موقع "رمش العين".. الجهاد بالريشة والفأرة

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
موقع "رمش العين".. الجهاد بالريشة والفأرة
31-07- 2005


مقدمة

الفن الاسلامى

شاب في منتصف العشرينيات.. أخذ من ظروف أمته دافعًا للنجاح والتألق.. اقتحم عالم الإنترنت؛ لينشر كل ما يتعلق بالإسلام دينًا وبفلسطين موطنًا له..، فكان لموقعه الفني مكانًا بين القلوب.. لم يكن طريق "رمش العين" في بدايته سهلاً كما يروي لنا خالد صافي (25 عامًا) من فلسطين المحتلة؛ لكنه اعتمد على عزيمة صادقة ورغبة حقيقية.. وقد رُشِّح "رمش العين" لجائزة أفضل موقع شخصي ضمن برنامج كليك الذي يُذاع على قناة أبو ظبي، ونال المركزَ الثاني من بين أكثر من 5 آلاف موقع.

  • ما حكاية موقع "رمش العين"؟
هو نتاج مجهود شخصي وتعليم ذاتي..، بصمة في تاريخ الإعلام الهادف والفكر الإسلامي المتميز، أطرح من خلاله تصميماتي ولوحاتي الفنية التي تُجسِّدَ معاناة الشعب الفلسطيني وآلامه، وأُحاول من خلاله تأريخ الأحداث المُهمَّة التي شهدتها فلسطين، وأسعى لنشر ما تُعانيه أحلام أطفالنا في فلسطين من آلامٍ وجُروح، كل هذا تخليدًا لذكرى الشهداء الأبرار والأسرى البواسل، والأمهات الثكلى والأطفال اليتامى.
وبصراحةٍ أهم ما أهدف له خلال هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الأمة هو أسلمة الواقع المحيط ثم فلسطنة الأحداث المتعاقبة، وإظهارها من وجهة نظرنا داخل فلسطين.
وقد أنشأتُ الموقع حاملاً آماله هذه وطموحاته مع بدايات انطلاقة انتفاضة الأقصى، في أكتوبر :2001م، وبدأتها بتصاميم هادفة، ولوحات مؤثرة، عُرضت على نطاقٍ واسعٍ عبر الإنترنت، وخصوصًا ضمن موقع (إسلام أون لاين) أكبر بوابة إسلامية على الإنترنت، فالعُمر الجرافيكي لرمش العين لا يتجاوز السنوات الخمس، بينما أثره وانتشاره وبحمد لله وفضله جاب العالم بأسره من خلال صدق عاطفته وبديع لوحاته، ومنذ ذلك الوقت وأنا أُديره وأُشرف على تطويره والرقي بأبوابه المتميزة يومًا بعد يوم والأمل يحدوه للوصول إلى القلوب، مفتاحه الإبداع وهمُّه شباب الأمة ونهضة الجيل.
وقد رُشِّح "رمش العين" لجائزة أفضل موقع شخصي ضمن برنامج كليك الذي يُذاع على قناة أبو ظبي ونال المركز الثاني من بين أكثر من 5 آلاف موقع.
  • ما العوائق التي قد تُقابل الشباب المبدع خلال طريقه؟
يحتاج كل مبدع لأن يُعلي صوته كي يسطع نجمه ويعلم به كل مَن حوله ويشعر بإبداعه وفنه؛ لذا فأول عقبة تواجه الشباب المبدع هي التجاهل وتهميش دورهم وتقدير مهاراتهم خاصةً في عالمنا العربي الآن، فقد جاهدتُ كثيرًا كي أصل بآهاتِ أطفالنا وشبابنا إلى مسامعِ العالم أجمع من خلال هذه التصاميم واللوحات.
  • وما العوائق التي واجهتك أنت على وجه التحديد؟
عوائق شتى على الطريق، ثمَّ ما لبثت أن استحالت إلى سرابٍ أمام عزيمتنا وصبرنا عليها والحمد لله، على رأسها العائق المادي وتكاليف الموقع وحاجته المستمرة للدعم، فهذا الموقع بكل متطلباته واحتياجاته وخدماته أُوفرها من جيبي الخاص منذ ما يُقارب الثلاث سنوات، فلا تُوجد جهة رسمية تموله ولا تُشرف عليه أي مؤسسة داعمة، رغم مناشدتي الدائمة بذلك، ثم عائق المتابعة والتطوير وما يحتاجه من وقتٍ وجهد.
وأخيرًا العائق الأمني متمثلاً في المشاكل مع المواقع الصهيونية وملاحقتها لمواقع الجهاد الإلكتروني، بما فيها موقعنا، فهم يهاجمون أي محاولة لاستخدام إبداعاتنا وفننا الخاص في الجهاد.

جهاد النخب

  • كيف اخترت طريقك إلى الإبداع في مجال التصميم والجرافيك؟
كانت البداية بالتحاقي بمجال الكمبيوتر في دراستي بالجامعة الإسلامية بغزة، وأخذتُ أعمل بجانب دراستي في هذا المجال فقمتُ بتصميم أكثر من 20 موقعًا أهمها موقع جامعة الأزهر بغزة، وموقع غرفة فلسطين المسلمة على "البالتوك"، وموقع جمعية الكتاب والسنة في خان يونس والجمعية الإسلامية لرعاية الأيتام في الخليل والمركز الفلسطيني لتأهيل المعاقين "فتا" بغزة، هذا إلى جانب بعض مواقع الشركات والهيئات الحكومية بفلسطين وبعض المواقع الشخصية الأخرى.
  • مَن ساعدك في تنمية مواهبك منذ الصغر؟
المواهب الإبداعية في مجال التصميم ظهرت متأخرة في حياتي، إلا أنَّ ذلك كان له إرهاصات أخرى متمثلة في حبي للقراءة والاطلاع واهتمامي بالشعر والأدب وكل ضروب النثر واللغة، وحبي كذلك لعلوم القرآن وجلسات الذكر في مسجد الحي، كلها جعلت عندي منذ الصغر الذخيرة المتأججة والمعرفة المتميزة في انتظار الإعلان عن ظهورها فيما بعد، وقد كان لأمي حفظها الله الدور الأهم في تنمية مواهبي وقدراتي ومساعدتي في شراء ما أحتاج من الكتب والمطبوعات.
  • هل من الممكن استخدام الفنون والإبداع للنهضة بالأمة الإسلامية وصناعة الحياة؟
نهضة الأمة ملقاة على عاتق كل مسلم فيها، وخصوصًا النخبة منهم، فالدور الملقى على عاتقهم أعظم لعظم مكانتهم، والمبدعون والفنانون هم أصحاب رسالة سامية وكلمة هادفة لا بد أن يتقنوا صناعة الحياة ويعلموا الطريق إلى النهضة جيدًا كي يأخذوا بيد آخرين حولهم عشقوا فنهم وألفوا دربهم، أدلل هنا مستشهدًا بما كان للوحات الفنية في الثورة الروسية من دورٍ بارزٍ في قلوب الثوار، والشعارات الحماسية في انتفاضة الأقصى من تأجيج مشاعر الأمة كلها.
  • كيف يكون الفن طريقًا من طرق الجهاد؟
الفن سلاحٌ فاعلٌ وهبه الله؛ لنخبة من خلقه ليستحثوا به همم آخرين يجاهدون في سبيله لإعلاء كلمته، فالمجاهد بحاجةٍ لمَن يبصره دربه ويمنحه القدرة على الصبر والمواصلة، والفنان يمتلك هذه الأدوات ويتقن العزف على أوتارها، فالمبدع يرسم الطريق للمجاهد بأجملِ صورة وأبهى حلة ويمضي إلى جانبه حتى الفوز بإحدى الحسنيين، ولا يتوقف دور المبدع عند هذا الحد بل يمضي بسيرة المجاهد لآخرين من بعده ينقل الصورة المشرفة له ولرجالٍ ضحُّوا وارتقوا، جاهدوا وفازوا بمنالهم.
  • هل كان "رمش العين" للتعبير عن واقع القضية الفلسطينية فقط أم لكَ مجالات أخرى؟
بداية العمل في الموقع كان التركيز على قضية الأمة الأولى، قضية فلسطين، من خلال اللوحات الفنية التي تصور أحداث الانتفاضة ومعاناة الشعب الفلسطيني، ولكن مع زيادة الجروح وحرقة الآلام على أبناء أمتنا في كل مكان، أخذت رقعة التغطية تزداد اتساعًا لتشمل قضايا الأمة الأخرى، ونهضة شبابنا والارتقاء بأبناء الإسلام في كل مكان، وتغيير الواقع الفاسد الذي يحيق بالشاب المسلم من كل مكان، ثم شباب الجامعات واحتياجاتهم، وعالم الكمبيوتر ومستلزماته من برامج وتطبيقات، وثورة الجوَّال باستبدال الفاسد بالحسن من الإضافات الإسلامية الهادفة، ومكتبة الصور الراقية، ومكتبة الصوتيات والمرئيات والأناشيد الهادفة والكلمات المعبرة، وسلسلة تعليم التصميم وغيرها من الأبواب والمجالات المتطورة يوميًّا ومنتدى الحوار، وهي أرقى ما قابلنا، حوار هادف ونقاش متميز بين أعضاء متميزين، بذلوا أوقاتهم وارتقوا بقضيتهم، أدبتهم الحكمة وأحكمتهم التجارب، فصدقًا قد أحسنوا المقال.. وشفعوه بالفعال، فاحتفى بهم منتدى طلاب الجامعات في "رمش العين".
  • هل تأمل أن يكون "رمش العين" سببًا لنهضة الأمة؟
يؤم الموقع عشرات الآلاف من الزوار يوميًا، ويشارك في منتدى الحوار جمع متميز من أعضاء عشقوا الإسلام وبه عشقوا فلسطين وأحبوا تربتها، ولها جادوا بوقتهم وجهودهم، فالموقع منارة لكل أولئك في سبيل النهضة بمقدرات الأمة، عن طريق رقي ما يعرضه وبديع ما يناقشه، فحوارات الأعضاء رامية للعلى.
وما دمنا نمضي وفق منهج محمد- صلى الله عليه وسلم- غايتنا إرضاء الله وهدفنا إعلاء دينه، قدوتنا نبيه الأكرم، فسنصل بشباب الأمة بإذن الله إلى نهضة هذه الأمة، ما دمنا نخطط لطريقنا ونعرف ما يحتاجه أبناء أمتنا ونوفره في حلته الراقية فسنصل بإذن الله.
فعندما أرى لهفة المحبين لكل تصميم جديد، ومتابعة أخبار الموقع ورقيه من قبل المهتمين أتيقن أن الموقع يسعى وبخطى حثيثة في طريق نهضة الأمة، وهذا ألمسه والحمد لله بوضوح في عدد المنتسبين المتزايد بشكلٍ مطرد للمنتدى، وعدد الزوار المتلاحق يوميًا، وترتيب الموقع عالميًا يثبت أنه في ارتقاء نحو الأفضل يومًا بعد يوم، بفضل الله.
وفوق هذا الحمد لله قمت بترجمة الموقع للغة الإنجليزية والفرنسية؛ وذلك ليتمكن أكبر عدد من المسلمين الغربيين من الاطلاع على "رمش العين" والحمد لله قد تحقق مبتغانا من ذلك.
  • ما رأيك في واقع الفن في العالم العربي والإسلامي؟
صراحةً حمل اسم الفن في واقعنا المعاصر ما يخرجه عن كونه فنًا إلى اسم يخجل المبدع أن يصاحبه، فمن يدَّعُون الفن في عالمنا اليوم وصموه بأبشع صورة، لا هو إلى الإسلام يرتقي ولا إلى الغرب ينتمي، إنما هو مسخ مشوه، وأداء هابط وذوق رقيع، لفظوه أمام أبناء أمتنا على أنه الإبداع بعينه والفن برونقه، فأصبحت كلمة فن مرادفة للغناء والمجون، للرقص والخلاعة، للعري والسفاهة، وهو شيء يندى له الجبين حين يتهافت أبناء الأمة وراء أمثال هؤلاء، إلا أن هناك فئةً على الحق ما زالت قابضة، هادفة للعلى همها الإسلام وغايتها مرضاة المولى عز وجل، أحب جوارهم وآلف حوارهم من فنانين مصممين ورسامين ومنشدين وبهم سنصل لمرادنا..

الفن الإسلامي

  • من وجهة نظرك ماذا حقق الفن في العالم الإسلامي من إيجابيات أو سلبيات؟
إقبال شباب الأمة نحو الهادف من الكلمات، والصادق من الشعارات إنما هو نتاج إيجابيات وفعاليات الفن الإسلامي المتميز، وظاهرة استبدال الشريط الماجن بآخر هادف هي حملة إيجابية لنهضة الأمة، والاهتمام بلوحات الشهداء وصور القادة والمجاهدين وحتى التصميمات الأخرى في حياتنا اليومية التي تخدم الإسلام هي دلالات على إيجابيات تنمو وتترعرع في صدور الشباب يومًا بعد يوم.
لكن تهافت بعض الشباب وراء تفاهات ما يلفظه الإعلام" الصهيوأمريكي" المشوه لنا وما يندى له الجبين كان استسلام لما أراده الغرب من تهميش دور مبادئنا وقيمنا الإسلامية، وإعطاء شبابنا جرعات من فن مستهلك، من خلال الذوق الهابط والمنحل لكثير من أرباب الفن فيما يقدمونه وطريقة ابتزازهم الأموال والمناصب من وراء فنهم الدعي.
وهذا بالطبع استخفاف ملحوظ بعقلية ومقدرات شباب أمتنا، وتقديم الرذائل والمفاسد على أنها زهرة الفن الراقي وتكرم المنحلين والشاذين على جميل صنعهم وبديع إنتاجهم.
  • ما الطريق للرقي بالفن الإسلامي؟
للارتقاء بالفن لا بد من تنقيته بداية من الشوائب التي علقت به على مر السنين، ومن التفاهات التي زورًا وبهتانًا أطلق عليها اسم فن، والاهتمام بذوي الفن الأصيل والانتماء الصادق، وأصحاب المبادئ السامية والأهداف النبيلة وتنمية مواهبهم وعرض إبداعاتهم على نطاقات أوسع، ثم يأتي دور الإعلام في اعتماد الفن الإسلامي الهادف طريقًا ودربًا وتبني صناع الحياة عمادًا، سواءٌ كان ذلك في الفن المكتوب أو المسموع أو المرئي، فكلها تهدف إلى الارتقاء بذوق المتلقي ومبادئه.
  • مَن مِن الفنانين تراهم استخدموا فنهم في صناعة الحياة لأمة الإسلام؟
تزخر الأمة بالمبدعين.. المنشد محمد أبو راتب، صاحب الصوت الإنشادي المتميز، والمنشد البريطاني سامي يوسف بصوته الرخي، فهم هزوا النفوس بكلماتهم الطاهرة العذبة، واستطاع هؤلاء بصدق كلماتهم أن يغيروا وجهة المستمع نحو وظيفة الأذن ودورها، حين أعطوا الموعظة والحكمة من خلال أناشيدهم، حين نقلوا الصورة الصحيحة لإسلامنا العظيم ورموزه الأبطال.
أما على صعيد الكلمة المعبرة فالشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي وضع لنا صرحًا متميزًا من كلمات الشعر الهادف.
وفي عالم الصورة الهادفة والأحاسيس الصادقة كانت ريشة الفنانة أمية جحا لنا نبراسًا لأحداث الانتفاضة اليومية.
  • ما آمالك وطموحاتك التي تتمنى أن ترى عليها "رمش العين"؟
صدقًا أتمنى أن تصل تصاميم "رمش العين" آفاقًا أوسع وتفتح لها أبواب القلوب قبل أن تبهر بها العيون، كما أتمنى أن أشارك شخصيًا محليًا وعالميًا في المؤتمرات والمحافل المهتمة بعالم التصميم وتسخيرها من أجل رسالة سامية عاهدت ربي عليها لأصنع حياة أمتي ووطني.
كما آمل أن أخرج التصاميم على هيئة مطبوعات ورقية ولوحات جداريه، وفوق هذا كله والأهم هو أن أجد دعمًا للموقع من الناحية المادية، إلى جانب المساهمة الإعلامية والارتقاء بالموقع ليستحيل إلى شبكة معلوماتية تخدم شريحة عريضة لتمثل الجانب الإبداعي في مجال التصميم على مستوى رفيع.

المصدر