ميليشيا الإخوان في مواجهة ميليشيا الإعلام

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
ميليشيا الإخوان في مواجهة ميليشيا الإعلام


د. ليلى بيومي

(27/11/1427 - 18/12/2006)

بدأت أحداث العاشر من ديسمبر الماضي عندما نظم قرابة ثلاثة آلاف طالب اعتصامًا مفتوحًا في المدينة الجامعية التابعة لجامعة الأزهر في ذلك اليوم، ثم انتقلوا إلى مقر الجامعة احتجاجًا على فصل خمسة طلاب من "الاتحاد الحر" لمدة شهر، ورفع الطلاب شعارات جماعة الإخوان المسلمين .. وبهذا التصرف فتح الإخوان على أنفسهم أبواب النقد

ووجدوا أنفسهم فجأة في معركة مفتوحة مع كافة تكوينات وأطياف الشارع المصري، سواء كانت سياسية، أو ثقافية، أو فكرية .. وعلى الفور بدأت وسائل الإعلام المختلفة، من صحف ومجلات وإذاعات وفضائيات، في الاشتباك مع الإخوان ، والتأكيد على أنهم خطر على مصر ، زاعمة أن لديهم دوافع شريرة عبرت عن نفسها بهذا الاستعراض العسكري القوي.

كما شنت أجهزة الأمن حملة اعتقالات كبيرة ومتوقعة في صفوف الإخوان ، طالت عددًا من قادة الجماعة، وعلى رأسهم خيرت الشاطر نائب المرشد العام، وحوالي (200) من الطلاب وأساتذة الجامعات على خلفية هذه الأحداث.

الإخوان يرون أن حملة الاعتقالات التي تمَّت في صفوفهم تأتي في ظل مناخ عام يفتقد للإصلاح السياسي مما لا يسمح بالممارسة الديمقراطية، وأن حملات التشويه التي تمارَس ضدهم تضر بصورة مصر؛ لأن الإخوان يمثلون شريحة واسعة من الشعب المصري.

كما يرون أن حملة الاعتقالات جاءت على خلفية حدَث لا يستحق كل تلك التحركات، وهو العروض الرياضية التي قام بها بعض طلاب الإخوان أثناء اعتصامهم في جامعة الأزهر ؛ احتجاجًا على فصل زملائهم وإحالة البعض الآخر إلى مجلس التأديب؛ بسبب مشاركتهم في انتخابات الاتحاد الحرّ الذي شكَّلوه بعد حرمانهم من المشاركة في انتخابات اتحاد طلبة الجامعة.

ولم ينس الإخوان في هذا الصدد أن يؤكدوا على أنهم جماعة سلمية تطالب بالإصلاح، ولا تردّ على الانتهاكات التي تتعرض لها على يد الأجهزة الأمنية بإجراءات مماثلة، ولكن بـ "العمل لصالح الوطن والشعب"، والأمر منتهٍ عند حدود أن الطلبة الذين قاموا بالعروض اعتذَروا، وبما أكدته قيادة الجماعة من تخطئة ما فعله الطلاب. والإخوان يعترضون على لغة التحريض التي اتبعتها بعض الجهات ضدهم؛ لأنها ليست في صالح أحد، ويقولون إن الإخوان لن ينزلقوا إلى ذلك المستنقع.

الدكتور محمد حبيب نائب المرشد العام يصرح بأن ما فعله طلاب الإخوان تم بتصرف فردي من بعض الطلاب، ‏وأن الإخوان لا يمتلكون ميليشيات مسلحة، ولا يقومون بتدريب أعضائهم على الرياضات العنيفة، وأنه عاتب هؤلاء الطلاب على اعتبار أن هذا الأمر مرفوض شكلاً وموضوعًا‏، والمقبول فقط هو استخدام الطلبة كل الوسائل السلمية والقانونية للتعبير عن رفضهم واحتجاجهم لما قامت به إدارة الجامعة من فصل وتعسف لبعض الطلاب بدون مسوّغ.

فهل يُعقل أن يأتي الإخوان بعد الجهود الضخمة التي بذلوها على المستوى الثقافي والفكري والسياسي، والتي أعادوا من خلالها تقديم أنفسهم للرأي العام على أنهم جماعة سلمية اختارت العمل الديموقراطي وآلياته وأساليبه، هل يُعقل أن يصدر عنهم هذا الفعل العسكري أو شبه العسكري بعد هذه السنوات من الجهد الضخم؟!

وإذا كنا نعترض على ما حدث من طلاب الإخوان ، فإننا نؤكد أن ما قامت به إدارة الجامعة، بالتعاون الكامل مع مباحث أمن الدولة من شطب أسماء المرشحين من الطلاب وفصل بعضهم، خطأ بالغ لا يمكن السكوت عليه؛ فهو الشرارة الأولى التي استفزت الطلاب، وجعلتهم يشعرون بالظلم والغضب.

وينبغي أيضًا التأكيد على أن اتحادات طلاب الجامعات، تديرها مباحث أمن الدولة؛ فهي التي توافق أو تعترض على أسماء المرشحين في الانتخابات الطلابية، وليس في هذا أية كياسة أو منطق أو سياسة، و لا يعدو الأمر أن يكون نوعًا من القهر والاستبداد والتسلط والإذعان الذي يرفضه الطلبة بحكم تكوينهم العقلي والوجداني.

لذلك فلم يكن غريبًا أن يقوم طلاب جامعة الأزهر ، من منطق الاعتراض على هذا التدخل السافر، بتأسيس اتحاد آخر مواز، أطلقوا عليه اسم "الاتحاد الحر لطلاب الجامعات"، ونظموا انتخاباتهم الحرة المستقلة عن انتخابات الاتحاد الطلابي القديم، الذي أصبح يُعرف باسم "الاتحاد الحكومي".

الأمر كله يحكمه انعدام المنطق، ويحكمه أيضًا الاعتماد على ما في يد الأجهزة الأمنية والجامعية من أوراق قوة وضغط على الطلاب مثل الفصل أو الاعتقال، ومن هذا المنطق ردت إدارة الجامعة بتأديب من تم انتخابهم من الطلبة، كما رد الأمن باعتقال العديد من الطلبة.

المصدر