ندوة المسجد الأقصى فى اسطنبول
نظم منتدى اسطنبول للسلام يوم 25 أفريل "ندوة المسجد الأقصى " بحضور عدد كبير من الشخصيات السياسية والفكرية منها الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي المحتلة سنة 1948 والشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة والسفير الفلسطيني نبيل معروف ووزير الثقافة في الحكومة الشرعية الدكتور عطا الله أبو السبح
ورئيس مجلس ادارة مركز الميزان لحقوق الإنسان الدكتوركمال الشريف والشيخ ابراهيم خليل عوض الله مفتي رام الله والشيخ ابراهيم جبريل رئيس مجلس اتحاد العلماء بجنوب افريقيا
وفي كلمة الإفتتاح حذر الشيخ رائد صلاح من الخطر الذي يتهدد المسجد الأقصى لأن " بناء الهيكل أصبح مشروعا رسميا وشعبيا لدى المؤسسة الإسرائيلية، وأصبح هذا المشروع يحظى بإجماع بين كافة مكونات المجتمع الإسرائيلي السياسية العلمانية والسياسية الدينية، يسارا كانت أم يمينا أو وسطا، فالكل يردد مقولة بن غريون (لا قيمة لإسرائيل بدون القدس ولا قيمة للقدس بدون الهيكل)".
وأما الدكتور رائد فتحي المحاضر في كلية الدعوة والعلوم الإسلامية في أم الفحم ، فقد قال " ما من مدينة في تاريخ الإسلام لعبت دور البعث والإحياء الديني والعقدي كما لعبته مدينة القدس " مشيرا الى ان بيت المقدس " ورد ذكره في الآيات المكية وهو ما يمنحه بعدا عقائديا هو من خصائص القرآن المكي ويؤكد أصالة الإهتمام الإسلامي ببيت المقدس الذي ورد ذكره في القرآن قبل ان يلتقي المسلمون باليهود في المدينة "
وحول انعكاسات الإوضاع الدولية على مصير القدس قال الشيخ راشد الغنوشي " إن المشروع الصهيوني في لحظة قلق شديد من التحولات الدولية والإقليمية الجارية وانعكاساتها السلبية على أطماعه في تجسيد الاسطورة المؤسسة لكيانه والقائمة على إعادة بناء الهيكل على أنقاض الاقصى، وقد عبر المجتمع الاسرائيلي عن ذلك بميله الكبير صوب الاحزاب اليمينية والدينية الاشد تطرفا في اعتناق اسطورة الهيكل" ومن أهم هذه التحولات التي تهدد المشروع الصهيوني في نظر الشيخ الغنوشي ظهور مؤشرات تراجع فعالية عنصر قوة الردع التي تأسس عليها الكيان الصهيوني رغم الدعم الأمريكي والغربي اللامحدود.
مع تصاعد مد الصحوة الإسلامية في المنطقة والعالم وجميعها تصب حسب الغنوشي في مجرى المقاومة، الى جانب ظهور دول اسلامية في المنطقة تطمح لامتلاك السلاح النووي خلال بضعة سنوات بما يفقد الكيان الصهيوني اهم مقوماته للردع، بالاضافة الى تداعي اركان النظام العربي الذي يمثل جزءا من النظام الدولي الحامي للكيان الصهيوني ، وتراجع النفوذ الأمريكي في العالم بعد هزيمته في العراق وتورطه في افغانستان .
ويخلص الشيخ الغنوشي من كل ذلك الى القول بأن " المكانة الدولية لهذا الكيان الصهيوني الوظيفي في خدمة الاستراتيجية الغربية وفعاليته آخذتان في الضعف" وأن الغرب سيقف في النهاية مع مصالحه لو كانت لنا كلمة موحدة، وكنا مصممين على وقف مشروع تهويد القدس بل وإنهاء الكيان الصهيوني ، اذ يكفي حسب الغنوشي " ربط علاقاتنا مع كل الدول والأمم نحن أمة المليار ونصف مسلم بقضية فلسطين قضية القدس ، لينهار الكيان الوظيفي اللقيط من داخله" ان الصراع على الاقصى يقول الغنوشي " صراع على فلسطين بل أكثر من ذلك، صراع بين مشروع أمتنا في النهوض والتوحد وبين المشروع الصهيوني الغربي في تفكيك بنيانها الديني والحضاري انطلاقا من الهيمنة على فلسطين وتهويد القدس "
وأما الدكتور أكرم العدلوني الأمين العام لمؤسسة القدس الدولية لوضع مشروع لمواجهة مخططات الاحتلال من معالمه فقد دعا الى:
الضغط على اصحاب القرار في العالمين العربي و الإسلامي لمنع الاحتلال من اكمال مخططاته ودعم صمود المقدسيين لمواجهة الضرائب المثقلة لكاهلهم وتأمين المبالغ المطلوبة لمن يضطر منهم لبيع عقاره في القدس حتى لا يتحول هذا العقار الى المستوطنين اليهود مع اعادة الاعتبار للقدس وتوفير الدعم المادي والمعنوي وكل الوسائل التي تقوي الصمود والبقاء للسكان المقدسيين
أما الدكتور كمال الشريف رئيس مجلس ادارة مركز الميزان لحقوق الإنسان فقد نبه الى سياسة سلطات الاحتلال التي " تهدف الى تكريس واقع جغرافي يفصل القدس عن بقية المناطق الفلسطينية المحتلة، وفرض الواقع الاستيطاني وزيادة النسبة العددية للسكان اليهود على العرب مع طمس المعالم العربية والاسلامية في المدينة ومحوها ، بالاضافة الى ما تفرضه من وقائع تمنع اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس"
وأماالشيخ ابراهيم جبريل رئيس مؤسسة الأقصى ورئيس اتحاد العلماء في جنوب افريقيا فقال" ان الاحتلال جريمة في حق الانسانية ونحن في جنوب افريقيا أقدر الناس على الإحساس بمعاناة الفلسطينيين ولذلك قال زعيمنا نلسن مانديلا بأننا لن ننعم بالحرية ما لم يتحرر الفلسطينيون" وأشار الشيخ ابراهيم جبريل الى انهم في مؤسسة الأقصى و بعد صلاة الغائب على الشيخ احمد ياسين أعلنوا عن مشروع " الصيام حتى التحرير" يصوم من خلاله المشاركون كل يوم خميس تضامنا مع الفلسطينيين وأكد الشيخ على ضرورة الوحدة التي هي سبيلنا لتحرير المسجد الأقصى منبها الى ان " أحفادنا سوف يتساءلون وهم يقرؤون تاريخنا عن سبب سيطرة 30 مليون يهودي على المسجد الأقصى في حين ان تعدادنا يتجاوز المليار ونصف وحينها سيجدون الجواب المحزن في اننا كنا منشغلين بالجزئيات وتكفير بعضنا البعض بدلا من العمل على بناء وحدتنا ومواجهة التحديات الرئيسية التي تواجهنا"
وطالب المشاركون في الندوة المجتمع الدولي بالتحرك لوقف الحفريات وحماية المسجد الأقصى من الممارسات الاسرائلية التي تستهدفه ووضع حد للتجاوزات الصهيونية في القدس كخطوة أولى في اتجاه حل القضية الفلسطينية واحلال السلام في المنطقة
للمزيد عن الشيخ راشد الغنوشي
.

