من مآسي الملوك

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
من مآسي الملوك


مجدي مغيرة.jpg

مجدي مغيرة

(الثلاثاء, 30 مايو 2017)

طمع أحد ملوك السلاجقة وهو السلطان "عز الدين كيكاوس" في أن يضم إلى مملكته مدينة حلب بعد وفاة ملكها الأيوبي الملك "الظاهر" وتولى بعده ابنه الملقب باسم "العزيز" ؛ متعللا بأن الابن مازال صغيرا لا يستطيع أن يدير أمور المملكة .

ورغم أن حاشيته حذرته من ذلك بسبب ما كان من ود بينه وبين والد الملك الصغير ؛ إلا أنه صمم على الغزو .

ولما علمت أم الملك الصغير بنية "عز الدين كيكاوس" على غزو ولدها ونزع مملكته من يديه ،؛ سعت لمواجهة تلك المحنة بخطتين :

الخطة الأولى الاستغاثة بأخيها الملك "الأشرف" خال الملك العزيز كي يقف بجانب ابن أخته .

والخطة الثانية أن فكّرت في حيلة من شأنها أن تجعل ثقة السلطان تنعدم تماما في بعض قادته ؛ وذلك بأن زَوَّرت باسم هؤلاء القادة رسائل موجهة إلى الملك "العزيز" تتضمن وقوفهم معه ضد سلطانهم "عز الدين كيكاوس" ، ووضعت هذه الرسائل في مكان معين كي يستطيع السلطان "عز الدين" أن يصل إليه ( وفق مادبرت ) ، ثم ذهب جاسوسها إلى أصفياء السلطان ، وتكلم أمامهم بأسلوب كأنه تلفظ بما لا يجوز التلفظ به ؛ فابتلع بعض أصفياء السلطان الطعم ، وتوهموا أنهم قد عرفوا سرا خطيرا ؛ فأسرعوا وأخبروا السلطان بأمر الرسائل وبمكانها ( ولم ينتبهوا أنهم وقعوا ضحية المرأة ) ؛ فأسرع السلطان إلى المكان ؛ فوجد الرسائل ، وقد رأي مكتوبا فيها بتوقيع بعض قادته بما يفيد خيانتهم له وانضمامهم إلى الملك "العزيز" .

وبعد مناورات عسكرية بين الفريقين نجحت حيل الأيوبيين العسكرية في انسحاب السلطان "عز الدين" وعودته إلى مملكته دون طائل .

ولما وصل إلى قصره أعدَّ عدته ، واستدعى القادة المكتوب باسمهم الرسائل ، وواجههم بها ؛ فأنكروا ذلك وحلفوا بكل يمين ، لكن السلطان لم يصدقهم ، وأمر بالقبض عليهم وتقييدهم ، ثم بوضعهم في بيت وسط حطب كثير ، وأمر بإشعال النار عليهم ، وبين صراخهم وعويلهم ورجائهم لم يرحمهم ، وكان أحدهم إن استطاع أن يجد ثغرة يقفز منها نحو الباب تلقفه الحراس بالضرب الشديد ، فيعيدوه إلى النّار ثانية مرغما ، وظل الأمر هكذا حتى أتت النار على جميع أرواحهم .

وفي الليل عندما أراد أن ينام أتته في منامه الكوابيس المرعبة ، ورأى في نومه التهديد والوعيد على ارتكاب ذلك الفعل القبيح والعمل الشنيع، فكان ينهض مذعورا من نومه كمن يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِ ، واستولى عليه الاضطراب وتملّكه النّدم لما فعل ، وبسبب ذلك الوهم، تمكّن المرض من السلطان ، وعجز الأطباء عن معالجته ، وبدأ السلطان يشعر بدنو أجله وهو مازال في ريعان شبابه ، ولم يكن مر على زواجه من بنات إحدى الملوك كثير وقت ، وقبل موته أخذ الدواة والقلم وكتب شعرا معروفا في الأدب باسم " الدوبيت" باللغة التركية ، وأمر بنقش هذا "الدوبيت" على قبره ، فلما مات نقشوه كما أمر وهو :

تركنا الدنيا، ومضينا، غرسنا تعب القلب، ومضينا

فالنوبة بعد ذلك نوبتكم، لأننا، أخذنا نوبتنا، ومضينا

المصدر