هل يحرق السفيه "الترابين" في حرب أهلية؟

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
هل يحرق السفيه "الترابين" في حرب أهلية؟


(11/05/2017)

كتب: سيد توكل

مقدمة

"حان الوقت للوقوف صفًا واحدًا أمام هذا التنظيم الفاشي الذي لا يرحم شيخًا ولا شابًا" ، هكذا تورطت قبيلة الترابين في حرب المخابرات التي تدار بالوكالة في سيناء ، تلك الحرب التي لا يعرف لها أول من آخر، والقاتل والمقتول هم من أبناء [[مصر]]، سواء من الجيش أو المدنيين، والرابح الوحيد هو نظام الانقلاب الذي يسترزق على وجود فزاعة الحرب على الإرهاب.

منذ أيام.. أعلنت قبيلة "الترابين" ، في بيان رسمي، الحرب على تنظيم "داعش" تحت قياة سلطات الانقلاب، وتحت عنوان "قبائل سيناء ورجالها تسطر أعظم الإنجازات في مواجهة الإرهاب والتطرف"، نشر ما يسمى "اتحاد قبائل سيناء - اللجنة الإعلامية" عبر قناته على موقع يوتيوب، مقطع فيديو قال إنه "الإصدار الأول" له.

وأمس.. قتل عشرة من أفراد قبيلة الترابين في هجوم لـ"داعش" جنوب رفح، بعد أن هاجم مسلحو التنظيم أبناء قبيلة الترابين إحدى أكبر قبائل سيناء، بدعوى تعاونها مع الجيش والأمن، فما الذي يعنيه إشعال العسكر حرب أهلية في سيناء؟

يوتيوب الشؤون المعنوية!

المقطع الذي نشره اتحاد القبائل بدا وكأنه يريد أن يحاكي الإصدارات المرئية لولاية سيناء من حيث المؤثرات الصوتية وحتى مسماه "إصدار" ، لكنه جاء متواضعًا إلى حد كبير مقارنة بما ينشره التنظيم. فعلى أنغام أغنية "الله أكبر.. بسم الله" التي أعقبت حرب أكتوبر 1973، اكتفى الفيديو الذي بلغت مدته أكثر من 5 دقائق كاملة، بعرض لقطات متحركة وثابتة لعدد من سيارات الدفع الرباعي التي تحمل مجموعات من الملثمين المسلحين، أثناء وقوفها وسيرها في صحراء سيناء.

المشهد تكرر من عدة زوايا طوال مدة الفيديو الذي وُضع عليه شعار اتحاد قبائل سيناء، بجوار شعار الجيش، ومشهد آخر لحريق محدود في منطقة صحراوية. وتضمنت نهاية الفيديو مقطعًا صوتيًا للسفيه قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، بدا وكأنه جزء من خطاب رسمي في أحد أعياد تحرير سيناء، يتحدث خلاله عن أهمية سيناء لمصر، وتحريرها بالمعارك والمفاوضات واختلاط دم مسلمي ومسيحيي مصر على أرضها.

القتل والقتل المضاد

"موسى الدلح" المتحدث باسم القبيلة، أعلن عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، في 30 أبريل الماضي، أن مجموعة من أبناء قبيلة الترابين تمكنت من القبض على تسعة من عناصر تنظيم ولاية سيناء، وأنها سوف تسلمهم لسلطات الانقلاب.

وأعلنت القبيلة الأسبوع الماضي أنها قتلت 8 أشخاص ممن وصفتهم "بعلوج الدواعش" من عناصر ولاية سيناء، بعد أن اشتبكت معهم في منطقة العجراء جنوب مدينة رفح، ويتردد أن التنظيم وقبيلة الترابين تبادلا خطف الأفراد الأسبوع الماضي، أعقبه وقوع اشتباكات بينهما راح ضحيتها قتلى وجرحى من الطرفين.

اللافت أن تلك الحرب "الأهلية" التي أشعلها السيسي وزج فيها بقبيلة الترابين، لم تكن الأولى منذ اندلاع المواجهات في سيناء عقب انقلاب الجيش على الرئيس المنتخب محمد مرسي في يوليو 2013؛ ففي أواخر أبريل 2015، أعلنت مجموعة من قبائل سيناء وفي مقدمتها "الترابين" الحرب على "ولاية سيناء"

لكن وبعد عامين يبدو أن تلك الحرب الأولى كانت "كلامية" فقط، حيث شهد هذان العامان تطورًا نوعيًا في عمليات التنظيم، وخروجًا من حدود سيناء إلى محافظات الدلتا وقلب العاصمة القاهرة. فهل ستكون الحرب الجديدة مثل سابقتها؟ أم أنها ستحرق سيناء وتهلك الحرث والنسل لصالح الانقلاب العسكري؟

إسرائيل على الخط!

دلالة تشكيل مثل تلك المجموعات المسلحة قبليًا، خارج نطاق الجيش، تشير إلى فشل جنرالات الانقلاب في الحرب التي أعلنت على التنظيم منذ سنوات، ولجوئه إلى القبائل من أجل مساندة الانقلاب في المواجهة. وهذا ما يؤكده التسريب الأخطر ضد جرائم العسكر منذ الانقلاب على الرئيس محمد مرسي في يوليو 2013، الذي بثته قناة "مكملين" 20 أبريل الماضي، وأظهر جنودًا من الجيش وهم يقتلون 8 مدنيين في سيناء، بينما سبق وأن نشر كل من المتحدث العسكري ووزارة الدفاع صورًا لهؤلاء الأشخاص، قيل إنه تم القضاء عليهم في اشتباكات مع بؤر إرهابية!

لكن هل يمكن أن ينقلب السحر على الساحر، وتخرج المجموعات أو الميليشيات القبلية المسلحة عن سيطرة جنرالات الانقلاب، وماذا يمكن أن يفعل السيسي وعصابته حينها، وهل تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية حينها وتطبق اتفاق القرن الذي يتغزل به السفيه؟

"الترابين" التي سوف تحصل على ميزات عسكرية وتجارية واقتصادية وأمنية كبيرة، لن تكون مستعدة للتفريط فيها، الأمر الذي يدفعها إلى اتجاهين معاكسين، أولهما الاستبسال في مواجهة داعش وبذل جهود مضاعفة في سبيل إثبات جدارتها، وفي حال فشل حرب القبائل مثلما حدث عام 2015، فربما تعلن تلك القبائل العصيان ضد العسكر وتخرج عن سيطرة الانقلاب، حفاظًا على المكاسب التي تحققت لها، وهو الأمر الذي يقود في النهاية إلى سيناريو تردد بشأن خطة إفراغ سيناء من أهلها وتوطين الفلسطينيين فيها، بالاتفاق مع الكيان الصهيوني.

المصدر