هل ترمب يمارس الكليبتوقراطية مع الدول العربية

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
هل يمارس ترمب الكليبتوقراطية مع الدول العربية؟


منذ أن أعُلن فوز دونالد ترمب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية في مفاجأة لم يتوقعها إلا قلة، وهو يسعى لفرض نظام الكليبتوقراطية على الدول التي يراها كبقرة حلوب لابد أن تدفع نظير الخدمات التي تقدم لها والحماية التي تقوم بها أمريكا من أجلها، ووضحت هذه السياسة الكليبتوقراطية بشدة مع الدول العربية الغنية.

فأثناء حملته الانتخابية طالب السعودية وعدد من الدول دفع “أتعاب الدفاع” وقال: السعودية “دولة ثرية” وعليها أن “تدفع المال” لأمريكا لقاء ما تحصل عليه منها سياسيا وأمنيا.

وقال ترمب خلال غذاء عمل أقامه لولي العهد السعودي والوفد المرافق له خلال زيارته البيت الأبيض في مارس الماضي، إن "السعودية دولة ثرية جدا وستمنح بلاده بعضا من هذه الثروة كما نأمل في شكل وظائف وصفقات معدات عسكرية".

وهذا ما يلقى الضوء على شخصية الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة وتجعله يتفرد بهذه الصفة عمن سبقه من رؤساء لأمريكا.

ولقد نشرت قناة "سيكر دايلي" الأمريكية على يوتيوب تقريرا مصورا بعد فوز ترمب، تحدثت فيه عن مخاوف الشعب الأمريكي من أن يستغل ترامب، السلطة التي منحت له، ليعزز نفوذه التجاري.

وذكرت القناة أن البعض ربط هذا الأمر بمفهوم الكليبتوقراطية، التي تعني نظام "حكم اللصوص"، وهو نمط الحكومة الذي يراكم الثروة الشخصية والسلطة السياسية للمسؤولين الحكوميين والقلة الحاكمة.

والكلِيبتوقراطية مصطلح يرد تفسيره في معجم العلوم السياسية؛ بكونه تعبيرا عن نظام حكم جوهره الفساد واللصوصية أو نهب الثروات العامة. وتقوم سلطة الفساد على وحدة مكينة بين السلطة السياسية وسلطة مافيات لصوصية تسطو على الثروة العامة بوسائل عديدة يتم شرعنتها، بآليات عمل حكومية رسمية عبر برامج مشروعات وهمية.

كما أنها نظام مُقَنَّنْ من أنظمة الحكم بقدر ما يحاول وصف نظام يعتريه الفساد من الداخل بسبب ضعف الحكم أو تسخيره للمصالح الفردية ولو بالخروج عن القوانين، أو عدم قدرته على تطبيق القانون أو عدم أهليته لذلك، بسبب انحرافه عن مبادئ العدالة والديمقراطية، لترتدي روابط المنفعة مظاهر هذا الانحراف أردية مختلفة لمصلحة قلة من شبكات المنتفعين دوناً عن الصالح العام، ولو كانت عن طرق غير مشروعة، وهذا ما يقوم به ترمب نحو الدول العربية ونحو نفسه

وإن كانت الكلِيبتوقراطية تصدر في الأصل عن نظام حكم ديكتاتوري أو استبدادي، إلا أنها قد تظهر في بعض النظم الديمقراطية التي انزلقت من الأولغارشية وهى الفئة القليلة التي تتميز بالمال.

إن غياب الحس السياسي لدى أي حكومة في الدنيا ربما يدخلها في مشاكل وأزمات بدون أي داعي وبالتالي لابد من التفكير جيدا قبل طرح أي مشروع أو قرار قد يمثل استفزازا للشارع، وهذا ما لا يدركه السعوديون من السياسة الكليبتوقراطية التي يمارسها ترمب معهم.

قال ترامب في تغريدة له على موقع تويتر، في عام 2015، قبل توليه رئاسة أمريكا، "إذا كانت السعودية التي تدر مليار دولار كل يوم من النفط تحتاج إلى مساعدتنا وحمايتنا، فإن عليهم أن يدفعوا ثمنا كبيرا. لا فطائر مجانية".

كما أنه ذكر في حواره، الذي يعود لعام 1988، مع المذيعة أوبرا وينفري، إن بلاده ستحصل على الكثير جدا من الأموال من دول الخليج، التي استغلت بلاده لمدة 25 عاما. مضيفا: "لن يكون الحال كما كان عليه من قبل.. صدقيني".

وفى كلمته لمؤيديه، خلال جولة الشكر التى يجريها بشكل دورى منذ فوزه فى الانتخابات، انتقد دونالد ترامب السياسة الخارجية لإدارة باراك أوباما، قائلاً: "أهدرت 6 مليارات دولار على المنطقة، وما زال الوضع سيئًا للغاية، انظروا ماذا يحدث الآن، إنه شىء فظيع وموت من كلا الجانبين، نحن سنستمر فى مساعدة الدول الأخرى، ولكن مع إعلاء المصلحة الوطنية لأمريكا".

وأمام حشد من أنصاره فى ولاية فلوريدا، أضاف الرئيس المنتخب دونالد ترامب: "سنساعد سوريا على بناء مناطق آمنة بها، ولكن مع إنفاق الدول الخليجية عليها، سنساعد الجميع، لكن لن نجعلهم يأتون إلى أمريكا، سنبنى تلك المناطق وسنجعل الدول الخليجية تنفق من أجلها".

ولذا نراه في مايو من عام 2017م الماضي يصرح إنه تم عقد اتفاقيات وصفقات تتجاوز قيمتها 400 مليار دولار بيت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وذلك خلال الخطاب الذي ألقاه في القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي استضافتها الرياض.

كما أنه كتب تويته في نفس التوقيت جاء فيها:"أعدت مئات المليارات إلى الولايات المتحدة من الشرق الأوسط مما يعني المزيد والمزيد من فرص العمل". وكان ترامب كان قد وعد خلال حملته الانتخابية، بإجبار دول الخليج على أن تدفع لبلاده، "لأنهم لا يملكون سوى المال.. وقال إن دول الخليج بدون أمريكا لم تكن لتوجد".

وفي مارس الماضي وأثناء زيارة ولى العهد السعودي يصرح ترمب بقوله: السعودية ثرية جدا وستعطينا جزءا من هذه الثروة.

وفي 16 مارس الماضي قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، طرح فكرة على العاهل السعودي الملك سلمان، تتعلق بتعجيل خروج الولايات المتحدة من سوريا مقابل دفع السعودية مبلغ 4 مليارات دولار.

وتقول الصحيفة، إن البيت الأبيض يريد الحصول من السعودية ودولا أخرى، على أموال "للمساعدة في إعادة بناء واستقرار الأجزاء السورية التي حررها الجيش الأمريكي وحلفاؤه المحليون من تنظيم داعش.

ترمب لن يدع الدول العربية الثرية تعيش حياة الاستقرار لرغبته الشديدة في الحصول على كل بنس في هذه البلاد، ولإدراكها بأن الأنظمة الحاكمة تحتاج معاونته، ولذا سيسعى لإثارة القلاقل فيما بينها وستعمل أجهزته على التفرقة بين هذه الدول، حتى يستطيع أن ينفرد بكل واحدة على حِدَةٍ، والتي تعمل هي أيضا على تلبية رغباته الكليبتوقراطية حتى تضمن بقائها على كرسي الحكم.