ندوة تحليل "الجماعة" تنقلب إلى هجوم على الإخوان
كتب- خالد عفيفي:
تحَّولت الندوة التي تمَّ تخصيصها لتحليل مسلسل "الجماعة" إلى هجوم شرس على الإخوان المسلمين، شارك فيه غالبية المتحدثين، فيما أثار ذلك الهجوم ردود أفعال غاضبة لدى جمهور الحاضرين، الذين عبَّروا عن استيائهم من تحوُّل دفة الحوار من تحليل لأحداث المسلسل إلى محاولة وصم الإخوان بالعنف.
وشارك في وصلات الهجوم بالندوة التي نظَّمتها مؤسسة "عالم واحد" للتنمية ورعاية المجتمع المدني، مساء أمس، تحت عنوان: "مسلسل الجماعة بين الجماعة والجماعة" الدكتور وحيد عبد المجيد نائب مدير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بـ(الأهرام) ومدير الندوة، والدكتور جهاد عودة عضو أمانة السياسات بالحزب الوطني الحاكم وأستاذ العلوم السياسية ب جامعة حلوان .
وكشفت الندوة عن الوجه الحقيقي لمدَّعي الديمقراطية وحقوق الإنسان؛ حيث شنَّ نجاد البرعي الناشط الحقوقي البارز هجومًا شرًسا ضد الإخوان ، وادَّعى أنهم يتبنون العنف كوسيلة لتحقيق أهدافهم، وأنهم لم يتخلوا عنه، وسيظلون موصومون به ما لم يعترفوا بما أسماه "جرائم" النظام الخاص، متناسيًا جهاد الإخوان عبر النظام الخاص، وكتائبه في فلسطين ، وضد المحتل الإنجليزي في مصر .
وشهدت أحداث الندوة مداخلات ونقاشات حادة بين الجمهور ومدير الندوة، الذي حاول أكثر من مرة عدم ترك الفرصة لمن يحاولون الدفاع عن الإخوان ، وهم ليسوا منهم؛ حيث قاطع أحد المواطنين بقوله: إنه يقطن بحي شبرا، وأن أحد أصدقائه الأقباط- ويدعى ألبير- أخبره أن ما ادَّعاه المسلسل بحق الإمام الشهيد حسن البنا دفعه إلى قراءة بعض الكتب التي تتحدث عن تاريخه، ممن كتبها الإخوان وغيرهم؛ الأمر الذي أعجبه- بشدة- بشخصية الإمام المؤسس واكتشاف زيف المسلسل.
واحتدَّ د. عبد المجيد بشكل أثار استياء كل من في القاعة على الدكتور جمال نصار أحد المتحدثين في الندوة، فيما اهتم د. عبد المجيد لفترة طويلة من عمر الندوة بتفاصيل فرعية في المسلسل، مثل مطابقة الممثل السوري الذي جسَّد شخصية الإمام البنا في مسلسل "الجماعة" لشكل الإمام في المواصفات الجسدية فقط.
واتفق المشاركون في الندوة على أن المسلسل أغفل حقائق تاريخية مهمة، وهدف إلى إيصال رسالة سياسية معيَّنة؛ لتشويه صورة الجماعة قبيل الانتخابات البرلمانية المقبلة، والادعاء بأن العنف جزء أصيل من منهج الإخوان المسلمين منذ نشأتهم وحتى الآن!.
وأكد د. جمال نصار أن إنكار الإخوان للعنف ليس شكليًّا، إنما أمر عقائديًّا، مشددًا على أن الجماعة تنكر العنف بكل أشكاله، سواء صدر من أفراد أو من دولة، وردًا على الادعاءات التي ساقها البعض حول النظام الخاص، قال: إن تأسيس الإمام البنا له يرجع إلى 3 أهداف: أولها، محو الأمية العسكرية المنتشرة بين المصريين، ومقاومة الاحتلال الإنجليزي في مصر ، والجهاد ضد المحتل الصهيوني في فلسطين .
وأضاف أن إحصائية رسمية كشفت أن 27 محاولة اغتيال سياسية في الفترة من م1915 حتى م1954 كان نصيب الإخوان منها 10% فقط، وكلها كانت حوادث فردية أنكرها الإخوان في حينها، وتبرأ منها الإمام البنا ، موضحًا أن جماعة الإخوان هيئة إسلامية جامعة تفهم الإسلام بمفهومه الوسطي الشامل.
وأشار د. نصار إلى أن المسلسل قلب الحقائق التاريخية من خلال تناوله للشخصيات والأحداث، منتقدًا تصوير الإمام البنا على أنه شخصية انتهازية ومهزوزة، داعيًا جميع القوى السياسية إلى التكاتف؛ من أجل الخروج ب مصر من حالة التكلس السياسي والفشل على جميع الأصعدة؛ بسبب سياسات الحزب الوطني المنحازة دائمًا ضد البسطاء، ورفع شعار "نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه".
وقال الدكتور عمار علي حسن نائب مدير مركز دراسات الشرق الأوسط: إن وحيد حامد مؤلف المسلسل سقط سقوطًا مدويًّا، وكانت وجهة نظره في الإمام البنا سياسية غير معنية بالسياق الاجتماعي السائد في تلك الفترة، مؤكدًا أن "الأيديولوجيا" السياسية للمؤلف كانت حاضرة بشدة، إلى حد اختلاط الفن بالسياسة في رسم صورة الإخوان .
وأضاف أن العنف الذي مارسه أفراد من الإخوان لا يمكن النظر إليه بمنأى عن السياق الذي وجدت فيه؛ حيث تنظيمات يسارية ووفدية مسلحة انتشرت في تلك الفترة، وقال: "كباحث منصف أقول: إن الإخوان الآن "طلَّقوا" العنف إلى غير رجعة، ولو كان لديهم رغبة في ممارسة العنف لمارسوه الآن في ظل القمع والتنكيل الذي يتعرضون إليه".
وأكد د. حسن أن المسلسل فشل في تشويه صورة الإخوان، وجاء في صالحهم على عكس ما أراد، متابعًا: "ليس بمسلسل أو اعتقالات أو تشويه سيشطب الإخوان من التاريخ أو الحاضر أو المستقبل، فهي جماعة عصية على الاستئصال".
من جانبه، قال د. وحيد عبد المجيد: إن مسلسل الجماعة خرج عن مقتضيات العمل الدرامي، من خلال ما امتلأ به من أخطاء تاريخية، نتيجة اعتماد مؤلفه على مصدر واحد في الأحداث، مضيفًا إنه اعتمد على الوعظ وتوجيه الأحداث في اتجاه معين، ولم يبذل الحد الأدنى من الجهد الذي يستحقه هذا العمل المهم.واعترف د. جهاد عودة بأن المسلسل كان عبارة عن رسالة سياسية مباشرة في وقت وزمن محدد، منتقدًا تغافل المسلسل عن التفاعلات السياسية التي حفلت بها تلك الفترة، وكان الإمام البنا جزءًا أصيلاً في تكوينها.
المصدر
- خبر:ندوة تحليل "الجماعة" تنقلب إلى هجوم على الإخوانإخوان أون لاين
