مصر.. احتفال حاشد بدخول الانتفاضة عامها الخامس

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث

- حبيب: المقاومة أعادت إلينا روح البذل والتضحية

- حمدي السيد: دعم الانتفاضة دعم لأمن مصر القوي

- زكريا جاد: لا حلَّ للقضية الفلسطينية إلا بخروج الصهاينة

- الغزالي: كرسي يايسن يفوق كراسي الحكم العربية


كتب- محمد الشريف


    • نظمت نقابة الأطباء المصرية مساء أمس- الجمعة 1/10/2004م- احتفالاً حاشدًا بمناسبة دخول الانتفاضة الفلسطينية عامها الخامس تحت عنوان "الانتفاضة والمقاومة.. وبشريات النصر".. حضره مئات المصريين وممثلين للتيارات السياسية والحزبية والنقابية المختلفة يتقدمهم جماعة الإخوان المسلمين وأحزاب الوفد والناصري والعمل ونقابتي الصيادلة والتجاريين إلى جانب نقابة الأطباء.


    • واتفق المشاركون في الاحتفالية على أهمية استمرار خيار المقاومة، واعتبروه الخيار الوحيد الذي يجدي مع العدو الصهيوني، والذي يمكن بواسطته تحرير الأراضي الفلسطينية، فضلاً عن الأراضي العراقية التي يحتلها العدو الأمريكي، وشدد المشاركون على ضرورة دعم الانتفاضة الفلسطينية بكافة السبل ماديًّا ومعنويًّا ومقاطعة لبضائع العدو الصهيوني والأمريكي.


    • وأكد المشاركون على أن المقاومة نجحت في تحقيق توازن القوى مع العدو الصهيوني، كما نجحت المقاومة العراقية في إفشال المخطط الأمريكي الذي كان يهدف إلى تدمير العراق ثم الالتفات إلى سوريا وإيران ودعوا الأنظمة العربية إلى الالتفات إلى مثل هذه النجاحات وعدم الامتثال لأوامر الأمريكان والخنوع لهم، مؤكدين على أن المقاومة في العراق وفي فلسطين هي حصن الدفاع الأول عن مصر وباقي الدول العربية.


    • كما شدد المشاركون في الاحتفالية على ضرورة استشعار ومعايشة ظروف الحياة التي يعيشها الشعب الفلسطيني وأن نُربي أبناءنا على الظروف التي يتربى عليها أبناء الانتفاضة الفلسطينية.


تحية إلى الشعب الفلسطيني

    • ففي كلمته وجَّه الدكتور محمد حبيب- النائب الأول للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين- التحيةَ إلى الشعب الفلسطيني البطل الذي لا يدافع عن أرضه وعرضه ومقدساته فقط، وإنما يدافع عن كرامة وشرف الأمة العربية والإسلامية، وتساءل ما الذي كان يمكن أن يحدث لولا هذه البطولة الفذة في مواجهة كيان صهيوني وإدارة أمريكية تريد أن تستبيح المنطقة وحرماتها ومقدساتها, واستطرد قائلاً: ما كان هناك مَن يتصور أنَّ الانتفاضة سوف تستمر لأيام أو لأسابيع، فإذا بها تتخطَّى العام الرابع وتدخل العام الخامس، وما تحقق ذلك إلا للقدرة العبقرية لهذا الشعب الحي الذي قرَّر ألا يلين في مواجهة المحتل الغاصب.


    • وطالب حبيب بضرورة أن نتوقف طويلاً أمام الشعب الفلسطيني لتعرف كيف يعيش في هذه الظروف: فهم يعيشون حياة غاية في القسوة؛ فالصبية الصغار لا يعيشون أعمارهم كما يعيش أطفالنا، ولا يبيتون في منازلهم كما يبيت أطفالنا، ولا يأكلون كما يأكل أطفالنا، ولا يحلمون كما يحلم أطفالنا، ولذلك علينا أن نلقن أطفالنا كيف يعيش هؤلاء الأطفال وكيف يُدافعون عن المسجد الأقصى.


    • وشدد حبيب على أنه رغم المعاناة التي يعيشها هؤلاء الأطفال وأمهاتهن وأخواتهن ورغم ما يُعاني الأسرى في سجون الاحتلال إلا أن الأمةَ تظل صابرةً وصامدة في مواجهة القمع والبطش والمجازر الوحشية.


    • داعيًا إلى ضرورة دعم الفلسطينين بالمال، ومؤكدًا أنهم في أمسِّ الحاجة إليه لمواجهة الاعتداءات المستمرة، ومشددًا على أهمية تفعيل سلاح مقاطعة بضائع العدو الصهيوني والولايات المتحدة وإنجلترا.


صناعة الروح

    • وقال حبيب: إن الانتفاضة الفلسطينية والمقاومة العراقية أعادت للعالم الإسلامي الروح والبذل والتضحية والعطاء والفداء والجهاد وحب الاستشهاد التي تسري الآن في كيان العالم العربي والإسلامي، وأضاف لقد أعادت انتفاضة عام 1987م القضية الفلسطينية إلى الضوء من جديد، بينما أعادت الانتفاضة الحالية الروح للعالم العربي والإسلامي.


    • ودعا المقاومة الفلسطينية إلى ضرورة وحدة الصف وألا يلقي سلاحه الذي هو الضمانة الوحيدة أمام القمع والجبروت والمجازر الوحشية التي تُرتكب يوميًّا، وفسَّر حبيب الهجوم الأخير على غزة بالدبابات بأنهة محاولة لتجميل الوجه، كأنه يقول للعالم إنه خرج من غزة منتصرًا ولم يخرج مهزومًا، وأنه يريد أن يضيع بهذه المجازر ثمرة انتصار الانتفاضة في غزة، فضلاً عن ذلك فإنه يرغب من وراء كل هذا إلى كسر إرادة المقاومة والشعب الفلسطيني ودفعه إلى الاستسلام وقبول الاحتلال ورفض خيار المقاومة، واستطرد قائلاً: وهو يتصور في لحظة أنه يمكن أن ينجح في مخططته هذا إلا أنَّ الواقع عكس ذلك تمامًا فالشعب الفلسطيني حي ولديه القدرة على الصمود.


    • وأكد حبيب على أنَّ عجز الأنظمة العربية هو الذي شجَّع شارون على اجتياح غزة وافتعال المجازر فهو يعلم يقينًا عجز الأنظمة العربية وتشرذمها، وأضاف: لو علم حكامنا حقيقة هذه المقاومة وما تفعله في العدو الصهيوني وقيمة ما يقومون به وأنهم حائط الصد الأول عنهم لقدموا إليهم المعونة التي هم في أمسِّ الحاجة إليها، وخاصةً توفير سلاح ال آر بي جي الذي إذا توفر لأمكن للمقاومة أن تحقق انتصارات غاية في الأهمية، ومَن ثَمَّ فقد آن لحكامنا أن يفهما ذلك، وأن يلتحموا بشعوبهم فهي القادرة على الوقوف في وجبه الجبروت الذي يتهددهم، وعليها ألا تنظر إلى شعوبها نظرة تعالى واستعباد كما يفعل الحزب الحاكم في مصر مع الشعب موضحًا أنَّ مؤتمر الحزب الحاكم المصري الأخير قد كشف أن قيمة الإنسان لديهم قيمة رخيصة، ولذلك نقول إنه لا يمكن أن يحدث تقدم أو نهضة أو استجابة ما لم يكن هناك إرادة شعبية ورأي عام قوي وضاغط.



المقاومة وأمن مصر

    • ومن جانبه انتقد الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء المصريين دعوات البعض الذين يطالبون مصر بالانشغال بقضاياها الداخلية دون الالتفاتلا إلى مشكلات العالم العربي والإسلامي، وقال إن مثل هذه الدعوات يقصد بها حصار مصر وإضعافها وتمزيقها، مشيرًا إلى أنَّ الانتفاضة الفلسطينية هي انتفاضة ضد الاعتداء على الأراضي المصرية، وقال إننا إذا عزلنا أنفسنا فإنَّ الدورَ سوف يأتي علينا، موضحًا أن المقاومة في العراق وفي فلسطين قد منعت العدو الأمريكي من الاستمرار في مخططته الإمبريالي الذي يهدف إلى توسيع رقعة الدول العربية المحتلة، فلولا المقاومة لهاجم سوريا ولضرب إيران ولحاصر مصر وأخضعها لمشروع الشرق الأوسط الكبير.


    • وطالب السيدُ الحكوماتِ العربية والإسلامية بتنفيذ تعهداتها تجاه دعم القضية الفلسطينية، خاصة الدعم المادي.


    • أما الدكتور زكريا جاد فقد حمل على الإدارة الامريكية وانتقد تصريح وزير خارخيتها "كولن باول" الذي طالب الفلسطنين مؤخرًا بوقف الانتفاضة ولم يطلب من شارون وقف المجازر التي يرتكبها في صفوف الشعب الفلسطيني، وقال إن مثل هذه المواقف تؤكد أنَّ العدو الصهيوني هو رأس الحربة الأمريكية في المنطقة.


    • وتحدث جاد عن اليأس الذي لَحِقَ بالصهاينة من جرَّاء الانتفاضة الباسلة، وقال إن إقامة العدو الصهيوني لجدار الفصل العنصرى ليس إلا نتيجة لليأس، ويعكس حالة الهلع االتي يعيشها العدو الذي أصابهم، موضحًا أن التاريخ يؤكد أنَّ كل تجارب العزل من جدر وأسوار وخطوط هي إلى زوال، مشددًا على أن الانتفاضة بدأت ولن تنتهي إلا بخروجهم من الأراضي الفلسطينية المباركة وعودتهم إلى البلاد التي أتوا منها.


الانتفاضة المعجزة

    • أما الدكتور عبد الحميد الغزالي- القيادي في جماعة الإخوان المسلمين ووكيل نقابة التجاريين المصريين- فقد وصف الانتفاضة الفلسطينية بأنها قدمت صورة معجزة؛ فقائدها الشهيد أحمد ياسين ضرب مثلاً للشهامة والبطولة والفداء وهو قعيد يجلس على كرسي يعادل كل كراسي الحكام العرب الخانعين، وقال أمام صورة المقاومة المشرفة في العراق وفلسطين نجد الصورة الحزينة والمؤلمة والمهينة لأنظمتنا العربية والإسلامية فلا نسمع حتى بيانات شجب لما يحث الآن من مجازر في فلسطين والعراق، وإنما شيمتهم السكون؛ بل إنَّ هناك من الأنظمة مَن هو متواطئ وذليل ويعمل ليل نهار لإرضاء المحتل.


    • وأثنى على صمود المقاومة في العراق وفلسطين رغم الأسلحة المحدودة التي يمتلكونا في الوقت الذي تمتلك فيه الأنظمة العربية السلاح والعتاد ولا تنستخدمهم إلا في الاحتفال بالمناسبات الاحتفالية فقط، وتساءل أين ومتى تستخدم هذه الجيوش إن لم تستخم الآن؟! متى وأين تتحرك هذه الجيوش دفاعًا عن الأمة إن لم تتحرك الآن.


    • وبعث الغزالي برسالتين إلى النظام المصري طالبه فيها بالكف عن الضغط على الانتفاضة الفلسطينية والكف عن القيام بما يريده المجرم شارون لنوقف ما يُسمَّى بالترتيبات الأمنية حتى لا نلغي 50 عامًا من جهاد الشعب المصري في دعم هذه القضية، وقال إن الرسالة الثانية مفادها أنه يتعين أن يتخلى النظام عن تصرفاته العبثية وتخيره وتجنيده كل إمكانات مصر لتلميع صورة شخص بينما الأمة تذبح في فلسطين والعراق.


    • أما الدكتور عصام العريان القيادي في جماعة الإخوان المسلمين وأمين صندوق نقابة الأطباء فقد وصف الشعب الفلسطيني بالبطل؛ حيث استطاع وهو أعزل ولا يمتلك القدرة العسكرية أن يصمد ضد الآلة العسكرية الصهيونية، بل استطاع أن يهزه وأن يطرح تساؤلا ت حول مستقبله في المنطقة بعد أن فرض إرادته وأفشل كل المخططات التي تهدف إلى شطبه من الخريطة الفلسطسنية وشطب قضيته من دائرة الاهتمام العالمي، وأضاف لقد استطاعت الانتفاضة أن تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح بعد أن أكدت أن شعبها مستعد لدفع الثمن وتقديم التضحيات حتى ولو كانت بعيدة عن الدعم العربي، مشيرًا إلى نجاح هذه الانتفاضة في فضح الأكاذيب وكشف العجز والتخاذل العربي.


    • وشدد العريان على أهمية تفعيل سلاح المقاطعة ووقف كافة أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، ولنعلن أن العلاقة الطبيعية مع هذا العدو الصهيوني هي العلاقة التي تنتهجها المقاومة في فلسطين.


انتفاضة الأمة

    • ومن جانبه، قال أ. فاروق العشري- عضو المكتب السياسي للحزب العربي الناصري- إنَّ الانتفاضة الفلسطينية كانت سببًا في انتفاضة العالم العربي والإسلامي، خاصةً بعد أن كشفت هذه الانتفاضة الباسلة حقيقة الصراع العربي- الصهيوني فأصبح الصراع بلا جدالٍ صراعه وجود لا صراعَ حدود، مشددًا على أن معاهدات السلام مع العدو الصهيوني لم تقدم حلولاً في الوقت الذي وضعت يه الانتفاضة الفلسطنية بصمتها أكدت فيه أن وجودنا مرهون برحيل العدو الصهيوني من المنطقة.


    • وانتقد مواقف الدول العربية وعلى رأسها مصر التي أرادت طمس حقيقة الصراع مع العدو الصهيوني، وحاولت القيام بعمليات تطبيع معه، وقامت في سبيل ذلك بتزييف المناهج لمحو حقيقة الصراع مع العدو والقبول بوجوده.


    • ومَن جانبه أكد أ. محفوظ عزام- نائب رئيس حزب العمل "المجمد"- أنه لا فرقَ بين الاحتلال الأمريكي والعدو الصهيوني، كما لا فرق بين أمريكا وفرنسا التي وصفت حزب الله وحماس بالإرهاب، مشيرًا إلى أن الغرب جميعًا يسير بهدف القضاء على الإسلام والعروبة، وشدد على أن الأوضاع الراهنة تحتاج إلى انتفاضة في مصر ترد إلينا حريتنا وكرامتنا.


توازن الردع

    • أما الدكتور يونس القسطل- المتحدث الرسمي لحماس في المنطقة الجنوبية- فقد أكد عبر اتصال هاتفي أن الانتفاضة المباركة تقتحم عامها الخامس وهي أشدُ عفوانًا وأصلب عودًا، وأنها انتقلت من توازن الرعب إلى توازن الردع مع العدو الصهيوني، فالنسبة بين شهدائنا وقتلاهم تقلصت من 1 إلى 13 في بداية الانتفاضة إلى 1 إلى 3، وأضاف: لقد أكرمنا الله بالتصنيع المحلي للسلاح من قنابل وعبوات ناسفة وصواريخ، وسوف نتوصل قريبًا بإذن الله بامتلاك القدرة على إسقاط الأباتشي.


    • وقال إن الانتفاضة أفشلت كافة مخططات التسوية من قبل بعض الأنظمة العربية والسلطة الفلسطينية، فضلاً عن أنها حطمت كل النظريات الصهيونية بدءً من تصفية القيادات وانتهاءً بالجدار العازل، وشدد يونس على أن مبشرات النصر تلوح، وأن تباشير عودة الخلافة الإسلامية قد عادت.


    • أما اللواء محمد لبيب- مساعد رئيس حزب الوفد- فقد أشار إلى أن المواطن الصهيوني قد فقد الإحساس بالأمن، وازدادت الهجرة العكسية من جرَّاء هذه الانتفاضة المباركة واهتزت ثقته في مؤسسة الحكم نتيجة العنف المبالغ فيه من قبل قوات الغدو الصهيوني.


المصدر : إخوان أون لاين