نظـرة إلى ثـروات مصـر الضــائعة يا مجمـع البحوث الإسلامية

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
نظـرة إلى ثـروات مصـر الضــائعة يا مجمـع البحوث الإسلامية


بقلم:القاضـي/محمود رضا الخضيري


البيان الصادر من مجمع البحوث الإسلامية بخصوص فيلم السادات إعدام فرعون الذي وزعته إحدى الصحف الإيرانية وإعتذرت عنه الحكومة الإيرانية، وتنديد شيخ الأزهر بالدعوة إلى مقاطعة الإستفتاء ودعوته إلى جلد الصحفيين الذين تحدثوا عن صحة الرئيس ورأي فضيلة المفتي في الشباب الذين ماتوا غرقا أمام سواحل البلاد التي يحاولون الهجرة غير الشرعية إليها بحثا عن فرصة عمل عزت عليهم في بلدهم بأنهم ليسوا شهداء، هذه الأمور التي مرت بنا جميعا وأصابتنا ولا زالت تصيبنا بالألم والحزن والأسى وموقف علماء الدين فيها يصيب الشعب المقهور بالحزن على علمائه ورجال الدين فيه الذين يعلق عليهم أمل كبير في أن يساعدوه بمواقفهم في الخلاص من المشاكل التي يعاني منها خاصة وأن المفروض أنهم أبعد الناس عن النفاق وحب الدنيا الذين يعلمون قبل غيرهم أنها عرض زائل وأن الآخرة خير وأبقى.

  هل لم يحرك شعور مجمع البحوث الإسلامية وشيوخه الأفاضل وفضيلة شيخ الأزهر والمفتي قيام الحكومة بنهب ثروات الوطن وإعطائها لليهود الصهاينة أعداء الوطن العربي؟ وحركهم أن شخصا غير مسئول قام بإنتاج فيلم يسيئ إلى الرئيس الراحل أنور السادات الذي إختلفت فيه آراء حتى المصريين أنفسهم، أنا شخصيا من الذين لا يكرهون السادات رغم أخطائه الكثيرة التي جلبت علينا الكثير من المتاعب التي نعاني منها الآن ودائما كنت أقول لو أن السادات مات عقب نصر أكتوبر مباشرة ولم يذهب إلى إسرائيل أو يعقد إتفاق سلام معها لمات وله في قلب كل مواطن مصري تمثال معزة ومحبة ولكن رحمه الله تعجل جني ثمار النصر وذهب إلى إسرائيل ظنا منه أن ذلك كفيل بالحصول على حقوق مصر وإستلقى أمام أمريكا معترفا لأول مرة أن 99% من أوراق اللعبة في يدها فأعطاها المبرر لأن تتدخل في كل أمور مصر حتى الأمور الداخلية التي لا يحق لها التدخل فيها وهي بالطبع لا تتدخل حبا في مصر أو المصريين إنما خدمة لمصالحها ومصالح إسرائيل طفلها المدلل.

غضب مجمع البحوث الإسلامية لفيلم إعدام فرعون إذن مبالغ فيه وكان يمكن لهذا الفيلم أن ينتج في أي بلد عربي بل في مصر ذاتها، فالمجمع إذن غضب حيث لا ينبغي الغضب وصمت حيث لا ينبغي السكوت ورضى حيث ينبغي الغضب سكت عندما سرقت ثروات مصر من البترول والغاز الطبيعي وأعطيت للعدو الصهيوني يقوى بها وطلبنا منه ومن كل ذي رأي سديد رشيد أن يقول رأيه في ذلك حتى يشد من أزر من هب للدفاع عن ثروات مصر حيث كان يجب أن يكون رجال الدين في مقدمتهم فهم القدوة وموضع الثقة ولكننا لم نجد حركة ولا صوتا ونحمد الله أنه لم يكن هناك تأييد لذلك العمل فتكون الطامة الكبرى، قال المفتي أنه لا يجيب على أسئلة إلا إذا وجهت إليه رسميا فقمت بإرسال طلب فتوى رسمية له منذ حوالي شهر فلم أتلق ردا إلى الآن وتخيلته وهو يدعو بالويل والثبور وعظائم الأمور على من أرسل له في طلب هذه الفتوى المحرجة التي إما أن يقول رأي الدين الصحيح فيها فيلقى من المسئولين الكبار العنت وإما أن يقول رأيا لا يتفق مع الشرع فتنهال عليه سهام النقد من كل جانب ولذلك فقد آثر الصمت الرهيب والدعاء على من وضعه في هذا الموقف المحرج.

نطلب فتوى من المفتي بالرأي في تصدير الغاز إلى إسرائيل فيصمت المفتي ولا يجيب ويخرج علينا مجمع البحوث الإسلامية بفتوى عمن قام بعمل فيلم يسيئ إلى الرئيس الراحل أنور السادات وكأن معاقبة من قام بذلك يرد إلى الشعب ثرواته المنهوبة وكرامته المهدرة ويعوض الأجيال القادمة عما فقدته ولا زالت تفقده من هذه الثروات حتى يهنئ الله لمصر من بدائع عن ثرواتها وحقوق أبنائها.

لست أدري كيف تحرك ضمير مجمع البحوث الإسلامية لظهور هذا الفيلم ولم يتحرك لكارثة تصدير الغاز إلى إسرائيل أم ترى أن الذي تحرك ليس هو ضمير القائمين على أمر هذا المجمع بل مصالحهم الخاصة التي أصبحت المحرك الرئيسي لكل من يطمع في أن يصل إلى منصب أو يبقى فيه لعلمه أن هذا هو الطريق الوحيد لذلك.

عجبت من قول الدكتور نظيف رئيس الوزراء عندما سئل عن توريد الغاز الطبيعي لإسرائيل بأن إسرائيل تظن أننا ضحكنا عليها عندما عقدنا معها إتفاق توريد الغاز لأنه وقت عقد هذا الإتفاق لم يكن له في مصر ثمن، وهذا يذكرنا ببعض الكتاب المنافقين الذين كتبوا بعد توقيع إتفاق السلام مع إسرائيل بان الرئيس السادات ضحك على الإسرائيليين في هذا الإتفاق وأنه الوحيد في العالم الذي خدعهم وطبعا يتضح الآن مدى النفاق الذي كان يتحلى به هؤلاء الكتاب في هذا الوقت وكم جرت هذه الإتفاقية على مصر من الويلات.

من الذي ضحك على من يا دكتور نظيف هل مصر التي ضحكت على إسرائيل وأعطت لها الغاز بلا مقابل أم إسرائيل هي التي ضحكت على مصر وأخذت منها الغاز الذي تقوى به علينا وعلى العرب جميعا، وهل إسرائيل كانت تعقد هذا الإتفاق مع مصر لو كان هذا الإتفاق مجحف بها، إن هذا إن دل على شيئ فإنما يدل أن المسئولين الإسرائيليين هم أبعد نظرا وأكثر خبرة ودراية من المسئولين المصريين حيث كان المصريين ينظرون إلى الغاز على أنه سلعة لا قيمة لها في حين عرف المسئولون الإسرائيليون قيمة الغاز ومستقبله فحرصوا على أخذه من مصر بأتفه الأسعار، ما تقوله يا دكتور نظيف في هذا الشأن يسئ إلى مصر ويتهم المسئولين فيها بقصر النظر وعدم دراسة الإتفاقيات التي يقومون بعقدها وإن كان من المعروف في وقت توقيع إتفاقية السلام أن إسرائيل أصرت على أن تأخذ بترول سيناء الذي كانت تعتمد عليه في فترة إحتلالها لسيناء وبعد أن نضب البترول أوكاد توجهت إلى الغاز الطبيعي الذي لم تكن مصر تعرف قيمته حسب تصريح سعادة رئيس الوزراء.

يا علماء مصر وشيوخها وحكماءها معا وشبابها وشبيبتها ثروات مصر تنهب من تحت أيديكم وتعطى للعدو الصهيوني ينعم بها وأنتم سادرون في غيكم لاهون عن مشاكلكم خائفون من التصدي لها رغم أن الجوع أشد من عصى الأمن المركزي والبطالة أقسى على النفس من سجون أمن الدولة والعيش في القبور وفي العشوائيات أشد قسوة من العيش في المعتقلات.

*ملاحظــة:-

صدور مذكرة إعتقال بحق رئيس الوزراء السوداني/عمر البشير لما يقال أن هناك جرائم ضد الإنسانية إرتكبها هو وأعوانه في إقليم دارفور يجعلنا نسأل أنفسنا هل الرئيس السوداني وحده الذي يستحق ذلك أم كل حاكم عربي ساهم ويساهم في حصار وتجويع الأخوة في غزة، أم أن مذكرات الاعتقال لا تكون إلا بحق من لا ترضى عنهم أمريكا وإذا كان هذا هو المعيار في مذكرات الإعتقال فإن من يصدر ضده مذكرة إعتقال من الزعماء العرب يكون هو من يستحق الإحترام في نظر الشعب العربي وأقول للرئيس السوداني إذا كنت تتمتع بحب وإحترام شعبك فلا يعنيك ما تقوله أو تفعله المحكمة الجنائية الدولية فهي لن تستطيع أن تفعل شيئا يتعارض مع إرادة الشعوب، وكنا نتمنى أن تقوم الشعوب العربية بحساب حاكمها ولا تترك ذلك للغير ويكفي ما حدث مع صدام حسين والعراق نتيجة تدخل الخارج بحجة حماية الشعب العراقي وتحقيق الديمقراطية له فتحول العراق إلى ساحة قتال ودمار لا يدانيه الدمار الذي حدث للعراق على يد التتار أعانك الله يا عراق على إجتياز هذه المحنة والخروج منها بسلام.