من جبهة الإنقاذ إلى تصحيح المسار.. فاكر يا "حسبو"؟
(09/05/2016)
كتب: أسامة حمدان
مقدمة
ما حدث في مؤتمر "تصحيح المسار" الذي استضافته مؤسسة "الأهرام"، لسان حال العسكر رسمياً، أعاد إلى الذاكرة الثورية ما حدث من مؤتمر "جبهة الإنقاذ" التي تم تدشينها من بقايا رفات الناصريين واليساريين وحفنة من الليبراليين، وكان هدفها الأوحد الإطاحة بحكم الرئيس الشرعي محمد مرسي.
نفس المطبخ العسكري الذي خرج منه مؤتمر "تصحيح المسار" هو ذاته مصمم طبخة "جبهة الإنقاذ" وشعار الاثنين "الانقلاب هو الحل"، اتضحت الأمور للمتابعين لما يجري على ساحة نقابة الصحفيين، وبات واضحاً اجتماع رجالات الحزب الوطني في الصحافة، وبعض السياسيين محترفي ركوب موجة المصالح، القريبين من سلطات الانقلاب ، بالإضافة إلى كل "عبده مشتاق" يحلم بمنصب في مجلس النقابة الجديد، أو في مجالس الإعلام والصحافة، أو تخليص حق من مجلس "قلاش" ، أو له "سبوبة" عند السيسي!
عصابة الصحفيين!
ومثل اجتماعات العصابة اندلعت مشادات كلامية كادت أن تصل لاشتباك بالأيدي، في مؤتمر "تصحيح المسار" الذي استضافته الأهرام، وحضره 5 أعضاء من مجلس نقابة الصحفيين وترأسهم مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين الأسبق، وذلك بعد أن هاجم الأخير مجلس النقابة هجومًا حادًا.
مؤتمر "تصحيح المسار" كما يسمى، ضم مجموعة من الصحفيين الموالين لموقف وزارة الداخلية في الأزمة المحتدمة مع نقابة الصحفيين بعد اقتحام مقر النقابة واعتقال الصحفيين عمرو بدر ومحمود السقا، في محاولة للالتفاف حول قرارات الجمعية العمومية التي طالبت باستقالة وزير الداخلية.
وخلال المؤتمر، انسحب عدد من الحضور احتجاجا على كلام "مكرم"، وهتف البعض ضده، ومطالبين الـ5 أعضاء بتقديم استقالتهم بسبب مواقفهم المتخاذلة بحثا عن ما أسموه بـ"مكاسب انتخابية".
مشهد جبهة الإنقاذ!
وكان ما جرى في مؤتمر تصحيح المسار هو نفسه ما جرى في "جبهة الإنقاذ"، قبل انقلاب عبد الفتاح السيسي، تلك الجبهة التي ما لبث أن ظهرت فاختفت ولم تكمل العام!
أنشأت المخابرات العسكرية "الجبهة" فور إعلان رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي عن إعلان دستوري ، لتحصين مجلس الشورى واللجنة التأسيسية للدستور، وتم تكوينها بعدد من الأحزاب والشخصيات العامة، على رأسهم حزب الوفد والحرية والمصري الديمقراطي والناصري الاشتراكي، والكرامة والمصريين الأحرار، والتحالف الشعبي الاشتراكي والتجمع، وبعض الشخصيات العامة على رأسها الدكتور محمد البرادعى مؤسس حزب الدستور، وسامح عاشور نقيب المحامين، والدكتور سيد البدوي، وحمدين صباحى.
تبنت الجبهة الحديث بلسان المخابرات العسكرية التي كان يسيطر عليها السيسي، وأعلنت التصدي لما أسمته "مساعي الإخوان" للانفراد بالسلطة، وإنشاء نظام ديكتاتوري، وطالبت الجبهة وقتها إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وشكلت الجبهة غطاء سياسيًا للمظاهرات في الشارع.
ونسقت "جبهة الإنقاذ" مع حركة "تمرد" الذراع الثاني للمخابرات العسكرية، لجمع توقيعات من أجل إجراء انتخابات مبكرة، إلا أن الأمر خالف مطالبهم لما هو أفضل، حيث تم الانقلاب على الرئيس مرسي بواسطة وزير الدفاع، بحجة تنفيذ مطالب الشعب!
بعد الانتهاء من مهمتها حصلت قيادات "الجبهة" على مناصب سياسية واجتماعية، من خلال تعيين الدكتور محمد البرادعى مساعدًا لـ"الطرطور"، وعمرو موسى رئيسا للجنة الخمسين لتعديل الدستور، والبعض الآخر عين في المجالس المتخصصة، والبعض مستشارًا لـ"الطرطور"، بجانب تعيين بعضهم نوابًا للوزراء.
وبعد الانقلاب وتعيين "عدلي منصور" رئيسًا مؤقتًا للعسكر، وصل السيسي إلى قصر الاتحادية في مسرحية انتخابات رئاسية لم يحضرها أحد، بعدها تبخرت "جبهة الإنقاذ" وقياداتها من الساحة السياسية، بشكل شبه نهائي، دون تحديد أسباب اختفائها.
ويرى أعضاء جبهة الإنقاذ، أن الهدف من إنشائها قد تحقق، يعترف "عبد الغفار شكر" رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، وعضو جبهة الإنقاذ السابق، فيقول إن :" أصبحنا جزءًا أساسيًا من جبهة 30 يونيو التي أسقطت الإخوان، ومن ثم تحقق الهدف الذي تأسست من أجله جبهة الإنقاذ".
انتهى الدرس يا كارم!
وبالمثل بدأت الخطوات الفعلية لإسقاط مجلس نقيب الصحفيين "يحي قلاش"، حتى أن صحفي البيادة تغيرت نبرتهم، مثل "أسامة هيكل" و"مصطفى بكرى" ، بما يعنى أن إسقاط مجلس قلاش بات وشيكا.
ومن باب السخرية ليس مستبعداً خروج تظاهرات المواطنين الشرفاء تقول " الشعب يريد إسقاط مجلس قلاش"، وسينفض أصدقاؤه من حوله (حاتم زكريا وعلاء ثابت وخالد ميرى ومحمد شبانه وإبراهيم أبو كيلة) ، وسينضم إليهم قريبا (جمال عبد الرحيم ثم حنان فكرى وأسامة داود) ، وبذلك يصبح عدد المستقيلين 8 وتنتهي الأزمة بدون جمعية عمومية.
المفارقة أن مجلس النقابة لا يعي الدرس الذي يقول " أكلت يوم أكل الثور الأبيض"، وهو ما ترجمته استغاثات الصحفي "كارم محمود" وهو يقول :" يا جماعة ده إحنا بتوع 30 يونيو.. إحنا اللي ساعدناكم في إسقاط الإخوان " فيأتيه جواب السيسي " انتهى الدرس يا كارم " !
يقول الصحفي صلاح الإمام:
- "وبعدما جرى يوم أمس فى الأهرام بقيادة مكرم محمد أحمد وصلاح منتصر وخمسة من أعضاء مجلس النقابة .. تأكدت أن السيسى قد طرح الجميع أرضا.. ليس لأنه قوى فهو هش ضعيف.. لكن سلاحه الوحيد (عملاؤه) فى جميع النقابات والمؤسسسات.. لا تحلموا بحاضر سعيد والخونة الأمنجية العملاء المنحطين يعششون داخل ملابسكم".
المصدر
- تقرير: من جبهة الإنقاذ إلى تصحيح المسار.. فاكر يا "حسبو"؟ موقع بوابة الحرية والعدالة