من ألاعيب وخدع حركة فتح الجديدة
الدكتور صالح الرقب
يردد وباستمرار رئيس حركة فتح محمود عباس القول وكذلك أحمد قريع وعزام الأحمد وغيرهم من قادة فتح بأن على الحكومة الفلسطينية الجديدة التي سيتم تشكيلها من خلال حوار القاهرة بين الفصائل الفلسطينية عليها الالتزام بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية واتفاقياتها السابقة مع العدو الصهيوني، ويزيد عباس عليها القبول بحل الدولتين. أما الفصائل فليست ملزمة بذلك.
نقول لهؤلاء المخادعين إن الحكومة التي يسمونها حكومة الوحدة الوطنية أو حكومة الوفاق الوطني ستتم بموافقة حركة المقاومة الإسلامية حماس، والبرنامج السياسي لهذه الحكومة ستوافق عليه حركة المقاومة الإسلامية، وبعض أعضاء الحكومة سيكونون من حماس وإن لم يكونوا من القيادات البارزة، والحكومة وبرنامجها سيأخذ الموافقة وسينال الثقة من المجلس التشريعي ذو الأغلبية الحمساوية، وهذا معناه موافقة حركة حماس على اتفاقيات أوسلو ومشروع خارطة الطريق وغيرها من الاتفاقيات المجحفة في حق القضية الفلسطينية والمذلة للشعب الفلسطيني، والتي يطلق عليها التزامات منظمة التحرير الفلسطينية.
ومن ذلك الاعتراف بدولة الكيان الصهيوني(إسرائيل)، ونبذ العنف والإرهاب بمحاربة المقاومة والتنسيق الأمني مع اليهود في ذلك، والسير في طريق الهاوية الذي يسمى زورا بالمفاوضات(الخط الاستراتيجي لتحقيق السلام مع الصهاينة كما تؤمن المنظمة وحركة فتح) في ظل استمرار بناء جدار الفصل العنصري وتقسيم الضفة الغربية إلى جزر وكنتونات مغلقة بالجدر الصهيونية, واستمرار حملة الحفريات تحت المسجد الأقصى ليكون جاهزا للهدم وقت ما تشاء المؤسسة الصهيونية، وهدم بيوت المقدسيين ومشاريع التهويد والاستيطان المسعورة والمنظمة في القدس وفي الضفة الغربية، وحملة الاعتقال المنظم في الضفة الغربية وأحيانا القتل عند اعتقال المقاومين...الخ من قائمة الإجرام الصهيوني.
فهل في حماس طفل صغير يمكن أن تنطلي عليه ألاعيب فتح الجديدة ومخططاتها الماكرة الهادفة للإيقاع بحركة حماس في فخ الاعتراف بشرعية دولة الغصب (إسرائيل) والوقوع فيما وقعت حركة فتح فيه من منزلقات خطيرة مع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ورئاسة السلطة الفلسطينية فحركة فتح تقودهما جميعا؟!.
إن حركة فتح تضع العقبات والعراقيل أمام نجاح الحوار في القاهرة، وتريد تمرير الشروط الدولية المذلة التي تستقيها من المطالب الإسرائيلية ، إذ بعد أن عجزت حكومة الصهاينة عن إخضاع المقاومة بقوة آلتها العسكرية، فهي تحاول الآن عن طريق حركة فتح تحقيق ما فاتها عن طريق الدبابات والطائرات والقتل والدمار، وبأمل قادة حركة فتح استغلال المساعدات والمعونات الآتية للإعمار، وهنا تشير حماس بلسان أبناء غزة ، وتعبيراً عن حالهم إلى أن هذا الشعب الذي ضحى بمئات الشهداء وآلاف الجرحى تحت راية حماس المقاومة، لن يفرط أمام لقمة العيش، وتحت ضغط الحاجة للمال للإعمار بما لم يفرط به تحت ضغط السلاح، والقتل، والبيوت المدمرة، فلقمة العيش الملوثة بالذل يرفضها أهل غزة بل يأباها كل حر كريم.
ثم إن حركة فتح عبر قيادتها دائما تخرج علينا بتصريحات يؤكدون من خلالها المحافظة على حقوق الشعب الفلسطيني وثوابته ومصالحه الوطنية..وأنهم من أحرص الناس على ذلك، وفي نفس الوقت يقدسون شروط الدول الرباعية ويعتبرونها الحل السحري لمشاكل الشعب الفلسطيني والتي هي في الأصل شروط الاحتلال الصهيوني جاءت رداً على نتائج الانتخابات التشريعية الفلسطينية، عندما اشترطت الدولة الصهيونية عدم الاعتراف بأي حكومة فلسطينية لا تعترف بـما زورا وبهتانا(إسرائيل)، ولا تلتزم بكل الاتفاقيات الموقعة معها، ولا تنبذ المقاومة التي تسميها إرهابا،.
وهنا نسأل حركة فتح عبر قيادتها إن كانوا يسمعوننا بأذن وقلوب واعية هل الاعتراف بدولة الكيان الصهيوني من مصلحة الشعب الفلسطيني؟؟ وهل هو من باب المحافظة على حقوقه الوطنية في أرضه ومقدساته؟؟. أليست دولة الكيان تحتل ثمانين في المائة من أرض فلسطين فكيف نعترف بها وهي تحتل معظم أرضنا!!
ثم مقدساتنا تتعرض كل يوم للهدم والإزالة، وقدسنا عاصمة دولتنا التي نسعى لإنشائها تتعرض للتهويد المستمر ويتعرض أهلها للتهجير وبيوتهم للهدم، وآلاف من شعبنا في الأسر وكل يوم تقتل منا الآحاد وأحيانا العشرات، وتهدم بيوتنا وتصادر أرضنا في الضفة والقطاع وتقلع أشجارنا التي زرعها الآباء والأجداد ثم تطالبوننا أن نعترف بدولة الكيان الصهيوني!!!. أريد أن أسألكم بأي عقل تفكرون وبأي منطق تتفوهون.
لقد اعترفت حركة فتح ومنظمة التحرير بالكيان الصهيوني وقمتم أيها المعترفون بدولة الكيان الصهيوني بحماية أمنه وجيشه ومستوطناته، واعتقلتم بل وقتلتم بعض أبناء شعبكم لإرضائه، فماذا حصلتم سوى العار والشنار والذل والهوان الذي جلبتموه لأنفسكم وتريدون أن تجروا غيركم لذلك!!!
إن حركة فتح مطالبة اليوم بأن تخرج من مأزق الاتفاقيات مع العدو من خلال الاحتماء بحضن المقاومة الدافئ، وستجد من فصائل المقاومة وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية حماس كل عون لتعود حركة فتح إلى مشروعها التحرري الذي قامت من أجله بل، بدل أن تطالب حركة حماس أن تسير في طريق الهاوية الذي انحدرت إليه حركة فتح متخلية عن نضالات الشعب الفلسطيني ودمائه وشهدائه وعذابات أسراه وآهات الثكلى واليتامى. فهل من مجيب.
المصدر
- مقال: من ألاعيب وخدع حركة فتح الجديدة موقع الدكتورصالح الرقب