نجم الدين أربكان رئيساً لحزب السعادة "العائلي"

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
نجم الدين أربكان رئيساً لحزب السعادة "العائلي"

18 أكتوبر 2010

إفتكار البنداري

نجم الدين أربكان

بعد صراع ليس بالطويل مع الجناح الإصلاحي في حزب السعادة التركي ذي الميول الإسلامية، تولى مؤسسه وزعميه الروحي، نجم الدين أربكان، رئاسة الحزب، فيما تولى بعض أفراد عائلته تشكيل المجلس الأعلى للإدارة، وهو ما أثار علامات استفهام حول مستقبل هذا الحزب "العائلي".

ففي الاجتماع الطارئ الذي عقده الحزب الأحد 18-10-2010 أيد الأعضاء، ومعظمهم من الجناح المحافظ التقليدي، تولي أربكان رئاسة الحزب خلفاً للرئيس المستقيل، نعمان كورتولموش، الذي رحل عن الحزب ومعه معظم أعضاء الجناح الإصلاحي في مطلع الشهر الجاري.

وتشكل المجلس الأعلى لإدارة الحزب من قيادات تاريخية للحزب مقربة من أربكان إلى جانب، ابنه فاتح، وابنته إلف وزوجها؛ ما أثار انتقادات بشأن هذا التشكيل "العائلي"، بحسب ما نشره موقع "أخبار العالم" التركي الإثنين 18-10-2010.

وكان من المتوقع أن يرشح فاتح السياسي الشاب نفسه لرئاسة الحزب بدلاً من والده الذي تعدي الـ 84 من العمر، غير أن أربكان فاجأ جماهير الحزب المحتشدة بأنه المرشح الأوحد، ورغم ذلك انهالت عليه الهتافات عقب إعلان توليه منصب الرئيس من قبيل "أربكان المجاهد العظيم" "أربكان مصدر فخرنا". ولم يتبين حتى الآن الدافع وراء التراجع عن ترشيح فاتح لمنصب الرئيس رغم الظروف الصحية والعمرية الصعبة لوالده.

وخلال كلمته في الاجتماع الذي شهد توليه رئاسة الحزب انتقد أربكان كورتولموش، الذي سلمه أربكان بنفسه قيادة الحزب قبل سنتين، بقوله: "إن الشجرة الفاسدة تحتاج إلى معالجة وتهذيب أغصانها، حتى تنضج وينصلح وضعها".

انقسامات وتساؤلات

وانفصم عرى عقد حزب السعادة في الأسابيع الماضية على وقع ارتدادات زلزال نتائج مؤتمره العام الذي عقده في 11 يوليو الماضي لاختيار رئيس ومجلس إدارة جديد، وكانت معظم المناصب من نصيب كورتولموش وأنصاره من الجناح التجديدي، بعد أن رفض الترشيحات التي قدمها له أربكان بما تتضمنه من عناصر قديمة تتبع الجناح التقليدي.

وتولى كورتولمش رئاسة الحزب في عام 2008 خلفاً لرئيسه الأول رجائي قوطان الذي ترأس الحزب فور إنشائه في عام 2001؛ حيث كان أربكان مشغولاً بمعارك قضائية مع خصومه من العلمانيين على خلفية اتهامهم له بمعاداة العلمانية وباختلاس أموال.

وحزب السعادة هو الحزب الخامس في سلسلة الأحزاب الإسلامية التي أنشأها أربكان، وكان أولها حزب النظام الوطني عام 1969، ثم حزب السلامة الوطني، ثم حزب الرفاة، ثم حزب الفضيلة، وقد تم إغلاق الأربعة بقرار من المحكمة الدستورية بزعم مخالفتهم للعلمانية وترويجهم للأصولية.

ومن جانبه يستعد كورتولموش لإنشاء حزبه الجديد تحت اسم "حركة السياسة الحضارية" الذي توقع له أن "يحظى بشعبية واسعة تتخطى شعبية حزب السعادة".

ويرى محللون أن حزب كورتولموش الجديد قد يكون المنافس الأقوى لحزب العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية في السنوات القادمة؛ لأنه يحمل فكراً تجديداً يجمع ما بين روح التجديد في حزب العدالة والروح المحافظة في حزب السعادة.

أما عن حزب السعادة، فعلامات الاستفهام والتعجب تحيطان به بعد تشكيله الأخير برئاسة أربكان؛ حيث يتساءل المحللون عن مستقبل حزب يترأسه ويديره رجل تخطى من العمر الـ 84 عاماً، يعاني أوضاعاً صحية صعبة، ويساعده في إدارته عدد من أفراد عائلته.

المصدر

إسلام اون الاين