هذا يناير .. فثوروا لرؤيته

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
هذا يناير .. فثوروا لرؤيته


الاثنين,19 يناير 2015

كفر الشيخ اون لاين | خاص

الأصل أن الشعب المصري بكافة طوائفه يخرج ثائرا لدينه الذي وصف نصوصه قائد الإنقلاب بأنها تحرض على قتل العالم كله ، وأن يخرج ثائرا لكرامته التي سخر منها العسكر عندما قتلوا وحرقوا واغتصبوا ونهبوا ، وأن يخرج ثائرا لإستقلال الوطن الذي اجترأ عليه الرعاة والحفاة والزناة والجهلة ، وأن يخرج ثائرا لسلامة جسده الذي أطلقت فيه المبيدات والأوبئة ، وأن يخرج ثائرا لعقله وفكره الذي استهدفته عمليات غسيل المخ المتتابعة ، وأن يخرج ثائرا لإستقراره الذي ناله معول هدم المساكن وتهجير المدن ... إلى آخر ما يمكن أن يثور من أجله الشعب والذي ليس آخره غرق شوارع مدنه في مياه المجاري أو انهيار بينته التحتية بالكلية أو عدم وصول السلع الرئيسية إلى جل مدنه وقراه ، وقد جاءت طبيعة الثقافة المصرية والتطور التاريخي الذي تلي معاهدة السلام مع اسرائيل ليجعلا من الإسلاميين هديا وإماما للشعب فلا يثور الشعب إلا إذا ثار الإسلاميون أو قل أن ذلك حال الأغلب الأعظم من سواده بعد أن استنزفت المخابرات الصهيونية قواه البشرية من التيارات الأخرى فأكلت حوافها جميعا وهى الآن تتلمظ لتنهش قلبه الذي يبقى الإسلام جوهره المتين .

كانت القوى الليبرالية والإشتراكية على حد السواء لقمة سائغة التهمها الصهاينة في السنوات العشر الأولي التي تلت اتفاقية السلام مع الكيان الصهيوني فلا تكاد تسمع بينها بعد انقضاء حقبة الثمانينات من يهاجم اسرائيل او يقدح في معاهدة السلام إلا قليلا ممن حصدهم الموت واحدا تلو الآخر حتى قضوا جميعا وخلف من بعدهم خلف يأخذون عرض هذا الأدني واستعاضوا عن الليبرالية والإشتراكية بمكسبات طعم سرعان ما كشفت الأحداث التي تلت ثورة يناير عن تزييفها وظهر الوجه الصهيوني البغيض من تحت الأقنعة بعد أن استزل الشيطان شعبنا بما كسب خلال عقود طويله لتأييد كثير منهم في استحقاقات انتخابية أو حتى في تفاعلات مجتمعية وجماهيرية .

ودفع الإسلاميون جهادا في سبيل الله وابتغاء مرضاته من دمائهم وأعراضهم وأموالهم وأبنائهم ومساكنهم الكثير عن رضا وقبول بالبيع ، وربح البيع الذي ثمنه الجنة فلم تنازع أنفسهم في تقديم تلك التضحيات إلا خشية عدم القبول من قبل ملك يوم الدين الرحمن الرحيم وما انفكوا مجاهدين مرابطين قائمين على حراسة القرآن من التحريف والسنة من التجهيل وهم أسعد ما يكونوا بنيل لحظة الشهادة في فعالياتهم السلمية التي حافظوا على قواعدها فلم يغرهم الغرور ولم ينل منهم الألم رغم خسة الطرف الآخر الذي استعمل الكنيسة والأزهر والقضاء والشرطة والجيش ورجال الأعمال في وقف فعالياتهم التي لم ولن تتوقف حتى آخر من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله .

واليوم تطل علينا ذكرى يناير الثورة وبينما لا تصلح ثورة غير الإسلاميين إلا في يناير بسبب اعتدال الجو وقلة العطش فإن الثورة التي يقودها الإخوان المسلمون في القلب من الإسلاميين تستعر جذوتها طول العام صيفه وشتاءه ليله ونهاره ،غير أن ليناير في أنفسنا ذكريات عطرة وقد أصبح هلالا للمصريين يثورون لرؤيته ويتحدون لطلعته ، وبينما يعد الثائرون الحق عدتهم للنزول في صبيحة الخامس والعشرين الذي هو لا محالة آت بجديد للوطن وللشعب تحاول القوي الصهيونية أن تفسد الزخم المعنوي الذي يصاحب في العادة ذلك الوقت الجليل ، ولا تخطئ عيون المؤمنين أبدا رسائل الصهاينة حتى و لو كانت مطلية بلون الثورة الفاقع بل وحتى لو استدرج الثوار لحملها ، فرسالة بني اسرائيل دائما هى الخيانة والقعود وشق الصف والنفاق وطلب الدنيا والخوف من الموت إلى آخر صفاتهم التي أطلعنا الله عليها في القرآن والتي ما ضعفنا أبدا إلا بعد أن تجاهلناها أو جهلناها ، وقد روجت مراكزهم البحثية والإعلامية أن الثورة على النظام العسكري الحالي في مصر لا تنجح إلا إذا اتحدت القوي الليبرالية والعلمانية مع القوي الإسلامية ولما كانت القوي العلمانية جميعا مسيطرا عليها من قبل الصهاينة اللهم إلا أحادا قليلة فإن الإتحاد مع القوي الليبرالية والعلمانية يمثل في حقيقته أن نستدعى اسرائيل لتهاجم الصهاينة وهو أمر فضلا عن كونه درب من دروب الجنون فهو أيضا يمثل تضييعا للوقت وتعريض الإسلام والمسلمين في المناقشات والمساجلات للإستهزاء والهوان .

إن الشخص الوحيد الذي يجب أن يطلب المجاهدون في ميادين الثورة رضاه هو الشعب المصري والشعب المصري اليوم وأكثر من أي وقت مضي مهيؤ للثورة بل وحتى أكثر من نفس الوقت قبل أربع سنوات وقد أكلته الأزمات وساءته الهجمة على دينه وعرف العدو من الصديق وهى أمور لم تكن من قبل . إن الظلال الكثيفة التي غطت أعين أدق الباحثين من قبل قد مضت وتجلت اليوم شمس الحقيقة كأسطع ما تكون فلا برهامي يلبس الأمر ولا برادعى يخطف الأبصار ، وإنما الواقع على الأرض هو الحد بين الجد واللعب ، ومهما تحاول اسرائيل أن تمرر رجالها مرة أخرى إلي صفوف المرابطين في الميادين فلن تفلح وقد أصبحت الصفوف منيعة على الإختراق بعد أن جفت مياه العمالة التي ميعت قوامها وبهتت ألوان النفاق والمنافقين الذين أراد الله فضحهم فهم بين سافر في عمالته وكاشح في ركنه البعيد .

فيا أيها الثوار من المؤمنين لا تلتفتوا إلى كل ناعق او مناد من مكان بعيد ، فأنتم اليوم على ثغر كبير ولئن مر العدو الصهيوني منه فلا جدال أن ينال مصر ما نال الأندلس من قبل بل ولا أغالي في ان أقول ما نال أطراف الجزيرة العربية الآن من احتلال غربي ايراني مشترك ، وستحملون عندئذ ذنب أبناء واحفاد نصاري ويهود من أصلابكم .. فلا مجال إذن للأخذ والرد والجذب والشد وانما استمرار الثورة هو الخيار الأوحد الذي تتوقف العجلة الصهيونية عن الدوران عنده بل وتعود أدراجها ومن حيث أتت .. والله معكم ولن يتركم أعمالكم .

المصدر