مواقف شامخة للمستشار "حسن الهضيبي"

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
مواقف شامخة للمستشار "حسن الهضيبي"

بقلم الأستاذ/ علي نويتو

الاستاذ/ علي نويتو

في ليلة (ليلاء) من ليالي جهنم الحمراء في السجن الحربي عام 1954 م أيقظ "صلاح الشيشتاوي"- محافظ القاهرة- و"علي نور الدين"- المدعي العام- مجموعةً من (الإخوان)، حوالي 25 أخًا، وصفّونا صفين، على رأسنا الأخ الضابط اليوزباشي شرطة "إيراهيم الشاذلي"، ووراءه الأستاذ الإمام المرشد "حسن الهضيبي"- رحمه الله رحمة واسعة وجزاه الله عنَّا وعن المسلمين خيرَ الجزاء وأسكنه الله مع حبيبه وصاحبه محمد- صلى الله عليه وسلم- فسيحَ جناته- ونحن من ورائهما صفان، والعسكر من حولنا؛ حيث الجو مشحون بالهول من شدة التعذيب.

ثم تحدث "علي نور الدين" وقال مقولة "الحجاج بن يوسف الثقفي": "أرى رؤوسًا قد أينعت وحان قطافها.. وأنا حجاجها"، ثم أمر "إبراهيم الشاذلي" بأن يقول: يحيا "جمال عبد الناصر"، وبعد التردد قال الأخ "إبراهيم الشاذلي" ما أُملي عليه! ثم أتبع "علي نور الدين" الأوامر طالبًا منه القول: "يسقط حسن الهضيبي" فقالها! ثم طلب من الأستاذ المرشد العام الإمام "الهضيبي" نفس ما طلبه من الأخ "الشاذلي"! موقف رهيب في لهيب نار السجن الحربي، فقال إمامنا: "يحيا أو يسقط جمال عبد الناصر ماذا تساوي؟".

انظر إلى توفيق الله.. ما قال ما يريدون.. ثم ثنَّى بقوله "لقد قال الأخ سابقًا "إبراهيم الشاذلي": يسقط "حسن الهضيبي"؛ أي أنه لا زال مرشدًا عامًّا، فصل عضوًا، وأراد أن يثبت مَنْ وراءه، فلم يتزلزل ولم نزلزل: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾ (آل عمران: 146).

فهو رجلٌ والرجال قليل، وسيرته عطرة حسنة، مملوءة بمواقف الرجولة والحزم في أشد المواقف التي مرت بها الدعوة المباركة.