مراحل الانضمام الى الجماعــــة
كانت صلة الناس بالجماعة تتم على مراحل فهناك الصديق الذى يحب ولكن لا يشارك وهناك المنتسب الذى لا يمارس الكثير من أعمال الجماعة ثم الاخ الذى يبايع ويتناول أعباء الدعوة فى هوادة وهناك الاخ العامل الذى يرى أن أهله وماله وحياته ملك للدعوة إذا ما تطلبه موقف من المواقف وستأتى إن شاءالله فيما يلى الصفات التى يجب أن تتوفر فى الأخ العامل وحسبك أن تعلم أن أحد إخوان محافظة الشرقية أرسل ابنه مع المجاهدين فى فلسطين حيث استشهد . فلما ذهب الامام لتعزيته سأله : هل أتيت لتعزينى أم لتهنئنى إن كانت الأولى فارجع مشكورا وإن كانت الثانية فأهلا ومرحبا لأنك طالما تحدثت عن مكانة الشهداء عند الله وأرجو أن يكون ابنى هناك وأن يلحقنى به خاتما لى بالايمان .
وبهذه المناسبة كنا نسمع المنشد يقول لا إله إلا الله عليها نحبيا وعليها نموت وفى سبيلها نجاهد وعليها نلقى ا لله .
أما أيامنا هذه فنرى منشدى الفجر لا يذكرون عبارة ( وفى سبيلها نجاهد ) هل نسوا هذه الكلمات أم يتعمدون البعد عن كلمة الجهاد فرارا بأنفسهم من تبعاتها وإن كان لا حذر ينجى من قدر أم أنهم مأمورون بأن لا يتعرضوا لكلمة الجهاد ؟ من الذى أمر ؟ لست أدرى وإن كان الأمر ليس فى حاجة الى علم أوو دراية وهكذا تتسرب ا لقيم الدينية التى تربط المسلم بعقيدته فترة بعد فترة حتى يصبح الاسلام طقوسا وأشكالا خاوية من الأصل الذى من أجله جاء الاسـلام لاصلاح حال العباد والبلاد .
ولعل دعوة الاخوان المسلمين ما قامت إلا لدرء هذه الأخطار التى تنخر فى عقيدة المسلم دون أن يحس بالهاوية التى تحفر تحت قدميه حتى يتردى فى أعماقها بعد حين .
ليس هذا فحسب ولكن ما جاء من سينما ومسرح وتلفزيون وإذاعة لا هم لها إلا دفع المسلمين الىا لشباك والتقليد الأعمى بحجة المدنية والحضارة والقوة وما فى الاسلام من عيب أو نقص ولكن المصيبة فى بعض المسلمين . إنى لا أرى أن دعوة الاخوان جاءت كرد فعل لتعصب أعداء الاسلام ضده ولكنها قامت لرد المسلمين الى أصول دينهم وتعاليمه التى أخذ ضياؤها يخبو فترة بعد فترة .
