مفارقات بين التعتيم والتعميم في إنجازات الرئيس
بقلم : صلاح سلطان
التعتيم هو سمة جار السوء أو صاحب السوء إن رأى خيرا كتمه وإن رأى شرا نشره، وقد أورد السيوطي من حديث عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من يومِ السوءِ ، و من ليلةِ السُّوءِ ، و من ساعةِ السُّوءِ ، و من صاحبِ السُّوءِ ، و من جارِ السُّوءِ في دارِ المُقامةِ"، أما التعميم فهو صفات الجار الصالح إن رأى خيرا نشره، وإن رأى شرا كتمه، وقدم النصيحة لا الفضيحة، والتصحيح لا التجريح، والكلمات لا الطلقات، ولين العبارة لا صلد الحجارة، ومنهج التأليف لا رمية المولوتوف، وأحسن الأقوال لا سوء الأفعال، وتقدم مصالح العباد والبلاد على التزييف والترويج للفساد، وكم يؤلم كل حر أن تكون المزاحمة السياسية، والمشاحنات الفكرية، والمخاصمات التاريخية سببا في إخفاء شمس النهار بإثارة الكثير من الغبار تعتيما على إنجازات الكبار من الأخيار والأحرار ممن لا ندعي لهم عصمة، لكن لهم بصمة تُذكر فتُشكر، وقد رأيت من واجبي عدم تأخير البيان عن وقت الحاجة حيث تأثر الكثير من أبناء مصر في الداخل والخارج وأحبابها في كل مكان، ومنذ تولي فخامة الرئيس تجولت بين دول عربية في الخليج وتونس والمغرب والسودان، وأوربية في فرنسا وإيطاليا وألمانيا، وفي اليابان وأوزباكستان وكلما تعمقت في الموضوع الذي أدعى له تأتي الأسئلة تترى سائلة عن الإنجازات التي قام بها فخامة الرئيس مرسي، وكنت دائما أقول ما كتبته في مقال سابق هناك فارق ضخم بين شاشات العرض وخيرات الأرض، بين ما يجري في عالم الشهادة وما يدخر في عالم الغيب، وما يقوم به البشر من خير وشر، وما نتيقن من عناية القدر، لأن هناك قانونا ربانيا حاكما على الخلق جميعا أنه سبحانه لا يضيع عمل عامل منا ذكرا كان أم أنثى، كما قال تعالى: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ( (آل عمران : من الآية 195)، وكما قال تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) (البقرة: من الآية 143)، وهو سبحانه في الوقت نفسه يتوعد المفسدين فيقول: (إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ) (يونس: من الآية81)، ويقول سبحانه: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا) (الفرقان:23)، وقال سبحانه: (وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) (الأعراف:183)، وتعالوا لنرى معا هذا الفارق الضخم بين التعتيم الذي دأب عليه المعارضون من بقايا النظام السابق، وقطاع الطرق على الشعب كله من عملاء أمريكا وإسرائيل، وأذلاء المال الثري الذي يأتي من شرق مصر وغربها ليغدق على قوم يكذبون بالجملة، ويجيدون التعتيم على الإنجازات والتعميم للهفوات، وإن جاءت في مجموعها لا تساوي واحدة من كبوات النظام السابق التي سكت عليها هؤلاء الإعلاميون دهرا، وعندما نطقوا نطقوا فُجرا، وأشاعوا ذُعرا، وملَّحوا نهرا، وطمسوا نورا، وظنوا أنهم يؤخرون فجرا، ونسوا أن بيد رب العزة سبحانه مقاليد الأمور وهو الذي يقول: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الملك:1)، وفيما يلي سوف أورد قدرا من إنجازات الرئيس يحتاج إلى موجة من التعميم في مقابل هذه الهوجة من التعتيم، وسوف أختصر كثيرا من هذه الإنجازات لقلة المساحات وضعف القراءات، وأذكر منها ما يعد لأول مرة في تاريخ مصر الحديث:
1. لأول مرة يأتي رئيس مدني منتخب من الشعب المصري، ودستور مصري يعبر عن كرامة الإنسان، ولأول مرة ينص فيه أن مذهب المسلمين هو مذهب أهل السنة والجماعة، ويفرد المسيحيين بمواد تحفظ كامل كرامتهم وحقوقهم، وصار الاستفتاء والانتخاب هو الصبغة السياسية للنظام كله ومنه لأول مرة أتى انتخاب مفتي مصر من هيئة كبار العلماء.
2. ولأول مرة منذ قرون تُحكم مصر حكما مدنيا لا عسكريا، وانتهى حكم العسكر بالقرار القوي الفتي الأبي الذي أسعد كل مصري ومحبي مصر في العالم، وهو إنهاء حكم المجلس العسكري كي يتحول إلى الحكم المدني لدرجة أن وزارة الأوقاف كان يحكمها تسعة من لواءات الجيش والمخابرات وقد برعوا في شيئين فقط هما كبت الأئمة وهبش أموال الأوقاف، وقد تم إقصاؤهم جميعا بفضل الله وإحلالهم بعلماء الأزهر الشريف وخبراء الشريعة والإدارة والاستثمار، وأقيل النائب العام ابن النظام السابق وحامي الفساد بعد الثورة، وأقيل رئيس هيئة الرقابة الإدارية، وتم تغيير رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات، والجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، ورئيس جهاز الكسب غير المشروع ورئيس البنك المركزي، وكثير من غير الكفاءات العسكرية والمحافظين ورؤساء المدن ووكلاء الوزراة غير الأكفاء من العسكريين والأمنيين الذين حكموا مفاصل الدولة تحت عنوان: "عسكرة الدولة".
3. ولأول مرة يزور الرئيس في 9 أشهر 15 دولة، لم يرجع في واحدة منها بخفي حنين! فألغيت ديون مصر لدى إيطاليا وهي تزيد عن 20 مليار دولار، وتستثمر قطر 18 مليار في مصر، والسعودية 2 مليار، وتركيا بما يزيد عن 5 مليار، وبدأت الصين والهند باستثمارات تزيد عن 10 مليارات، وحصلت على 2 مليون فدان من السودان للاكتفاء الغذائي، و2 مليون متر مربع منطقة صناعية مصرية لدى شقيقتها السودان، واستعادت مصر 11 مليار من الأموال المنهوبة، بما يعني أن فوائد هذه الزيارات قد زادت عن 50 مليارا من الدولارات من المكاسب لمصر في الوقت الذي تراجعت فيه مصاريف وبدلات السفر حتى تكاد تصل إلى الصفر!.
4. ولأول مرة استطاع الرئيس مرسي انتزاع اتفاق مع شركة سامسونج العالمية بإنشاء أول مصنع في الشرق الأوسط لصناعة الإلكترونيات بإجمالي استثمارات 9 مليارات جنيه بمحافظة بني سويف.
5. ولأول مرة تم افتتاح أول مصنع لتدوير القمامة في الدقهلية، وهو الأول على مستوى مصر والتاسع عالميا وهو جزء من مشروع النهضة.
6. ولأول مرة تم افتتاح المنطقة الصناعية التركية في 6 اكتوبر على مساحة 3 مليون متر مربع.
7. ولأول مرة أصدر محمد مرسي قرارًا بسحب 26 مليون متر مربع من الأراضي شمال غرب خليج السويس من المستثمرين غير الجادين، إضافة إلى سحب ما يزيد عن 41 مليون متر مربع بشرق بورسعيد كان قد منحها النظام السابق للأهل والعشيرة والأصدقاء من رجال الأعمال في الداخل والخارج. ولأول مرة يبدأ مشروع نهضة كبير يسمى محور قناة السويس باستثمارات تزيد على مائة مليار وقد تم الاتفاق على حفر ثلاثة أنفاق تحت قناة السويس لإعمار سيناء وتسهيل التجارة مع القارة الآسيوية العامرة، وقد زادت بفضل الله حصيلة قناة السويس إلى مليار دولار عن الفترة ذاتها من العام الماضي، وقد كان الرئيس المخلوع يستأثر بعائد قناة السويس، أما الرئيس مرسي فإنه لا يتقاضى راتبا على رئاسته وينام كل ليلة مثل الشعب المصري في شقته المستأجرة مع أهله وولده الذي لا يجد عملا.
8. ولأول مرة يبسط الجيش المصري العظيم سيطرته كاملة على تراب سيناء بعملية عسكرية شجاعة سميت " النسر" فدخلت المعدات العسكرية الثقيلة إلى سيناء لأول مرة منذ سنة 1977م، وتم استيراد غواصتين من ألمانيا على أعلى مستوى تعطي لنا بعد انضمامهما للأسطول المصري أفضلية كبيرة على الأسطول الصهيوني، وانطلق الطيران العسكري لأول مرة من بني سويف إلى قاعدة عسكرية بالإسكندرية في 90 ثانية فقط.
9. ولأول مرة تزيد رواتب الشرطة 250%، والجيش وأساتذة الجامعات وكثير من القطاعات بنسبة 100%.
10. ولأول مرة تم إعفاء 44 ألف فلاح فقير من ديون تزيد عن مليار ونصف جنيه. ولأول مرة تزيد مساحة زراعة القمح ب204 ألف فدان، وبارك الله في الثمرة فتضاعفت 6 أضعاف، وقد كان توريد القمح في النظام السابق لا يزيد عن 16 بليون طن، وفي هذا الشهر وصلت إلى 112 مليون طن، بعد أن كانت مصر الدولة الأولى في استيراد القمح من الخارج مع الإذلال السياسي وفقا لقاعدة الشيخ الشعراوي: "لن يكون قرارنا من رأسنا حتى يكون طعامنا من فأسنا". ولأول مرة تصل مصر بفضل الله إلى أعلى مخزون استراتيجي من الأرز، وطرح نصف مليون فدان للاستصلاح والاستزراع والاستثمار الزراعي والداجني.
11. ولأول مرة تنتهي أزمات مزمنة مصيرية في الكهرباء والغاز والخبز وأزمة السولار في طريقها للحل، وقد وصلت المخابز التي انتظمت في المنظومة الجديدة إلى 93% للقضاء على تجار الدقيق الذي كانوا يكسبون مثل تجار المخدرات.
12. ولأول مرة تصدر رئاسة الوزراء بطاقة لخدمة المعاقين ومعاشات خاصة بهم.
13. ولأول مرة تعد وزارة الشباب برلمانا حقيقيا لا وهميا للشباب لتعدهم للعمل البرلماني الراشد.
14. ولأول مرة يتم إصلاح مئات المزلقانات الخطرة وإصلاح القطارات العطبة بتكلفة تزيد عن مليار ونصف جنيه.
15. ولأول مرة تضم المرأة المعيلة بنظام التأمين الصحي الشامل مجانا، وللقادرات 20 جنيه فقط.
16. ولأول مرة يتم ضبط 25 قضية تهرب ضريبي بقيمة 15 مليار جنيه.
17. ولأول مرة ستفتح بعد أيام طرق برية بيننا وبين السودان تسهل التجارة مع الجنوب الأفريقي كله، ويوضع حجر أساس لربط مصر بالقارة الأفريقية كلها في طريق بري من القاهرة إلى كيب تاون في جنوب أفريقيا.
18. ولأول مرة ومن باب المثل المصري "الخير على قدوم الواردين" تم اكتشاف أكبر بئر بترول في الشرق الأوسط في منخفض القطارة، ويتم اكتشاف مناجم للذهب كبيرة تطل بوجه مشرق على مستقبل اقتصادي واعد لمصر وأمتنا العربية والإسلامية كلها بإذن الله تعالى.
أحب أن أذكِّر أي مصري يعيش في الميدان لا الأوهام يقوم بتشطيب شقة واحدة للسكن من غرفتين وعفشة، كم تكلِّفه من الوقت والجهد؟! "سنوات"، فإذا أراد أن يفرشها من دمياط مثلا فعليه أن ينتظر سنة أخرى مع معاناة التشطيب فضلا عن صعوبة التراخيص و"لَوَع" العمال وحيل المقاولين.
أرجوكم بدلا من التعتيم أحسنوا القياس .. هذه مصر الكبيرة تبنى بعد هدم وتخريب وتشويه فاق الستين عاما.
هذه الإنجازات ربما تقترب من المعجزات رغم كل المعوقات، ويمكن الرجوع إلى عدد من الصفحات على الإنترنت تحت عنوان إنجازات الرئيس ومقالة أ. حازم سعيد بعنوان: "لماذا لا يصارح الرئيس شعبه".
أنصحكم بقوله تعالى: (وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ * وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ* وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) (هود:121-123)
المصدر موقع الدكتور صلاح سلطان
المصدر
- مقال:مفارقات بين التعتيم والتعميم في إنجازات الرئيسموقع:نافذة مصر