادة المنطقة الشرقية المصرية اللي عدد قوات الموجودة تحت أمرها لا تزيد عن مجموعة كتيبتين من أول بور سعيد لغاية السويس تحت وعلى الجبهة زي ما كنت بأقول كان في قوات الفرقة الأولي مشاة اللي فيها سيف اليزل اللي فيها حوالي 18 ألف 20 ألف؛
وبعدين في قوات موجودة في قاعدة المنصورة حوالين قاعدة المنصورة تحمي الدلتا وبعدين في الأسطول البريطاني صدرت له في هذه اللحظة إنه يحرك كان عنده مدمرة أساسية بارجة أساسية قريبة من إسكندرية وكان المفروض تاني يوم تروح بورسعيد مقرر لها تروح بورسعيد في زيارة؛
فأمرت بالتوجه إلى إسكندرية مباشرة وبعدين الأسطول البريطاني مستنفر في إسكندرية القوات البريطانية في ليبيا استنفرت القوات البريطانية الغريبة قوي في السودان استنفرت في الخرطوم حامية الخرطوم استنفرت القوات البريطانية في قاعدة الزرقا في الأردن استنفرت، القوات البريطانية في قاعدة الحبانية في العراق..
زرقا في الأردن والحبانية في العراق استنفرت هي الأخرى فبقى فيه حركة اللي بتجري في القاهرة واللي فيها عدد من مئات الجنود لا أكثر واللي انضم لها ناس تانيين يعني وبعدين عدد من عشرات الضباط لا أكثر وانضم لها بعض الضباط كمان؛
لكن هذه كانت جزيرة صغيرة جدا في بحر عسكري بريطاني محاصرها وهو وهذه هي الحقيقة الأولي في الموقف اللي ما يقدرش حد يهرب منها يعني هأرجع تاني للبرقيات البرقية الوثائق يعني في برقية تقريبا بعد كده بتقول إيه مش تقريبا يعني بأقول تقريبا في الوقت التقريب في الوقت لأنها كانت عشرة صباحا بيجلهم بيقول القائم بالأعمال أنا جاءت لي رسالة حالا من مرتضى المراغي وزير الداخلية؛
مرتضى المراغي وزير الداخلية كان في ذلك الوقت انتقل من إسكندرية جاء القاهرة علي آمل إنه يقابل محمد نجيب يروح له في وزارة الحربية الداخلية محمد نجيب لم يرض تعالى أنت الحربية مرتضى خاف إنه يجي القيادة يعني مرتضى خاف يروح القيادة؛
وبالتالي تعثرت فكرة اللقاء فرجع إسكندرية تاني أخد بعضه ورجع إسكندرية تاني ولكن رجه واتصل بالقائم بأعمال السفارة البريطانية اللي كريس ويل هو السفير في واقع الأمر في هذه اللحظة وبييقول له إيه بقى بيقول له أنا قبل بعت له رسالة قل ما يكلمه مباشرة بيقول له هو السفير يعني بيقول إيه (I have just had a message from Mortada Maraghi)
تلقيت رسالة حالا من مرتضى المراغي بيقول فيها إنه الجيش تحرك وإنه الحركة ورائها دوافع سياسية والكلام بتاع إنها في البتاع ده مش مضبوط وفيها شيوعيين وفيها إخوان ولابد أن تتدخل القوات البريطانية لحماية الملك اللي مكانش يعرفه مرتضى المراغي في ذلك الوقت؛
إنه الملك نفسه كان تمثال ملح وقع لكن خطوط الاتصال غريبة قوي إنه خطوط الاتصال في هذه اللحظة الواحد لما يتابع ما كان يجري في القصر وما كان يجري في الوزارة ألاقي برقية قدامي بتقول لي إنه حتى لدرجة إنه اللي كتبها بخط يده سكريفينر القائم بأعمال رئيس قسم مصري عشان يبعت لجنة العمل بسرعة في لندن؛
بيقول لهم إيه الموقف حاليا الجيش بيتحرك غريب قوي الملك مذعور وزارة الهلال يبدوا حتستقيل عندنا معلومات إن رئيس الوزراء بيحاول يتصل بالملك تلفونيا وهو عاجز عن الاتصال بالملك مش قادر يتصل بالملك لأنه في هذه اللحظة الملك فاروق كان في حالة عصبية جدا؛
يحكي جلال علوبة وبعد كده باينة في كلام السفير البريطاني يقول له أنا مش عاوز الأقي أنا وولادي عندنا مصير ملوك الثورة الفرنسية ملوك (كلمة بلغة أجنبية) اللي كانوا موجودين في الثورة الفرنسية وأنا مش مستعد أقف على مشنقة ولا أبدا ولا أنا ولا ولادي؛
لكن هنا في أهم حاجة إن خطوط الاتصال ممزقة إنه ما فيش الملك لا يتصل بوزارته وتقريبا يئس من جيشه وبعدين بقى عنده مرارة شديدة جدا من حيدر باشا بالتحديد ومن حسين فريد ولما عرف اللي جرى في استسلام القوات القيادات في معبد الهجوم على كوبري القبة بقى عنده حالة يعني وده طبيعي على أي حال خصوصا للي يعرفوا شخصيته يعنى.
تحليل بيان محمد نجيب والموقف العسكري
محمد حسنين هيكل: بعدين بيكمل السفير البريطاني بيقول أن هو طلب تدخل القوات البريطانية وبيقول لهم يعني إذا ما تدخلتوش دلوقتي يبقى في مشكلة كبيرة قوى وبعدين راح مرتضى المراغي قابله القائم بالأعمال البريطاني كريس ويل فكريس ويل بيبعت برقية بيقول للندن..
بيقول قابلت الآن مرتضى المراغي وهو متشائم جدا من احتمالات الموقف ورأيه أن كل ما أعلن عن أهداف في الحركة العسكرية هو ذر للرماد في العيون (Pure eye-wash) الكلمة غسيل عينين يعني مقصده التضليل في حين أن الهدف الحقيقي من الحركة هو إقامة حكومة عسكرية من ضباط كانت لهم جميعا؛
أدوار في العمليات الإرهابية التي وقعت ضد القوات البريطانية في منطقة قناة السويس في الشتاء الماضي وهم جميعا خليط من فوضويين وشيوعيين وإخوان مسلمين وهو يعتقد أنهم إذا تُركوا لتدعيم موقفهم في السلطة فإنهم لن يلبثوا بعد قليل حتى يدخلوا في حرب عصابات حقيقية ضد القوات البريطانية في منطقة قناة [السويس]]؛
وقد أحسست السفير بيقول بقى أن المراغي متأثر برؤاه كما أن الشعور بالمفاجأة والعجز غالب عليه ولذلك فهو يبالغ في سواد الصورة على أنه ليس بمقدور أحد أن يدعى أن الصورة بيضاء ولذلك فإن الاستعدادات يجب أن تأخذ طريقها في أنا برضه ما بأحبش أستشهد بالشعر كثير قوى ولو أني بأضطر أعملها لكن في هنا بقى في فعلا..
- أوهام مغلوب على أعصابه
الكارثة الكبرى أنه الناس لما بتفاجأ بالحوادث بتحصل لا تدرس ما جرى أمامها لكن يؤثر عليها وينضح مباشرة في تصرفاتها كل ما كان راسبا في وجدانها أو في وعيها وتتبدى المواقف الحقيقية تحت دائما في الاختبار الحقيقي للبشر هم حين يتصرفون في ظرف أزمة؛
حين يتصرف الجندي تحت النار هنا اختبار شجاعته هنا اختبار تدريبه، هنا اختبار قدرته، هنا اختبار حتى غرائزه الطريقة اللي بتتكون بها غرائزه، هأمشي مع الوثائق مرتضى هنا أنا بأعتقد أنه كان بيتكلم بأكثر قوى مما تتحمله الظروف في ذلك الوقت؛
لدي تقرير بيحلل بيان محمد نجيب اللي أذيع على الناس بيقول لهم واضح تحليل بيان محمد نجيب بيقول للندن بيقول لوزارة الخارجية في لندن واحد إن التركيز على مسائل الجيش وعلى الفساد فيه، اثنين الإشارة إلى الفساد قد توحي بما هو أكثر؛
ثلاثة هناك تمسك واضح بالدستور يعني بالنظام الملكي زي ما هو، أربعة أن الجيش مستعد للحفاظ على أرواح الأجانب وعلى الأمن خمسة أنه ليس هناك الملفت للنظر الحاجة الوحيدة اللي بتقلق في بيان محمد نجيب أنه ليس هناك الولاء العادي الهتاف بحياة الملك اللي بيطلع عادة في البيانات العسكرية؛
لكنه يلاحظ بيقول السفير أنه عقب انتهاء بيان محمد نجيب الراديو أذاع النشيد الملكي، السلام الملكي وهنا معناه أنه معناه إيه هو واقع الأمر ما كنش له معنى كان معناه إنه في ناس فوجؤوا بأشياء جرت فاختلط الحابل بالنابل واختلط المعقول باللامعقول؛
هأسيب ده كمان هنا وهامشي أيضا مع الوثائق وألاقي أنه إيه أنه الطيران البريطاني بدا يعمل عمليات دورية على خطوط التماس على خط السويس عشان يعرفوا إيه لكن لقوا بعض القوات الخفيفة جدا انتشرت على الطريق لمحاولة صد أو رد احتمال القوات البريطانية تتقدم وفق الخطة روديو ورصدت؛
وهنا الرجل بيقول الكلام ده كله وبعدين بيعقب على اللي حصل في الشوارع في استقبال محمد نجيب في الشوارع وبعدين بيقول أن الوزارة في حالة اجتماع مستمر وبيتكلم على الدخان اللي طالع من مداخن اليخت المحروسة؛
وأنه واضح جدا أنه الملك لا يزال في حالة (Panic) في حالة رعب يعني لكن الوثائق حافلة (Confusion) اللي كان موجود ولكن هنا السفارة بتعمل تحليل بسرعة جدا للموقف فبتقول إيه واضح أن القاهرة راحت؛
لكن البحرية يبدو أنها مع الملك والطيران يبدو أنه ما هواش موالي لهذه الدرجة لكن الموقف فيه عائم فالقوات البرية واضح أن المتمردين استولوا عليها الطيران يمكن نص.. نص ولو أنه بيقوم بدوريات فوق القاهرة والبحرية؛
بالتأكيد الملك مطمئن للبحرية بيحصل حاجة غريبة قوي أو حاجة مهمة أنا عايز أقف أمامها لأنها هنا محمد نجيب هأسيب وثائق كثير قوى لأنه لو قعدت أتكلم فيها هأضطر لحلقة ثالثة وعن اللي حاصل وقتها لكن محمد نجيب كان الحقيقة يعني أنه محمد نجيب كان؛
وأنا بأعتقد أنه كان هو أكثر واحد كان متنبه لخطورة الوضع الاستراتيجي ولذلك هو بادر الصبحية بعد ما جاء وبعد ما أطمأن للموقف بادر فاتصل باللواء أحمد شوقي عبد الرحمن قائد المنطقة الشرقية واللي كان أصله مدير إدارة الملحقين الأجانب الموجودين في مصر؛
واللي كان في الإسماعيلية فاتصل به في ذلك الصباح والحاجة الغريبة جدا أنه محمد نجيب كلم اللواء شوقي عبد الرحمن وطلب منه يجرى اتصالات مع بعض من يعرف في القاعدة وطلب منه حاجة ثانية سأله على موقف الفرقة الأولى واللواء شوقي عبد الرحمن فيما يبدو طمئنه إلى موقف الفرقة الأولى؛
والحقيقة أن موقف الفرقة الأولى حصل فيه حاجة غريبة قوى الفرقة الأولى بعتت لما محمد نجيب راح الصبحية القيادة وسأل على موقف الفرقة الأولى قالوا له الفرقة الأولى أيدت وهذا لم يكن دقيق لكن اللي حصل أن في برقية جت من الفرقة الأولى بتوقيع سيف اليزل بتقول أنا ومن معي نؤيدكم دي موجه لمحمد نجيب؛
واقع الأمر ما كنش تأييد اللواء سيف اليزل في ذلك الوقت كان صلاح سالم موجود في العريش وراح هو ومجموعة من الضباط اعتقلوا اللواء سيف اليزل حطوه في حمام مكتبه وقفلوا عليه وبعدين طلعوا باسمه كتبوا برقية إلى محمد نجيب فيها أنا ومن معي نؤيدكم؛
لكن محمد نجيب واعي في هذا يعني فكان قلق ولأنه فهمه الاستراتيجي كان أوضح وأكبر فاللي حصل أنه فضل الموقف العسكري مؤرق له لما كلم شوقي عبد الرحمن مرة ثانية حصل أنه شوقي عبد الرحمن كان (Already) كان فعلا قاعد مع ضابط من القاعدة البريطانية ميلور (Major) ميلور أو كولونيل ميلور؛
لأنه فيستنيغ وقتها كان مشغول القائد العام كان مشغول مش هيشوف القائد على أي حال في المنطقة الشرقية ومشغول بالتحضيرات إذا ما صدرت له أوامر فاللي راح قابله هو ميلور الضابط المكلف بالاتصال بالقيادة الشرقية كولونيل ميلور، فمحمد نجيب فلما محمد نجيب اتصل بالتليفون شوقي عبد الرحمن اللواء شوقي عبد الرحمن قال له أنا معي ميلور؛
لكن قبلها قبل ما يقول له أنا معي ميلور كان واحد سأله إذا كان عنده معلومات من القيادة الشرقية من الفرقة اللي على العريش فيبدو أنه أحمد شوقي عبد الرحمن وده واضح في برقية ميلور ده أخونا ميلور للقيادة البريطانية أنه قال له أنه مطمئن لموقفها على أي الأحوال؛
لكن محمد نجيب من باب الاحتياط قال كوبري الفردان اللي هو الحاجة الوحيدة الواصلة الجسر الوحيد الواصل ما بين هذه الضفة من قناة السويس للضفة الأخرى قال له إيه؟ قال لشوقي عبد الرحمن قال له خلي الجيش يقفل ممر الناحية المؤدية إلى مصر قادمة من العريش من اتجاه فلسطين إلى مصر تتقفل؛
لكن الناحية الخارجة من الطريق إلى العريش سيبوها مفتوحة، خلي الملاحة موجودة وماشية وما حدش يعترض أي حاجة أبدا في قناة السويس فبيقول له شوقي عبد الرحمن بيقول له أنا ميلور موجود معي دلوقتي فإذا بقائد العملية في القاهرة يقول له أعطه لي في التليفون؛
فيأخذ التليفون محمد نجيب اللي هو قائد الحركة ويكلم كولونيل ميلور وأنا بألاقيها من أظرف الحاجات في البرقيات هأقول البرقية اللي بعتها قدامي البرقية اللي بعتها أخونا ميلور ده بيقول إيه بيقول أنه شوقي عبد الرحمن قال له أنه اتصل بي من الصبحية بدري اللواء محمد نجيب اللي هو قائد الحركة اللي حاصلة في القاهرة؛
وأنا بأكد لك وأنا بأعرف الرجل أن الرجل ده ليست في ذهنهم أي حاجة سياسية وأنهم دي حركة عسكرية في الجيش لأنه الأحوال في الجيش كانت حقيقي أنه مش معقولة أبدا وبعدين إن هو قال لي حتى أن هو قلقان قوي من التدخل؛
وطلب مني أنه أحجز أي قوات المنطقة الشرقية تحجز إذا لاقت أي قوات من الفرقة الأولى المشاة المصرية راجعة إلى القاهرة لتساعد الملك احجزها عندك عطلها قد ما تقدر ما كنش في وبعدين قاعد بيقول له هيتكلموا على الموقف وأنتم هتعملوا إيه فبيقول له وفي اللحظة دي محمد نجيب يتصل في التليفون وكلمه شوقي عبد الرحمن وبعدين محمد نجيب أخذ السماعة فأخذ السماعة من محمد نجيب.. محمد نجيب..
ميلور أخذ السماعة من شوقي عبد الرحمن وبيكلم قائد الحركة في القاهرة وقائد الحركة في القاهرة هو سأله قال له موقفكم إيه محمد نجيب سأله موقفكم إيه فقال له أنا آسف أنا ما أقدرش أقول أي موقف لأنه هذا موضوع يتقرر سياسيا وإحنا هنا بننفذ أوامر ما فيش حاجة لكن يعني فأكد له مرة ثانية أنه مش ضد الأجانب وإلى آخره هأمشي مع..
لكن هنا أنا بألاقي البرقية دي فيها أنه محمد نجيب الوعي الاستراتيجي هنا بالصورة الأوسع ده جنرال هذا شغل جنرال وإحساسه بالخطر كان واقع الأمر أنا بأعتقد إن هنا كانت ملكاته العسكرية كانت سليمة الموقف بيتغير على بال باليل بقى موقف البريطانيين أو الحكومة البريطانية أو السفارة أو القيادة العسكرية؛
يبتدي يتغير على بداية المساء بعد كل اللي جرى بالنهار سواء السرعة اللي تمت بها الحركة سواء السرعة اللي تم بها الاستيلاء على القاهرة سواء السرعة اللي بدا بها الملك ينهار سواء السرعة اللي الشعب بها أيد بشكل ما؛
ما جرى بدا الإنجليز على بال آخر النهار يحسوا أن هناك شيئا يتغير في الموقف وهنا صدرت برقية من القاهرة لأنه هنا في كريس ويل بيقول إيه بقى بيقول أنا واحد بأبعت برقية بيبعتها الساعة كام بيبعتها الساعة توصل لندن الساعة 3.5 بعد الظهر يعني تقريبا توقيت القاهرة وتوقيت القاهرة وإسكندرية يبقى الساعة 5.5 في المساء؛
بيقول فيها أنا مع أني لا أرى خطرا سريعا لكني أرى خطرا في الموقف وبناء عليه أنا بأعتقد أنه من الضروري تجهيز الخطة راديو للتدخل إصدار الأوامر للباخرة جلاسكو للبارجة جلاسكو أن تتقدم نحو الإسكندرية وما تروحش بورسعيد باقتراح أن تقوم تحركات جوية تلف حوالين منطقة القاهرة وتلف حوالين منطقة إسكندرية بدوريات واضحة وصريحة بريطانية
لكي يدرك هؤلاء الذين يفعلون ما يفعلون في القاهرة وكل ده كله والصورة دي كلها أنه هذه أمور تعنينا وأنه وهكذا على أي حال قبل أن ينزل مساء يوم 23 يوليو الخطة راديو كانت وضعت تحت إنذار مخفض سواء بشقيها سواء الشق اللي بيقول نروح على القاهرة عن طريق الشرقية ونحتل القاهرة أو الشق الآخر اللي يقتضي إنزال في إسكندرية وزحف على الطريق الصحراوي للإحاطة عمليا بالقاهرة وبكل ما يجري فيها، تصبحوا على خير.
المصدر
- حديث تليفزيوني: هيكل.. الوثائق الدولية عن تحركات القاهرة موقع الجزيرة نت