محمد سيف يكتب : ماذا حول إعدام الرئيس وقيادات الإخوان؟

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
محمد سيف يكتب : ماذا حول إعدام الرئيس وقيادات الإخوان؟


(8/17/ 2015 )

الرئيس محمد مرسي

تكثر في الآونة الأخيرة التكهنات حول إقدام العسكر على تنفيذ أحكام الإعدام بحق أول رئيس منتخب في تاريخ مصر ، وبحق قيادات [[جماعة الإخوان ]] .

فقائل: إنها مجرد مناورة من العسكر لإحداث مزيد من الضغط على الثورة والثوار وتحسين شروط التفاوض حال وصل الأمر إلى مائدة المفاوضات.

وقائل: إن العسكر سيقدمون على هذه الخطوة من أجل السعي إلى القضاء المبرم على تميمة الشرعية التي يتذرع بها الحراك الثوري في الشارع، والتخلص من قادة الإخوان الذين أعلنوا الصمود الأسطوري ورفضوا التسليم، وهم تحت وطأة السجن والتعذيب والقتل، لكن العسكر ينتظرون الظرف المناسب للقيام بهذا الفعل المريع.

فإذا ما تناولنا نظرية القائلين بأن الأمر مناورة من قبل العسكر ومن وراءهم، فذلك يرجع إلى أن مسألة إعدام الرئيس وقيادات الإخوان لها ما بعدها من التداعيات، فعلى مستوى الداخل، قد يدفع ذلك أنصار الرئيس إلى التخلي عن مبدأ السلمية، والاندفاع نحو العنف الذي قد يجر البلاد إلى حرب أهلية، بما يؤدي إلى دمار البلاد وهلاك العباد، ويصبح الرابح في هذا الصراع خاسرا.

وإذا أخذنا في الاعتبار أن المجتمع أصبح مرشحا للانفجار؛ نظرا لما يتعرض له من كبت للحريات وإذلال وإهانة تحت دعوى مكافحة الإرهاب، وأن الوضع الاقتصادي يزداد تأزما وتدهورا مع مرور الأيام، بما يلقي بظلاله السلبية على المواطن الذي وعد بالنعيم من قبل العسكر، فإذا هي أضغاث أحلام، وأن شعبية العسكر والسيسي في تدهور مستمر, وأن الوطن أصبح كغرفة معبأة بالغاز، يوشك أن ينفجر إذا ما اقترب منه موقف قد يفجره, وليس هناك موقف أنسب من هذا لينفجر الأمر برمته.

كما أنه واقعيا من المستحيل إخماد حراك استمر في الشارع لأكثر من عامين بعد الانقلاب على الشرعية، رغم القمع الشديد بحقه، والقضاء على تنظيم يبلغ عدد أعضائه الملايين، وأصحابه ما زالوا يدفعون من دمائهم وأعراضهم وحريتهم الكثير، سعيا وراء تحقيق مكتسبات الثورة وإعادة الأمور إلى نصابها، وأن إعدام الرئيس سيدفع باتجاه إصرار هؤلاء على التمسك بطريق الثورة حتى نهايته، ومن ثم فإن المناورة التي تؤدي إلى الجلوس إلى مائدة المفاوضات هي الأنسب والأوفق.

ومن أسباب الاعتقاد بأنها مناورة، أن إعدام الرئيس وقيادات الإخوان ، كما تدلل على ذلك حوادث التاريخ، سيجعل منهم أيقونات للثورة المصر ية، تزيد جذوة الثورة اشتعالا، لا يقف دونها شيء، حتى تصل إلى أهدافها، ولذك فإن قطع الطريق على الثورة لا يكون إلا بالحفاظ على قادتها لإبقائهم حتى تحين فرصة التفاوض التي يسعى العسكر إليها منذ انقلابهم على الرئيس المنتخب.

كما أن إعدام الرئيس قد يرسل رسالة إلى الخارج تبرهن على دموية النظام، ويسعى إلى فضح الدول الداعمة له ومن ثم تعرض مصالحها للخطر، مما قد يضطرها إلى التخلي عن دعم نظام العسكر، مع وجود دور أكثر بروزا للدول الرافضة للانقلاب العسكري، بما قد يؤدي إلى عزلة دولية يكون لها آثارها الكبيرة على هذا النظام، كما حدث بالأرجنتين, والتي قد تدفعه إلى التخلي عن السلطة طواعية منه أو رغما عنه.

فإذا أضفنا إلى ذلك أن اللاعبين الدوليين والإقليميين يدركون أن انفجار الوضع في مصر سيكون له آثاره الكارثية على إقليم الشرق الأوسط كافة، ولن يقتصر الأمر على مصر ، ولذلك فهم يحسبون لهذة اللحظة حسابها، ويسعون جاهدين إلى تجنبها، حتى لو تطلب الأمر التخلي عن دعم العسكر أو السيسي في إدارته للمشهد المصر ي ساعتها.

أما الذين يقولون بأن الأمر سائر باتجاه تنفيذ أحكام الإعدام، إنما يبرهنون على ذلك بأن العسكر لا يجيدون إلا لغة القتل لكل من خالفهم أو خاصمهم، وأنهم لا يلوون على شيء لتحقيق أهدافهم وتركيع الخصوم، وأنهم يستخدمون كل الوسائل مشروعة أو غير مشروعة في هذا الصدد، وأن جر الثورة إلى العسكرة والحرب الأهلية هو غايتهم للقضاء على الثورة، وأن الوهم الذي يسوقونه حول إنجازات كاذبة فاشلة، لتحسين صورتهم لدى العامة، ليقبلوا بما هم مقدمون عليه من إجراءات الإعدام.

وأن الدور الدبلوماسي الذي تلعبه الخارجية المصر ية لإقناع العالم بضرورة تنفيذ أحكام الإعدام، وأن التسريبات حول اتفاق دولي إقليمي عسكري حول تنفيذ أحكام الإعدام والتي تمهد الطريق وتهيئ الرأي العام المحلي والخارجي، نحو تنفيذ الإعدام, كل ذلك يصب بأن العسكر مقدمون على فعلتهم هذه، وقد أخذوا الضوء الأخضر من داعميهم الدوليين والإقليميين والمحليين.

لكن الذين يتبتلون في محراب العبودية والتسليم لأمر الله من الثوار، يعلنون أن الأمر كله بيد الله، فلن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها، كما أخبر بذلك المعصوم صلى الله عليه وسلم، وأنه عندما يحين الأجل فلن يستطيع أحد أن يقدم قدر الله أو يؤجله إلا أن يشاء الله، فلو كتب الله لهم الحياة لعاشوا رغم كيد أعدائهم بهم، وإن موت أحد الناس مهما علت مكانته ليس معوقا للحراك، وإن عليهم أن يموتوا على ما مات عليه السابقون إلى الحق، فقد مات خير الناس في ظروف أصعب، فما حال ذلك دون استكمال المسير في طريق الحرية والعدالة والعيش الكريم، وإن طال بهم الأمد، وإن ذلك ليس بمقعد عن استمرار الحراك الثوري حتى تضع الثورة أوزارها وحتى تتحقق أهدافها كاملة.

المصدر