نواب الإخوان بالأردن يهددون بالانسحاب بسبب تعسف الحكومة
عمَّان- وكالات الأنباء
نتيجةً لسياسات التعنُّت التي تتبناها الحكومة الأردنية تجاه حزب جبهة العمل الإسلامي (الذراع السياسي للإخوان المسلمين في الأردن ) قالت قياداتٌ في الحركة الإسلامية الأردنية إنه من المحتمل انسحاب النواب الـ17 الذين يمثِّلون الحركة من مجلس النواب الأردني، ضمن تفاعلات الأزمة مع الحكومة الأردنية بعد اعتقال أربعة من نواب الحركة في سجن الجفر الصحراوي بعد زيارتهم بيت عزاء زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين أبو مصعب الزرقاوي الذي اغتالته القوات الأمريكية مؤخرًا.
ونقلت إخبارية (الجزيرة) الفضائية تصريحاتٍ لقياديٍّ إسلاميٍّ أردنيٍّ طلب عدم ذكر اسمه قال فيها: "إنه لن يكون أمام الحركة سوى إعلان انسحاب نوابها من مجلس النواب إذا توجه المجلس لفصل النواب الأربعة".
من جانبه قال رئيس كتلة جبهة العمل الإسلامي في مجلس النواب الأردني السيد عزام الهنيدي : إن مساعي عدد من النواب للإعداد لمذكرة يُوَقِّع عليها ثُلُثَا أعضاء المجلس الـ110 تدعو إلى طرد النواب الأربعة من المجلس قد فشلت، وقال إن "الغالبية العظمى من النواب ترفض هذا التوجه، وتُفَضِّل إبعاد خيار فصل النواب ما دامت هناك قضيةٌ منظورةٌ أمام المحاكم".
وكان عددٌ من نواب كتلة العمل الوطني التي يقودها رئيس المجلس عبد الهادي المجالي- وهو موالٍ للحكم في الأردن- قد أعلنوا أنهم بصدد إعداد مذكرة تدعو لطرد النواب الأربعة بتهمة الادعاء بـ"حنث اليمين الدستورية".
وقال الهنيدي إن الحكومة تريد من إجراءاتها ضد الزيارة التي قام بها نواب الجبهة دفعَ الحركة الإسلامية في الأردن نحو المواجهة، إلا أنه أكَّد على أن "الحركة الإسلامية لن تخرج عن نهجها السلمي في التغيير"، وقال إن القرار إلى الآن هو مقابلةُ التصعيد الحكومي برفض التصعيد، والدعوة إلى الحوار لحل الأزمة، لكنه أشار إلى "انقطاع الاتصالات بين الحركة والجهات الرسمية خلال الأيام القليلة الماضية".
وضمن الإجراءات التصعيدية من جانب الحكومة الأردنية تجاه جبهة العمل منعت السلطات الأمنية أخيرًا عائلات النواب الأربعة من زيارتهم بسجن الجفر الصحراوي الواقع جنوب العاصمة عمَّان، مع منع رئيس وأعضاء لجنة الحريات في النقابات المهنية من الوصول إلى السجن، وإجبار الحافلة التي كانت تقلُّهم على العودة إلى العاصمة.
وترافقت هذه التطورات مع دعوة وزارة الأوقاف جميع الخطباء أول أمس الجمعة 16 يونيو 2006 م إلى التقيد بنص خطبة وزَّعتها الوزارة تحت عنوان "الفتنة نائمة لعن الله مَن أيقظها"، وطبقًا لعدد من الخطباء في العاصمة ومناطق أخرى فإن مسئولي الأوقاف حذَّروهم في اجتماعات عقدوها معهم بتلك المحافظات مساء الخميس من الخروج عن نص الخطبة، التي تدعو إلى نبذ ما أسمته بـ"الفكر التكفيري"، واعتبار زيارة النواب الأربعة لعزاء الزرقاوي بمثابة "فتنة أدت إلى شرخ صف الوحدة الوطنية".
كما تم منعُ عددٍ من خطباء الإخوان المسلمين و جبهة العمل الإسلامي من الخطابة يوم الجمعة في المساجد؛ حيث أكَّد النائب الإسلامي نضال العبادي لـ(الجزيرة) أن مدير أوقاف العاصمة اتصل به وأبلغه بأنه ممنوع من الخطابة، مشيرًا إلى أن المدير برَّر قرارَه هذا "بتوجيهات عُليا"، وهو ما حدث مع العديد من الخطباء كما أكدت مصادر قيادية في الحركة الإسلامية.
وضمن إجراءات الحشد الرسمية الأردنية ضد الحركة الإسلامية استمرت الصحف في نشر إعلانات الاستنكار لزيارة النواب الأربعة، كما انتشرت في بعض الشوارع في المدن الرئيسة لافتاتٌ أخرى مماثلة، فيما استمرت وسائل الإعلام المختلفة في تغطية بيانات وفعاليات الاستنكار الشعبية لهذه الزيارة.
المصدر
- خبر:نواب الإخوان بالأردن يهددون بالانسحاب بسبب تعسف الحكومةإخوان أون لاين