مهلاً يا دعاة التحرير...
مهلاً يا دعاة التحرير...
ماذا تقصدون بتحرير المرأة المسلمة بعد أن أكرمها الإسلام بنتاً وأماً وزوجة وأختاً؟ وأعطاها من الحقوق ما لم يعطها أي نظام آخر.
إنكم تريدون تحريرها من بيتها، وتحريرها من حجابها -زيِّها الشرعي- لتصبح متعة للمارة والنظارة في الشوارع والأسواق، وأماكن العمل، تحريها من العفة والطهارة لتصبح مادة للإغراء بالفاحشة والدعوة إليها، تثير العواطف وتحرك بجسمها العاري الغرائز الجنسية.
لقد أصبحت المرأة في بلاد الغرب الكافر وفي كثير من بلاد الإسلام -بفعل العدوى الغربية- متعة وسلعة...فهي متعة لمشاهدي الأفلام السينمائية، وقرّاء الصحف والمجلات، وهواة الصورة العارية، حيث تحتل المرأة وقصصها الغراميّة، وجسدها العاري، وأنوثتها المبتذلة، ومغامراتها الغرامية، وأخطاؤها الخلقية مكان الصدارة في هذه الأفلام والمجلات والصور الاستغلالية التجارية، وهي متعة لمنظمي مسابقات ملكات الجمال التي تتكشف فيها الفتيات، باديات الصدور والظهور وناهدات الثدي والأرداف، وهي سلعة لطلاب البغاء الرسمي والسري، ولأصحاب المتاجر ومعارض الأزياء، وصناعي الدعايات والإعلانات التجارية، وهي سلعة لكتاب أدب الفراش وشعراء الحداثة.
إن الخوارج الجدد من دعاة تحرير المرأة: يريدون منها أن تتحرر من الأخلاق التي تقوم عليها المجتمعات القويّة، وأن تكون حرباً على مبادئ الأخلاق التي جاءت بها الشريعة الإسلامية، فلا تتحلى المرأة بحياء، ولا تتأدب مع كبير، ولا تتقبل نصح ولي، ولا تتقيد بدين أو عرف.
ويعنون بالتحرير...تحرير المرأة من عقيدتها...تثور على المبادئ الإسلامية التي تدعو المرأة المسلمة إلى الالتزام بها والعمل بموجبها...تثور على الحجاب...وتثور على نظام تعدد الزوجات..وتثور على نظام الإرث...وتثور على مبدأ القوامة التي أولاها الإسلام للرجل...تثور على التقاليد والأعراف...يريدونها أن تخلع رقبة الإسلام من عنقها، وتنسلخ من العقيدة الربانية.
لقد حقق هؤلاء الخوارج الجدد هدف الصليبي الحاقد القس (زويمر) الذي أشار إليه في مؤتمر تبشيري عقد في ديار المسلمين.
قال القس زويمر:'ينبغي للمبشرين أن لا يقنطوا إذا رأوا نتيجة تبشيرهم للمسلمين ضعيفة، إذ من المحقق أنَّ المسلمين قد نما في قلوبهم الميل الشديد إلى علوم الأوربيين وتحرير المرأة'.
تقول المبشرة الغربية آنا مليجان:'إننا نريد صياغة المرأة المسلمة على النمط الغربي الذي تختفي فيه كلمة الحرام والحياء والفضيلة.. وليس هناك طريق لهدم الإسلام أقصر مسافة من خروج المرأة المسلمة سافرة متبرجة'.
ويقول جلادستون رئيس وزراء إنجلترا السابق: 'لن يستقيم حال الشرق الإسلامي ما لم يُرفع الحجاب عن وجه المرأة، ويُغطى به القرآن'.
ويقول اليهودي الأمريكي مورو بيرجر:'إن المرأة المسلمة المتعلمة هي أبعد أفراد المجتمع عن تعاليم الدين، وأقدر أفراد المجتمع على جرِّ المجتمع كله بعيداً عن الدين'.
ومن البديهي أن يكون هذا هو موقف الغرب من الحجاب لأن الغربيين يعتبرون المرأة بكل ما فيها متعة وجنس، ولوحة فنية، وليست عرضاً يجب أن يصان أو يحفظ، لذا فإن السفور والتبرج والعري، والموضات الفاضحة هو شغلهم الشاغل.
ومن يقرأ ما يكتبه دعاة التنوير والتحديث وتحرير المرأة في ديار المسلمين، ومن يستمع إلى أقوالهم عبر الإذاعة والتلفاز وندواتهم ومؤتمراتهم فإنه لا يكاد يجد فرقاً بين هجوم الغرب على الحجاب وهجوم هؤلاء التائهين.
المصدر
- مقال: مهلاً يا دعاة التحرير... موقع الدكتورصالح الرقب