هل يعود رجال المخلوع من التفريعة؟
بقلم: د. عز الدين الكومي
رجال أعمال المخلوع الفاسدون المفسدون والذين أفسدوا الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية طوال ثلاثة عقود والذين حصلوا على براءات من القضاء الشامخ في مهرجان البراءة للجميع هاهم اليوم يعودون للمشهد السياسي من خلال الانضواء تحت لواء الأحزاب الكرتونية كمرشحين لمجلس الشعب الجديد والذين ربما سيحصدون قرابة الـ60% من مقاعد البرلمان وبذلك سيتحكمون في تعطيل أي قانون أو يمررون أي قانون، مما جعل زعيم عصابة الانقلاب يسارع بإصدار تشريع يتيح له حل البرلمان في أي وقت شاء.
لم يكتف هؤلاء بذلك بل وجدوا فرصة سانحة للظهور بقوة من خلال احتفالية الترعة الجديدة والذين سيتولون رعاية احتفاليتها، حيث ظهر في أحد الإعلانات المنشورة بإحدى الصحف المصرية فظهر من خلال الإعلان أن أمين التنظيم بالحزب الوطني المنحل أحمد عز هو أحد الرعاة الأساسيين من خلال حديد عز، وكذلك أحمد أبو هشيمة، والصليبي نجيب ساويرس، ومجموعة شركات طلعت مصطفى، ومحمد أبو العينين.. مع قنوات الحياة والنهار وأون تي في وتين وصدي البلد والمحور وصحف اليوم السابع والمصري اليوم، وكلها قنوات وصحف مملوكة لرجال أعمال نظام المخلوع، وستكون تكلفة الدعاية والإعلان لهذا المشروع أكثر من 30 مليون جنيه مصري.
فيما تصل تكلفة الهدايا من الجنيهات الذهبية إلي أكثر من 50 مليون جنيه مصري في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من مشاكل اقتصادية جمّة، وعلى رأسها البطالة لدى الشباب ومعاناة المصريين اليومية للحصول على رغيف العيش وأسطوانة البوتاجاز، مما يعيد للأذهان الحفل الأسطوري الذي أقامه الخديوي إسماعيل والذي فتح باب الاستدانة من الدول الأجنبية الاستعمارية علي مصراعيه وانتهى الأمر بالاحتلال البريطاني لمصر 1882.
لكن الطريف في الأمر أن إعلام الفلول إعلام مسيلمة الكذاب ورجال أعمال المخلوع لم يكتفوا بالالتفاف على رعاية احتفالية ترعة الفنكوش ولكنهم يطالبون بوضع صورة المخلوع ضمن جدارية الاحتفال وأن الجدارية ستتضمن صور الحكام العسكر منذ انقلاب يوليو وحتى يومنا هذا واعتبروا أن عدم وضع صورة المخلوع وهو أحد الرؤساء الذين طوروا قناة السويس وقام بحفر تفريعتين في عهده وعدم وضع صورته سيسيء لزعيم عصابة الانقلاب لأنه هو أحد أسباب نصر أكتوبر والتاريخ يشهد على ذلك وأن عدم وضع صورته في الجدارية هي محاولة لمحو تاريخ المخلوع ومحو ما قدمه للدولة خلال فترة حكمه.
وأنا بدوري أعترض على عدم وضع صورة المخلوع ضمن طغاة ومجرمي الحكام العسكر لتكون شاهدة على هذه الحقبة السوداء لحكم العسكر وإجرامهم في حق الشعب والسفه والعبث بمقدرات الشعب في مشروعات وهمية مثل مشروع الوادي الجديد الذي هلل له المطبلاتية في عهد عبد الناصر وكذلك مشروع الصالحية باستصلاح 118000 فدان والذي سيوفر الأمن الغذائي وآلاف فرص العمل للشباب الذي أوهمنا به السادات والذي انتهى بتسليمه لرجال الأعمال المفسدين وسماسرة الأراضي برعاية أمين أباظة وزير الزراعة ومحمد المغربي وزير الإسكان.
ثم مشروع توشكي الذي أطلق عليه إعلام المخلوع أنه مشروع القرن لم يستفد منه سوى الوليد بن طلال، وكل هذه المشروعات كان يطلق عليها مشروعات قومية.
ثم يأتي مشروع فنكوش قناة السويس الجديدة والذي لم يستفد منه سوى الجيش بإسناد الأعمال لشركاته الخاصة والمشروع لا يخضع لأي جهة رقابية.
المصدر
- مقال:هل يعود رجال المخلوع من التفريعة؟ موقع: إخوان الدقهلية