هل خسرت القوات المسلحة في هذه الانتخابات؟ - أحمد عبدالحميد
بقلم : أحمد عبدالحميد
إذا كنت من أولئك البسطاء الذين اعتبروا السيسي وجها لها، فإن القوات المسلحة اليوم بالتأكيد خسرت شعبيتها. و إلا فلم عزف الشباب عن الحضور؟ لماذا أكثر من 25% من الشعب غير راغب أصلا في المشاركة!
حتما لقد خسرت القوات المسلحة معركة الانتخابات... معركة الشعبية، بهذا المنطق.
أما إن كنت من أولئك الذين يفرقون بين السيسي الإنسان، و السيسي العسكري، بغض النظر عن تأييده من عدمه، فأنت تعرف أن اليوم هو فشل للسيسي منفردا. هو تقرير البعض، ولو أيدوا "الجيش" بصفته المعنوية، أو "كبار الظباط" و ما يمثلونه من دوائر سلطة و مال و تزاوج مع الدولة العميقة في مصر، أنهم لا يريدون أن تتلوث أيديهم بجرائم السيسي. حتى ولو أيدوا حكم الجيش.
يعني، هناك حالة من الاتفاق بين حتى مؤيدي الجيش، أو حكم كبار الظباط، و الشباب في العموم بمختلف توجهاته، بأن السيسي لا يصلح، و أنه لا يجب على عاقل مشاركته في المسرحية، أو نفاقه فيها، و تلويث يديه، وإلا أصبح مشاركا له.
نفس هؤلاء قد يقبل جزء منهم مرشح عسكري آخر تماما، و يؤيدونه بقوه، فقط لأنه لم تتلوث يداه بدماء مجازر السيسي ولا سرقته و لا خروقات القانون أو الدستور الذي كتبه بنفسه مع أصدقائه... البعض لديه النية لفتح صفحة جديدة تماما، مع مرشح عسكري جديد "نوفي".
في المقابل، هناك أولئك الصامدين منذ البداية، على رفض حكم العسكر، أو حكم "كبار الظباط" و يفرقون تماما بين حبهم للجيش، و رفضهم لتلويث عقيدة الجيش بحرب الإرهاب، و الدفاع عن مصالح إسرائيل في مصر، و تزاوج المال الخليجي بالمال العسكري و تنحية كل رأس مال مصري مالم يكم فاسدا مشاركا في جريمة النهب الكبرى... أولئك وحدهم يغردون خارج السرب. وهم المختلفين ما بين تنحية الجيش عن مسار السلطة "إصلاحيا" مع الوقت، أو "ثوريا" بمذبحة قلعة جديدة.
"سوو سووون" سيخرج علينا في عبائة جديدة، تيار يضمن أن يتم دمج العسكر بمصالحهم، بشكل مستمر، و بدون تهديد في العملية السياسية، أو بفرض واقع جديد غير واقع السيسي، ولكن إلى ذلك الحين... الكل (منهم) سيلتف حول السيسي، حتى يحين موعد التخلص منه...لوجه جديد...
الشباب يقرر متى يتوقف كل ذلك العبث.
المصدر
- مقال:هل خسرت القوات المسلحة في هذه الانتخابات؟ - أحمد عبدالحميدموقع:شبكة رصد الإخبارية
