مصر..عمل وإتقان لا إضراب وعصيان
بقلم : خميس النقيب
لقد كان الفضل لله في قيام ثورة 25 يناير والحفاظ عليها ، الثورة التي ابهرت الدنيا وفاجأت العالم وانهت عهد الفساد والاستبداد في مصر والوطن العربي ، وفي مواكبة الذكري الاولي لهذه الثورة المجيدة انطلقت دعوات كثيرة في الايام الاخيرة بالاحتفال اوالاعتصام أو الانتقام او التظاهر أو العصيان ، نعم نريد يوم 25 يناير عيدا قوميا لمصر لانه لايقل عن 23 يوليو او 6 اكتوبر او غيره من الاعياد الوطنية والرسمية ، وكذلك يوم 11 فبراير بأشهر تنحي، لنفرح ولنبدأ اول عيد لهذا الحدث بشكر الله عز وجل ، وشكر الله يجب ان يكون بالعمل لا بالكسل ، بالنهوض لا بالقعود ، بالانطلاق لا بالانغلاق ، بالانتشار لا بالحصار ..!! لما كان فضل الله عظيم وعميم علي ال داوود تواضعوا هم اكثر ".. فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ "(النمل:40).. وامرهم الله ابالعمل شكرا له علي نعمه وفضله "يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْراً وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ "(سبأ:43) والوطن في هذه المرحلة يحتاج الي المخلصين الذين ثاروا لهدم الفساد ثم هدأوا لبناء الامجاد اتباعا لمقولة الشيخ الشعراوي رحمه الله ، اما الذين يفتعلون المشاكل هنا وهناك ، يدعون لاضرابات في غير وقتها المناسب ، ويروجون لعصيان مدني وهذا لم يعد يجدي ، بل يهدم أكثر مما يبني ، هؤلاء يفتحون المجال بدعواهم للمخربين والمندسين ، فيشاركونهم يقصد أو بغير ، وربما يندمون يوما علي ما خلفوه من اذي وحرق ودمار للوطن والمواطن ، الاستقرار اولا فالبناء ثم التنمية فالنهضة فالرفاهية التي ينشدها كل مواطن ، ولن ياتي ذلك بوقف عجلة الانتاج من اجل احتفالات شكلية ومظاهرات عشوائية قد تنقلب لا قدر الله الي خلافات عنفية دموية ...!!
انما يجب ان يكون الاحتفال باتقان العمل وزيادة الانتاج ، ودفع عجلة التنمية وصولا للاستقرار المنتظر ، العامل في حرفته ، والطبيب في عيادته ، والقاضي في قضيته ، والمدرس في فصله ، والمذارع في حقله ، والضابط في مكانه والمهندس في مصنعه ، الكل يتقن عمله ويرضي ربه ويخلص لوطنه ، شاب وفتاة ، رجل وامرأة ، كبير وةصغير ، غني وفقير ، عندما تتحقق النهضة باذن الله - وهي ليست منا ببعيد بعد ان اخرج الشعب المصري اروع انتخابات للبرلمان علي مدي عهود وعقود شهد بها القاصي والداني والعدو، والصديق ، والقريب والغريب – عندها نحتفل كيف نشاء بما لا يخالف شرع ولا عرف ...!! اما جهاد الوقت ليس إضراب أو عصيان بل هو العمل والإتقان " وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ "(التوبة:105)
واذا كان العمل الدؤوب يغلفه الاخلاص المصحوب ، فإن الصعب سيهون ، والضر سينكشف ، والبعيد سيدنو و الأيام تقرب البعيد والزمن جزء من العلاج..عندها ينطلق العظماء فيكتمل البناء ويتحقق الوفاء" .. وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً "(الإسراء:34) ...!! الوفاء لدم الشهداء ، الوفاء بشكر رب الارض والسماء ، الوفاء بالعهود المقطوعة ، الوفاء بالوعود المعقودة ..!! وحتي يتحقق ذلك .. فمصرالثورة ..عمل وإتقان لا إضراب وعصيان...!!
حمي الله مصر ، كنانته في الارض ، وبارك الله شعبها ووفق الله قادتها ...
المصدر
- مقال:مصر..عمل وإتقان لا إضراب وعصيانموقع:الشبكة الدعوية
