مصر تلملم جراحها

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث

بقلم / د. عصام العريان


في حساب الربح والخسارة بعد إعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد الذي أقرته حكومة مجرمي الحرب في تل أبيب يتضح دون خلاف بين المراقبين أن أكبر الخاسرين هي مصر والرئيس مبارك، وأن إيران سجلت نقاطا كبيرة لصالحها أيا كان الاختلاف أو الاتفاق معها.

مصر بعد 3 أسابيع من حرب مجنونة على غزة تهدف إلى كسر إرادة المقاومة لدى الشعب الفلسطيني وإخضاع حماس لـ "عباس" وإسكات منصات الصواريخ التي تنهمر على مدن ومستوطنات جنوب فلسطين وتصيب الصهاينة بالهلع ليس من صوت الصواريخ أو من الدمار البسيط الذي تحققه أو الإصابات الطفيفة ولكن من المستقبل، إذا امتلكت المقاومة ما هو أكبر أو صمدت في معركة الإرادة أو في المواجهة مع دول مازالت تتمنع في وجه المشروع الصهيوني وفي ظل توازن قوى وردع متبادل ونظام صاروخي باليستي وتغيرات ديموجرافية على الأرض تنذر بطرح أسئلة من نوع: كيف تستمر إسرائيل في الحياة؟ (مجلة التايم) أو "حرب المائة عام" (الايكونومست) أو "مستقبل الكيان الصهيوني" (النيوزويك)

ماذا كان تصور مصر خلال تلك المواجهة؟ كانت ضد المقاومة ومع التسوية، كانت تراهن على وحدة الصف الفلسطيني خلف (محمود عباس)، كانت تراهن على الإبقاء على علاقتها الحميمة مع الكيان الصهيوني على أمل أن تستفيد بتلك العلاقات فوق الطبيعية لتخفيف المعاناة عن الفلسطينيين أو الإسراع بعملية التسوية (وطبعا لأسباب أخرى لا تخفى على أحد تتعلق بانتقال السلطة إلى الوريث).

قمعت مصر التأييد الشعبي في القاهرة التي يحتشد فيها الإعلاميون وسمحت به في المحافظات، واعتقلت حتى الآن حوالي الألف من الإخوان وأنصارهم في حادث ليس له مثل في أي بلد عربي أو إسلامي أو عالمي، فلم نسمع حتى في الضفة الغربية أو الأردن مثلا عن اعتقالات بسبب التضامن مع غزة أو تحقيقات في النيابة بذريعة إمداد غزة بالإغاثة الإنسانية أو تأليب الجماهير على التظاهر دعمًا لغزة واستغلال مشاعرها، وهي الاتهامات التي تم توجيهها إلى العشرات الآن وقبل أن تصمت المدافع وتكف الطائرات عن الأزير في سماء غزة أو ترحل الدبابات عائدة إلى حظائرها في القواعد الصهيونية بدات مصر تشعر بالإهانة وبدت مثخنة بالجراح. فهل تلملم مصر جراحها؟ وهل يبتلع الرئيس مبارك الإهانة التي ألحقها به أولمرت وليفني وباراك؟ لا أعتقد.

فها هو الرئيس في خطابه المتلفز يوم السبت 17/1 يدعو "أولمرت" من جديد إلى لقاء مع "عباس" بحضور "ساركوزي" لماذا؟

هل للخروج من المأزق؟ أو للعتاب الذي لا يفسد للود قضية ويبقى الود ما بقى العتاب!!

لقد كانت سخرية "أولمرت" من "مبارك" قاسية وهو يعلن أنه استجاب لندائه بوقف إطلاق النار الذي أطلقه عبر التليفون.

قرار معلن منذ أيام، ويدعي العدو أنه اتخذه بعد تحقيق كافة أهدافه (التي لم يعلن عنها أبدا كي لا يتعرض أثناء التحقيق للحساب العسير) واتخذه من جانب واحد دون أي اعتبار للزيارات المكوكية "لعاموس جلعاد" للقاهرة والمفاوضات الشاقة التي بذلت مصر وعمر سليمان جهودا هائلة للضغط على حماس وإجبارها على المرونة وقبول التنازلات رضيت عنها مصر أخيرًا، وبعد توريط مصر في اتفاق أمني صهيوني ـ أمريكي، على حساب مصر ويلزمها بما لا يجب أن تلتزم به أبدًا ويتهمها أنها شريكة في تهريب السلاح وهي التي أفسدت أمنها القومي بالضغوط المستمرة على أهلنا في سيناء بسبب الاتهامات التي يوجهها لهم العدو بأنهم يدعمون أهل غزة عبر التهريب المستمر للغذاء والدواء والسلاح بينما يظهر الآن حديث جديد حول التهريب عبر البحر لأسلحة إيرانية متطورة كانت سببًا رئيسيًا في صمود المقاومة ويجرى حديث غريب عن بناء جدار عازل تحت الأرض على الحدود المصرية الفلسطينية لمنع التهريب.

ولم يتحدث أحد من أبواق الإعلام أو يتساءل عن عدم هروب الفلسطينيين تحت القصف من غزة إلى رفح أو العريش، ولم يتح اجتياح الحدود، بل صمد أهل غزة خلف قيادتهم المقاومة في وجه العدوان، وقدموا الشهداء قوافل والجرحى بالآلاف ولم يتألموا أو يصرخوا إلا في وجه الذين خانوا قضيتهم وباعوهم للعدو بثمن بخس.

على مصر تلملم الآن جراحها وتحاول أن تستعيد ثقتها بنفسها، بدلا من الهجوم المستمر على قطر والجزيرة إيران.

علينا أن نلتفت إلى أنفسنا ونلملم جراحنا ونستعيد الثقة بأنفسنا فنحن نشكل أكثر من 90% من الأمة الإسلامية ولدينا قدرة على النهوض إذا امتلكنا الإرادة القوية والفهم السليم والتضحية اللازمة والوفاء المطلوب والمعرفة الصحيحة بمنهج النهوض.

والآن هل يبتلع الرئيس مبارك إهانة العدو أم يرد له الصاع صاعين بدعم المقاومة والتحول الكبير في استراتيجية مصر نحو فلسطين والمنطقة والعالم؟

إذا كان تليفون الرئيس ونداءه هو الذي أوقف العدوان فلماذا لم يتصل مبكرًا؟

وإذا كان اتصل بالفعل ووجه النداء تلو النداء فلماذا لم يستجب العدو إلا الآن؟ أم أن التليفونات كانت مفقودة والحرارة ضائعة والصوت لا يصل.

يعيد الرئيس طرح مبادرته التي أهدرها العدو واستهزأ بها بينما تجاوبت معها حماس ورحبت بها وتعاملت بمرونة على قمة دولية في "شرم الشيخ" يرأسها معه "ساركوزي" وهذه بالتالي تعيد إلى الأذهان القمة المأسوف عليها في نفس المكان أيضا عام 1996 م والتي رأسها "كلينتون" وحضرها "بيريز" و"عرفات" وسموها "ضد الإرهاب" وكانت نتيجتها ما حدث في "نيويورك" و"أفغانستان" و"العراق" و"الصومال" و"لبنان" و"فلسطين" وإزاحة عرفات من المشهد بالسم القاتل.

ماذا يريد الرئيس مبارك من الإصرار على نفس الأسلوب وذات الطريقة؟

ألم نتعلم بعد من التجارب الفاشلة؟

هل يستطيع الرئيس أن يقول بملء فمه: إن المقاومة في غزة وفلسطين مقاومة مشروعة وحركة تحرير وطني وليست إرهابًا يجب مقاومته؟

هل يستطيع الرئيس أن يقول لزعماء أوروبا الذين أعلنوا عن حضورهم ان المطلوب منهم ليس وقف تهريب السلاح عبر البحر إلى غزة وللمقاومة لدرء خطر عن العدو بل منع إمداد هذا العدو بالسلاح الذي يقتل به الأبرياء والأطفال والنساء والأطباء والشيوخ والمدنين؟!

هل يستطيع الرئيس أن يقول لهم : إنكم ارتكبتم في تاريخنا الحديث أكبر جريمة مرتين: مرة باضطهادكم اليهود في أوروبا ثم مرة أخرى بزرع إسرائيل في الجسد العربي ثم ثالثا بتكريس هذا الوجود الاستيطاني ودعمها في كل حروبها ضد العرب والمسلمين وذبح الفلسطينيين؟

الرئيس يبحث عن دور جديد وورقة اعتماد يقدمها للرئيس "أوباما" فهل نجحت مصر في تقديم أوراق اعتمادها جديرة باهتمام الإدارة الجديدة . أشك كثيرا وإذا كان شكي في محله فإن مصر قادمة على تغييرات حقيقية وهامة.


الشهيد سعيد صيام على درب الشهداء

إلى جنة الخلد أبا مصعب يا من اخترت الخنادق وسط المقاتلين ولم تغب يوما عن ساحات الجهاد في الانتفاضة وفى المعتقلات وفى الإعداد للكتائب وتدريب القوة التنفيذية الشرطية وفى موقع وزير الداخلية وفى قيادة حماس.

إلى رحمة الله مع ابنك وشقيقك اللذين رافقا رحلة الجهاد وأصرا على البقاء بجوارك رغم الخطر ليرتقوا معك إلى منزلة الشهداء.

قيادات حماس والمقاومة يضربون القدوة لنا جميعا في معنى القيادة الحقيقية.


متى نشهد لجنة تحقيق جديدة في تل أبيب؟

بعد لجان "كاهانا"و "اجرانات" و"فينوجراد" يأتي السؤال الآن ؟ متى يعلن العدو عن تشكيل لجنة تحقيق جديدة والفشل العسكري والسياسي في حرب غزة؟ بعد الفشل الذي سبق في حرب لبنان 2006 ؟ وهل تنعكس أثار الفشل على الثلاثي المتورط "أولمرت" وباراك" و"ليفني" وبالذات "ليفني" و"باراك"؟ وهل يكون ذلك الفشل إيذانا بالسؤال عن مستقبل ذلك الكيان كما تساءلت مجلة "تايم" الأمريكية في عددها الأخير ؟can Israel survive?




رسالة إلى أوباما تحولت إلى برقية

كان في تقديري أن اكتب رسالة إلى أوباما في يوم تنصيبه في مقال اليوم ولكن اكتفى ببرقية سريعة: تكلم يا رجل. انطق.. أوقف المذبحة.... ابني مصداقية لك في المنطقة: مصلحتك ومصلحة بلادك أن تقول لا للعدو الصهيوني وللمجزرة القائمة الآن في غزة، فلتكن أكثر قسوة مع قادة الصهاينة هذا رأي الكاتب في النيوزويك وليس مجرد رأي قلته أنا


مصر لا وارث لها

مصر بددت رصيدها التاريخي عندما تولى صبيان أمانة السياسات إدارة الملفات الاقتصادية والاستراتيجية وعندما وقعت اللجنة أسيرة ملف التوريث..المصيبة أن مصر لا وارث لها ليقود العرب والمنطقة.


في عزاء د. محمود أمين العالم

سألني وحيد حامد متعجبا: ما الذي أتى بك؟ وقال :إنني لا اسمع إلا ذكريات من نوع : في أي معتقل كنت ؟ إلى أي منظمة شيوعية انتسبت ؟ وهل انضممت إلى التنظيم الطليعي ؟ ما الذي أتى بك؟ لم أكن وحدي من غير الشيوعيين في العزاء : كان هناك كثيرون يؤمنون بأهمية وحدة الصف الوطني على أسس سليمة لمواجهة الأخطار التي تواجه الأمة ويقدرون مكان الفقيد مهما كان حجم الاختلاف الايدولوجي والفكري والسياسي معه أثناء حياته .

وبهذه المناسبة لا أنسى كيف حاسب المرحوم " مأمون الهضيبي " نفسه على تسرعه في الإجابة على سؤال الراحل د. فؤاد مرسي : توأم العالم في قيادة الحركة الشيوعية أمامي عندما سأل : ألا يمكن أن يكون الشخص ماركسيا ومسلما ؟ لقى فؤاد مرسي ربه بعد ذلك اللقاء بيومين تقريبا وكان لوم الهضيبي لنفسه انه تسرع ولم يستفسر عن معنى السؤال ليحدد وجهة الإجابة لعله يساعد الرجل في مخرج مشرف له أمام الله ولعله يلقى الله مؤمنا مسلما.


رحيل عالم بارز وقطب يساري أخر ا.د. عبد العظيم أنيس

بعد رحيل د. محمود أمين العالم بأيام رحل زميله في الكفاح والنضال المفكر البارز وعالم الرياضيات الشهير الأستاذ الدكتور عبد العظيم أنيس الذي ترك العمل الحزبي والتنظيمي والسياسي أيضا منذ سنوات وفى عزاه اجتمعت المعارضة ورموز حكومية لأنه خال الوزير طارق كامل وشقيقه ا.د. حسام كامل رئيس جامعة القاهرة.

يرحل القادة البارزون للحركة الشيوعية واليسار المصري واحدا اثر الأخر منذ سنوات إسماعيل صبري عبد الله وفؤاد مرسي وإبراهيم سعد الدين والعالم وأنيس وغيرهم دون أن نرى وجوها جديدة تحاكي تلك الوجوه التي حفرت تاريخ في ضمير اليساريين والتف حولها نخبة آمنت بصدقهم ونقائهم رغم الاختلافات الحادة


المصدر : نافذة مصر