هل نجحت قناة المحور فى تلميع "جنينة" ؟

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
هل نجحت قناة المحور فى تلميع "جنينة" ؟


عز الدين الكومي.jpg

عز الدين الكومي

( الخميس, 3 نوفمبر 2016)


عد إلغاء بث لقاء المستشار "هشام جنينة" مع "معتز الدمرداش" على قناة المحور، والذي كان مقرَّرا له أن يذاع يوم 29 مِن أكتوبر الماضي، وإثارة زوبعة فى فنجان النظام الانقلابي، مع كثرة التكهنات حول سبب إلغاء بث هذا اللقاء الذي ترقبه المشاهدون ليستمعوا لمسئول محاربة الفساد والفاسدين، والذي تم الإعلان عنه قبل إذاعته بثلاثة أيام، ما دفع البعضَ أن يتكهن بأن سبب منع بث اللقاء هو أن "جنينة" فجّر خلال اللقاء عددا من القضايا الهامة بل والخطيرة، مثل مطالبته بمحاسبة المتهمين بالفساد، ومطالبته نائب عام الانقلاب بتحريك البلاغات التي تتهم عددا من المسئولين الذين وردت أسماؤهم داخل تقارير الجهاز المركزي للمحاسبات ولكنه مازال يتستر عليهم، كما أنه عبر عن رأيه دون خوف أو وجل فى مؤسسة النظام الانقلابي !

لكن هذا القول يعوزه الكثير من فهم خيوط لعبة الفساد والقائمين على المؤسسات الفاسدة، فضلا عن معرفة بطل محاربة الفساد !! كما زعم البعض أن المستشار "جنينة" وخلال المقابلة مسَّ مؤسسة القضاء الشامخ ووجه رسالة للقائمين على العدالة قائلا لهم: لا يستقيم أبدا ما يحدث من افتئات على العدالة، وتسييس لمنظومتها واستخدامها كأداة للقمع أو التنكيل، وأن عملهم هو رسالة وليس وظيفة، وذكّرهم بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "قاض فى الجنة وقاضيان فى النار"!! ونسي هؤلاء أن بطل محاربة الفساد الهمام، لم يتفوه بكلمة حق، وكذب في أقواله حول مؤسسات الدولة الفاسدة، عندما قال: يجب أن نثق في هذا الرجل - يقصد زعيم عصابة الانقلاب -، وفي أداء مَن حوله مِن المؤسسة العسكرية الشريفة، التي انتصرت للإرادة الشعبية ولم تنتصر لحاكم !! [ياضلالي!!] وأن المؤسسة العسكرية هي جيش وطني مخلص يرعى الله في عمله ويرعى الشعب!

والسؤال هنا لمحارب الفساد: كيف تطالبنا أن نثق فى الفاسد ومَن حوله من المفسدين؟ وأنَّى لك منْحُهم شارة الوطنية والإخلاص ورعاية الله والشعب؟ !! وهل يثق محارب الفساد فى الشخص الذي عزله لمجرد أنه تحدث عن حجم الفساد في العام الأول من حكمه، وتقديمه للمحاكمة بتهمة نشر أخبار كاذبة من شأنها إلحاق الضرر بالاقتصاد، وتهديد الأمن القومي؟!

ولم يكتف زعيم عصابة الانقلاب بعزل "جنينة" مِن منصبه، بل أمر بتشكيلٍ عصابيٍّ سماه لجنة لتقصى الحقائق، زعمت أن "هشام جنينة" قام بترتيب وتجميع الوقائع بصورة مفتعلة، كما تعمد إغفال الاستجابة لبعض الملاحظات، وإساءة توظيف الأرقام والسياسات، كما أثارت تصريحاته شكوكاً حول أهدافها وجدواها، خاصة أن الدراسة التي استند إليها كانت معدة بالاشتراك مع جهات أجنبية واتهمته بإثارة البلبلة، وتعمد إصابة المناخ السياسي والاقتصادي لمصر بالضرر، في الوقت الذي تسعى فيه البلاد لجذب الاستثمارات!! على طريقة نشر المناخ التشاؤميّ بين المصريين!! وبعد شهرين من إقالة "جنينة" من منصبه أعلنت النيابة الإدارية فصل ابنته لنشرها كاريكاتيراً ساخراً من وزير العدل السابق "أحمد الزند" على فيسبوك!

ثم جاء دور الإعلام الانقلابي وعبر المصادر المطلعة التي كشفت عن تورط "هشام جنينة" في تسريب معلومات ووثائق ومستندات خاصة ببعض جهات الدولة والتي تضرُّ بالأمن القومي المصري إلى القوات المسلحة القطرية، وأن الوثائق المضبوطة أكدت تورط "جنينة" في التخابر مع الأجهزة القطرية، وذلك من خلال بعض مراجعي الجهاز، الذين تم اختيارهم من مراقبي الوزارات الهامة، وأبرزها وزارات الدفاع والداخلية والإنتاج الحربي والطيران والبترول والمؤسسات الصحفية، وإرسالهم للعمل بالخدمة بالقوات المسلحة القطرية بامتيازات مالية !

وبعد ذلك تقول يجب أن نثق فى هذا الرجل، وفي أداء مَن حوله من المؤسسة العسكرية ؟!

والطريف أنه خرج مطبلاتي سابق للنظام الانقلابي لطمأنة المشاهدين بأن هناك اتجاها لإذاعة حوار المستشار "جنينة" على قناة المحور لكن بعد تخفيف بعض العبارات التي تمس مسؤولين كبار لديهم مخالفات، لم يذكر "جنينة" أسماءهم بصراحة، لكن يمكن للناس تخمينها !! والمصيبة أن أصحاب ومديري القنوات أنفسهم ليسوا إلا مخبرين صغار وأغبياء، فـ "حسن راتب" ليس وحده الذي يحمل صفة مخبر، وبيقوللك إعلام؟ غور يا إعلام المخبرين!

والموضوع ببساطة شديدة يا سادة هل يمكن لعاقل أن يصدق هذه الروايات التي تروجها قناة المحور؟ لأن إجراء حوار مع شخصية بهذه الأهمية لا يمكن أن تتم دون علم المخبر صاحب القناة، ولا دون علم الجهة الأمنية التي يتبعها هذا المخبر، هذا من جهة، ومن جهة أخرى هل يمكن أن اقتنع عاقل بأن "معتز الدمرداش" قام بإجراء المقابلة مع "جنينة" إلا بعد المرور على الجهات الأمنية قبل وبعد المقابلة؟ وقد جاء قرار منع بث المقابلة من الآمر، الذي يأمر بقطع النور عن كل مخبر إعلامي يخرج عن النص فى كل الإعلام الانقلابي، والهدف فى نظري هو صناعة بطل محاربة الفساد، وتدويره ليكون زعميا وبطلا، ومن قدامى المحاربين للفساد، أو أنهم حاولوا استغلال المقابلة لإرسال رسائل طمأنة بأن الفاسدين والمفسدين يحاربون الفساد، ولما لم يجدوا بغيتهم منعوا بث المقابلة !

أما محامى "جنينة" فقد قال: أن اللقاء مُنع لأن الدولة أضعف من سماع صوت ناقديها، أو مواجهة من يكشف فاسديها، وأن منع بث الحوار يدل على أن لوبي الفساد أصبح يتحكم في كل شيء، الرأي والرأي الآخر، فلم يعد هناك صوت للمعارضة!

وعلى ما يبدو أن محامى "جنينة" لا يعلم أن زعيم عصابة النظام الانقلابي، هو راعي الفساد والمفسدين فى كل مؤسسات الدولة، التي نعتَها موكِّلُه بالشريفة والوطنية وترعى الله فى عملها وترعى الشعب!

المصدر