نظام السيسي وقرارات محاربة الشعب في "يوم الأجازة"
نافذة مصر + صحافة
محتويات
مقدمة
على حين غفلة فوجيء المواطنون، صباح اليوم الجمعة، برفع سعر تذكرة أتويس هيئة النقل العام إلى 2.5 جنيه، لتأتي هذه الزيادة بعد نحو 24 ساعة من قرار الحكومة برفع أسعار استهلاك مياه الشرب ورسوم الصرف الصحي.
وهكذا اعتاد نظام السيسي، طوال الأشهر الماضية على اتخاذ عدة قرارات هامة تتعلق برفع الدعم عن السلع والخدمات، وغيرها من القوانين الهامة سواء التي تتعلق بحياة المواطنين بشكل مباشر أو مصلحة البلاد، وإعلانها يومي الخميس والجمعة، ليفاجأ بها المواطنون في يوم عطلتهم.
تذكرة الأتوبيس
يوم الجمعة ارتفعت سعر تذكرة أتوبيسات النقل العام، بدون تصريحات سابقة من وزارة النقل تعلن فيه عن زيادة متوقعة، ورغم ما صرح به سابقا رئيس هيئة النقل العام بمحافظة القاهرة، بأنه لا يوجد هناك زيادة فى أسعار تذاكر أتوبيسات الهيئة، أو حتى دراسة زيادتها فى الفترة الحالية.
وطبقا للزيادة الجديدة أصبح سعر تذكرة الأتوبيس الأحمر جنيه ونصف بدلا من جنيه، والأتوبيس الأزرق 2.5 جنيه بدلا من 2 جنيه، والأتوبيس المكيف: 3 جنيهات بدلا من 2.5 جنيه.
محافظ القاهرة: لتعويض الخسائر
ومن جانبه برر محافظ القاهرة المهندس عاطف عبد الحميد، خلال تصريحات صحفية الجمعة، رفع سعر تذكرة الأوبيس بأن هيئة النقل العام تتعرض لخسائر كبيرة، ولم ترفع قيمة التذكرة بعد تحريك الوقود المرة قبل الأخيرة والمرة التي سبقتها، مما رفع قيمة الخسائر وكان لازما رفع قيمة التذكرة لتقليل الخسائر.
المياه والصرف الصحي
ويوم الأربعاء قررت الحكومة رفع أسعار مياه الشرب للاستخدام المنزلي ورسوم الصرف الصحي بنسب مختلفة تصل إلى 71% اعتبارا من أول أغسطس الجاري.
ووفقا لما نشرته الجريدة الرسمية، ، زاد سعر مياه الشرب للاستخدام المنزلي من ثلاثين قرشا إلى 45 قرشا للمتر المكعب في شريحة الاستهلاك الأولى (صفر-عشرة أمتار مكعبة يوميا)، وزاد السعر من سبعين قرشا إلى 120 قرشا للمتر المكعب في شريحة الاستهلاك الثانية (11-20 مترا مكعبا يوميا).
وأعلنت الحكومة أيضا زيادة تكلفة الصرف الصحي التي تحسب كنسبة من فاتورة المياه، لتصبح 63% بدلا من 57%، وشملت الإجراءات الجديدة زيادة أسعار المياه للأغراض غير المنزلية، سواء للمؤسسات الحكومية أو الاستهلاك التجاري والصناعي أو المنشآت السياحية.
أسعار الكهرباء
وفي شهر يوليو الماضي قررت الحكومة زيادات جديدة في أسعار الكهرباء للاستخدام المنزلي والتجاري، تسري من الشهر الحالي وبنسب تتجاوز 40%، على أن يتم تطبيقها اعتبارا من الشهر نفسه، وإصدار فاتورة الاستهلاك الخاصة بها فى أغسطس .
ارتفاع أسعار المحروقات
وقبلها في 29 يونيو قرر مجلس الوزراء رفع أسعار المنتجات البترولية والغاز الطبيعى، وتضمنت قائمة الوقود والمحروقات التى جرى تحريك أسعارها، البنزين والسولار والبوتاجاز، وذلك للمرة الثانية خلال 8 أشهر.
وأصبح سعر البنزين 3.65 جنيه للتر 80 بعدما كان 235 قرشا، و5 جنيهات للتر 92 بعدما كان 350 قرشا، كما شهد سعر السولار تحريكا من 235 قرشا إلى 3.65 جنيه، وتحريك سعر البوتاجاز من 15 إلى 30 جنيها للأسطوانة.
شروط "النقد الدولي"
وتأتي كل هذه الزيادات في إطار سلسلة إجراءات ما يسمى بـ "الإصلاح الاقتصادي" التي تتبعها الحكومة، لسد عجز الموازنة وتحسين الاقتصاد المصري، ومن أبرز تلك الإجراءات تعويم الجنيه، وضريبة القيمة المضافة، ورفع الدعم عن الكهرباء والمياه والطاقة.
ويرعى برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تتبعه الحكومة صندوق النقد الدولي، الذي يدعمه بقرض تبلغ قيمته 12 مليار دولار، ويعتبر محللون أن هذه الزيادات في أسعار السلع والخدمات تأتي تنفيذا لشروط الصندوق لمنح مصر القرض .
وكانت المرة الأولى لرفع سعر البزنين والسولار وغاز السيارات والمنازل وأسطوانات الغاز يوم الخميس 3 نوفمبر 2016 عقب عدة ساعات من قرار تعويم الجنيه.
تعويم الجنيه
ففي يوم الخميس 3 نوفمبر 2016 قرر محافظ البنك المركزي، طارق عامر تحرير سعر الجنيه أمام العملات الأجنبية، وهو ما يعرف بـ "تعويم الجنيه".
وترتب على هذا خفض قيمة الجنيه المصري بنحو 50%، ما أثار غضب المواطنين بعدما أدى إلى ارتفاع شديد في مختلف الأسعار.
الخدمة المدنية
ومن القوانين الهامة التي صدرت أيضا يوم الخميس قانون الخدمة المدنية الذي وافق عليه مجلس النواب يوم 21 يناير، وكان القانون محل رفض العديد من الموظفين الذي نظموا تظاهرات حاشدة اعتراضا عليه، حيث اعتبروه ظالم لهذه الفئة البالغ عددها نحو 7 ملايين موظف في مصر.
"تيران وصنافير"
وفي يوم الخميس 7 أبريل وقع رئيس مجلس الوزراء، شريف إسماعيل مع محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وزير الدفاع السعودى والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء السعودى، اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والمملكة.
وأثارت الاتفاقية موجة عارمة من الغضب الشعبي، لما ترتب عليها من نقل السيادة المصرية على جزيرتي "تيران وصنافير" إلى السعودية، والتي صدق عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي ليلة عيد الفطر المبارك، بعد موافقة مجلس النواب .
التعريفة الجمركية
1 ديسمبر 2016 كان موعد أيضا للقرارات التي تصدر يوم الخميس، ففيه أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي يوم الخميس قراره رقم 538 لسنة 2016 بشأن تعديل بعض فئات التعريفة الجمركية.
وجاءت نسب الزيادة من 10 بالمائة إلى 20 بالمائة للمكسرات وبعض الفواكه، ومن 20 بالمائة إلى 30 بالمائة و40 بالمائة للفواكه، ومن 2 بالمائة للسكر الخام، و10 بالمائة السكر الأبيض إلى 20 بالمائة، ومن30 إلى 40 بالمائة بالنسبة لكل من الملابس الجاهزة والمصنوعات الجلدية والزجاج وأدوات المائدة من البورسلين والأثاث ومستحضرات التجميل وأجهزة كهربائية ومنزلية وأكل القطط والكلاب وأجهزة الإنارة.
خفض الدعم عن المياه
واستهلت الحكومة عام 2017 الجاري بقرارها الصادر يوم الخميس 15 يناير، بخفض الدعم عن مياه الشرب. وبلغت الزيادة في تعريفة المياه في الشريحة الأولى التي لا تتخطى 10 أمتار مكعبة يوميا، بنسبة 25 % من 23 قرشا إلى 30 قرشا للمتر المكعب الواحد.
بينما بلغت في الشريحة الثانية، التي تتخطى ما بين 10 أمتار إلى 20 مترًا مكعبًا يوميا بنسبة 40 % من 50 قرشا إلى 70 قرشا للمتر المكعب الواحد.
أما في الشريحة الثالثة والتي تتراوح ما بين 20 مترًا حتى 40 مترًا مكعبا يوميا، ارتفع ثمن المتر بنسبة 50 % المكعب ليصبح بـ105 قروش للمتر، وفي الشريحة الرابعة التي تتخطى الـ40 مترا مكعبا في اليوم، وصل ثمن المتر المكعب إلى 155 قرشا للمتر.
تذكرة المترو
وقرر وزير النقل الدكتور هشام عرفات يوم الخميس 23 مارس 2017، تطبيق زيادة موحدة على تذكرة المترو، لتصل إلى جنيهين بدلا من جنيه للتذاكر الكوامل و1.5 جنيه للأنصاف بدلاً من 75 قرشا.
وتم رفع الاشتراك لمدة ثلاثة شهور إلى 214 جنيها للجمهور العادى و33 جنيها للطلبة و22 جنيها لذوى الاحتياجات الخاصة بالنسبة للمرحلة الأولى التي تشمل 27 محطة، و280 جنيها للجمهور العادي و41 جنيها للطلبة و27 جنيها لذوى الاحتياجات الخاصة بالنسبة للمرحلتين التي تشمل 34 محطة.
من جانبه قال أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية، إن الحكومة تتعمد إعلان القرارات التي تعلم أنها تمس حياة المواطنين و"أكل عيشهم" ليلة الخميس، لأن اليومين التاليين "الجمعة والسبت" هي أيام عطلة رسمية، وبالتالي تفتر همة المواطنين من غضبهم تجاه الغلاء .
وأضاف دراج في حوار صحفي أن الحكومة تعتمد في اتخاذ قراراتها على الدراسات النفسية التي تتعلق بطبيعة المواطن المصري، فهي تعلم أن يومين بعد اتخاذ القرار كفيلة أن تضعف من تأثير القرار على نفسية المواطن حتى إذا كانت ستسبب له ضرر، وبالتالي لا يخرج في أي تظاهرات أو احتجاجات ضدها.
وتابع " الحكومة تتعامل مع الشعب على أنه جثة هامدة .. ولكنه تتعمد ضربه في يوم الخميس حتى يفاجأ في يوم عطلته وليس عمله بتلك القرارات، فتحدث له صدمة تجعله لا يخرج في احتجاجات ويفرغ ما لديه من شحنة غضب في منزله ".
وأشار دراج إلى أن الحكومة تعلم جيدا أن يوم الجمعة ارتبط بتظاهرات جماعة الإخوان المسلمين، ومن ثم إذا خرجت أية تظاهرات في هذا اليوم احتجاجا على الإجراءات الاقتصادية، فمن السهل أن تصف هؤلاء بأنهم إخوان لتبرر قمعهم .
وحذر أستاذ العلوم السياسية من أن الشعب يبدو حاليا في حالة من الهدوء ولكن يسكنه الغضب الذي يسبق العاصفة، وسيأتي يوم ينفجر فيه الشعب وحينها لا أحد يعلم كيف سيخرج وماذا سيترتب على انفجاره.
المصدر
- تقرير: نظام السيسي وقرارات محاربة الشعب في "يوم الأجازة" موقع نافذة مصر