نابلس.. فعل ثوري كامن بفعل إجراءات السلطة

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث


نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام (خاص)


مع اشتداد وتيرة انتفاضة القدس، في مدن الضفة والقدس المحتلتين، يستحضر مراقبون ومتابعون مدينة نابلس، التي مهدت للانتفاضة بعملية نوعية قرب حاجز بيت فوريك، التي لا تزال أسيرة فعاليات محدودة، بما لا يرقى إلى تاريخها الجهادي على مدار الانتفاضتين، والتي جعلت منها مدينة "جبل النار".


ويرى متابعون أن واقع مدينة نابلس وما تعرضت وتتعرض له من قبل سياسات الأجهزة الأمنية، "ليس بمحض الإرادة والصدفة، بقدر ما هو خطة مدروسة وممنهجة، وضعت خلال سنوات وترجمت على أرض الواقع في هذه الأيام".


"الأسد النائم" هو أكثر الأوصاف واقعية للتعبير عن مدينة نابلس في هذه الأيام، فالكل يشهد لها بما قدمت من بطولات وتضحيات خلال انتفاضة الحجارة والأقصى، لدرجة أنها كانت أكثر ما يؤرق الاحتلال بعد أن خرجت عشرات القادة ومئات المقاومين.


ويذكر المتابعون لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" أن السلطة الفلسطينية بكافة تشكيلاتها ومؤسساتها تعمدت استهداف المدينة بأكثر من طريقة بغية الوصول بها إلى طريق بعيد كل البعد عن طريقها الأول حيث طريق المقاومة، والاستبسال والدفاع والالتحام بكافة مناطق الوطن من خلال مشاريع ومؤسسات همها الأول والأخير سلخ الشباب عن البعد الوطني.


وعلاوة على تلك الأساليب، فإن البعد الأمني، وحدة القمع، الذي مورس وتمارسه الأجهزة الأمنية، منذ سنوات حتى الآن، يعد العامل الأهم في غياب جبل النار عن موجة الأحداث وعدم ارتقاء ردود أفعالها حتى لأقل الردود المشاهدة، بحسب استقراء آراء عدد من الخبراء.


سعي للإجهاض

ويؤكد المحللون والمتابعون أيضاً بأن حركة فتح والأجهزة الأمنية ونزولاً عند التزاماتها المقطوعة مع الاحتلال، سعت إلى ملاحقة كافة المقاومين في المدينة، وصادرت السلاح سواء من أبناء كتائب الأقصى أو من كافة الأذرع العسكرية التي لوحق أفرادها وزُجّوا بالسجون، وسُلِّم البعض منهم للاحتلال بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.


وعلاوة على ذلك فإن حركة فتح ومنذ الهبات الجماهيرية التي تضاعفت إبان الحرب على غزة في العام الماضي، ثم خلال الفترة الأخيرة ولا سيما الفترة التي تلت جريمة حرق عائلة دوابشة، سعت إلى تصدر الأحداث وتنظيم الفعاليات أو الزج بنفسها بها كي تضمن عدم خروج الأمور عن السيطرة، وتحول أي فعالية إلى غضب بوجه الاحتلال.


ويشدد المتابعون بأن القمع وأدواته كان حاضرا أيضاً في كثير من الأحداث والفعاليات المنظمة سواء من حركة حماس أو بشكل فردي، وعمدت الأجهزة إلى إفشال أي محاولة وحراك من شأنه تأجيج الوضع والوصول إلى مناطق التماس المحيطة بالمدينة وتحديدا حاجز حواره العسكري.


تكبيل دور المساجد

ويشير المتابعون إلى أن لرسالة المسجد ووسائل الإعلام دور كبير أيضاً فيما يجري في مدينة نابلس، فقد كانت وسائل الإعلام في المدينة وحتى المنابر في المساجد هي الأخرى منبراً للأصوات التي تشكك بنوايا منظمي أي فعالية ضد الاحتلال وتبرير عدم وجود أي حراك كالمدن الأخرى، وكل ذلك بتعليمات من مديرية الأوقاف التي تتبع لها، أو من وسائل الإعلام التي في أغلبها تدار من قبل محسوبين على حركة فتح.


ووفقا للمحللين؛ فإن واقع مدينة نابلس ورغم محاولات التغييب تلك سيتغير، وهذا ما أكدته العملية الأخيرة للقسام، التي تثبت بأن ذلك الأسد سيصحو بأي لحظة، وأن الصمت الحاصل وردود الأفعال الباهتة لن تدوم طويلاً في ضوء تفاقم الأحداث وتصاعدها في كافة مناطق الضفة الغربية، وتزامناً مع حالة القهر والقمع التي تركت آثاراً في نفوس الشباب الذين ينتظرون لحظة الهجوم على العدو، وأن هذا الفعل الثوري الكامن يقترب من الانطلاق.