مصر.. بعد ما سرقوها حرقوها

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
مصر.. بعد ما سرقوها حرقوها


كانت مصر على موعدٍ مع كارثةٍ جديدةٍ لم تكن أبدًا في الحسبان، ففي تمام الساعة الخامسة والثلث من عصر الثلاثاء الموافق 200819/8/م فوجئ الشعب المصري بكارثة حقيقية تهدده، ليست هذه المرة كارثة عبَّارة الموت السلام 98 التي راح ضحيتها أكثر من ألفٍ من المصريين وخرج الجاني منها مظلومًا صاحب حق، ولا كارثة إنفلونزا الطيور التي أتت على الأخضر واليابس في ثروة مصر الداجنة، كما لم تكن الكارثة مثل كارثة عمارة الموت بمدينة نصر، ولا حادث احتراق قطار الغلابة في الصعيد عام 2002م، الكارثة أيضًا فاقت احتراق مسرح بني سويف الذي التهمت نيرانه مجموعةً من فناني مصر وتعاملت الحكومة معهم كما تتعامل مع غيرهم من فئات الشعب رافعة شعار "المركب اللي تودي".

الكارثة هذه المرة فاقت كل هذه الكوارث.. إنه إحراق تاريخ مصر السياسي والحزبي، بل والبرلماني، فحريق مجلس الشورى والمهزلة التي صاحبت الحريق سواء في عمليات الإطفاء أو السيطرة على الحريق، تؤكد أنه لم يعد هناك شيءٌ غاليًا على نفس هذه الحكومة التي ألهبتنا بالكوارث الواحدة تلو الأخرى أفظع وأشد قسوةً على هذا الوطن.

فمجلس الشورى ليس مجرَّد مبنى عتيق بوسط القاهرة، ولكنه مبنى يُجسِّد تاريخ مصر، كما أنه يعتبر عنوانًا لحاضرها ومستقبلها، فهل هذا الحريق مدبر؟ ربما نعم وربما لا، ولكن المؤكد أن التعامل الذي تم مع الحريق يؤكد أن هناك أصابع خفية سعدت كثيرًا بما حدث في الغرفة الثانية للبرلمان ومطبخ الحياة الحزبية بمصر.

وفي هذا الملف نرصد ما حدث في حريق مجلس الشورى والرسائل الخفية من ورائه ومصير الأوراق التي دمَّرها هذا الحريق، وهل ما حدث يؤثر بالسلب على الحياة السياسية في مصر أم أنه مجرَّد قضاء وقدر.

المصدر