معتقلو الإخوان يطالبون النائب العام بسماع أقوالهم
بقلم: أحمد مخيمر
أجواء غاية في السخونة

شهدت جلسات نيابة أمن الدولة العليا بمصر الجديدة- والتي تم تخصيصها للنظر في تجديد حبس 58 من الإخوان المسلمين على ذمة القضية رقم 462 لسنة يوم السبت 12 يونيو الجاري- أجواءَ غايةً في السخونة؛ لارتفاع درجة حرارة الجو، واكتظاظ مبنى النيابة بالمحامين وأنصار حقوق الإنسان، وممثلي الحريات بنقابة المحامين، والأهم من هذا هو أن المتهمين الأبرياء رفضوا الحديث أمام وكلاء النيابة، وطالبوا بمثولهم أمام رئيس النيابة والنائب العام شخصيًا؛ لإثبات وقائع التعذيب التي تعرض لها 12 محبوسًا احتياطيًا رغم كونهم على ذمة النيابة، بعد أن تمََّ اختطافهم من محبسهم بسجن طرة العمومي إلى مقر مباحث أمن الدولة بمدينة نصر.
وأكد صبحي صالح المحامي ووكيل نقابة المحامين بالإسكندرية، الذي حضر التحقيق مع ضحايا التعذيب في سجن أبوغريب المصري- على حد تعبيره- أن بلاغات الضحايا أمام النيابة بها من الفظائع التي تناظر ما تم في سجن (أبو غريب) بالعراق، أو جوانتامو.
وأكد صالح أن الأستاذ محمد إسماعيل عبد العزيز أشار أمام النيابة إلى أنه قبل مغرب يوم 6يونيو تمَّ نقله ومحمود زين العابدين والدسوقي سيد الدسوقي وخالد الشامي، وهم من محافظة الغربية إلى مقر استقبال طره لدقائق معدودةٍ، ثم حملتهم سيارة (ميكروباص) وأُمروا بالنوم في (دوَّاسات) الكراسي، وتمَّ تغطيتهم
بالبطاطين الصوف؛ حتى لايظهر منهم أحدٌ، وعند وصولهم إلى مركز التعذيب في مقر أمن الدولة بمدينة نصر تمَّ تعصيب أعينهم بغمامات ثقيلة، وتمَّ تفتشهم، ثم ألقوا في مكان قذرٍ دون طعام، ودون دورة مياه، وقام ضباط أمن الدولة بإعطائنا أرقام، وجردونا من أسمائنا، والذي كان يتجرأ وينطق اسمه يناله الويلات والسباب والشتائم (انت هنا رقم يا ابن..)، وتمَّ تجريدهم من ملابسهم تمامًا!!، ولقد أخبرهم أنه مريضٌ بفشلٍ في إحدى كليتيه، ويعاني من آلام في الجهاز البولي، والإجابة كانت (إيه يعني يا ريتك تموت!!)، وبالفعل أصيب بسلس بولي.
حكاية أخ من الغربية
وأضاف صالح قائلاً: وحكى محمود زين العابدين- من إخوان الغربية- أنه تعرض للتعليق من يده كالذبيحة والضرب والركل حتى انتقلت عظمة الساعد من مكانها- وحتى وقت العرض على النيابة لم يتم تحويله للعلاج الطبي- ويضيف أنهم كانوا يتفنون في صعقه بالكهرباء في جميع أجزاء الجسم، وخاصة المناطق الحساسة (التناسلية)؛ فكان الضابط يأمر المجند أو المخبر قائلاً: (أعطه استاكوزا) أي كهرباء من الرأس وحتى العضو الذكري، ومرة أخرى يقول: أعطه أبو غريب يعني كهرباء من القُبل والدُّبر في نفس الوقت!!!
وأكَّد زين العابدين في أقواله للنيابه- والحديث لـ صبحي صالح المحامي- أنه قد تمَّ تصويره عاريًا تمامًا، وقال له الضابط أيمن شاهين من مباحث الغربية "سنعلِّق هذه الصورة على جدران دائرتك علشان تتشهر وتنزل مجلس الشعب كويس"!!!
ومن جهته صدَّق محمد إسماعيل في شهادته أيضًا على وجود الضابط أيمن شاهين، وقيامه بضربه في أماكن حساسة ضربًا شديدًا.
ووصف محمد عبد السلام المحامي حالة المعذَّب هشام ابراهيم وهو يُدلي ببلاغه أمام رئيس النيابة أنه كان لا يستطيع أن يتمالك نفسه أو يحفظ توازنه، وكان يشعر بدوارٍ في رأسه؛ فقد تمَّ تركيز الضرب والتعذيب على رأسه حتى أصيب بارتجاج، وأضاف لقد عصبوا أعينهم، وفصلوهم عن بعضهم حتى لا يعلموا من منهم حي ومن منهم لقي ربه تحت التعذيب.
وينقل عبدالعزيز الدريني المحامي وعضو نقابة المحامين بالإسكندرية- بلاغ الدسوقي سيد الدسوقي-من إخوان الغربية- للنيابة حول إصابته بكسر في ضلوعه من أثر التعذيب، وطالب بعرضه على الطب الشرعي لإثبات آثار التعذيب، كما أثبت تهديده وإخوانه من قِبل زبانية التعذيب باغتصاب زوجاتهم وأمهاتهم أمام أعينيهم إن لم يعترفوا بعلاقتهم بالأمريكان وأن أموالهم وشركاتهم الخاصة هي دعم من الجماعة!!
اثبات وتحقيق
وطالب صبحي صالح المحامي من النائب العام إثبات وتحقيق بلاغات التعذيب، ومعاينة سيارات نقل المحبوسين، والتي لا تصلح لنقل البهائم والحيوانات، وكذلك معاينة المحبس في سجن طره على الطبيعة، والوقوف على حالات التعذيب المختلفة: بداية من الإهمال ومنع العلاج والدواء، نهاية بالصعق الكهربائي، وسأل في بلاغه هل تعتبر هذه الممارسات من قبيل القتل العمد أم تعذيبٍ أقضى الى الموت.
ومن جهته أثبت المهندس مدحت الحداد جميع وقائع التعذيب التي تعرض لها هو وزميله محمد زويل، واختطافهما من أمام مأمور السجن وجنوده، بينما يضع الأخير يده على رأسه قائلاً لا أستطيع أن أصنع لكما شئيًا، كما طالب بشهادة أعضاء مجلس الشعب الذين تقصَّوا حالتهم في سجن طره العمومي وعددهم 20 عضوًا من أعضاء مجلس الشعب، وفي مقدمتهم الدكتور محمد مرسي وحمدين صباحي وطلعت السادات وأيمن نور.
المصدر
- تقرير: معتقلو الإخوان يطالبون النائب العام بسماع أقوالهم موقع إخوان أون لاين