من اللمبة الموفرة إلى استقالة الطيارين.. الانقلاب يتعامل مع الأزمات بـ"الفهلوة"
(07/05/2015)
نظام لقيط... نبت من انقلاب على الشرعية وتمخض عن حكم عسكري فاشي، بلا برنامج ولا رؤية، ولا حكومة تتعامل مع الأزمات الأمنية بثقافة القمع والتهجير وتتجاوز الفشل الاقتصادي بمص دماء البسطاء، وتطلق الإعلام "الأمنجي" في حملات مسعورة لتزييف الحقائق وتشويه الشرفاء، ليدفع الشعب وحده ثمن وطن مريض واقتصاد منهار.
ولأن قائد الانقلاب العسكري رسخ منذ اللحظة الأولى لاستيلائه على السلطة منهج "الفهلوة في إدارة الأزمات"، والتعامل مع مشاكلات مصر المزمنة بحلول "شيخ الحارة"، كان منطقيا أن تكون اللمبة الموفرة هي العلاج السحري لانقطاع الكهرباء، وسيارات الخضار كفيلة بالقضاء على البطالة، وتقسيم الرغيف إلى أربعة أرباع للقضاء على أزمة الخبز، وتوقيع وثيقة الخراب لإهدار حق مصر في مياه النيل هو الطريقة المثلى للتعامل مع سد النهضة.
ومع التطور الطبيعي لفهلوة العسكر وعصابة الرز وحكومة الأزمات، كان التعامل مع الأزمة الحادة التي هزت قطاع الطيران المدني أمس الأربعاء، بعد تقدم 250 طيارًا باستقالة جماعية إلى شركة مصر للطيران احتجاجًا على الممارسات الفاشية للشركة واللائحة المالية المجحفة، دليلا على افتقاد الرؤية وغياب المنهج والفشل في إدارة الأزمات، فضلا عن التعنت والعند فيما يخص العمال ومطالبهم بالتهديد بالطرد والحبس بدلا من الحوار والبحث والوصول إلى إرض مشتركة.
وكان اتجاه الحكومة لتجاوز الأزمة التي تضر بحركة طيران الشركة التي تجاوز عمرها 83 عاما، بالاستعانة بطياري المقاتلات الحربية لسد العجز الذي من المقرر أن يخلفه استقالة هذا الرقم الضخم من الطياريين الأكفاء، رغم اختلاف وتباين تجهيزات وآليات الطيران بين الطيران المدني والحربي، والبون الشاسع بين "إرباص" و"F 16 ".
وقررت "مصر للطيران" الاتجاه إلى قبول استقالات الطيارين الغاضبين من باب "لي الذراع" رغم العروض المغرية من شركات أجنبية لأكثر الطيارين، مشددا على أن الشركة تضم 850 طيارًا ولن يضيرها تلك التهديدات، زاعمة -في بيان رسمي- أن حركة الطيران تسير بشكل طبيعي دون معوقات أو تأخيرات. ومع تعنت الشركة واقتراح استبدال الغاضبين بـ"المقاتلين"، أعلن الطيار علي حاتم -متحدث رابطة طياري الخطوط الجوية المصرية- أنه يجري الآن تفعيل الاستقالات الجماعية للطيارين من خلال تقديمها لرئيس شركة الخطوط الجوية.
وأكد حاتم أن القرار جاء ردا على اللائحة المالية المستفزة، التي بها عوار قانوني ومخالفة لقانون العمل، لأنها تميز الطيارون العاملون في الإدارة عن باقي الطيارين. وتأتي الأزمة بالتزامن مع تنامي ظاهرة هجرة الطيارين لدول أجنبية في ظل تدني الأجور مقارنة بالشركات العالمية، والعمل في ظروف وأوضاع صعبة، وتمييز واضح بين الطيارين، فضلا عن انخفاض عائد الطيار لـ قرابة 40% مما يحصل عليه نظيره في الشركات الأخرى.
دفتر أزمات الانقلاب
يؤكد أن العسكر يقود البلاد إلى نفق مظلم، فالدولة التي تحل أزمة الطيارين المدنيين بالاستعانة بـ"المقاتلين"، هى ذاتها التي لجأت إلى تهجير أهالي سيناء لتغطية على فشلها في وقف نزيف الدم في أرض الفيروز، وعجزت عن تأمين مباريات كرة القدم فأقامتها دون جمهور، وفشلت في السيطرة على حراك الطلاب فلجأت إلى الاعتقال والفصل والسحل، وسعت لتجاوز كبوته الاقتصادية بالتضييق على البسطاء والتسول من داعميه في بلاد النفط، ويدفع الوطن من كرامته ودمائه ثمنًا باهظًا لانقلاب فاشل قضى على الأخضر واليابس.
المصدر
- تقرير: من اللمبة الموفرة إلى استقالة الطيارين.. الانقلاب يتعامل مع الأزمات بـ"الفهلوة" موقع بوابة الحرية والعدالة