محمد كريم راجح

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
محمد كريم راجح والقوة في الحق

موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمين (إخوان ويكي)

نشأته

محمد كريِّم بن سعيد بن كريم راجح (ولد 1344هـ/ 1926م) ، في كفر حور وهي قرية تبعد حوالى خمسين كيلومتر من دمشق ، ويعتبر هو شيخ قراء بلاد الشام.

يصف نشأته فيقول: حفظت القرآن منذ مراهقتي، وطلبت العلم أثناء ذلك، وكان شيخي الأول فضيلة شيخ القراء الشيخ حسين خطاب، بعده العلم الفرد الشيخ حسن حبنكة، ثم انتسبت إلى جامعة دمشق، فحملت الإجازة في العلوم الشرعية، ثم إلى كلية التربية فحملت الدبلوم العامة، ثم كنت مدرساً في بصرى الشام، ثم مفتياً في ناحية إزرع من جنوب دمشق، وتنقلت في أكثر من مسجد خطيباً، وأنا الآن أخطب في جامع الحسين في الميدان، وشغلت منصب الإمامة لمساجد متعددة، وأنا الآن شيخ قراء دمشق، وأستاذ في قسم التخصص في معهد الفتح الإسلامي، وأستاذ في مجمع الشيخ أحمد كفتارو، والمستقبل بيد الله، واختصرت تفسير القرطبي في خمسة أجزاء، وتفسير ابن كثير في جزئين، واختصرت شرح النووي على صحيح مسلم، وهو قيد الطبع، وتفسير مختصر للقرآن الكريم وهو قيد الطبع.

وقد تلقيت الشاطبية والدرة على شيخنا شيخ القراء الشيخ أحمد الحلواني الحفيد، كما تلقيت طيبة النشر على شيخنا عبد القادر قويدر العربيلي رحمهما الله تعالى.

تعليمه

كانت والدته من ذوات الدين، وكانت تعلم القرآن للصغار في بيتها، فبدأ تعليمه حين كان صغيراً عندها.

ثم أنشئت المدارس النظامية فوضعته والدته عند الشيخ ياسين الزرزور الذي كان أخوها في الرضاعة وابن خالها، فتعلم عنده القرآن والكتابة والإملاء والأعمال الأربعة في الحساب.

ثم درس العلوم العربية والإسلامية في جامع منجك.

حصل على الشهادة الثانوية، التي أهلته لدخول كلية الشريعة، التي حصل منها على الإجازة، ثم درس الدبلوم في كلية التربية. ثم عين في وزارة الأوقاف للتدريس.

شبابه وبداية صلته بالشيخ حسين خطاب

بدأ الشيخ كريم عمله منذ كان في عمر الصبا، حيث عمل في مطبعة الهاشمية لصاحبها أبو أكرم الطرابيشي ومحمد هاشمي كتبي، وكان له رفاق لم ينشؤوا على التدين، فكانوا يحاولون أخذه إلى أماكن اللعب والتسلية، كالسينما مثلاً، وكان الذي يذهب إلى السينما في نظر أهل الميدان يستحق التأديب، فذهب معهم مرة إلى السينما ولم يعد إلى منزله حتى الساعة الثانية عشر ليلاً، فلما عاد رأى والدته في الطريق تفتش عنه، فلما رأته قالت له:

((يا بني، والدك مسافر، وأنا وحدي وأنت أكبر أولادي، ولا تعود حتى الساعة الثانية عشر، أين كنت؟)) قال لها:

((كنت بالسينما)) فقد علمته أن لا يكذب، فقالت: ((أليس خيراً لك من السينما أن تذهب إلى الأستاذ الشيخحسين خطاب تتعلم عنده القرآن وتتعلم منه الدين)) فوقعت هذه الكلمة من أذنه كموقع قول الله تعالى: ((ألم يأن الذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله)).

وفي اليوم الثاني أنهى عمله وذهب مباشرة إلى جامع القاعة واتصل بالشيخ حسين خطاب وطلب أن يتعلم منه، فحفظ عنده القرآن الكريم من أوله إلى آخره في سنة واحدة.

حفظ القرآن وهو في طريقه إلى المطبعة وفي عودته منها، وحفظ عليه نظم الغاية والتقريب من الفقه الشافعي وحفظ ألفية ابن مالك في النحو والصرف، كما حفظ قصائد من الأدب.

وبعد ذلك انقطع الشيخ كريم راجح إلى جامع منجك في الميدان، عند الشيخ حسن حبنكة، وبدأ يقرأ العلوم الإسلامية والعلوم العربية.

ثم أصبحت صلته بالشيخ حسين خطاب واسعة عبر جامع القاعة، الذي كان شيخه ثم قويت العلاقة بينهما حتى أصبحت أقرب إلى الزمالة.

بدأ جمع القراءات مع الشيخ حسين خطاب عند الشيخ محمد سليم الحلواني، الذي كان شيخ القراء في تلك الفترة، فحفظ عليه الشاطبية، ولكن توفاه الله بعد ذلك، فأتم جمع القراءات العشر مع الشيخ حسين خطاب عند الشيخ أحمد الحلواني (الذي آلت إليه مشيخة القراء بعد أبيه، وبعده آلت إلى أخيه سعيد، ثم الشيخ حسين خطاب، وبعده الشيخكريم راجح).

فجمع عليه القراءات العشر الصغرى (من طريقي الشاطبية والدرة) وأتمها عليه في مدة وجيزة، وزيادة في توثيق ما قرأ على الشيخ أحمد سليم الحلواني قرأ القرآن كاملاً بالقراءات العشر الصغرى مرة أخرى في ختمة كاملة على الشيخ الصالح المقرئ محمود فائز الدير عطاني (ت 1384هـ) -رحمه الله- وأتمها عليه وأجازه بها.

مشايخه

في بدايات طلبه تلقى القراءات العشر مع الشيخ حسين خطاب عند الشيخ سليم الحلواني، وولده الشيخ أحمد الحلواني، من طريق الشاطبية والدرة، ثم بعد ذلك تلقى القراءات العشر عن طريق الطيبة من الشيخ عبد القادر قويدر في قرية عربين شمال دمشق.

ومن مشايخه العالم العلامة الشيخ حسن حبنكة الذي كان من أفذاذ العلماء في ذلك الوقت، والذين يصدعون بالحق ويقولون كلمة الصدق ولا يخشون في الله لومة لائم، ومن الذين حاربوا في الثورة السورية.

قرأ عليه عندما انقطع في جامع منجك في مشروع تعليم كان أنشأه الشيخ حسن للطلاب لينقطعوا في الجامع للعلم.

من تلاميذه

شيخ قراء الشام

شيخ القراء هو الإنسان الذي اعترف به علماء دمشق وكل من يقرأ القران بأنه القمة في هذا الفن، يعني ليس بعمل رسمي ولا يتقاضى عليه أجراً، فيُرجع إليه عند الاختلاف في هذه الأمور، يعتبر مرجعاً في القراءات والتدريس. آلت مشيخة قراء الشام إلى الشيخ كريم في الثمانينات.

حيث بويع له بمشيخة قراء دمشق بعد وفاة الشيخ حسين خطاب -رحمه الله- وذلك في عام 1408هـ، ومسجد بني أمية مكتظ بالناس، والشيخ حسين خطاب لا يزال مسجى في نعشه في قبلة المسجد، فأعلن الشيخ الصالح العالم شيخ مسجد بني أمية الشيخ عبد الرزاق الحلبي مبايعة الشيخ محمد كرِّيم راجح شيخًا لقراء دمشق خلفًا للشيخ حسين خطاب -رحمه الله-، أعلن ذلك بعد أن استشار فيها الشيخ المقرئ أبو الحسن الكردي.

وبعد إعلان الشيخ عبد الرزاق الحلبي ذلك أقر الجميع من علماء، وقرَّاء، ووافقت على ذلك وزارة الأوقاف بقرار من الوزير آنذاك.

ولا يزال فضيلته شيخًا لقراء دمشق أطال الله في عمره على طاعته.

مشواره في التدريس

- بدأ يدرس في المساجد وعمر ثمانية عشر سنة تقريباً، ثم درس في مدارس الدولة كمدرسة بنات الميدان، فدرس اللغة العربية والتربية الدينية.

- ثم انتقل للتدريس في الثانوية الشرعية ما يزيد عن أربعين سنة، فدرس فيها القرآن الكريم وعلوم التفسير وعلوم الفرائض وعلوم اللغة العربية.

- يدرس الآن في معهد الفتح الإسلامي قسم التخصص.

- وهو مدرس في دائرة الفتوى في مساجد دمشق:

- درس مشهور في جامع الحسن كل يوم ثلاثاء من كل أسبوع.

- وله درس في جامع المنصور.

الخطابة

الشيخ محمد كريم راجح خطيب لامع، إذا خطب أنصتت له دمشق بشيبها وشبابها، برجالها ونسائها، لا يكاد يدخل حفلاً أو مجلساً إلا ودُعي إلى الخطابة، لاشتهاره بها، وهو مع كونه قارئاً إلا أنه مشهور بخطابته التي تهز القلوب.

خطب في جامع عيسى باشا، في جامع المنصور، في جامع المزة، في جامع العثمان، في مسجد زين العابدين، والآن هو خطيب في مسجد الحسن في الميدان.

مؤلفاته

  • اختصاره لتفسير ابن كثير.
  • أوضح البيان في شرح وتفسير القرآن.
  • مختصر تفسير القرطبي.

محبته للشعر وكتابته له

الشيخ محمد كريم راجح في مكتبة خسرو بيك للمخطوطات

((لا شيء يستهويني كالشعر))، هذا ما قاله الشيخ كريم راجح في أحد لقاءاته التلفزيونية. ومن أحبِّ الشعراء إلى قلبه أمير الشعراء أحمد شوقي، كان يحبه حباً جماً، ومن أكثر قصائده التي كان يحبها قصيدة:

رعاكم ذو الجلال بني دمشق

وعز الشـرق أوله دمشقُ

فهو يقرأ كتب الشعر، وكان قد قدم لديوان الشاعر مصطفى عكرمة، وهو يعتبره صديقاً، ويلتقي معه – حسب قوله – في 3 أمور هي: العاطفة الجياشة نحو الإسلام التي يحملها الشيخ كريم في خطابته ويحملها الشاعر مصطفى في شعره.

ويلتقي معه في خفة الدم والروح التي يمتاز بها الشيخ كريم. وكذلك في حبه الكبير للأدب.

والشيخ كريم راجح له محاولات في كتابة الشعر، منها ما قاله في قصيدة لصديق له طال غيابه عنه:

طـال الغياب متى أراك

روحي وما ملكت فداك

عيـني يمينـاً أقسمـت

أن ليس تغمضـه تـراك

ونظم قصيدة عند تسلم الشيخ أحمد الحلواني لمشيخة القراء مطلعها:

لله ليلـة أنس بت أقضيهـا

كأنني من جنـان الخلد أجنيهـا

كأنها ليلة القدر التي شرُفـت

حتى أتت آيـة القرآن تطريهـا

جاءت تباشيرها نفسي على كمد

من الحياة وأوصـاب تعانيهـا

فمنذ نُبِّئْتُ أن الشيخ قد رُفِعَتْ

إليه مشيخـة القـراء يؤويهـا

زالت همومي وناداني الفؤاد أفِقْ

هذي السعود تبدت في تباهيهـا

جاءتك مشيخة القـراء لا عجب

فبيتكم حـرم ما زال يؤويهـا

هذه بعض الأبيات التي كتبها الشيخ كريم في بعض المناسبات، لكنه ليس شاعراً رسمياً، إنما حبه للشعر جعله يقرؤه ويكتبه أحياناً.

أولاده

الشيخ محمد كريم راجح متزوج وله عدد من الأبناء:

أبناؤه ستة: منهم مهندس زراعي، ومهندس معماري، ومساعد مهندس، وتاجر، ومنهم ابن حاصل على الشهادة الأزهرية.

بناته: له بنت متزوجة من الشيخ محمد فهد خاروف (تلميذه)، بنت متزوجة من ابن الشيخ علي الشربجي، وبنت متزوجة من الخطاط البارع أحمد الباري.

حفظهم الله ونفع بهم الأمة.

مواقفه

حرًم بناء الجدار الفولاذي بين مصر وقطاع غزة حيث اعتبر الشيخ محمد كريم راجح أن بناء الجدار الفولاذي « هو أشدُّ خيانةٍ عرفها التاريخ الإسلامي حتى يومنا هذا، واصفًا ذلك العمل بـالوقاحة وقال الشيخ راجح إنني لا أعلم خيانةً منذ قام الإسلام إلى يومنا هذا أشدَّ من هذه الخيانة التي تُصنَع على بصر العالم وسمعه، والذي يقوم بها من كان يُظَنُّ أن يكون حاميًا للمسلمين وقائمًا بأمرهم، وأن يكون ملجأ الأمة العربية إذا أصابها ضيمٌ أو نزل بها سوء، ثم أن يكون بعد ذلك الغطاء الكثيف لما تعمله إسرائيل ولِمَا تأتي به من قتلٍ للأطفال والنساء والمرضى والعُجَّز والشيوخ، وأن تستحل ذلك بقنابل محرمة عالميًّا وقانونيًّا.».

ضد النظام

في فترة الاحتجاجات السورية عام 2011م أعلن الشيخ محمد كريم راجح شيخ قراء الشام استقالته فوق منبر مسجد الحسن احتجاجا على التعامل الأمني مع رواد الجوامع ومنع المصلين من دخول المساجد.

وقال الشيخ راجح في خطبة مقتضبة لم تدم سوى عدة دقائق ألقاها أمام المصلين في جامع الحسن في حي الميدان بالعاصمة دمشق: "أرسل من هنا إلى وزير الأوقاف وإلى مدير الأوقاف أنني لا أخطب بعد اليوم حتى أن تنتهي هذه الأمور".

وبعد مقدمة الخطبة، تلا الشيخ راجح قولَ الله عز وجل: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18]، وأتبعه بقوله سبحانه وتعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [البقرة: 114]، ثم علق الشيخ راجح قائلاً: "والمساجد لكل الناس، لا لفئة دون فئة، وإذا كان الأمن يخاف من أن تخرج هذه الجموع من المساجد فليتخذ طريقة أخرى لا أن ينتقم من المساجد فيمنع المصلين من دخول بيوت الله من أجل ألا يكون تظاهر، وبناء على ذلك فأنا أكتفي بهذا الكلام إلى هنا وأرسل من هنا إلى إلى وزير الأوقاف وإلى مدير الأوقاف أنني لا أخطب بعد اليوم حتى أن تنتهي هذه الأمور أو أن يتفضل علي باستقالتي".

وفي الخطبة الثانية، بعد جلسة الاستراحة، لم يزد شيخ قراء الشام على الثناء على الله عز وجل وبعض الأدعية قبل أن يختم خطبته التي لم تدم أكثر من أربع دقائق.

قال عنه د. صلاح الخالدي:

فضيلة الشّيخ "محمد كْرَيِّمْ راجح" شيخ قراء الشام، متخصص بالقرآءات، ومتمكن منها، وإسناده فيها من أعلى الأسانيد في العالم الإسلامي، وهو عالِم رباني، له مواقفه الإسلامية، وهو من أكثر علماء الشّام اهتماماً بالقضية الفلسطينية، وتأييداً للجهاد والمجاهدين، وله حضور إسلاميٌّ واضح، يحبه الصالحون وأهل القرآن، داخل سوريا وخارجها..

وقد آلمه كثيراً ما يجري في سوريا من مجازر ومذابح، على أيدي "شَبِّيحة" النِّظام الدَّموي، وما كان له إلا أن ينحاز إلى الشعب المظلوم المعتدى عليه.

ولم يشأ أن يكون موقفه صادقاً سلبياً، فأعلنها بصراحة واضحة، من على منبر مسجده الذي يخطب ويُدرس فيه في حي "الميدان" بدمشق؛ اعترض على الظالمين، الّذين يعتدون على الناس، فيقتلون منهم ويجرحون ويعتقلون، ويمنعون المصلّين من صلاة الجمعة في المساجد، لئلا يشتركوا في المظاهرات بعدَ الصّلاة، وأعلن في خطبته الأخيرة توقفه عن الخطابة، واستقالته من عمله، احتجاجاً على ما يجري في سوريا من جرائم ومآسٍ، ونسأل الله أن يحفظه ويحميه هو وإخوانه المجاهدين من ظلم الظالمين!!.

للمزيد

حلقات في الإجازة والمواهب والقدرات

شيخ قراء بلاد الشام كريم راجح: هذه دمشق لا يمكن أن تطال ولا يمكن أن تذل وكتب على مذلها الذل

ألبوم الصور

ألبوم صور: الشيخ محمد كريم راجح